تاريخ النشر: 2025-11-04 | كتب: د تامر موسى ابراهيم مدرس جراحة العين والشبكية
تُعد المياه البيضاء (الكتاراكت) من أكثر أمراض العيون شيوعًا، وتحدث نتيجة تَغَيُّم عدسة العين الطبيعية مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في الرؤية.
ويؤكد دكتور تامر موسى إبراهيم أن هذا المرض لا يرتبط فقط بالتقدم في العمر، بل يمكن أن يظهر أيضًا نتيجة إصابات العين، أو أمراض مزمنة مثل السكري، أو بسبب بعض الأدوية والعوامل الوراثية، مشددًا على أهمية التشخيص المبكر لتجنب فقدان البصر التدريجي.
عملية استئصال المياه البيضاء هي إجراء جراحي يهدف إلى إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة تعيد وضوح الرؤية للمريض.
ويؤكد دكتور تامر موسى إبراهيم أن التقنيات الحديثة في جراحة المياه البيضاء جعلت العملية أكثر أمانًا وسرعة، حيث يتم إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي دون الحاجة إلى إقامة بالمستشفى، ويمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية خلال فترة قصيرة جدًا.
تُعد تقنية الفاكو واحدة من أكثر الطرق استخدامًا في استئصال المياه البيضاء، حيث تعتمد على تكسير العدسة المعتمة باستخدام الموجات فوق الصوتية وسحبها بلطف من العين، ثم زرع عدسة جديدة شفافة مكانها.
ويؤكد دكتور تامر موسى إبراهيم أن هذه التقنية تُقلل من مخاطر الجراحة، وتُسرّع من التعافي البصري، وتتميز بدقة عالية في التعامل مع مختلف درجات الكتاراكت، موضحًا أن معظم المرضى يستعيدون رؤية جيدة خلال 24 إلى 48 ساعة فقط بعد العملية.
تُعتبر تقنية الفيمتوليزر من أحدث التطورات في مجال جراحة المياه البيضاء، حيث تُستخدم أشعة الليزر الدقيقة بدلًا من الأدوات الجراحية التقليدية في إحداث الشقوق الدقيقة بالقرنية وتفتيت العدسة المعتمة.
ويُوضح دكتور تامر موسى إبراهيم أن الفيمتوليزر تُعد نقلة نوعية لأنها تُوفّر دقة غير مسبوقة في تحديد أماكن القطع والزرع، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات ويضمن نتائج بصرية ممتازة، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من درجات متقدمة من الكتاراكت أو من لديهم مشكلات بالقرنية.
يشدد دكتور تامر موسى إبراهيم على أن استخدام هاتين التقنيتين معًا يمنح الطبيب تحكمًا فائقًا أثناء الجراحة، ويُقلل من المدة الزمنية للعملية إلى نحو 10–15 دقيقة فقط، كما يُسهم في تحقيق النتائج التالية:
وضوح الرؤية خلال وقت قصير جدًا بعد الجراحة
تقليل احتمالية حدوث التهابات أو مضاعفات
سرعة التعافي والعودة للأنشطة اليومية
إمكانية تصحيح بعض مشكلات الإبصار في الوقت نفسه مثل قصر أو طول النظر
يوضح دكتور تامر موسى إبراهيم أن التحضير الجيد قبل العملية هو خطوة أساسية لنجاحها، ويتضمن فحص ضغط العين، وقياس انحناء القرنية، وتحديد نوع العدسة المناسبة لكل مريض.
أما بعد العملية، فيجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة، مثل استخدام القطرات الموصوفة، وتجنب فرك العين أو التعرض المباشر للأتربة، مع مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الشفاء الكامل واستقرار الرؤية.
يُشير دكتور تامر موسى إبراهيم إلى أن من أبرز مميزات التطور الحديث في جراحة المياه البيضاء هو إمكانية زراعة عدسات متعددة البؤر أو عدسات لتصحيح قصر أو طول النظر، ما يتيح للمريض التخلص من النظارات بعد العملية بشكل شبه تام، مما يجعلها عملية علاجية وتجديدية في الوقت نفسه.