تاريخ النشر: 2025-10-27 | كتب: د مروى بهاء الدين استشارى صحة نفسية وارشاد نفسى
يُعد تعديل السلوك من أهم الأساليب التربوية والنفسية الحديثة التي تساعد الأطفال على تطوير سلوكياتهم وتحسين تفاعلهم مع المجتمع.
ومع تزايد التحديات السلوكية لدى الأطفال في الوقت الحالي، أصبح اللجوء إلى جلسات تعديل السلوك للأطفال ضرورة حقيقية لضمان تنمية صحية ومتوازنة للطفل.
جلسات تعديل السلوك هي برامج علاجية وتربوية تهدف إلى فهم السلوكيات غير المرغوبة لدى الطفل وتغييرها بطريقة إيجابية،
من خلال استخدام أساليب علمية تعتمد على التشجيع، والتعزيز، والملاحظة، والتدريب السلوكي المستمر.
وتوضح دكتورة مروى بهاء الدين أن تعديل السلوك لا يعني معاقبة الطفل أو توبيخه،
بل يعتمد على فهم أسباب السلوك أولًا ثم العمل على تصحيحه بطريقة تربوية قائمة على الحب والاحترام والاتصال الفعّال بين الأهل والطفل.
تشدد دكتورة مروى بهاء الدين على أن ملاحظة السلوكيات التالية تستدعي التدخل المبكر والبدء في جلسات تعديل السلوك:
العدوانية الزائدة أو العنف تجاه الآخرين
العناد الشديد ورفض الأوامر
فرط الحركة وتشتت الانتباه
الخوف المفرط أو الانطواء
مشاكل في التواصل أو ضعف التفاعل الاجتماعي
السلوكيات التخريبية أو الغضب المفرط
كل هذه العلامات تُعد مؤشرات واضحة على أن الطفل يحتاج إلى تقييم نفسي وسلوكي متخصص لتحديد أسباب المشكلة ووضع خطة علاجية مناسبة.
تهدف جلسات تعديل السلوك للأطفال إلى تحقيق عدة أهداف نفسية وتربوية،
وتؤكد دكتورة مروى بهاء الدين أن هذه الأهداف تُبنى على مبدأ فهم شخصية الطفل وليس إجباره على التغيير، وتشمل:
تعزيز السلوكيات الإيجابية مثل التعاون، المشاركة، والطاعة.
الحد من السلوكيات السلبية مثل العدوانية أو العصبية.
تنمية مهارات التواصل الاجتماعي وتحسين القدرة على التعبير عن المشاعر.
تدريب الطفل على ضبط النفس والتحكم في ردود أفعاله.
مساعدة الأهل على التعامل السليم مع سلوك الطفل داخل المنزل والمدرسة.
توضح دكتورة مروى بهاء الدين أن جلسات تعديل السلوك تمر بعدة مراحل متكاملة، أهمها:
يتم فيه مقابلة الطفل ووالديه لفهم طبيعة السلوك والمواقف التي يظهر فيها.
تُدرس الأسباب والدوافع وراء السلوك غير المرغوب مثل الغيرة أو الخوف أو ضعف الثقة بالنفس.
تُصمم خطة خاصة بكل طفل تشمل أهدافًا واقعية وأساليب تعزيز مناسبة لطبيعته وشخصيته.
يُستخدم فيها التعزيز الإيجابي، النمذجة (القدوة)، والتدريب على السلوك البديل.
تُنبه دكتورة مروى بهاء الدين إلى أن المتابعة الدورية مهمة جدًا لضمان ثبات التحسن واستمراريته.
تشدد دكتورة مروى بهاء الدين على أن جلسات تعديل السلوك لا تكتمل دون مشاركة فعالة من الأسرة،
فالأهل هم العنصر الأساسي في تطبيق التوجيهات اليومية وملاحظة التحسن السلوكي للطفل.
وتنبه إلى أهمية أن يكون تعامل الأهل مبنيًا على الصبر، وعدم المقارنة بين الأطفال،
واستخدام التشجيع بدل العقاب، لأن الدعم النفسي هو العامل الأهم في نجاح العلاج السلوكي.
تشمل جلسات تعديل السلوك مجموعة من الأساليب التربوية والعلاجية، منها:
التعزيز الإيجابي: مكافأة السلوك الجيد لتشجيع الطفل على تكراره.
الإطفاء السلوكي: تجاهل السلوكيات غير المرغوبة لتقليل حدوثها.
العقود السلوكية: وضع اتفاق واضح بين الطفل والمعالج أو الأهل لتحديد السلوك المطلوب.
النمذجة: استخدام القدوة لتعليم الطفل الطريقة الصحيحة للتصرف.
التدريب على المهارات الاجتماعية: تعليم الطفل كيفية التواصل مع الآخرين باحترام وثقة.
توضح دكتورة مروى بهاء الدين أن عدد الجلسات يختلف حسب عمر الطفل وطبيعة السلوك المستهدف،
ولكن في الغالب يحتاج البرنامج العلاجي من 8 إلى 12 جلسة،
تتخللها متابعة مستمرة بين الأخصائي النفسي والأسرة لضمان تحقيق أفضل النتائج.