تاريخ النشر: 2025-04-06
"في حياتنا اليومية، بنواجه مواقف بتعلمنا كتير عن الناس والعلاقات. واحدة من أهم التحديات اللي ممكن نمر بيها هي المواقف اللي بتحصل بيننا وبين الأشخاص المقربين، زي الأصدقاء. ساعات بنحس إننا اتجرحنا منهم، لكن هل فعلاً التسامح هو الحل؟ في دليلى ميديكال المقال ده، هنناقش إذا كان السماح للأشخاص اللي جرحونا هو الخطوة الصحيحة ولا لأ."
أنواع الجراح بين الصديقات
تتنوع الجراح التي قد تحدث بين الصديقات، وكل نوع منها يؤثر بشكل مختلف على العلاقة. أحيانًا يكون الجرح نتيجة مواقف بسيطة، وأحيانًا يكون بسبب خيانة أو تصرفات غير مبررة. فيما يلي نتناول أشهر أنواع الجراح التي تحدث بين الصديقات:
الخيانة: تُعد الخيانة من أصعب الجراح التي قد تحدث بين الصديقات. الخيانة ليست مقتصرة على العلاقات العاطفية فقط، بل تشمل أيضًا الصداقات. مثلًا، عندما تكشف إحدى الصديقات سرًا كان من المفترض أن تحتفظ به، أو عندما تثقين في شخص آخر وتكتشفين أنه قد خان ثقتك.
الإهمال والتجاهل: الصديقة التي لا تكون موجودة عندما تحتاجين إليها، أو تتجاهلكِ بشكل مستمر، تكون قد سببت لكِ جرحًا عميقًا. في بعض الأحيان قد تكون الصديقة غير مدركة لذلك، لكن هذا يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية إذا كنتِ بحاجة إلى الدعم أو الاهتمام.
المقارنة المستمرة: المقارنات المستمرة بين الصديقات قد تخلق شعورًا بالنقص. مثلًا، عندما تقارن صديقتك بينك وبين الآخرين في جوانب معينة، أو تحاول أن تظهر بأنها أفضل منك في بعض الأمور. هذا يخلق توترًا وعدم ارتياح في العلاقة.
التنمر أو السخرية: في بعض الأحيان، قد تقوم الصديقة بالسخرية من مظهرك أو تصرفاتك بشكل مستمر، وهو ما يكون جرحًا عاطفيًا يؤثر عليكِ بشكل كبير. عندما تكون صديقتك هي الشخص الذي من المفترض أن يدعمك، فإن السخرية والتنمر بينكما يجعلانك تشعرين بالعزلة أو الضعف.
عدم التفاهم: الصداقة تُبنى على التفاهم، ولكن في بعض الأحيان عندما لا يكون هناك توافق فكري أو عاطفي بين الصديقات، يمكن أن يحدث تباين كبير. إذا كانت إحدى الصديقات غير قادرة على فهم مشاعر الأخرى أو التعامل مع المواقف بشكل صحيح، فإن ذلك يؤدي إلى جرح.
التمسك بالآراء الشخصية على حساب الآخر: أحيانًا تختلف الصديقات في آرائهن وأفكارهن، ولكن إذا كانت إحداهن غير قادرة على احترام اختلافات الأخرى، فإن ذلك يؤدي إلى توتر شديد. التمسك بالرأي الشخصي وعدم الاعتراف برأي الشخص الآخر يُسبب جرحًا عاطفيًا، خاصة إذا كان هذا الاختلاف يؤثر على العلاقة.
التدخل في حياتك الخاصة: في بعض الأحيان، قد تتدخل صديقتك في حياتك بشكل مبالغ فيه، سواء في قراراتك الشخصية أو في علاقاتك العاطفية أو المهنية. هذا قد يسبب لكِ شعورًا بالضغط ويدمر خصوصيتك، مما يسبب جرحًا عاطفيًا عميقًا.
الخداع أو الكذب: إذا كانت صديقتك تكذب عليكِ أو تخدعكِ بشكل مستمر، فإن ذلك يؤدي إلى تدمير الثقة بينكما. الصداقة المبنية على الكذب تكون هشة، وأحيانًا قد يكون الخداع في أبسط الأمور، ولكن تأثيره يكون كبيرًا.
التحكم أو السيطرة: إذا كانت صديقتك تحاول فرض رأيها أو السيطرة على اختياراتك وحياتك، فإن ذلك يخلق جرحًا عاطفيًا كبيرًا. الصداقة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل، وعندما تفرض إحدى الصديقات رأيها وتسيطر على قرارات الأخرى، فإن هذا يكون نوعًا من الجرح العاطفي.
الفشل في الدعم وقت الحاجة: في أوقات كثيرة، نحتاج إلى دعم صديقتنا في الأوقات الصعبة، مثل الأزمات العاطفية أو تحديات الحياة اليومية. إذا كانت الصديقة غير موجودة في تلك اللحظات أو غير قادرة على تقديم الدعم، فإن هذا يسبب لكِ شعورًا بالخذلان والألم.
أسباب الجراح بين الصديقات وأشياء تجرح الصديق
تتعدد المواقف التي قد تؤدي إلى جرح الصديقة لصديقتها، سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، وغالبًا ما تكون هذه المواقف متشابهة ومتكررة. لذا فإن الوعي بهذه الأسباب ومعرفة كيفية التعامل معها يمكن أن يساهم في التخفيف من أثر هذه الجراح على العلاقات بين الصديقات. وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الجراح بين الصديقات:
الخيانة والخداع:
مواقف الخيانة تتنوع بشكل كبير، ومنها على سبيل المثال محاولة التقرب من شريك صديقتها، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، وتعد هذه من أسوأ حالات الجراح بين الصديقات. كما يمكن أن يتمثل الجرح في الابتعاد عن صديقتها والتقرب من صديقة جديدة، أو التحدث عنها بسوء أو نقد العهود وخيانة الأمانات.
إفشاء الأسرار:
تعد الصداقة علاقة خاصة تقوم على الثقة والخصوصية، حيث من المفترض أن تشارك الصديقات أسرارهن دون الخوف من أن يتم إفشاؤها. ولكن، بدافع التسلية أو الرغبة في التسبب بالأذى، قد تقوم إحدى الصديقات بإفشاء هذه الأسرار أمام الآخرين أو أمام الأشخاص المعنيين، مما يسبب الكثير من الضرر والإحراج للصديقة، وبالتالي تشعر بأنها قد تعرضت للجرح.
الغيرة:
في بعض الأحيان، قد تتعمد إحدى الصديقات إثارة مشاعر الغيرة لدى الأخرى بهدف إشباع غرورها، مما يجعلها تشعر بأنها أفضل منها أو أكثر حظًا. وغالبًا ما يكون مصدر هذه الغيرة هو المقارنات المادية، مثل امتلاك ملابس أو أكسسوارات ثمينة بينما لا تمتلك الصديقة الأخرى ذلك، أو الحديث المستمر عن علاقة عاطفية سعيدة في الوقت الذي تمر فيه الصديقة الأخرى بصدمة عاطفية أو تشعر بالوحدة.
نقل الكلام والوشاية:
تتحدث الفتيات غالبًا مع بعضهن البعض عن باقي صديقاتهن ومعارفهن، وأحيانًا قد تقوم إحداهن بالتحدث بطريقة سلبية أو انتقاد شخص آخر أو السخرية منه. قد تقوم الصديقة بنقل هذه الأحاديث إلى المعنيين، مما يؤدي إلى حدوث المشاكل والإحراج، وبالتالي التسبب في جرح الصديقة.
الانتقاد والسخرية:
من المفترض أن تقدم الصداقات الدعم العاطفي والنفسي، إلا أنه في بعض الأحيان قد تحتاج الفتاة إلى الدعم والمساندة من صديقتها في أوقات صعبة، لكن قد تقوم الصديقة بدلاً من ذلك بالسخرية منها أو كثرة الانتقاد وتوجيه الإهانات. هذا التصرف يكون بهدف تعويم نفسها وإظهارها أفضل وأذكى وأقوى، مما يسبب جرحًا كبيرًا للصديقة.
الإهمال والاستبعاد:
يحتاج الإنسان بشكل عام، والفتاة بشكل خاص، إلى الشعور بالقبول من الآخرين، ولا سيما من الأصدقاء. ولكن قد توجد صديقة ضمن هذه المجموعة تقوم باستبعاد صديقتها من الاجتماعات أو الخروجات أو المناسبات، مما يسبب لها شعورًا بأنها غير مرغوب فيها، وبالتالي يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وشعورها بجرح عاطفي كبير.
السلبية والتجريح:
في بعض الأحيان، قد تكون إحدى الصديقات تعاني من مشاكل نفسية أو اضطرابات عاطفية مثل الغرور أو العدوانية أو فقدان الثقة بالنفس، مما يجعلها دائمًا في حالة تنافس مع الآخرين. قد تتقصد إحراج صديقتها في مواقف معينة أو توجيه إهانات لها، بهدف التقليل من شأنها لتبدو أفضل منها. هذه التصرفات تجرح شخصية الصديقة وثقتها بنفسها، مما يسبب لها آلامًا نفسية كبيرة.
كيف أتعامل مع صديقتي التي جرحتني؟
تتوقف طريقة التعامل مع الصديقة التي تسببت في جرح لصديقتها على سبب هذا الجرح والأذى الناتج عنه، وكذلك النية التي كانت وراء هذا التصرف. ويمكن تلخيص كيفية التعامل في عدة نقاط، حسب الموقف، ومنها:
الاستماع ومعرفة السبب: قبل أن تحكمي على نوايا الصديقة التي تسببت في الجرح وتحديد طريقة التعامل معها، من المهم أن تستمعي إليها وتحاولي فهم الأسباب التي أدت لسلوكها. خاصة إذا كان هذا السلوك غريبًا أو غير متوقع منها. قد يكون هناك مبرر أو وجهة نظر تستحق الاستماع، مثل حدوث سوء تفاهم أو محاولة منها لحماية صديقتها، أو مجرد مزاح لم يتوقعوا نتائجه، أو قد تكون نواياها سيئة. ولكل موقف طريقة تعامل خاصة.
الرد على الإهانة دون شجار: إذا كان الجرح الذي تسببت فيه الصديقة نتيجة إهانة وجهتها لكِ، ففي هذه الحالة يجب الرد على هذه الإهانة ولكن دون الدخول في شجار أو عراك. يكفي أن تُظهري لها الخطأ الذي ارتكبته وتُشعريها به، ثم الانسحاب بهدوء. من الممكن أيضًا إيصال فكرة لها بأنها قد تصرفت بشكل غير لائق ولا تقدر قيمة الصداقة.
التحدث معها بشكل مباشر: في بعض الحالات، قد يكون من المفيد أن تصارحي صديقتك بشكل مباشر وواضح بمشاعرك وبالجرح الذي تسببت فيه، وكيف أن تصرفاتها قد تهدد العلاقة إذا استمرت على هذا النحو. وفي حال استمرت في تصرفاتها الجارحة، من الأفضل وضع حدود صارمة لها أو إنهاء العلاقة إذا لم يكن هناك أمل في حل المشكلة.
التجاهل واللامبالاة: أحيانًا، قد تتعمد بعض الفتيات إزعاج صديقاتهن لأسباب متعددة مثل الغرور أو نقص الثقة بالنفس أو النرجسية. في مثل هذه الحالات، قد يكون التجاهل أسلوبًا فعالًا. التجاهل يُشعر الصديقة بأنها تبدو سخيفة بسبب تصرفاتها، مما يدفعها لتحسين سلوكها لتظهر بشكل أفضل أمامك أو أمام الآخرين.
العتاب واللوم: في بعض الأحيان، قد يفيد توجيه اللوم والعتاب إلى الصديقة التي تسببت لكِ بالجراح، وذلك لتلفت نظرها إلى سوء تصرفاتها وأفعالها معكِ. ربما لا تكون لديها نوايا سيئة، لكنها قد لا تدرك تأثير كلامها أو تصرفاتها على الآخرين. عندما تتلقى اللوم والمعاتبة، قد تفهم ذلك وتندم على تصرفاتها الجارحة وتتوقف عنها.
إنهاء العلاقة: في الحالات التي يكون فيها الجرح عميقًا ولا يمكن التعافي منه، مع التأكد من أن علاقة الصداقة ليست حقيقية وأن هناك نوايا سيئة من الصديقة التي تسببت بالجرح، مثل الخيانة أو نشر الأسرار أو تعمد الإضرار، يكون من الأفضل إنهاء العلاقة بشكل نهائي. إذا كانت العلاقة قد أصبحت سامة وغير قابلة للإصلاح، فإن الابتعاد هو الخيار الأفضل لصحتك النفسية.
كيف أعاتب صديقتي التي جرحتني؟
قد لا يكون الجرح الذي تسببت فيه الصديقة كبيرًا إلى حد إنهاء العلاقة أو الدخول في شجار، وقد يكون العتاب كافيًا لتحسين الوضع بينكما. ويمكنك عتاب صديقتك حسب الموقف وسبب الجرح بعدة طرق، ومنها:
شرح تأثير الموقف:
قد تكون الصديقة غير مدركة لتأثير بعض أفعالها أو أقوالها، مما يجعلها ترتكب أخطاء غير مقصودة، مثل السخرية أو إثارة الغيرة أمام الآخرين. في هذه الحالة، من المهم التحدث معها حول تأثير تصرفاتها، ليعلمها ذلك حجم الأذى النفسي والعاطفي الذي تسببت فيه، مما يدفعها إلى الشعور بخطئها ويجعلها تتوقف عن هذه التصرفات.
التعامل بجدية:
أحيانًا، قد ترغب الفتاة في جعل صديقتها تدرك حجم خطورة تصرفاتها وتأثيرها عليها دون الدخول في شجار أو قطع العلاقة. في هذه الحالة، من المفيد أن تكون أكثر جدية في التعامل بعد الموقف، وتبتعد عنها لفترة قصيرة حتى تفهم أن هذه السلوكيات لا تمر بسهولة، وعليها أن تأخذ مشاعرك بعين الاعتبار في المستقبل.
وضعها بنفس الموقف:
يمكن أن يساعد وضع الصديقة الجارحة في نفس الموقف المحرج أو المؤذي الذي وضعته فيه، سواء من خلال الحديث وذكر أمثلة مشابهة أو من خلال محاولة أن تتخيل هي نفسها الموقف الذي سببت فيه لها الألم. بهذه الطريقة، يمكن أن تشعر بالأذى النفسي والعاطفي الذي تسببت فيه وتندم على تصرفاتها.
الانقطاع عنها لفترة:
في بعض الأحيان، اعتاد بعض الأشخاص على تقبل أفعال الآخرين السيئة بحقهم، مما يجعلهم يتجاوزون الحدود ويتصرفون بشكل غير لائق. لذلك، قد يكون من المفيد أن تنقطعي عن صديقتك لفترة معينة ولا تردي على مكالماتها أو رسائلها، حتى تعتذر وتدرك خطأها وتفهم أهمية مشاعرك. هذا الانقطاع قد يدفعها للاعتراف بخطأها والاعتذار، مما يعيد العلاقة إلى مجراها الطبيعي.
وضع حدود للعلاقة:
قد يكون من الضروري أحيانًا وضع حدود واضحة للعلاقة مع الصديقة الجارحة، مثل تحديد أشياء لا يمكن قبولها أو المزاح فيها، والامتناع عن التحدث بالأسرار الخاصة معها، أو تقليل مستوى الثقة بها إلى درجة معينة. هذا من شأنه أن يجعلها تشعر أن أسلوبها غير مقبول، كما يساعد في تقليل المواقف التي قد تتيح لها التسبب في جرح مشاعرك مجددًا.
التعافي من جراح الصداقة
يُعد التعافي من جراح الصداقة واحدًا من أصعب أنواع التعافي العاطفي، لأنه يتعلق بمشاعرنا وعلاقاتنا الوثيقة. عندما تتأذى الصداقة، سواء نتيجة لخيانة أو تباعد أو سوء فهم، يحدث نوع من الألم العميق. لذلك، يحتاج التعافي من هذه الجراح إلى وقت وجهد خاص.
الاعتراف بالألم:
أول خطوة في التعافي هي الاعتراف بالألم الذي تشعر به. كثير من الناس يحاولون تجاهل الألم أو التهرب من مشاعرهم لحماية أنفسهم، لكن هذا ليس مفيدًا في النهاية. يجب أن تمنح نفسك الفرصة للشعور بالألم والسماح لنفسك بالتعبير عنه، سواء بالكلام أو الكتابة أو بأي وسيلة أخرى تساعدك.
إعادة تقييم العلاقة:
بعد تقبل الألم، من المهم أن تنظر إلى العلاقة نفسها. هل كانت علاقة صحية من البداية؟ هل كانت هناك إشارات تحذيرية قبل وقوع الموقف المؤلم؟ إذا كنت قادرًا على فهم العلاقة بشكل أعمق، ستكون قادرًا على اتخاذ خطوات أفضل إما بالاستمرار فيها أو بإنهائها.
الاعتذار أو التفاهم:
إذا كنت أنت السبب في الخلاف أو الجرح، فإن الاعتذار يعد خطوة أساسية للتعافي. الاعتذار الصادق لا يشفي الجرح فحسب، بل يبني جسرًا من التفاهم بينك وبين الشخص الآخر. إذا كان الطرف الآخر هو من أخطأ، حاول أن تفهم وجهة نظره وتقبل الوضع. ليس بالضرورة أن تتفق مع كل شيء، ولكن من المهم أن تحاول أن تفهمه.
الابتعاد لبعض الوقت:
في بعض الأحيان، بعد حدوث الخيانة أو الأذى، قد يكون من الأفضل أن تأخذ بعض المسافة. هذه المسافة ستمنحك وقتًا للتفكير وإعادة تقييم الأمور دون ضغط المشاعر الحالية. قد تكون أيضًا فرصة للطرفين للابتعاد عن الموقف وإعادة التفكير في العلاقة.
التركيز على نفسك:
التعافي من جرح الصداقة يحتاج منك أن تمنح نفسك وقتًا للاعتناء بها. يمكنك البدء في ممارسة هواياتك، أو ممارسة الرياضة، أو أي شيء يسعدك. عندما تركز على نفسك وراحتك النفسية، سيحسن ذلك من قدرتك على التعامل مع المواقف الصعبة.
مواجهة الحقيقة:
قد تكون هناك لحظات تشعر فيها أنك غير قادر على مواجهة الحقيقة، ولكن في النهاية يجب أن تنظر إلى الواقع بوضوح. مثلما تتعافى من الجرح، يجب أن تكون قادرًا على مواجهة المواقف الصعبة والتعامل معها. أحيانًا تكون الحقيقة مؤلمة، ولكنها في النهاية هي مفتاح التغيير والنمو.
فتح صفحة جديدة:
عندما تشعر أنك قد تجاوزت جزءًا كبيرًا من الألم، حاول أن تفتح صفحة جديدة. قد يعني هذا إما محاولة استعادة الصداقة بعد تجاوز الخلافات، أو إنهاء العلاقة بطريقة محترمة.
الاستمرار في الحياة:
التعافي لا يعني نسيان كل شيء، بل يعني أنك قادر على المضي قدمًا وتعلم الدروس من التجربة. الحياة ستستمر، والصداقة الحقيقية ستظهر عندما تكون جاهزًا لفتح قلبك لأشخاص جدد.
مراحل التعافي من جراح الصداقة
تُعد مراحل التعافي من جراح الصداقة من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان، حيث يمر الشخص خلالها بتجارب ومشاعر مختلفة. من المهم أن نتذكر أن التعافي ليس عملية خطية، بل يختلف من شخص لآخر حسب نوع الجرح ومدى عمقه. إليك المراحل الأساسية التي تمر بها عملية التعافي بالتفصيل:
مرحلة الإنكار: في البداية، قد يكون الشخص الذي تعرض للجرح في حالة من الإنكار. يشعر كما لو أن ما حدث غير حقيقي، أو يعتقد أنه لا يوجد ما يستدعي التأثير الكبير على الصداقة. قد يحاول تجاهل الجرح أو التقليل من تأثيره على حياته. الإنكار يعد رد فعل طبيعي للتعامل مع الألم، حيث لا يستطيع الشخص مواجهة الحقيقة في البداية.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يشعر بالحيرة.
قد يرفض الاعتراف بأن العلاقة قد تغيرت.
يحاول تبرير تصرفات الصديقة أو البحث عن مبررات لما حدث.
مرحلة الألم والحزن: بعد أن يتمكن الشخص من الاعتراف بالألم، يبدأ في الشعور بمشاعر الحزن العميق والغضب. قد يكون الألم ناتجًا عن الخيانة، الإهمال، أو أي نوع آخر من الجروح. في هذه المرحلة، يشعر الشخص بالحزن والخذلان، ويبدأ في الشعور بفراغ كبير بسبب فقدان الصديقة أو العلاقة.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يشعر بحزن عميق.
قد يبدأ في البكاء أو الانسحاب من الأنشطة اليومية.
يعيد التفكير في تفاصيل العلاقة السابقة.
يشعر بالخذلان بسبب توقعات لم تتحقق.
مرحلة الغضب واللوم: في هذه المرحلة، يبدأ الشخص في الشعور بالغضب من صديقته بسبب ما حدث. قد يبدأ في لوم نفسه أو الطرف الآخر، ويشعر بالحاجة للانتقام أو التعبير عن غضبه. يمكن أن يكون الغضب ناتجًا عن خيانة أو سوء تعامل.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يبدأ في لوم الصديقة أو حتى نفسه.
يظهر الغضب بوضوح، سواء بالكلمات أو التصرفات.
قد يشعر الشخص بعدم القدرة على التفاهم مع الطرف الآخر أو الوصول إلى حل.
مرحلة العزلة والانفصال العاطفي: في هذه المرحلة، يحاول الشخص الابتعاد عن صديقته أو يعزل نفسه عاطفيًا. قد يكون هذا بسبب عدم القدرة على مواجهة الصدمة أو اعتقاد الشخص أن الأفضل له هو أن يكون بعيدًا عن الشخص الذي جرحه. العزلة في هذه المرحلة قد تكون فرصة للتفكير وإعادة تقييم العلاقة.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يبتعد عن الصديقة ويتجنب التواصل معها.
قد يشعر بالوحدة أو بعدم الرغبة في العودة للعلاقة.
يحاول إعادة بناء نفسه بعيدًا عن وجود الصديقة.
مرحلة التفكر وإعادة التقييم: بعد فترة من العزلة، يبدأ الشخص في إعادة التفكير في العلاقة وتقييمها بشكل عقلاني. في هذه المرحلة، يبدأ الشخص بطرح أسئلة مثل: هل كانت العلاقة تستحق كل هذا الألم؟ هل كانت هناك إشارات تحذيرية قبل وقوع الموقف المؤلم؟ هل هو مستعد للمسامحة أم يريد إنهاء العلاقة؟
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يعيد تقييم مشاعره وأسباب الجرح.
يبدأ في التفكير في الحلول الممكنة، سواء بإصلاح العلاقة أو بإنهائها.
قد يبدأ في فهم أسباب حدوث المشكلة من الطرف الآخر.
مرحلة المسامحة (أو القبول): في هذه المرحلة، يقرر الشخص ما إذا كان يريد مسامحة الصديقة أم لا. المسامحة هنا لا تعني نسيان الجرح، ولكن الشخص يحاول أن يفهم ويقبل ما حدث. في بعض الأحيان، قد يتخذ القرار بالمسامحة لأن ذلك يساعده على التخلص من عبء الغضب والحزن.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يقرر ما إذا كان سيكمل في العلاقة أم لا.
يبدأ في التفكير في إمكانية إصلاح العلاقة، سواء من خلال التواصل مع الصديقة أو بتوضيح المشاعر.
المسامحة لا تعني بالضرورة العودة للعلاقة، ولكنها تعني قبول الموقف.
مرحلة التغيير والنمو الشخصي: بعد المرور بمراحل الألم، يبدأ الشخص في التحول والنمو الشخصي. التجربة تعلمه دروسًا مهمة حول الصداقات والعلاقات. قد يبدأ في بناء علاقات صحية أكثر أو اكتشاف طرق جديدة للتعامل مع الصداقات. الشخص يبدأ في إدراك أن الألم هو جزء من عملية النمو والارتقاء في الحياة.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يحاول بناء علاقات صحية تعتمد على الاحترام المتبادل.
يكتسب دروسًا من التجربة تساعده في فهم احتياجاته من الصداقة.
يتحسن التقدير الذاتي والعاطفي.
مرحلة القرار: في هذه المرحلة، يتخذ الشخص القرار النهائي بشأن العلاقة. هل سيواصل الصداقة مع نفس الشخص أم سيتخلى عنها؟ يرتبط القرار بتقييم الشخص لعلاقته بالصديقة والتأكد من إمكانية بناء علاقة صحية جديدة.
ماذا يحدث هنا؟
اتخاذ قرار نهائي بشأن العلاقة.
قد تكون العودة للعلاقة بعد التفاهم والمسؤولية المشتركة.
أو الانفصال بشكل نهائي إذا لم يكن هناك إمكانية للتصالح.
مرحلة التعافي الذاتي: التعافي الذاتي هو مرحلة مهمة جدًا بعد أن تقفل صفحات الجرح وتقرر أنك تريد التحسن. في هذه المرحلة، يبدأ الشخص في التركيز على نفسه وعلى صحته النفسية والعاطفية. قد يبدأ في تعلم مهارات جديدة لتحسين علاقاته المستقبلية أو تطوير ذاته في مجالات مختلفة.
ماذا يحدث هنا؟
الشخص يكتسب مهارات في التعامل مع المشاعر السلبية.
قد يشارك في الأنشطة التي تحسن من صحته النفسية مثل التأمل أو الرياضة.
يبدأ في البحث عن طرق لإعادة بناء ثقته في الناس.
مرحلة استعادة الثقة في العلاقات: بعد الخيانة أو الجرح، يكون بناء الثقة في العلاقات أمرًا صعبًا للغاية. قد يشعر الشخص في هذه المرحلة بالشك في قدرته على إقامة علاقات جديدة أو حتى فتح قلبه للآخرين. ولكن بعد المرور بمراحل التعافي، يصبح الشخص قادرًا على استعادة الثقة في علاقاته المستقبلية.
ماذا يحدث هنا؟
قد يجد الشخص صعوبة في الوثوق بالآخرين في البداية.
يبدأ في بناء علاقات جديدة مع أشخاص آخرين أو تحسين علاقاته القائمة.
يكتسب مهارات التواصل الصحيحة ويبدأ في احترام الحدود الشخصية.
11. مرحلة التفاوض (المصالحة الداخلية): في بعض الأحيان، حتى إذا قررت الابتعاد عن الصديقة أو إنهاء العلاقة، تبدأ مرحلة المصالحة الداخلية مع نفسك. في هذه المرحلة، تتصالح مع قرارك ولا تشعر بالندم على ما حدث. تتقبل الحقيقة وتقبل الفقدان، وتبدأ في الارتياح لفكرة أن هذه التجربة جزء من الحياة والتطور الشخصي.
ماذا يحدث هنا؟
يتصالح الشخص مع قراراته بشأن الابتعاد أو الانفصال.
يبدأ في إيجاد السلام الداخلي دون الشعور بالذنب أو الندم.
يركز على الحاضر والمستقبل بدلاً من العيش في الماضي.
12. مرحلة الفهم العميق للدرس: مع مرور الوقت، يبدأ الشخص في إدراك الدروس العميقة التي تعلمها من التجربة. قد تفتح الصداقة التي تأذت أمام الإنسان بابًا لتعلم دروس حياتية هامة، مثل كيفية إدارة العلاقات بشكل صحي أو كيفية الحفاظ على توازن بين التوقعات والواقع.
ماذا يحدث هنا؟
يبدأ الشخص في رؤية قيمة التجربة رغم الألم الذي مر به.
يستخلص دروسًا تساعده في التعامل مع الآخرين في المستقبل بطريقة أفضل.
يتعلم كيفية تحديد الحدود في العلاقات واكتساب مهارات جديدة في حل النزاعات.
13. مرحلة تقبل الفقدان (إنهاء العلاقة بسلام): قد تنتهي بعض العلاقات بشكل كامل، مما يجعل تقبل فكرة الفقدان بعد سنوات من الصداقة أمرًا صعبًا. في هذه المرحلة، يتعلم الشخص تقبل أن العلاقة قد تنتهي رغم كل المحاولات. تقبّل هذا الواقع يساعد في إغلاق فصول الماضي والانطلاق إلى فصول جديدة في الحياة.
ماذا يحدث هنا؟
يبدأ الشخص في تقبل فكرة انتهاء العلاقة.
يمنح نفسه الفرصة للمضي قدمًا دون النظر إلى الوراء.
يتحرر من مشاعر اللوم أو الأسى ويسعى لاستعادة السلام الداخلي.
14. مرحلة البدء في بناء شبكة علاقات جديدة: بعد أن يشفى الشخص من جرحه، يبدأ في البحث عن علاقات جديدة تكون أكثر صحة. في هذه المرحلة، قد يطور شبكة من الأصدقاء الجدد الذين يتوافقون معه عاطفيًا. يمكن أن يشمل ذلك بناء علاقات جديدة أو حتى تحسين العلاقات مع الأفراد في محيطه.
ماذا يحدث هنا؟
بناء علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل.
استخدام الدروس المستفادة من التجربة لبناء علاقات أعمق وأكثر صحة.
التركيز على التعامل مع الآخرين بشكل ناضج ومحترم.
15. مرحلة القبول والتقبل: القبول والتقبل هو المفتاح للخروج من التجربة بشكل إيجابي. بعد المرور بكل المراحل السابقة، يبدأ الشخص في تقبل أن العلاقات قد تتغير وأن الحياة تستمر. القبول هنا لا يعني نسيان الجرح أو تجاهله، بل يعني التعايش معه ومع الواقع الجديد.
ماذا يحدث هنا؟
يتقبل الشخص التجربة بكل ما تحمله من تحديات.
يبدأ في العيش في الحاضر بدلاً من التركيز على الماضي.
يتعلم كيف يصبح شخصًا أفضل وأكثر نضجًا نتيجة لهذه التجربة.