علاج الاضطرابات النفسية والتدخل المبكر مع دكتورة مروى بهاء الدين

تاريخ النشر: 2025-10-27 | كتب: د مروى بهاء الدين استشارى صحة نفسية وارشاد نفسى


تعتبر الاضطرابات النفسية من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على الإنسان في جوانب حياته المختلفة، سواء الاجتماعية أو العملية أو الأسرية.
وقد أصبحت هذه الاضطرابات أكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة بسبب الضغوط اليومية المتزايدة، وهو ما يجعل علاج الاضطرابات النفسية ضرورة لا يمكن تجاهلها.


ما هي الاضطرابات النفسية؟

الاضطرابات النفسية هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على التفكير والمشاعر والسلوك،
وقد تشمل القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، اضطرابات النوم، واضطرابات الشخصية وغيرها.

وتوضح دكتورة مروى بهاء الدين أن هذه الحالات لا تعني ضعفًا في الشخصية كما يظن البعض،
بل هي مشكلات طبية تحتاج إلى تقييم وعلاج متخصص تمامًا مثل أي مرض عضوي آخر.


أعراض الاضطرابات النفسية

تظهر الاضطرابات النفسية في صور متعددة، وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية

  • اضطرابات في النوم أو الشهية

  • تقلبات مزاجية شديدة

  • الشعور المستمر بالذنب أو القلق

  • ضعف التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات

  • العزلة الاجتماعية أو الانسحاب من الآخرين

وتؤكد دكتورة مروى بهاء الدين أن ملاحظة هذه العلامات في مرحلة مبكرة تشدد على أهمية سرعة التوجه للطبيب النفسي لتجنب تفاقم الحالة.


أسباب الاضطرابات النفسية

تشير دكتورة مروى بهاء الدين إلى أن الأسباب متعددة وقد تتداخل فيما بينها، ومنها:

  1. العوامل الوراثية
    بعض الاضطرابات تنتقل في العائلات نتيجة لعوامل جينية معينة.

  2. العوامل البيولوجية
    مثل اختلال في كيمياء المخ أو اضطراب في الهرمونات.

  3. العوامل البيئية والاجتماعية
    كالتعرض المستمر للضغوط النفسية أو الصدمات العاطفية.

  4. العادات والسلوكيات اليومية
    مثل قلة النوم، سوء التغذية، أو الاعتماد على المنبهات والمخدرات.

وتنبه دكتورة مروى بهاء الدين إلى أن تراكم هذه العوامل دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل اضطرابات سلوكية وإدمانًا أو عزلة حادة.


طرق علاج الاضطرابات النفسية

توضح دكتورة مروى بهاء الدين أن العلاج النفسي لا يعتمد على دواء واحد أو طريقة واحدة،
بل يتم تحديد الخطة حسب نوع الاضطراب وشدة الأعراض، وتشمل:

1. العلاج النفسي (العلاج بالكلام)

يهدف إلى مساعدة المريض على فهم أفكاره ومشاعره وسلوكياته.
ويُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر الأساليب فعالية في علاج القلق والاكتئاب والوسواس القهري.

2. العلاج الدوائي

في بعض الحالات، يحتاج المريض إلى أدوية تساعد في ضبط كيمياء المخ وتحسين المزاج،
ويتم وصفها بدقة وتحت إشراف طبيب مختص.

3. العلاج السلوكي

يركز على تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها واستبدالها بعادات صحية إيجابية.

4. الدعم الأسري والاجتماعي

يؤكد دور الأسرة والمقربين في دعم المريض وتوفير بيئة آمنة تساعد على التعافي.

وتشدد دكتورة مروى بهاء الدين على أن التكامل بين العلاج النفسي والدوائي هو الأساس لتحقيق نتائج فعالة ودائمة.


أهمية المتابعة والاستمرارية

لا ينتهي العلاج عند تحسن الأعراض، بل يجب الاستمرار في المتابعة المنتظمة مع الطبيب النفسي.
فقد تعود الأعراض مجددًا إذا توقف المريض عن العلاج دون إشراف طبي.

وتؤكد دكتورة مروى بهاء الدين أن الانتظام في الجلسات والمتابعة المستمرة يساعد في استقرار الحالة النفسية والوقاية من الانتكاسات المستقبلية.


نصائح للحفاظ على الصحة النفسية

لضمان استقرار الحالة النفسية، تنبه دكتورة مروى بهاء الدين إلى أهمية اتباع نمط حياة صحي من خلال:

  • النوم الكافي والمنتظم

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

  • تناول غذاء متوازن

  • تجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان

  • تخصيص وقت للراحة والهوايات

  • طلب المساعدة عند الحاجة دون خجل


إن علاج الاضطرابات النفسية ليس رفاهية بل هو ضرورة للحفاظ على جودة الحياة.
وتؤكد دكتورة مروى بهاء الدين أن الدعم النفسي والعلاج المبكر يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المريض،
وتشدد على أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية،
فهي الأساس لتحقيق التوازن والسعادة والنجاح في كل جوانب الحياة.