تاريخ النشر: 2025-04-23
هل لاحظتِ إن ابنك أوقات بيحب يلعب بخشونة؟ ممكن يزق أو يضرب من غير قصد؟ اللعب العنيف عند الأطفال من الحاجات اللي بتقلق أي أم، خصوصًا لما يتحول من لعب بريء لسلوك مؤذي. كتير من الأطفال بيستخدموا اللعب العنيف كوسيلة لتفريغ طاقتهم، لكن لما يتكرر أو يبقى مبالغ فيه، لازم نوقف ونسأل: ليه بيحصل؟ وإزاي أتعامل معاه من غير ما أضايق الطفل أو أزعزع ثقته في نفسه؟في دليلى ميديكال المقال ده، هنتكلم سوا عن أسباب اللعب العنيف عند الأطفال، أنواعه، أضراره، وكمان أذكى الأساليب التربوية للتعامل مع الطفل العدواني. وكل ده بلغة بسيطة وأمثلة من الواقع علشان توصلك المعلومة بسهولة وتقدري تطبقيها فورًا.
يُعد اللعب العنيف عند الأطفال من أكثر السلوكيات التي تثير قلق الأهل، خاصة عندما يتحول اللعب إلى ضرب، شد، أو إيذاء للآخرين.
لكن قبل الحكم على الطفل، من المهم فهم الأسباب التي قد تدفعه إلى هذا النوع من اللعب. إليكم أهم العوامل التي قد تفسّر سلوك الطفل العنيف أثناء اللعب:
الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة.
فإذا شاهدوا مشاهد عنف في الكرتون، أو في ألعاب الفيديو، أو حتى داخل البيت، فإنهم غالبًا ما يقومون بتقليدها خلال اللعب، دون وعي بأن هذا السلوك غير مقبول.
عندما لا يستطيع الطفل التعبير بالكلام عمّا يشعر به، قد يستخدم العنف كطريقة لتفريغ مشاعر الغضب أو التوتر التي لا يعرف كيف يشرحها بالكلمات.
الطفل الذي يعيش في جوّ أسري مليء بالمشاكل أو النزاعات أو التوتر، قد يعكس هذا العنف في تصرفاته، ويعتبر أن العنف جزء طبيعي من الحياة اليومية.
بعض الألعاب تشجّع على الضرب والقتال، وتكافئ الطفل كلما أظهر سلوكًا عنيفًا، مما يرسّخ في ذهنه فكرة أن العنف وسيلة للنجاح والفوز.
عدم وجود قواعد واضحة من الأهل تميز بين "اللعب العادي" و"اللعب المؤذي"، يجعل الطفل لا يدرك أن ما يفعله قد يؤذي غيره.
الأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي أو مشاكل في التواصل، قد يستخدمون العنف للتعبير عن رغباتهم أو رفضهم لشيء ما، بدلًا من استخدام الكلمات.
في بعض الحالات، يلجأ الطفل إلى العنف كوسيلة لجذب الانتباه، خاصة إذا شعر أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي من الأهل أو المعلمين.
بعض الأطفال يكونون بطبعهم أكثر اندفاعًا وحيوية من غيرهم، وقد يظهر ذلك في شكل لعب عنيف، دون وجود نية حقيقية لإيذاء أحد.
مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو بعض أنواع التوحد، حيث يجد الطفل صعوبة في التحكم في تصرفاته، ويكون العنف أكثر شيوعًا لديه.
الطفل الذي لم يتعلّم بعد كيف يشارك أو ينتظر دوره أو يتفاوض مع الآخرين، قد يستخدم العنف بديلًا عن المهارات الاجتماعية التي يفتقدها.
بعض الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الكافيين قد تزيد من فرط النشاط لدى الطفل، مما يؤدي إلى سلوكيات عنيفة خلال اللعب.
إذا كان الطفل يعيش في مكان تنتشر فيه سلوكيات عنيفة مثل الشارع أو المدرسة، فقد يظن أن هذا السلوك "طبيعي" ويبدأ في تقليده.
الطفل قد يشعر بالغيرة من إخوته أو زملائه، خاصة في أوقات المقارنة أو التنافس، فيلجأ للعنف كطريقة لإثبات نفسه أو الحصول على الأفضلية.
الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، خاصة مع مشاهدة محتوى عنيف، قد يُضعف مهارات الطفل الاجتماعية ويزيد من اندماجه في عالم خيالي يتسم بالعنف والخشونة.
ليس كل الأطفال يظهرون نفس المستوى من العنف في اللعب، فهناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات عنيفة أو عدوانية خلال التفاعل مع الآخرين. فيما يلي أبرز الفئات العمرية والسلوكية التي قد تكون أكثر ميلاً لهذا النوع من السلوك:
في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل باستكشاف العالم من حوله ومحاولة فهم العلاقات الاجتماعية.
وقد يستخدم العنف أثناء اللعب كطريقة للتجربة أو للتعبير عن رغباته، بسبب عدم نضوج المهارات الاجتماعية أو اللغوية الكافية بعد.
الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يكونون أكثر اندفاعًا، ويجدون صعوبة في ضبط سلوكهم.
وهذا يجعلهم أكثر عرضة للدخول في لعب عنيف أو غير منضبط دون قصد.
عندما يكون الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره بالكلام، مثل حالات التأخر في النطق أو اضطرابات اللغة، فإنه قد يلجأ للعنف كوسيلة للتواصل مع من حوله.
الطفل الذي يعيش في بيئة أسرية غير مستقرة أو مليئة بالصراعات، سواء في البيت أو المدرسة، يكتسب فكرة أن العنف هو وسيلة طبيعية لحل المشكلات، فيبدأ بتطبيقه في لعبه وسلوكياته اليومية.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأولاد أكثر ميلًا إلى اللعب العنيف مقارنة بالفتيات، بسبب تأثير الهرمونات الذكورية مثل التستوستيرون، بالإضافة إلى التنشئة الاجتماعية التي قد تشجعهم على إظهار القوة أو السيطرة خلال اللعب.
الأطفال المصابون بـ القلق، أو الاكتئاب، أو القلق الاجتماعي قد يظهرون سلوكًا عدوانيًا كوسيلة للدفاع عن النفس أو تفريغ المشاعر السلبية التي لا يستطيعون التعبير عنها بطريقة صحية.
مشاهدة أفلام أو ألعاب فيديو تحتوي على مشاهد عنف بشكل مستمر تؤثر سلبًا على طريقة لعب الطفل.
حيث يبدأ في تقليد ما يشاهده ويعتبر أن السلوك العنيف أمر مقبول أو ممتع.
في بعض المدارس الكبيرة أو الفصول المزدحمة، حيث تسود أجواء المنافسة، التوتر، أو التنمر، قد يلجأ الطفل إلى السلوك العدواني كطريقة للدفاع عن نفسه أو إثبات وجوده بين أقرانه.
اللعب هو وسيلة الطفل للتعبير عن نفسه واكتشاف العالم، لكن أحيانًا يتحول اللعب إلى سلوك خشن أو عنيف قد يضر بالطفل أو بالآخرين من حوله. فيما يلي أكثر أنواع اللعب العنيف شيوعًا التي قد تظهر بين الأطفال:
يحدث عندما يقوم الطفل بضرب أو ركل طفل آخر أثناء اللعب، سواء عن قصد أو بدافع الغضب والانفعال.
قد يبدو هذا السلوك "مرحًا" أحيانًا، لكنه قد يتطور إلى عنف حقيقي إذا لم يتم ضبطه.
بعض الأطفال يحاولون تقليد ما يشاهدونه من مصارعة أو مشاهد قتالية في التلفاز أو الإنترنت، فيبدأون تنفيذها على أصدقائهم أثناء اللعب، مما قد يؤدي إلى إصابات خطيرة.
اللعب الذي يتضمن مطاردة شديدة أو محاولات لإسقاط الآخر، قد يبدو ممتعًا، لكنّه قد يتحول إلى خطر إذا صاحبه استخدام للقوة أو الدفع بعنف.
عندما يستخدم الطفل أدوات اللعب (مثل العصا أو المجسمات) كوسيلة للضرب أو الإيذاء، أو يقوم برمي ألعابه على الآخرين، فإن ذلك يُعد سلوكًا عدوانيًا يستوجب التوجيه.
يحدث غالبًا أثناء فقدان الطفل لأعصابه في أثناء اللعب. هذه التصرفات تسبب أذى مباشر للطفل الآخر، وتدل على نقص في مهارات التحكم في النفس.
يظهر هذا السلوك عندما يقوم الطفل بدفع الآخرين للحصول على دور في اللعبة أو لتجاوز الطابور. وقد يُفهم على أنه "حماس" لكنه في الحقيقة يعكس عدوانية خفية.
يميل الأطفال أحيانًا إلى تقمص أدوار الجنود أو الأبطال الخارقين، فيؤدّون مشاهد قتال قد تتضمن ضربًا أو استخدامًا للعنف بطريقة تمثيلية قد تخرج عن السيطرة.
مثل استخدام الكرة أو العصا كأداة للضرب بدلًا من استخدامها في اللعبة نفسها، مما قد يؤدي إلى حوادث غير مقصودة.
عندما يحاول الطفل إسقاط صديقه أو تخويفه بمقلب "ثقيل"، قد يؤدي ذلك إلى إيذاء جسدي أو نفسي.
رش الماء في وجه الآخرين بالقوة أو رمي الرمل على الأصدقاء قد يسبب أذى للعيون أو البشرة، ويُعد من أشكال اللعب الخطير.
بعض الأطفال يلعبون أدوار الوحوش أو المجرمين، ويطاردون الآخرين بطريقة عنيفة أو تخيفهم. قد يبدو هذا "تمثيلًا بريئًا"، لكنه يؤثر على مشاعر الأطفال الآخرين.
حين يحاول طفل فرض رأيه على الآخرين أو إجبارهم على تنفيذ أوامره أثناء اللعب، فإن ذلك يُعد من أنواع العنف النفسي، خاصة إذا تكرر بشكل متعمد.
قيام الطفل بركل أو شد الحيوانات الأليفة يعكس سلوكًا عدائيًا وقد يدل على نقص في تنمية مشاعر الرحمة والتعاطف.
عندما يميل الطفل إلى تخيل أو رسم مواقف عنف متكررة كالموت أو القتال، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تأثره بمحتوى غير مناسب أو حاجة إلى تفريغ مشاعره بطرق صحية.
اللعب الخشن لا يعني العنف، بل هو نوع من اللعب الجسدي النشط مثل الجري، القفز، المصارعة الخفيفة، أو حتى التزحلق، ويُعتبر وسيلة ممتعة وصحية لتطور الطفل بدنيًا ونفسيًا واجتماعيًا. إليك أبرز فوائده:
الحركات النشطة في اللعب الخشن تساعد على بناء العضلات وتحسين التوازن، كما ترفع من اللياقة البدنية لدى الطفل بطريقة ممتعة وآمنة.
اللعب الذي يتضمن النط، اللف، الدفع، أو التوازن، يساهم في تحسين المهارات الحركية الدقيقة والعامة، ويزيد من وعي الطفل بجسمه.
اللعب الخشن يسمح للطفل بتفريغ الطاقة الزائدة أو الغضب بطرق آمنة، مما يقلل احتمالية التعبير عن هذه المشاعر من خلال سلوكيات عدوانية لاحقًا.
من خلال هذا النوع من اللعب، يتعلم الطفل كيف يقول "توقف" ويستجيب حين يقول الآخر "كفى"، مما يعزز قدراته في التواصل واحترام مشاعر الآخرين.
عندما يكون اللعب الخشن جزءًا من تمثيل قصة أو مشهد، مثل لعب دور البطل أو المغامر، فإنه يفتح المجال أمام الخيال والإبداع لدى الطفل.
مشاركة الطفل في اللعب الجسدي تقوي إحساسه بالقدرة والسيطرة على جسده، مما يرفع من ثقته بنفسه.
اللعب الخشن بين الطفل ووالديه أو إخوته يعزز العلاقات الأسرية، خاصة عندما يتضمن ضحكًا، دغدغة، أو تحديات بسيطة محببة.
من خلال التفاعل مع الآخرين في اللعب، يتعلم الطفل متى يتوقف، ومتى يتصرف بحذر، مما يساعده على تطوير مهارات التحكم الذاتي.
اللعب الحركي النشط يُحفّز مراكز الدماغ المسؤولة عن التخطيط والتوازن والتنسيق، مما يقوّي العلاقة بين التفكير والحركة.
عندما يواجه الطفل تحديًا بدنيًا أو موقفًا غير متوقع أثناء اللعب، يتعلّم كيف يعدّل خططه ويتصرف بسرعة، ما يعزز قدراته على التكيّف وحل المشكلات.
اللعب الذي يتطلب مجهودًا بدنيًا يحفز القلب والرئتين، ويساعد الطفل على تحسين صحته البدنية بشكل طبيعي.
بعد اللعب الجسدي، غالبًا ما يصبح الطفل أكثر هدوءًا وقدرة على التركيز في الأنشطة العقلية مثل الدراسة أو القراءة.
من خلال تنظيم الأدوار ووضع القواعد، يتعلم الطفل كيف يكون قائدًا ومسؤولًا، ويطور قدرته على العمل كجزء من فريق.
اللعب الخشن يُطلق "هرمونات السعادة" مثل الإندورفين، مما يساعد الطفل على الاسترخاء وتحسين مزاجه.
الأطفال الذين يشاركون في اللعب النشط بانتظام يكونون أكثر قدرة على اتباع القواعد، والجلوس بهدوء، والتفاعل مع أقرانهم، مما يسهل اندماجهم في البيئة المدرسية والاجتماعية.
متى يتحوّل اللعب العنيف إلى سلوك خطير؟
اللعب العنيف بين الأطفال قد يكون طبيعيًا في بعض المواقف، لكنه يصبح مقلقًا إذا صاحبه سلوك عدواني متكرر. الفرق بين اللعب العنيف والعدوانية أن العنف قد يكون جزءًا من التفاعل الجسدي، بينما العدوانية تعني الرغبة في إيذاء الآخرين أو السيطرة عليهم. إليك أهم العلامات التي تدل على أن الطفل قد يُظهر سلوكًا عدوانيًا في أثناء اللعب:
الطفل العدواني غالبًا ما يستهدف من هم أضعف منه، سواء في السن أو البنية أو الشخصية. يشعر بالقوة عندما يُظهر تفوقه عليهم من خلال الضرب أو الإيذاء، ويكرر هذا السلوك كوسيلة لإثبات السيطرة.
إذا كان الطفل يتصرف بعدوانية في مواقف مختلفة، مثل الشجار الدائم مع أقرانه أو ضرب إخوته عند الغضب، فهذه إشارة واضحة على أن العدوانية ليست فقط جزءًا من اللعب، بل هي نمط سلوكي يتكرر في مواقف الحياة اليومية.
الطفل الذي يغضب بسرعة ويستخدم العنف كوسيلة للتعبير عن مشاعره، غالبًا ما يُظهر انفعالًا زائدًا أثناء اللعب. قد يصرّ على إثارة المشاكل أو افتعال الشجار، حتى في الألعاب البسيطة.
من أبرز العلامات الخطيرة هو أن الطفل يتعمّد أذية أقرانه خلال اللعب، سواء بالضرب المؤذي، أو استخدام أدوات خطرة مثل العصي أو الحجارة. هذا السلوك قد يعكس مشكلة أعمق في التحكم بالمشاعر أو التعاطف مع الآخرين.
الطفل العدواني لا يستطيع الحفاظ على اللعب الهادئ لفترة طويلة، فهو يحوّل كل نشاط جماعي إلى شجار. قد يعتدي على الآخرين دون سبب واضح، أو يتعدى على دورهم وحقوقهم في اللعب، مما يسبب توترًا دائمًا بينه وبين أصدقائه.
اللعب من أهم وسائل التعبير والتعلّم عند الأطفال، لكنه قد يتحوّل إلى خطر حقيقي إذا اتّخذ طابعًا عنيفًا وخشنًا بشكل مفرط. فيما يلي أبرز الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية التي قد تنتج عن اللعب العنيف:
اللعب الخشن قد يؤدي إلى إصابات خطيرة، خاصة عند القفز أو الدفع أو الضرب العنيف، مثل:
الكسور والالتواءات.
الكدمات والجروح.
إصابات في الرأس أو الرقبة نتيجة السقوط أو الضرب العنيف.
عندما يعتاد الطفل على العنف في اللعب، قد ينقل هذا السلوك إلى مواقف الحياة اليومية، مثل المدرسة أو المنزل، مما يزيد من ميوله العدوانية ويجعله أكثر استعدادًا لاستخدام العنف لحل المشكلات.
الأطفال الذين يميلون للعنف غالبًا ما يُرفضون من أقرانهم، لأن الآخرين يشعرون بالخوف أو التوتر تجاههم، مما يصعّب عليهم تكوين صداقات أو الانسجام داخل المجموعات.
اللعب العنيف المستمر قد يُضعف قدرة الطفل على التعاطف مع مشاعر الآخرين. فبدلاً من أن يتعلّم كيف يعبّر عن غضبه أو إحباطه بطريقة صحية، يعتمد على العنف كوسيلة وحيدة للتفريغ.
الأطفال الذين يتعرضون للعنف أثناء اللعب قد يُصابون بـ:
الخوف والقلق.
انخفاض الثقة بالنفس.
فقدان الشعور بالأمان، خصوصًا في البيئات التي يفترض أن تكون آمنة مثل المدرسة أو البيت.
اللعب العنيف يضع الطفل في حالة توتر دائم واستعداد للهجوم أو الدفاع، مما يجعله أقل هدوءًا وقدرة على التركيز أو الاستمتاع بأنشطته اليومية.
إذا لم يتم توجيه الطفل وتعديل سلوكه، قد يترسّخ عنده السلوك العدواني كجزء من شخصيته، مما يؤثر على حياته لاحقًا، وقد يؤدي إلى:
مشاكل في العلاقات.
سلوكيات خطيرة أو غير قانونية عند البلوغ.
العنف في اللعب قد ينعكس على الأداء المدرسي، فالطفل يصبح أقل تركيزًا، وأقل التزامًا بالقواعد الصفية، وقد تتكرر الشكاوى من سلوكه داخل المدرسة.
اللعب العنيف لا يعلّم الطفل كيف يتحكم في انفعالاته، بل يُرسّخ ردود الفعل الغاضبة والعنيفة، مما يصعّب عليه التعامل مع المواقف الصعبة مستقبلًا بطريقة عقلانية وهادئة.
الطفل العدواني يميل إلى العزلة أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، مما يقلل فرصته في تعلّم مهارات التواصل، التعاون، وحلّ المشكلات مع الآخرين.
تصرفات الطفل العدوانية، مثل الضرب أو الدفع أثناء اللعب، قد تُقلق الأهل والمعلمين، لكن من المهم أن نتعامل معها بحكمة ووعي. فهذه السلوكيات لا تعني أن الطفل "سيء"، بل قد تكون نتيجة لمشاعر داخلية كالغضب أو التوتر أو حتى صعوبة في التعبير عن الذات. إليك خطوات فعالة للتعامل مع الطفل العدواني بطريقة تربوية إيجابية:
عند حدوث سلوك عدواني، من الضروري أن يظل الوالد أو المربي هادئًا. الانفعال أو الصراخ قد يزيد من توتر الطفل ويُصعّب حل الموقف. الطفل يحتاج إلى أن يشعر بالأمان والاحتواء ليتعلم.
لا تنتظر تفاقم الموقف. تدخّل فورًا ولكن بلُطف وحزم. أوقف الضرب أو السلوك العنيف، وقل للطفل بوضوح:
"الضرب ممنوع، نحن لا نؤذي الآخرين."
بعد تهدئة الموقف، تحدث مع الطفل بأسلوب هادئ، وفسّر له لماذا يُعتبر الضرب سلوكًا مرفوضًا. استخدم كلمات بسيطة مثل:
"عندما تضرب أحدًا، هو يشعر بالألم. نحن نستخدم الكلام، لا الأيدي."
حفّز سلوك الطفل الإيجابي. عندما يتعامل بلطف أو يتحكّم في غضبه، امدحه فورًا أو قدّم له مكافأة بسيطة كملصق أو كلمة جميلة مثل:
"أحسنت لأنك لم تضرب، هذا تصرف رائع!"
علّم طفلك كيف يُعبّر عن مشاعره دون اللجوء للعنف. مثلًا:
"عندما تغضب، قل: أنا زعلان. أو يمكنك الابتعاد قليلاً حتى تهدأ."
يجب أن تكون هناك قواعد أسرية واضحة مثل: "لا يُسمح بالضرب". وعند كسر القاعدة، يُنفّذ عقاب تربوي مناسب مثل الحرمان المؤقت من لعبة أو وقت الشاشة، بشرط أن يكون العقاب متناسبًا مع عمر الطفل.
استمر في تذكير الطفل بقيم التعاون والاحترام. لا تنتظر حدوث المشكلة لتتحدث، بل اجعل النقاش حول السلوك الجيد جزءًا من يومه.
ابحث عن المحفزات أو الضغوط التي تدفع الطفل للعنف. قد يكون السبب مشاكل في المدرسة، أو تغييرات في الأسرة، أو مشاعر غير مفهومة. عندما تفهم السبب، يصبح التعامل أسهل.
ساعد الطفل على الاندماج في أنشطة اجتماعية مثل الرياضة أو الألعاب التعاونية، ليتعلم كيفية التفاعل مع الآخرين، ويطور مهارات التواصل والمشاركة.
علّم طفلك تقنيات بسيطة للسيطرة على الغضب، مثل:
أخذ نفس عميق 3 مرات.
العد من 1 إلى 10 قبل الرد.
الابتعاد عن الموقف حتى يهدأ.
كثير من الأطفال يعانون من صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التعامل مع التوتر، خصوصًا في سن صغيرة. لذلك، يمكن استخدام تمارين تهدئة سهلة تناسب الأطفال من عمر 3 سنوات فأكثر، ويمكن تطبيقها في المنزل أو المدرسة. إليكم مجموعة من التمارين الفعّالة:
الطريقة:
اطلب من الطفل أن يتخيل نفسه ينفخ بالونة كبيرة.
يأخذ نفسًا عميقًا من الأنف (نعد: 1، 2، 3).
يخرج النفس ببطء من الفم كأنه ينفخ البالونة (نعد: 1، 2، 3، 4).
يكرر التمرين 3 مرات.
الفائدة:
يساعد الطفل على تهدئة جسمه وعقله بشكل سريع.
الطريقة:
يفتح الطفل ذراعيه كأنهما جناحي فراشة.
يضع الذراع اليمنى فوق الكتف الأيسر، والعكس (كأنه يحتضن نفسه).
يربّت على كتفيه بلطف بالتبادل مع تنفس هادئ.
الفائدة:
يعطي الطفل شعورًا بالأمان ويقلل من مشاعر التوتر.
الطريقة:
يمد الطفل يده ويبدأ في العد على أصابعه.
مع كل إصبع يأخذ شهيقًا وزفيرًا، أو يردد عبارة مطمئنة مثل:
"أنا هادئ" أو "أنا قادر أتحكم."
الفائدة:
يعزز التركيز ويساعد الطفل على الخروج من حالة التوتر أو الغضب.
الطريقة:
يطلب من الطفل أن يتخيل نفسه سلحفاة.
عندما يغضب، يجلس بهدوء، يضم رجليه ويغطي وجهه بيديه.
يأخذ نفسًا عميقًا، ويخرج منه ببطء حتى يهدأ.
الفائدة:
يساعد الطفل على الانسحاب المؤقت لتهدئة نفسه بدلًا من الانفجار بالغضب.
الطريقة:
يُعطى الطفل ورقة وألوان.
يُطلب منه أن يرسم شعوره:
وجه حزين إذا كان حزينًا.
لون أحمر أو خطوط حادة إذا كان غاضبًا.
الفائدة:
يُساعد الطفل على التعبير عن مشاعره بطريقة آمنة وإبداعية.
الطريقة:
يطلب من الطفل أن يمشي ببطء شديد في خط مستقيم.
يركز على خطواته كأنه يسير على خيط رفيع.
يمكن تشغيل موسيقى هادئة أو العد أثناء المشي.
الفائدة:
يقلل من الطاقة الزائدة والاندفاع، ويعزز التركيز والهدوء الداخلي.
الطريقة:
يُساعد الطفل على اختيار جملة قصيرة تريح قلبه، مثل:
"أنا هادئ"، "أنا لا أؤذي أحدًا"، "أنا أستطيع أن أتحكم."
يرددها بهدوء كلما شعر بالغضب أو التوتر.
الفائدة:
تعزز من الثقة بالنفس، وتعيد توجيه تركيز الطفل بشكل إيجابي.