الأقارب أم الغرباء؟ لماذا يُعد الاعتداء الجنسي من الأقارب أخطر على الأطفال

تاريخ النشر: 2025-04-25

"الاعتداء الجنسي على الأطفال هو أبشع جريمة يمكن أن تحدث في حياة أي طفل، وللأسف، تتخذ هذه الجريمة أشكالًا متعددة، وأكثرها صدمة هو الاعتداء من قبل الأقارب. رغم أن المجتمعات غالبًا ما تركز على خطر الغرباء، إلا أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الأقارب يُعدون الأخطر على الأطفال. هذه الحقيقة المرة تكشف عن مدى عمق الخطر الذي يواجهه الأطفال داخل أسرهم. في دليلى ميديكال هذا المقال، سنتعرف على أسباب كون الأقارب أخطر المعتدين، وما هي المخاطر النفسية والجسدية التي يتعرض لها الأطفال نتيجة لهذا النوع من الاعتداءات. كما سنتناول تأثيرات هذه الجرائم على الطفل والأسرة والمجتمع، وكيف يمكننا حماية أطفالنا من هذا التهديد الخفي.

**أنواع الاعتداء الجنسي على الأطفال من الأقارب**:

  1. التحرش الجسدي
    يشمل لمس أجزاء حساسة من جسم الطفل، سواء بشكل مباشر أو من فوق الملابس. يحدث أحيانًا تحت ذريعة "اللعب" أو "الهزار"، ويُعد هذا النوع من أخطر الأنواع لأنه يهدم شعور الطفل بالأمان في بيته وسط أهله.

  2. التحرش اللفظي
    يشمل الكلام الجنسي الصريح أو التلميحات غير اللائقة عن جسم الطفل أو سلوكياته. على الرغم من أن هذا النوع لا يتضمن لمسًا جسديًا، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على نفسية الطفل.

  3. الاستغلال الجنسي
    يشمل إجبار الطفل على مشاهدة صور أو فيديوهات إباحية أو تصويره في أوضاع غير لائقة. في بعض الأحيان، قد يُجبر الطفل على القيام بأفعال جنسية، وهذا النوع من الاعتداء يكون غالبًا سريًا ولا يُكتشف بسهولة.

  4. الاعتداء الجنسي الكامل
    يتمثل في إجبار الطفل على ممارسة علاقة جنسية فعلية. سواء كان ذلك بالإكراه أو التحايل، فهو جريمة خطيرة تؤدي إلى آثار نفسية وجسدية مدمرة على الطفل.

  5. الاستغلال تحت التهديد
    يستخدم القريب التهديدات لإسكات الطفل، سواء عن طريق تهديده بالفضح أو بإيذائه أو إيذاء شخص آخر يحبه. هذا يخلق جوًا من الخوف الشديد يجعل الطفل صامتًا.

  6. الاستغلال الجنسي عبر "المداعبات"
    في هذا النوع، قد يُشجع القريب الطفل على فعل مداعبات غير لائقة، مثل تدليك الجسم أو اللعب بطريقة غير صحية. يُقدم هذا السلوك عادة على أنه "تسلية" أو "استكشاف للجسم"، مما يؤدي إلى تشويش في فهم الطفل للطبيعة الصحية للجسم.

  7. التغاضي عن أفعال غير لائقة بحجة "الحماية"
    قد يبرر بعض الأقارب الاعتداءات الجسدية بأنهم "يحمون" الطفل، مثلما يحدث أثناء الاستحمام أو تغيير الملابس. هذا النوع من الاعتداء يزعم أن الأفعال طبيعية، مما يجعل الطفل في حيرة وتضارب داخلي.

  8. الضغط النفسي لإجبار الطفل على السكوت
    في هذا النوع، يُمارس المعتدي ضغطًا نفسيًا شديدًا على الطفل، ويهدده بالعواقب إن أخبر أحدًا بما يحدث. هذا الضغط يتسبب في حالة من الرعب والخوف العميق في قلب الطفل.

  9. التحرش أثناء السفر أو الرحلات
    في بعض الأحيان، يحدث الاعتداء في أماكن جديدة أو أثناء السفر، مثل الرحلات العائلية أو المصايف. هذه الأماكن تخلق جوًا من عدم الأمان للطفل وتجعله في حالة عدم القدرة على الهروب أو الدفاع عن نفسه.

  10. استغلال حاجة الطفل العاطفية
    إذا كان الطفل يشعر بالحاجة إلى الحب والاهتمام، قد يستغله القريب عاطفيًا. في هذا النوع، يحاول المعتدي أن يجعل الطفل يشعر بالأهمية من خلال منح "هدايا خاصة" أو وعود كاذبة، مع التأكيد على عدم إخبار أحد بما يحدث.

  11. التجاهل الكامل لحقوق الطفل الشخصية
    بعض الأقارب يظنون أن من حقهم أن يدخلوا إلى مساحات خاصة بالطفل، مثل غرفته أو ملابسه، دون احترام لحدوده الشخصية. هذا التعدي على خصوصية الطفل يجعلّه يشعر أن حقوقه غير محترمة.

  12. التحرش أثناء النوم العميق
    قد يحدث الاعتداء الجنسي أثناء نوم الطفل العميق، خاصة إذا كان الطفل ينام بجانب القريب أو في نفس الغرفة. في هذه الحالة، يكون الطفل غير قادر على الدفاع عن نفسه.

  13. اللعب بالألعاب الجنسية مع الأطفال
    في بعض الحالات، يستخدم بعض الأقارب ألعابًا جنسية أو أدوات غير لائقة ليحثوا الطفل على سلوكيات جنسية غير طبيعية. قد يُجبر الطفل على تقليد هذه السلوكيات أو يتم فرضها عليه.

  14. إقناع الطفل بتجربة أمور جنسية غير لائقة
    في هذا النوع، يحاول المعتدي إقناع الطفل بأنهم بحاجة لتجربة أمور جنسية معينة. هذه المحاولات تكون مبالغ فيها وغير مناسبة تمامًا لسن الطفل.

  15. استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام أو السيطرة
    قد يستخدم بعض الأقارب الاعتداء الجنسي كأداة للانتقام من شخص آخر في العائلة أو للسيطرة على الطفل. هذا السلوك يهدف إلى كسب السلطة على الطفل أو إيذاء شخص آخر في الأسرة.

***أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال من الأقارب***

الاعتداء الجنسي على الأطفال من الأقارب هو من أخطر الجرائم التي تؤثر بشكل عميق على نفسية الطفل وتترك جروحًا يصعب شفاؤها حتى مع مرور الوقت. وللأسف، يُعد هذا النوع من الاعتداء من الأصعب اكتشافه بسبب العلاقة الوثيقة بين الطفل والجاني، وثقة الأهل به. في ما يلي بعض الأسباب التي قد تقف وراء حدوث هذا النوع من الاعتداء:

 1. الاضطرابات النفسية عند القريب
بعض الأقارب قد يعانون من اضطرابات نفسية أو جنسية مثل "البيدوفيليا" (الانجذاب الجنسي للأطفال)، مما يجعلهم يرون الطفل كوسيلة لإشباع رغباتهم المنحرفة.

 2. الفراغ العاطفي أو الجنسي
في بعض الحالات، قد يكون القريب المعتدي يعاني من حرمان عاطفي أو جنسي، وبدلاً من البحث عن حل صحي، يلجأ للطفل باعتباره ضحية سهلة لإشباع رغباته.

 3. سهولة الوصول للطفل
بما أن المعتدي هو من العائلة، فإنه غالبًا ما يكون موجودًا في البيت أو يزور بشكل متكرر، مما يتيح له فرصة للاختلاء بالطفل بعيدًا عن رقابة الأهل.

 4. ثقة الأهل الزائدة
الثقة العمياء التي يضعها الأهل في الأقارب قد تجعلهم يتركون أطفالهم معهم لفترات طويلة دون مراقبة، مما يوفر فرصة للمعتدي لتنفيذ جريمته دون أن يلاحظها أحد.

 5. غياب الثقافة الجنسية
في كثير من الأحيان، يتجنب الأهل الحديث مع أطفالهم عن الفرق بين اللمسات الآمنة واللمسات المؤذية، مما يترك الطفل غير قادر على التمييز بين السلوكيات السليمة والمرفوضة، وبالتالي لا يعرف كيف يواجه أو يشكو مما يحدث له.

 6. الخوف من الفضيحة
يعتقد بعض الأقارب المعتدين أن الطفل سيكون خائفًا من التحدث عن الاعتداء بسبب الخوف من الفضيحة أو من رد فعل الأهل، مما يمنحهم شعورًا بالأمان ويدفعهم للاستمرار في الجريمة.

 7. ضعف الرقابة الأسرية
الانشغال الزائد للأهل أو غياب أحد الوالدين يمكن أن يسهل على المعتدي تنفيذ جريمته دون أن يلاحظ أحد، مما يعزز خطر الاعتداء على الطفل.


****علامات الاعتداء الجنسي على الأطفال:

الاعتداء الجنسي على الأطفال من الأقارب قد يكون واضحًا أحيانًا، وفي أحيان أخرى قد يكون خفيًا للغاية. لذلك من المهم أن يكون الأهل حريصين جدًا على مراقبة أي تغييرات في سلوك الطفل أو جسمه. إليك أبرز العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للاعتداء الجنسي:

علامات جسدية:

  • آلام أو تورم في المنطقة الحساسة
    قد يعاني الطفل من ألم أو تورم في الأعضاء التناسلية أو مناطق حساسة أخرى.

  • صعوبة في المشي أو الجلوس
    قد يواجه الطفل صعوبة في الحركة أو الجلوس بشكل طبيعي بسبب الألم أو الإصابات الناتجة عن الاعتداء.

  • وجود كدمات أو خدوش غريبة
    قد تظهر كدمات أو علامات خدوش غير مبررة في مناطق مختلفة من الجسم.

  • نزيف أو إفرازات غير طبيعية
    قد يعاني الطفل من نزيف أو إفرازات غير طبيعية من المناطق الحساسة.

  • التهاب متكرر في المسالك البولية أو المهبل
    قد يظهر التهاب متكرر في المنطقة التناسلية أو مشاكل في التبول.

علامات نفسية وسلوكية:

  • الخوف أو الفزع من شخص معين
    قد يظهر الطفل خوفًا غير مبرر من شخص قريب، خاصةً إذا كان المعتدي هو أحد الأقارب.

  • الانعزال والانطواء
    قد يتحول الطفل من كونه اجتماعيًا إلى الانعزال عن الآخرين.

  • كثرة البكاء أو نوبات الغضب
    قد يلاحظ الأهل زيادة في بكاء الطفل أو ظهور نوبات غضب دون سبب واضح.

  • كوابيس متكررة أو مشاكل في النوم
    قد يعاني الطفل من مشاكل في النوم أو يتعرض لكوابيس مقلقة بشكل مستمر.

  • رغبة مفاجئة في عدم الذهاب لبيت قريب معين
    يظهر الطفل مقاومة مفاجئة للذهاب إلى منزل أحد الأقارب أو قضاء الوقت معه.

  • اهتزاز الثقة بالنفس
    قد يلاحظ الأهل أن الطفل بدأ يشعر بالخجل أو الذنب دون سبب مبرر.

  • سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمره
    قد يبدأ الطفل في إظهار سلوكيات جنسية غير لائقة أو يتحدث عن الجنس بطريقة غير طبيعية.

تغييرات في الدراسة والأكل:

  • تراجع مفاجئ في المستوى الدراسي
    قد يتراجع الطفل في أدائه الدراسي بسبب تأثير الاعتداء على تركيزه واهتمامه.

  • فقدان الشهية أو الأكل الزائد
    قد يعاني الطفل من فقدان للشهية أو قد يبدأ في الإفراط في تناول الطعام.

  • تبول لا إرادي
    قد يحدث تبول لا إرادي للطفل، خصوصًا إذا كان قد تعلم استخدام الحمام.


التأثيرات النفسية والعاطفية للاعتداء الجنسي على الأطفال:

  1. الشعور بالذنب والعار
    قد يشعر الطفل بالذنب أو العار بسبب التهديدات التي يتعرض لها من المعتدي، مثل "إذا قلت لأحد، سيحدث كذا"، مما يجعله يعتقد أنه هو السبب في الاعتداء.

  2. فقدان الثقة في الآخرين
    الاعتداء الجنسي من الأقارب يسبب فقدان الثقة في الأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا مصدر الأمان للطفل. يشعر الطفل بالخيانة إذا كان المعتدي من أحد أفراد العائلة المقربين.

  3. مشاكل في العلاقات المستقبلية
    قد يواجه الطفل صعوبة في بناء علاقات صحية في المستقبل بسبب الخوف من العلاقات العاطفية أو الجسدية، وقد يعاني من مشاكل في الثقة بالآخرين.

  4. اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق
    يمكن أن يظهر الطفل أعراض اكتئاب شديدة، مثل الحزن المستمر أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة، بالإضافة إلى القلق المستمر وكوابيس مقلقة.

  5. مشاكل في الهوية الجنسية
    الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي قد يواجهون صعوبة في فهم هويتهم الجنسية، وقد يبدأون في إظهار سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمرهم أو قد يشعرون بالارتباك تجاه أجسادهم.


التأثيرات الجسدية:

  1. إصابات جسدية
    قد يُصاب الطفل بجروح جسدية بسبب الاعتداء الجنسي، مثل الكدمات أو التمزقات في المناطق الحساسة.

  2. مضاعفات صحية على المدى الطويل
    قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل صحية طويلة الأمد نتيجة للاعتداء الجنسي، مثل العدوى أو مشاكل في الجهاز التناسلي.


التأثيرات السلوكية:

  1. السلوك العدواني أو الانسحاب الاجتماعي
    الطفل الذي تعرض للاعتداء قد يظهر سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين أو قد ينعزل اجتماعيًا، وهو رد فعل طبيعي لحمايته من الألم النفسي أو الجسدي.

  2. التغيرات في الأداء الدراسي
    قد يتراجع أداء الطفل الدراسي نتيجة لتشتت أفكاره ومشاعره السلبية الناتجة عن الاعتداء.


التأثيرات على الحياة المستقبلية:

  1. إدمان المخدرات والكحول
    بعض الأطفال قد يلجؤون إلى المخدرات أو الكحول كوسيلة للهروب من الألم النفسي الناتج عن الاعتداء.

  2. الإفراط في العلاقات الجنسية أو الخوف منها
    قد يعاني الطفل من علاقة غير صحية مع الجنس في المستقبل، إما بالإفراط في الممارسات الجنسية أو الخوف منها تمامًا، مما يؤثر على حياته العاطفية والزوجية في المستقبل.


خامسًا: التأثير على الأسرة والمجتمع

1. تمزق العلاقة الأسرية:

الاعتداء الجنسي داخل العائلة يؤدي إلى تمزق العلاقات الأسرية. العائلة قد تواجه حالة من الإنكار والضغط النفسي بسبب الصدمة، مما قد يؤدي إلى التفكك الأسري ويؤثر على الأطفال الآخرين في الأسرة. العلاقات تصبح مشوشة، وتزداد التوترات العائلية نتيجة للفقدان المفاجئ للثقة.

2. وصمة العار الاجتماعية:

الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي، خاصة من الأقارب، قد يواجه وصمة عار اجتماعية. قد يشكك المجتمع في الطفل أو في روايته بسبب مكانته في العائلة أو مكانة المعتدي، مما يزيد من شعوره بالعزلة والرفض.


كيفية التفاعل مع هذه التأثيرات:

1. الدعم النفسي والعلاج:

 العلاج النفسي المتخصص:
الاعتداء الجنسي يترك آثارًا نفسية طويلة المدى على الطفل، ولذا يُعتبر العلاج النفسي المتخصص هو أفضل طريقة للتعامل مع هذه التأثيرات. العلاج من مختصين في الصحة النفسية يساعد الطفل في التعامل مع الصدمات النفسية الناتجة عن الاعتداء.

 العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
يعد العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات فعالية للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي. يساعد هذا العلاج الطفل على تغيير أفكاره السلبية وتعاملاته مع مشاعره، مما يقلل من آثار الاكتئاب والقلق والذنب.

 دعم نفسي مستمر:
من المهم أن يتلقى الطفل متابعة نفسية مستمرة طوال فترة العلاج. الاعتداء الجنسي يحتاج وقتًا طويلًا للشفاء، والدعم المستمر يساعد في تخطي الصعوبات التي قد يواجهها الطفل بعد العلاج.


2. التعامل مع الآلام الجسدية:

 العلاج الطبي:
في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من إصابات جسدية نتيجة للاعتداء. يجب أن يتلقى الطفل رعاية طبية فورية، وخاصة في الحالات التي تتطلب علاجًا فوريًا مثل الإصابات أو الوقاية من العدوى.

 فحص طبي دوري:
من الضروري أن يتلقى الطفل فحصًا طبيًا دوريًا للتأكد من عدم وجود مضاعفات صحية على المدى الطويل، مثل المشاكل في الجهاز التناسلي أو التأثيرات النفسية على صحته الجسدية.


3. بناء بيئة آمنة وداعمة:

 التأكيد على الأمان الشخصي:
يجب أن يعيش الطفل في بيئة آمنة تمامًا، بعيدًا عن المعتدي أو أي شخص قد يشكل تهديدًا له. يجب أن يشعر الطفل بالحماية والاحترام في جميع الأوقات.

الاستماع والتواصل المفتوح:
التواصل المفتوح بين الطفل والوالدين أو الأفراد القريبين هو عنصر أساسي في الدعم النفسي. يجب أن يشعر الطفل بأنه يستطيع التعبير عن مشاعره دون خوف من التقليل من قيمة ما حدث.

 مشاركة في الأنشطة الداعمة:
الأنشطة الترفيهية أو الرياضية تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل غير مباشر، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساعدهم في التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحية.


4. معالجة التأثيرات الاجتماعية والبيئية:

 التوعية والمواجهة المجتمعية:
الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي من الأقارب قد يواجه وصمة اجتماعية، من خلال التعليقات السلبية أو محاولات البعض تبرير الفعل. من المهم أن يُحيط الطفل بأشخاص داعمين يعززون ثقته ويحمونه من أي نوع من التمييز أو الاستهزاء.

 الحماية القانونية:
إذا وقع الاعتداء الجنسي من الأقارب، من الضروري التدخل القانوني لضمان حماية الطفل. يجب تقديم بلاغات للسلطات المختصة مثل الشرطة أو مؤسسات حماية الطفل.

 التعامل مع العائلة:
من الضروري التعامل بحذر مع أفراد الأسرة الذين قد يشعرون بالخجل أو الذنب بسبب الحادثة. بعضهم قد يحتاج إلى علاج نفسي للمساعدة في فهم كيفية التعامل مع هذا الحدث بطريقة صحية وداعمة للطفل.


5. بناء الثقة والقدرة على التعامل مع المشاعر السلبية:

 إعادة بناء الثقة بالنفس:
الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي يحتاج إلى دعم طويل المدى لبناء ثقته بنفسه. العلاج يجب أن يركز على تمكين الطفل من اتخاذ قراراته الخاصة واستعادة احترامه لحدوده الشخصية.

تعليم الطفل الحدود الشخصية:
من المهم أن يتعلم الطفل كيفية تحديد الحدود الشخصية، وفهم أن لديه الحق في قول "لا" عندما لا يشعر بالراحة.

 تمكين الطفل من التعبير عن مشاعره:
يجب أن يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره بشكل صحي. سواء كان يشعر بالغضب أو الحزن أو الخوف أو حتى الذنب، يجب أن يعلم الطفل أنه ليس وحده في مشاعره وأنه قادر على التعامل معها بشكل إيجابي.


6. الوقاية والتوعية المجتمعية:

 توعية الأسرة والمجتمع:
من الضروري أن تكون هناك حملات توعية مستمرة للمجتمع حول كيفية حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي. توعية الأطفال حول كيفية حماية أنفسهم وتدريبهم على الإبلاغ عن أي حالة اعتداء.

التعامل مع المعتدين:
يجب أن يتم التعامل مع المعتدي، سواء كان من الأقارب أو لا، من خلال الإجراءات القانونية أو العلاج النفسي إذا لزم الأمر، لتفادي تكرار نفس السلوك في المستقبل.

التحديات التي تواجه والدة الطفل المعتدى عليه جنسيًا

والدة الطفل المعتدى عليه جنسيًا تواجه العديد من التحديات النفسية والاجتماعية والقانونية المعقدة. بالإضافة إلى الألم الناتج عن الاعتداء على طفلها، فإن الأم تجد نفسها في مواجهة ضغوط إضافية تتعلق بكيفية دعم طفلها والتعامل مع القضية وسط المجتمع والأسرة. إليك أهم التحديات التي قد تواجهها الأم:


1. الصدمة النفسية والعاطفية:

الشعور بالذنب والفشل:
أحد أكبر التحديات هو شعور الأم بالذنب، حيث قد تشعر بأنها فشلت في حماية طفلها. قد يكون من الصعب عليها تقبل فكرة أنها لم تكتشف ما حدث أو أنها لم تتمكن من التصدي للمعتدي، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة. هذه المشاعر من الحزن والغضب قد تكون مؤلمة للغاية.

 الصدمة العاطفية العميقة:
الاعتداء الجنسي على طفلها من قبل شخص قريب قد يكون بمثابة صدمة كبيرة لها، حيث لا تقتصر الصدمة على الاعتداء نفسه، بل تشمل خيانة من شخص كان يعتبره الطفل أو العائلة مصدر الأمان. هذا النوع من الصدمات يحتاج إلى وقت طويل للتعامل معه.

الشعور بالعجز:
قد تشعر الأم بالعجز أمام ما يواجهه طفلها، خاصة إذا كانت الظروف الاجتماعية أو القانونية معقدة. يمكن أن تشعر بأنها غير قادرة على حماية طفلها أو تأمين بيئة آمنة له.


2. الصعوبات في دعم الطفل نفسيًا:

 إدارة مشاعر الطفل وحاجاته النفسية:
الطفل بحاجة إلى دعم نفسي خاص بعد الاعتداء، وهذه مسئولية الأم. قد تجد الأم نفسها غير قادرة على التعامل مع مشاعر الطفل أو مساعدته على التعبير عن تجربته. قد تكون غير مدركة للطريقة الصحيحة لدعمه في تجاوز الألم النفسي الناتج عن الاعتداء.

الخوف على الحالة النفسية للطفل في المستقبل:
الأم قد تكون قلقة من أن الاعتداء سيؤثر على نفسية الطفل على المدى الطويل، ويعزز مشاعر القلق والاكتئاب أو اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD).


3. التحديات الاجتماعية:

 الوصمة الاجتماعية:
في بعض المجتمعات، قد تواجه الأم وصمة العار بسبب تعرض طفلها للاعتداء، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة. هذا قد يسبب شعورًا بالعزلة والرفض، وقد يزيد من صعوبة طلب المساعدة.

 الرفض من الأسرة أو الأقارب:
إذا كان المعتدي من العائلة، قد تجد الأم نفسها في مواجهة مع أفراد الأسرة الذين قد ينكرون الحادث أو يدافعون عن المعتدي. هذا يمكن أن يعمق شعور الأم بالخيانة والضياع.

 إدراك ردود فعل المجتمع تجاه الطفل:
قد تجد الأم صعوبة في حماية طفلها من نظرة المجتمع السلبية، حيث قد يُعامل الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء بشكل مختلف من قبل أقرانهم في المدرسة أو في المجتمع.


4. التحديات القانونية:

 الضغط لتقرير الحادث:
قد يكون من الصعب على الأم اتخاذ القرار بالإبلاغ عن الاعتداء، خاصة إذا كان المعتدي أحد أفراد الأسرة. يمكن أن يكون هذا القرار معقدًا جدًا، خاصة في حال وجود خوف من التأثيرات النفسية على الطفل أو تدمير الروابط الأسرية.

العملية القانونية الصعبة:
إذا قررت الأم تقديم بلاغ، فإنها قد تواجه تحديات قانونية معقدة تشمل التحقيقات والمحاكمات. العملية القانونية قد تكون مرهقة جدًا، خصوصًا أن الأم قد تشعر بأنها تحت ضغط لتقديم الدعم الكامل للطفل بينما تواجه تحديات في الوقت نفسه.

 التحديات المتعلقة بالمساهمة في رعاية الطفل أثناء التحقيقات:
في بعض الحالات، قد تتطلب الإجراءات القانونية من الأم تشجيع طفلها على التعاون مع التحقيقات، مما يضعها في موقف صعب بين حماية مشاعر الطفل وبين التعاون مع السلطات.


5. التحديات المادية:

 التكاليف الطبية والنفسية:
العديد من الأمهات قد يواجهن صعوبة في تحمل التكاليف المرتبطة بالعلاج الطبي والنفسي للطفل، مثل العلاج النفسي أو الاستشارات الخاصة بالطفل. هذه التكاليف قد تشكل عبئًا ماليًا ثقيلًا، خاصة إذا كانت الأسرة في وضع اقتصادي صعب.

 التأثير على العمل أو المسؤوليات اليومية:
قد تواجه الأم صعوبة في التوفيق بين العمل ومسؤوليات رعاية الطفل. في بعض الحالات، قد تضطر للتغيب عن العمل أو تقليل ساعات العمل لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل.


6. التحديات في إعادة بناء الحياة:

 إعادة بناء الثقة بين الأم والطفل:
الأم قد تشعر بأنها فقدت الثقة في قدرتها على حماية طفلها، في حين أن الطفل قد يشعر بالخيانة. من المهم أن تبذل الأم جهدًا لإعادة بناء الثقة بينهما، وضمان توفير الأمان العاطفي للطفل أثناء فترة الشفاء.

 التعامل مع مشاعرها الخاصة:
الأم قد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع مشاعر الغضب، الحزن، والارتباك، وقد تحتاج إلى الدعم النفسي الخاص بها للتعامل مع هذه الصدمات. المشاعر المتضاربة مثل الغضب تجاه المعتدي والحب والقلق تجاه طفلها قد تجعل من الصعب عليها التعامل مع الوضع.