العناية بعيون الأطفال: ضرورة طبية تبدأ من اليوم الأول

تاريخ النشر: 2025-08-06 | كتب: دكتور محمد فؤاد الزيات استشاري طب وجراحة العيون


عيون الأطفال من أكثر أعضاء الجسم حساسية وأهمية، وتتطلب مراقبة دقيقة منذ الولادة لضمان النمو السليم وتفادي المضاعفات البصرية التي قد تؤثر على حياة الطفل وتطوره الأكاديمي والاجتماعي. وتؤكد الدراسات الحديثة أن الاكتشاف المبكر لأي مشكلة في العين يمكن أن يساهم بشكل كبير في العلاج الكامل أو تقليل المضاعفات لاحقًا.
 

مشاكل العيون الشائعة عند الأطفال

تشمل أبرز مشاكل العيون التي يمكن أن تصيب الأطفال:

  • الحول: ويحدث عندما لا تتحرك العينان بتناغم. قد يظهر بعد الولادة مباشرة أو في مراحل عمرية لاحقة.

  • كسل العين (الغمش): وهو ضعف في الرؤية في عين واحدة نتيجة عدم استخدامها بالشكل السليم.

  • قصر أو طول النظر: مشاكل في وضوح الرؤية تؤثر على أداء الطفل الدراسي.

  • انسداد القنوات الدمعية: يظهر غالبًا عند الرضع ويسبب دموعًا زائدة وافرازات مستمرة.

  • إصابات العين والعدوى: مثل الرمد الصديدي أو الالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
     

متى يجب فحص عين الطفل؟

يوصي الأطباء بإجراء الفحوصات الدورية التالية:

  • عند الولادة للكشف عن أي تشوهات خلقية.

  • في عمر 6 أشهر لفحص استجابة العين للضوء والحركة.

  • في عمر 3 إلى 4 سنوات لفحص النظر والانتباه لأي علامات غير طبيعية.

  • بعد دخول المدرسة لاكتشاف أي مشكلات في الإبصار تؤثر على التحصيل الدراسي.
     

كيف يلاحظ الأهل وجود مشكلة في العين عند الطفل؟

يجب أن ينتبه الأهل إلى العلامات التالية:

  • ميل الطفل لإغلاق إحدى عينيه أثناء النظر.

  • الاقتراب المبالغ فيه من التلفاز أو الكتب.

  • الشكوى من الصداع المتكرر أو ألم في العين.

  • ظهور احمرار دائم أو دموع غزيرة.

  • صعوبة في تتبع الأشياء أو بطء في الاستجابة البصرية.
     

أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب

يؤكد دكتور محمد فؤاد الزيات، استشاري جراحة المياه البيضاء والزرقاء وعيون الأطفال، على أن الاكتشاف المبكر لأي خلل بصري في مرحلة الطفولة هو العامل الأهم في نجاح العلاج. ويشدد على أن التأخر في فحص النظر قد يؤدي إلى نتائج غير قابلة للعلاج مثل فقدان البصر الجزئي الدائم أو تطور كسل العين.
 

أساليب علاج مشاكل العيون عند الأطفال

تتعدد طرق العلاج حسب نوع المشكلة:

  • النظارات الطبية: تستخدم لعلاج مشاكل الإبصار كقصر أو طول النظر والانحراف.

  • تمارين العين: تُستخدم لتحفيز عمل العين الكسولة.

  • سد العين السليمة مؤقتًا: لإجبار العين الضعيفة على العمل وتقوية الرؤية.

  • الجراحة: في حالات الحول أو انسداد القناة الدمعية أو بعض العيوب الخلقية.

  • الأدوية والقطرات: لعلاج الالتهابات أو تخفيف أعراض معينة.
     

نصائح للوقاية والحفاظ على صحة عين الطفل

  • تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات.

  • توفير إضاءة جيدة أثناء القراءة والمذاكرة.

  • تعليم الطفل غسل اليدين جيدًا لتجنب نقل العدوى للعين.

  • تشجيع الفحوصات البصرية الدورية.

  • ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج في الشمس لحماية العين.

ويؤكد دكتور محمد فؤاد الزيات مرة أخرى أن الوعي المبكر لدى الأهل بضرورة متابعة صحة عين الطفل هو حجر الأساس في الحفاظ على نظره مدى الحياة، وأن العناية البصرية ليست رفاهية بل مسؤولية صحية أساسية.