تاريخ النشر: 2025-07-26 | كتب: دكتور محمد بسيونى بلح إستشارى جراحة العظام
جراحة الركبة هي عملية تهدف إلى معالجة المشكلات التي تؤثر على سلامة المفصل وتسبب ألمًا أو نقصًا في الحركة. يتضمن العلاج الجراحي عادة استبدال أو إصلاح الأنسجة التالفة في الركبة، سواء كانت العظام، الأربطة، الغضاريف، أو الأوتار.
تتعدد الأسباب التي قد تدفع الطبيب إلى اتخاذ قرار إجراء جراحة للركبة. من أبرز هذه الأسباب:
الإصابات الرياضية: مثل تمزق الأربطة أو الغضاريف، وتعد من أكثر الأسباب شيوعًا خاصة بين الرياضيين.
التهاب المفاصل: وهو مرض شائع يؤدي إلى تآكل الغضاريف داخل المفصل، ما يسبب ألمًا مستمرًا وصعوبة في الحركة.
كسور الركبة: قد تحدث بسبب الحوادث أو السقوط.
التشوهات الخلقية: بعض الأشخاص يولدون مع مشاكل في الركبة قد تتطلب تدخلاً جراحيًا.
مشاكل الغضاريف: مثل التمزق أو التآكل الذي يمكن أن يؤثر على حركة الركبة.
د. محمد بسيوني بلح: "من الضروري أن نفهم أن هناك حالات متعددة قد تستدعي التدخل الجراحي، ويجب على المرضى عدم التردد في زيارة الطبيب المتخصص عند الشعور بأي ألم مستمر أو صعوبة في الحركة. العلاج المبكر يمنع تفاقم المشكلة ويقلل من التعرض للمضاعفات طويلة المدى."
1. جراحة المنظار (Arthroscopy):
هي عملية طبية تُستخدم لتشخيص وعلاج العديد من مشاكل الركبة باستخدام كاميرا صغيرة تُدعى "المنظار". يتم إدخال المنظار من خلال شق صغير في الجلد، ما يسمح للجراح برؤية المفصل من الداخل وإجراء العمليات الدقيقة مثل إزالة الأنسجة التالفة أو إصلاح الغضاريف أو الأربطة.
مزايا هذه الجراحة:
أقل توغلاً مقارنة بالجراحة التقليدية.
فترة تعافي أقصر.
أقل ألمًا.
نتائج أفضل في معظم الحالات.
د. محمد بسيوني بلح: "جراحة المنظار أصبحت الخيار الأول للكثير من المرضى اليوم، حيث تتميز بكونها أقل توغلاً وتمنح نتائج ممتازة، مع فترة تعافي أسرع."
2. جراحة استبدال الركبة (Knee Replacement Surgery):
وتعرف أيضًا باسم جراحة المفصل الاصطناعي. يتم استبدال جزء من أو كامل مفصل الركبة بمفصل صناعي في حالة تدهور المفصل نتيجة لتآكل الغضاريف أو الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل.
أنواع جراحة الاستبدال:
استبدال جزئي للركبة: عندما يتأثر جزء معين من المفصل فقط.
استبدال كامل للركبة: في الحالات التي تتأثر فيها الركبة بالكامل.
د. محمد بسيوني بلح: "استبدال الركبة هو الحل الأمثل للحالات المتقدمة من التآكل أو التهاب المفاصل. ويجب أن يتم هذا النوع من الجراحة عندما تفشل العلاجات الأخرى في تحسين حالة المريض. ولكن لا بد من أن يكون هناك تقييم دقيق للحالة قبل اتخاذ القرار."
3. جراحة إصلاح الأربطة (Ligament Repair):
تتم هذه الجراحة في حالة تمزق الأربطة، مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، الذي يحدث غالبًا في الرياضات التي تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة.
د. محمد بسيوني بلح: "تمزق الرباط الصليبي يعد من الإصابات الشائعة بين الرياضيين، ولا بد من التدخل الجراحي في حالات معينة لضمان استعادة وظيفة الركبة بشكل كامل."
4. جراحة إصلاح الغضاريف (Cartilage Repair Surgery):
تستخدم هذه الجراحة لإصلاح الغضاريف التالفة داخل الركبة، سواء عن طريق نقل جزء من الغضروف السليم من مكان آخر أو باستخدام مواد صناعية لتعويض الغضروف التالف.
في السنوات الأخيرة، شهدت جراحات الركبة تطورًا ملحوظًا في التقنيات الجراحية والأدوات المستخدمة، مما أسهم في تقليل المضاعفات وتحسين نتائج العمليات.
التكنولوجيا الروبوتية: يتم الآن استخدام الروبوتات في بعض جراحات استبدال الركبة لضمان دقة عالية في وضع المفصل الصناعي وتقليل الأخطاء البشرية.
الطب الشخصي: يستخدم الأطباء في بعض الحالات الطب الشخصي أو الموجه على أساس المعلومات الجينية للمرضى، مما يساعد في اختيار العلاج الأنسب.
التعافي السريع: تقنيات جديدة مثل "جراحة الركبة عبر الجلد" أصبحت تتيح للمرضى العودة إلى حياتهم اليومية بشكل أسرع، مع تحسينات كبيرة في تقليل الألم وفترة التعافي.
د. محمد بسيوني بلح: "التطورات التكنولوجية الحديثة جعلت جراحة الركبة أكثر دقة وأقل ضررًا. نحن الآن قادرون على تحسين النتائج بشكل كبير باستخدام الروبوتات والتقنيات الحديثة، مما يساعد المرضى على العودة لحياتهم الطبيعية بسرعة أكبر."
بعد إجراء الجراحة، يتعين على المرضى اتباع برنامج تأهيلي دقيق لاستعادة قوة الحركة والمرونة في الركبة. يشمل العلاج الطبيعي الذي يتضمن تمارين محددة لزيادة مرونة الركبة وتقوية العضلات المحيطة بها.
العلاج الطبيعي المبكر: يبدأ بشكل عام خلال الأسابيع الأولى بعد الجراحة للمساعدة في تقليل التورم وتحفيز الدورة الدموية.
التمارين التعويضية: تساعد على تعزيز العضلات واستعادة الوظائف الطبيعية.
إعادة التأهيل المكثف: في بعض الحالات، قد يستلزم الأمر برنامجًا تأهيليًا مكثفًا لفترة تصل إلى عدة أشهر.
د. محمد بسيوني بلح: "التأهيل بعد الجراحة هو جزء لا يتجزأ من النجاح النهائي للعملية. يجب أن يتم الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي وفقًا للبرنامج الذي يحدده الطبيب. هذا يساعد بشكل كبير في تقليل الآلام والعودة إلى الحركة الطبيعية."
أشار الدكتور محمد بسيوني بلح، استشاري جراحة العظام والمفاصل، إلى أهمية التشخيص المبكر والاستشارة مع الأطباء المتخصصين في جراحة الركبة قبل اتخاذ قرار بشأن العلاج الجراحي. يتحدث الدكتور بسيوني بلح عن كيفية تحديد نوع العلاج الأنسب بناءً على حالة المريض، ومدى تأثر الركبة، وأسلوب الحياة الذي يعيشه المريض.
د. محمد بسيوني بلح: "إن الاستشارة المبكرة مع طبيب متخصص يمكن أن تساعد في تشخيص المشكلة بدقة وتحديد العلاج المناسب. في بعض الحالات، قد يكون العلاج غير الجراحي كافيًا، بينما في حالات أخرى، قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل لتخفيف الألم واستعادة الحركة."
على الرغم من أن جراحات الركبة تعتبر آمنة إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض المخاطر التي يجب على المرضى أن يكونوا على دراية بها، مثل:
العدوى.
التجلط الدموي.
تلف الأعصاب أو الأوعية الدموية.
فشل المفصل الصناعي.
من خلال المتابعة المنتظمة مع الطبيب بعد الجراحة، يمكن تقليل هذه المخاطر إلى الحد الأدنى.
د. محمد بسيوني بلح: "على الرغم من أن المخاطر تعتبر منخفضة، إلا أنه من المهم للغاية أن يتبع المريض تعليمات الطبيب بدقة بعد الجراحة ويخضع للفحوصات والمتابعات الدورية للتأكد من نجاح العملية والتأكد من التعافي الكامل."