ما هي الذُكورة السامة وطرق التعامل معه ومعالجتها

تاريخ النشر: 2025-01-29

ما هي الذُكورة السامة وطرق التعامل معه ومعالجتها

يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر لمصطلح "الذكورة السامة" إلى حدوث سوء فهم لدى البعض بشأن معناه الحقيقي، مما يزيد من حالات الالتباس والانزعاج. لذا، فإن المفاهيم المرتبطة بالرجولة "التقليدية" تعتبر معقدة، حيث يواجه البعض صعوبة في تحدي الأفكار القديمة والتخلص من الجوانب السلبية للقيم الذكورية التقليدية. وقد يتطلب الأمر بعض الوقت لتغيير طريقة التفكير. قبل أن نتناول موضوع الذكورة السامة وأسبابها وتأثيرها على سلوك الأفراد، يجب علينا أولاً فى دليلى ميديكال أن نحدد مفهوم الذكورة السامة بشكل واضح. هل كنت في علاقة معه لكنه تركك فجأة ثم عاد ليتركك مرة أخرى بشكل متكرر؟ أو هل يعاملك بلطف في بعض الأحيان ثم يظهر وجهه الآخر في اليوم التالي؟ أم أنه ذلك الرجل الذي يصفك بأنك "طفلة صغيرة" وغير قادرة على العيش بدونه؟ الرجل السام، أو المتشبع بالذكورة السامة، هو ببساطة شخص يجعلك تشعرين بأنك بحاجة إليه باستمرار، ويجعلك تشعرين أنك لا شيء بدونه. بغض النظر عن أسلوبه، فإن النتيجة واحدة: رجل سام يسيطر على تفكيرك، وفي بعض الأحيان يشل مشاعرك، مما يجعلك تلك الفتاة التي تسعى خلفه بكل الوسائل الممكنة.

ما هي الذكورة السامة؟

 

تشير الذكورة السامة إلى مجموعة من السلوكيات النمطية التي يتبناها بعض الرجال، والتي تركز على الهيمنة والسيطرة، وتفتقر إلى الحساسية والعاطفة، وغالبًا ما تتسم بالعدوانية. يظهر هؤلاء الرجال سلوكيات تؤذي المشاعر، حيث يعتقدون أنه يجب أن يكونوا المسيطرين في العلاقات، ويتجنبون إظهار أي مشاعر إنسانية إيجابية مثل التفاهم والحب والمودة. وعندما يظهرون هذه المشاعر، فإن ذلك غالبًا ما يكون لأغراض تخدم مصالحهم الشخصية، أو تعبيرًا عن الغضب الكامن بداخلهم.

كيف يمكن التعامل مع الذكورة السامة؟

 

يمكن مواجهة الذكورة السامة من خلال تعلم كيفية التعرف على المشاعر والتعبير عنها بطرق صحية. يمكن للرجال تعزيز علاقاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين من خلال ممارسات مثل كتابة اليوميات، أو العلاج النفسي، أو ببساطة من خلال التحدث بصراحة مع الأصدقاء، مما يساعد في كسر الحواجز التي تفرضها الذكورة السامة حول الضعف.

**ما الذي يعزز الذكورة السامة؟**

 

تُعتبر البيئة الأسرية غير المستقرة من العوامل الرئيسية التي تسهم في تعزيز الذكورة السامة لدى الأطفال، حيث يتعرضون لمعايير اجتماعية تدعم العنف والهيمنة الذكورية.

**ما هي أسباب الذكورة السامة؟**

 

ينظر الكثيرون اليوم إلى مفهوم الذكورة وأدوار الجنسين المرتبطة به على أنها نتيجة لمجموعة من السلوكيات التي تتأثر بعدة عوامل، منها:

- العمر

- العِرق

- الطبقة الاجتماعية

- الثقافة

- الجنس

- الدين

وبناءً على ذلك، يمكن أن يتخذ تعريف الرجولة أشكالاً متعددة. ما يُعتبر ذكورة في مجتمع معين أو حتى في ثقافة فرعية قد يُرفض في مجتمع آخر. لذا، تصبح الرجولة مفهومًا متغيرًا بدلاً من أن تكون مجموعة من القواعد الصارمة والمحددة.

ما هي جذور القيم الذكورية التقليدية؟

 

تعود جذور ما يُعرف بالرجولة إلى آلاف السنين، حيث كانت القوة والهيمنة من الصفات الأساسية التي تضمن حياة أفضل للأشخاص القادرين على الصيد والقتال. وقد استمر هذا النمط دون تغيير حتى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت هذه السلوكيات الذكورية التقليدية المبالغ فيها تتعارض مع آراء المجتمع المعاصر. ومع ذلك، على الرغم من أن المجتمع الحديث شهد تحولًا في الموقف تجاه هذه السلوكيات السلبية، ولم يعد يحتفي بالمفاهيم القديمة للرجولة، إلا أن بعض المجموعات والثقافات الفرعية لا تزال تعاني من تأثير هذه "المعايير المتوقعة". في هذه الحالة، يمكن أن تصبح الذكورة سامة، حيث يشعر بعض الرجال بالضغط للتصرف وفقًا لأيديولوجيات ووجهات نظر تقليدية. إذا اعتقد الرجل أنه لا يحقق هذه الصفات المبالغ فيها أو لا يتماشى مع هذه الآراء الضيقة، فقد يشعر بالنقص، مما يدفعه إلى محاولة إثبات رجولته من خلال انتقاد نفسه أو المبالغة في تلك الصفات. هذا الاندفاع قد يؤدي إلى سلوكيات خطيرة، سواء بالنسبة له أو لمن حوله. يستخدم بعض الأشخاص مصطلح "الذكورة السامة" للإشارة إلى جميع الصفات المرتبطة بالذكورة، لكن هذا المفهوم غير دقيق وقد يُعتبر وسيلة لتقليل قيمة الرجال بشكل عام، وليس فقط الصفات السلبية المرتبطة بالذكورة. الحقيقة هي أن الذكورة في حد ذاتها ليست سامة، بل إن الصفات التي يُنظر إليها على أنها ذكورية يمكن أن تكون إيجابية وصحية عندما تكون متوازنة. يمكن للفرد أن يتبنى هذه الصفات ويعيش بشكل جيد في المجتمع.

ما هي المشكلات التي قد تنجم عن مفهوم الذكورة السامة؟

 

يعتبر البعض أن الذكورة السامة تشكل تهديدًا لأنها تعيق نمو الفرد وتحدد تصوره لما يعنيه أن يكون رجلًا. هذا الأمر قد يؤدي إلى صراعات داخلية لدى الرجال وفي محيطهم، حيث يُعرف هذا المفهوم بصراع الأدوار بين الجنسين، مما يفرض ضغوطًا على الرجال الذين لا يتوافقون مع هذه الصفات.

عندما ينظر الطفل أو الشاب إلى العالم من خلال العدسة الضيقة التي تفرضها هذه الصفات الذكورية المبالغ فيها، قد يشعر بأنه لن يُقبل إلا إذا التزم بهذه المعايير. ومن هنا، تؤدي الذكورة السامة والسلوكيات المرتبطة بها إلى مجموعة من المشكلات، مثل:

- التنمر

- صعوبات في الانضباط المدرسي

- تحديات أكاديمية

- التعرض للسجن

- العنف الأسري

- الاعتداء الجنسي

- السلوكيات المتهورة

- تعاطي المخدرات

- الانتحار

- الصدمات النفسية

- نقص في الصداقات أو العلاقات الحقيقية

تشير بعض النظريات إلى أن مفهوم الذكورة السامة يؤثر على الصحة البدنية، حيث قد يمنع بعض الرجال من السعي للحصول على المساعدة في مواجهة المشكلات الصحية أو التحديات الأخرى. بالنسبة للبعض، قد يؤدي طلب المساعدة إلى شعور بالضعف أو العجز.

كيف تؤثر الذكورة السامة على الصحة النفسية؟

 

تؤثر الذكورة السامة بشكل سلبي على الصحة النفسية للرجال الذين لا يتبنون الخصائص الذكورية المبالغ فيها، لكنهم يشعرون بالضغط للامتثال لهذه السلوكيات. تشير جمعية علم النفس الأمريكية إلى المخاطر المرتبطة بمحاولة التمسك بهذه السمات المبالغ فيها، وغالبًا ما يعاني الرجال والفتيان الذين يُجبرون على الالتزام بها من آثار سلبية، مثل:

- الاكتئاب.

- مشكلات تتعلق بصورة الجسم.

- ضعف الأداء الاجتماعي.

- تعاطي المخدرات.

- التوتر.

علاوة على ذلك، فإن التعبير عن العواطف أو التحدث بصراحة عن المشاعر يتعارض مع القيم الذكورية التقليدية، مما يزيد من احتمال أن الرجال الذين يعانون من مشاكل نفسية قد لا يسعون للحصول على المساعدة المتخصصة أو حتى يتحدثون عن معاناتهم مع الأصدقاء أو العائلة.

**علامات تشير إلى أن شريك حياتك رجل سام!**

 

- عدم احترام مشاعرك في العلاقة **يُعتبر عدم احترام مشاعر الشريك من أبرز الصفات التي تميز الرجال السامين. فهم يتوقعون منك تقديم الاحترام والدعم لهم، بينما لا يقدمون لك أي شيء في المقابل. يسعون لإظهار قوتهم وهيمنتهم في العلاقة، مما يجعل رغباتك وأصدقائك وحياتك المهنية بلا قيمة في نظرهم. فكرة المساواة غائبة تمامًا عن تفكيرهم.

- **هم الأولوية في كل شيء!** دائمًا ما يضعون احتياجاتهم في المقدمة، ويؤجلون تلبية طلباتك إلى وقت لاحق. يتخذون قرارات حاسمة في علاقتكما، مثل الانسحاب أو الهجر، مما يجعلك تشعر بأنك تابعة لهم، حيث أنهم هم من يحددون ما يجب عليك فعله في هذه العلاقة.

-** لا يساهم في الأعمال المنزلية** يميل الرجل السام إلى الاعتقاد بأن مساعدته لك في الأعمال المنزلية اليومية قد تضعف مفهومه عن الرجولة. لذلك، لن تلاحظيه يلتقط المكنسة أو يساعدك في تعليم أطفالك، أو يتدخل في أمور الطهي أو تنظيف المنزل بشكل عام. بل قد يتذمر أحيانًا من طريقتك في التنظيف أو يعبر عن استيائه من أداء أطفالك في المدرسة!

-** يسعى للهيمنة عليك** الرجل السام يسعى للسيطرة على تصرفاتك وخططك المستقبلية والمهنية، وقد يتنمر عليك بشأن مظهرك ووزنك. فهو يراقب كل خطوة تخطينها ويريد أن يكون له السيطرة الكاملة على حياتك.

- **"زوجتي تشغل منصب مديرة عامة"** يعتبر بعض الرجال السامون أنفسهم المصدر الوحيد للدخل في الأسرة. إذا كنتِ تحققين دخلاً أعلى منهم، فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على شعورهم بالكرامة. قد يسعون لإقناعك بالتخلي عن عملك للتركيز على الأسرة والأطفال والمهام المنزلية، مما يمنحهم مزيدًا من السيطرة عليك. وفي المقابل، يتوقعون منك أن تكوني ممتنة لجهودهم بشكل مبالغ فيه!

**- التلاعب النفسي بمشاعرك** يمتلك الرجال السامون القدرة على خلق شعور بأنك مدينة لهم بشيء ما. كما يمكنهم أخذ ما يريدون منك أو القيام بأفعال تضر بك، مع الحفاظ على انطباع أنهم يفعلون كل ذلك من أجلك.

**- مشاعر الغضب الكامنة** بالطبع، نمر جميعًا بلحظات نشعر فيها بالغضب، ولكن في بعض الأحيان يصبح هذا الغضب غير مبرر. عندما يغضب الرجال السامون، يتحولون إلى أشخاص عدوانيين وقد يسعون لتخويفك، وقد يصل الأمر إلى استخدام العنف الجسدي. إذا تعرضت لأي شكل من أشكال العنف، يجب عليك طلب المساعدة على الفور!

**- عدم الإفصاح عن مشاعره الحقيقية** حتى وإن كانت مشاعره صادقة، يخشى الرجل السام من أن يصبح موضع سخرية، حتى لو لم يكن لديك أي نية للسخرية. فهو دائمًا يشعر أنه إذا استهزأت بمشاعره، فإنك ستقللين من قيمة مشاعره أيضًا!

**لديك خياران رئيسيان**: إما أن تخبريه بوضوح وحزم بضرورة استشارة أخصائي نفسي، أو أن تتخذي القرار النهائي بالانفصال عنه. شخصيًا، أفضّل الخيار الثاني. من المؤكد أن كلا الخيارين ليسا سهلين، ولكن لماذا تبقين مع شخص تحبينه بينما هو لا يتمنى لك الخير؟ أنت الوحيدة القادرة على اتخاذ القرار الأنسب لمستقبلك. تذكري أنك الوحيدة التي تستطيع تغيير مسار حياتك. حاولي أن تكوني صادقة مع نفسك بشأن الأسباب التي تجعلك ترغبين في الاستمرار مع هذا الشخص. هل هو الحب؟ أم أنك تعودت على وجوده؟ أو ربما تخافين من مشاعر الوحدة بعد الانفصال؟ تذكري أنك شخص ذو قيمة، فلا تفرطي في شخصيتك أو ذاتك من أجل إرضاء أي شخص. أنت رائعة وتتمتعين بالعديد من الصفات الجيدة، ولا يوجد شيء فيك يستحق الانتقاص. لذا، لا تنسي ذلك أبدًا! صدقيني، الرجل السام يسعى لجعلك تعتقدين أنك لن تجدي شريكًا آخر إذا انفصلت عنه، لذا سيحاول إقناعك بالبقاء معه بأي ثمن.