تاريخ النشر: 2025-06-10 | كتب: دكتور محمد مختار عرفات استشاري جراحات السمنة
تُشكل السمنة المفرطة تحديًا صحيًا عالميًا، ومعها تزداد مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. في هذا السياق، برزت جراحة تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy) كحل جراحي فعال ومستدام لمساعدة الأفراد على استعادة صحتهم وتحقيق وزن مثالي. تعتبر هذه العملية تحولاً جذرياً في حياة المريض، لا تقتصر على فقدان الوزن فحسب، بل تمتد لتشمل تحسين شامل لجودة الحياة.
تُعرف عملية تكميم المعدة بأنها إجراء لـ تقليص حجم المعدة بشكل دائم. خلال الجراحة، يقوم جراح السمنة بإزالة حوالي 75% إلى 80% من الجزء الأكبر المنحني من المعدة، لتتحول المعدة إلى أنبوب ضيق يشبه "الكم" أو "الموزة". يظل الجزء المتبقي متصلاً بالمريء من الأعلى وبالأمعاء الدقيقة من الأسفل بشكل طبيعي، دون أي تحويل لمسار الأمعاء.
كيف تُساعد هذه العملية على إنقاص الوزن؟
تعتمد فعالية تكميم المعدة على مبدأين أساسيين:
تتطلب جراحة تكميم المعدة تقييمًا دقيقًا للمرشحين. بشكل عام، تكون مناسبة للأشخاص الذين يستوفون المعايير التالية:
التعافي بعد عملية تكميم المعدة يتم عادة بشكل تدريجي. يبدأ المريض بنظام غذائي يعتمد على السوائل، ثم يتطور إلى الأطعمة المهروسة، ثم الأطعمة اللينة، وأخيرًا الأطعمة الصلبة على مدى عدة أسابيع. يلتزم المريض بحصص صغيرة من الطعام ومضغ جيد، مع التركيز على البروتين وتناول المكملات الغذائية والفيتامينات مدى الحياة.
النتائج:
على الرغم من فعالية تكميم المعدة، إلا أنها ليست خالية من المخاطر المحتملة، والتي تشمل المضاعفات الجراحية العامة (مثل النزيف أو العدوى) والمضاعفات الخاصة بالعملية (مثل التسريب من خط الدبابيس أو الارتجاع المريئي). لذلك، فإن اختيار جراح سمنة ذو خبرة عالية أمر بالغ الأهمية.
النجاح طويل الأمد لعملية تكميم المعدة يعتمد بشكل حاسم على التزام المريض بتعليمات الطبيب والفريق الطبي المعالج، بما في ذلك أخصائي التغذية، وأخصائي الصحة النفسية. المتابعة الدورية ضرورية لضمان فقدان الوزن الصحي، الكشف عن أي نقص في الفيتامينات أو المعادن، ومعالجة أي مضاعفات قد تظهر.
في الختام، تُعد عملية تكميم المعدة فرصة حقيقية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لبدء حياة جديدة أكثر صحة ونشاطًا. إنها استثمار في المستقبل يتطلب التزامًا وجهدًا، ولكنه يقدم مكافآت صحية لا تقدر بثمن.