علاج الإدمان: رحلة التعافي والعودة للحياة الطبيعية

تاريخ النشر: 2025-07-10 | كتب: د/ حمدى عبد المولى استشاري طب نفسي وإدمان


يُعتبر علاج الإدمان من أكثر التخصصات الطبية حساسية وأهمية في مجال الصحة النفسية، حيث يهدف إلى مساعدة الأفراد على التخلص من الاعتماد النفسي والجسدي على المواد المخدرة أو السلوكيات الإدمانية، والعودة إلى حياة طبيعية صحية ومنتجة.


ما هو الإدمان؟

الإدمان هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على الدماغ وتُسبب رغبة شديدة لا يمكن السيطرة عليها في تعاطي مادة مخدرة أو ممارسة سلوك معين، رغم الأضرار الصحية والاجتماعية والقانونية التي قد تترتب على ذلك. الإدمان لا يقتصر فقط على المواد الكيميائية، بل يمكن أن يشمل إدمان الألعاب الإلكترونية، المقامرة، وغيرها.


مراحل علاج الإدمان

  1. التقييم والتشخيص:
    تبدأ رحلة العلاج بتقييم شامل لحالة المريض الصحية والنفسية والاجتماعية لتحديد نوع الإدمان ومدى تأثيره.

  2. الانسحاب الآمن:
    تحت إشراف طبي دقيق، يتم التخلص التدريجي من المادة أو السلوك الإدماني مع مراقبة الأعراض الانسحابية.

  3. العلاج النفسي والدعم السلوكي:
    يشمل العلاج الفردي والجماعي لتعديل السلوكيات وتعزيز القدرات النفسية لمواجهة الإغراءات.

  4. إعادة التأهيل والدمج الاجتماعي:
    دعم المريض للعودة للحياة الطبيعية والمجتمع مع توفير برامج متابعة مستمرة.


يؤكد دكتور حمدي عبد المولى، استشاري الطب النفسي، أن:

"علاج الإدمان لا يقتصر فقط على التخلص من المادة، بل هو عملية شاملة تتطلب دعما نفسياً مستمراً وبرامج تأهيلية تهدف لإعادة بناء شخصية المريض وتأهيله للاندماج الاجتماعي بشكل ناجح."

وأضاف:

"نحن نعمل على توفير بيئة علاجية آمنة وسرية، تتيح للمريض استعادة حياته بثقة دون خوف من الوصم الاجتماعي."


أساليب العلاج الحديثة المستخدمة

  • العلاج الدوائي: استخدام أدوية تساعد على تخفيف الأعراض الانسحابية وتقليل الرغبة في التعاطي.

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): تعديل الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالإدمان.

  • جلسات الدعم الجماعي: تبادل الخبرات والدعم النفسي بين المرضى.

  • العلاج الأسري: إشراك الأسرة في دعم المريض خلال رحلة التعافي.

  • العلاج التأهيلي: برامج طويلة الأمد لإعادة بناء المهارات الحياتية.


أهمية التدخل المبكر والمتابعة المستمرة

يشدد دكتور حمدي عبد المولى على أن:

"التدخل المبكر في علاج الإدمان يزيد من فرص النجاح ويقلل من الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية. والمتابعة المستمرة ضرورية لمنع الانتكاس ودعم المريض في مواجهة تحديات الحياة."