فوائد القات وأضراره وهل يسبب الإدمان

تاريخ النشر: 2024-12-29


لفتت انتباهي جملة قرأتها في أحد المقالات التي تتناول مخدر القات، مما أعادني إلى ذكريات رحلتي إلى دولة عربية معروفة بزراعة هذا النبات. لقد أصبح سكان هذه الدولة مشهورين بممارسة مضغ أوراقه وتدخينها، حيث تكاد لا تخلو أي مناسبة اجتماعية من هذه العادة، على الرغم من أنها تُعتبر محظورة في العديد من الدول الأخرى، مما يعرض مستخدميها للمسائلة القانونية. في دليلى ميديكال  السطور القادمة، سنتناول تعريف القات ومكوناته وأنواعه وأضراره، لذا تابع معنا هذا المقال. لقد انتشرت فوائد القات بشكل كبير، خاصة في اليمن، وقد تسمع عنها وما تقدمه من مكاسب صحية عديدة تؤثر على الحالة النفسية والجسدية. ومع ذلك، قبل أن تقرر استخدامه كأحد الأعشاب الطبية المفيدة، من المهم أن تتعرف على أضراره وفوائده بالتفصيل، وما إذا كان يُعتبر من المخدرات التي تسبب الإدمان، بالإضافة إلى كيفية علاج الإدمان منه.

*هل يوجد بديل للقات؟**

 

إذا كنت ترغب في الإقلاع عن القات، فلا يوجد بديل طبيعي أو عشبي له. البديل الأكثر أمانًا هو الانخراط في برنامج علاجي مهني لمكافحة الإدمان.

أما بالنسبة للبدائل الإدمانية للقات، فإن الكاثينون الاصطناعي المعروف بأملاح الاستحمام يُعتبر من أخطر الخيارات، حيث تفوق مخاطره مخاطر القات بشكل كبير. وغالبًا ما ينتهي المطاف بمدمني القات إلى استخدام مخدرات أكثر فتكًا كبديل للحصول على النشوة بعد أن يتكيف الجسم مع القات، مثل الكوكايين، والميث، والأمفيتامينات، والكبتاجون، والإكستاسي. لذا، يُعتبر تعاطي القات اضطرابًا إدمانيًا خطيرًا.

**هل القات يُسبب الإدمان؟**

 

نعم، يمكن أن يؤدي القات إلى الإدمان. فالاستخدام المنتظم له قد يؤدي إلى تطوير تحمل للمركبات النشطة، مما يعني أن الشخص يحتاج إلى كميات أكبر للحصول على نفس التأثير. كما أن التوقف المفاجئ عن تعاطيه قد يسبب أعراض انسحاب مثل الاكتئاب والقلق والأرق.

**هل القات يشبه الحشيش؟**

 

يُعتبر القات المنافس الأول للحشيش كمخدر طبيعي من حيث الشعبية والانتشار، لكنه يختلف عنه في المادة الفعالة. فالحشيش يحتوي على مواد ذات تأثير أفيوني مهدئ، بينما القات يُصنف كعشبة ذات تأثيرات مختلفة.

**هل يؤثر القات على النوم والوزن؟**

 

يعتبر القات منشطًا ومنبهًا يساهم في زيادة اليقظة والنشاط لفترة قصيرة، لكن سرعان ما يتحول تأثيره إلى شعور بالإرهاق والتعب والخمول. كما أنه يعمل على تقليل الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل مفاجئ، وهذا قد يسبب سوء التغذية وضعف الجسم واختلال توازنه.

**هل ابتلاع القات يسبب أضرارًا؟**

 

عادةً ما يتم مضغ القات وامتصاصه، ثم يتم بصق البقايا. إلا أن ابتلاع هذه البقايا قد يزيد من المخاطر المحتملة، خاصة على الجهاز الهضمي. بشكل عام، يمكن أن يؤدي ابتلاع عصارة القات إلى مشاكل صحية مثل السكري، ومشاكل في ضغط الدم والقلب.

**ما هي أسباب إدمان القات؟**

 

يرجع السبب الرئيسي وراء إدمان القات إلى تشابهه مع الفيتامينات، بالإضافة إلى تأثيره المنشط الذي يمنح الجسم شعورًا بالنشاط واليقظة. كما أن القات يتميز بتكلفته المنخفضة مقارنة ببعض أنواع المخدرات الأخرى، مما ساهم في انتشاره السريع بين مختلف الفئات.

ما هي أضرار مخدر القات على الجهاز التناسلي؟

 

- قد يؤدي إلى ضعف جنسي، مما يمنع الرجل من إتمام العلاقة الحميمة مع شريكته.

- يسبب آلامًا حادة أثناء التبول.

- يمكن أن يؤدي إلى تضخم البروستاتا.

- يساهم في انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الدم.

**كيف يحدث الإدمان على القات؟**

 

يحدث الإدمان نتيجة الإفراط في استهلاك القات دون حاجة طبية أو إشراف طبي، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تشير إلى الاعتماد على هذا المخدر.

**ما هو القات؟**

 

القات هو مخدر يستخرج من نبتة خضراء تُعرف باسم (كاثا ادوليس)، والتي تحتوي على مواد قلوية تعمل كمنشطات للمتعاطي. يكون القات طازجًا بلون أخضر أو بني مخضر، بينما يتحول لونه إلى بني مصفر عند جفافه. قد يختلط الأمر على البعض بينه وبين مخدر الماريجوانا. يمكن تناول القات بطرق متعددة، مثل مضغه كما يُفعل مع التبغ، أو تدخينه، أو إضافته إلى الطعام. يؤدي تعاطي القات إلى الإدمان ويستدعي الحاجة إلى العلاج.

**حكم تعاطي القات في الإسلام**

 

من الضروري فهم الحكم الشرعي المتعلق بتناول القات. فقد أفتى العديد من العلماء بتحريمه إذا كان الهدف منه الحصول على النشاط والنشوة. لا شك أن القات، كما تم توضيحه، يحمل أضرارًا صحية واجتماعية خطيرة قد تهدد حياة الأفراد، لذا يُعتبر من المخدرات المحرمة.

**المنشأ والانتشار:**

 

يُعتبر أبو الريحان البيروني (973-1051 م) أول طبيب عربي قام بوصف القات كعلاج في مؤلفه "الصيدلة وفن العلاج" (الطاهِر، 1990 م). كما ذُكِر القات في الكتاب الطبي العربي "الأدوية المعقَّدة" (1237 م)، حيث وصفه مؤلفه نجيب الدين السمرقندي كعلاج للاكتئاب نظراً لما يسببه من شعور بالبهجة والاهتياج (العطَّاس، 1981 م). يعتقد معظم الباحثين أن القات نشأ في إثيوبيا، رغم أنه يُزرع في اليمن منذ عدة قرون. وهناك اختلافات في تاريخ إدخاله إلى اليمن (الراضي، 1992 م). ومع ذلك، يتفق الباحثون على أن القات أصبح جزءاً من العادات الاجتماعية اليمنية في القرن الثالث عشر الميلادي (المُترِّب، بيكر وبرودلي، 2002 م).

**الزراعة في اليمن:**

 

القات (الاسم العلمي: كاثا إيدوليس) هو نبتة خضراء معمرة تُزرع عن طريق التطعيم، وهي تقنية زراعية تُنقل فيها أنسجة من نبتة إلى أخرى. يمكن أن يصل طول شجرة القات إلى 6-7 أمتار، وقد تصل في الظروف المثالية إلى 15-20 متراً. ينمو القات في المرتفعات على ارتفاع يتراوح بين 1500 إلى 2500 متر فوق سطح البحر، ويُترك لمدة 3-4 سنوات قبل قطف الأوراق، على الرغم من أنه يحتاج إلى 6-7 سنوات إضافية ليصل إلى مرحلة النضج الكاملة.

**كيفية إبطال مفعول القات**

 

يتوقف إبطال مفعول مخدر القات على عدة عوامل، منها الحالة الصحية للمتعاطي، والجرعة التي تم تناولها، بالإضافة إلى كمية السوائل التي استهلكها الفرد. فشرب كميات كبيرة من السوائل يمكن أن يساعد في تسريع عملية إبطال مفعول القات.

**كيف يمكن إبطال مفعول القات قبل إجراء تحليل المخدرات؟**

 

يمكن إبطال مفعول القات من خلال التوقف عن تعاطيه لفترة كافية قبل إجراء تحليل المخدرات، مما يسمح للجسم بالتخلص من آثار المخدر.من المهم الإشارة إلى أن بعض الطرق الشائعة لإبطال مفعول القات، مثل استخدام الأعشاب أو قراءة القرآن، لا تساهم في التعافي من إدمان القات، بل قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة وتجعل الشخص أكثر إقبالًا على المخدر.

**أسباب انتشار نبات القات**

 

تتعدد الأسباب التي أدت إلى انتشار نبات القات، حيث أصبح جزءًا لا يتجزأ من العادات الاجتماعية في بعض المجتمعات.

يعتبر القات جزءًا من الثقافة المحلية في دول معينة، مثل اليمن وبعض الدول الأفريقية، حيث يُشبه تناوله في تلك المجتمعات بتناول الشاي أو أي مشروب آخر شائع.

من العوامل التي تسهم في انتشار القات هو ضعف الوازع الديني، حيث يبتعد الأفراد عن الالتزام بتعاليم الدين ويتجاهلون المحرمات، مما يجعل تعاطي القات أمرًا مقبولًا.

كما تلعب الصداقات السلبية دورًا في تشجيع الأفراد على استخدام القات، مما قد يؤدي إلى تدهور أخلاقهم وتحولهم من أشخاص صالحين إلى أفراد وقعوا في فخ الإدمان.

**التركيب الكيميائي:**

 

يعود سبب الشعور بالابتهاج أثناء مضغ القات إلى احتوائه على مركب الكاثينون، وهو أمين مُحفِّز يشبه الأمفيتامين (كاليكس وبريندين، 1985؛ كاليكس، 1988مـ، 1992مـ). تتكون أوراق القات من ثلاثة مركبات أساسية شبه قلوية، وهي: الكاثيون، نورسودوإفيدرين (أو الكاثين)، ونورإفيدرين (زوندري، 1975مـ؛ شورنو وسيتينيغير، 1979مـ). بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الأوراق على كميات قليلة من الزيوت الأساسية مثل الستيرول.

**ما هي مدة بقاء القات في البول؟**

 

تعتمد مدة بقاء القات في البول على عدة عوامل، مثل كمية التعاطي والخصائص الفردية للشخص، وعادة ما تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة.

**كيف يمكن تقليل تأثير القات قبل إجراء تحليل المخدرات؟**

 

لا توجد طريقة مضمونة لإبطال تأثير القات قبل تحليل المخدرات، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل احتمالية اكتشافه، مثل:

- شرب كميات كبيرة من الماء لزيادة إنتاج البول.

- تناول أدوية مدرة للبول لزيادة كمية البول.

- استخدام شاي الأعشاب أو منتجات أخرى قد تساعد في التخلص من القات من الجسم.

**كيف يمكنني التوقف عن تعاطي القات بسرعة؟**

 

قد يكون التوقف عن تعاطي القات تحديًا، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتسريع عملية التعافي، مثل:

- طلب المساعدة من طبيب أو متخصص في علاج الإدمان.

**مراحل تأثير القات:**

 

يستعرض أحد الباحثين المراحل النفسية التي مر بها بناءً على تجربته الشخصية بعد استخدامه للقات لأكثر من 20 عامًا، كما يلي:

1. **النشوة:** يشعر المتعاطون بالفرح والاهتياج (برينيشتاين وآخرون، 1990م؛ ويدلر وآخرون، 1994م). تستمر هذه المرحلة من ساعة إلى ساعتين (كاليكس وبرايندِن، 1985م). وتعتبر هذه المرحلة شائعة بين الشباب المتعاطين، وتحدث في كل جلسة.

2. **النقاش الحماسي:** يبدأ متعاطو القات في مناقشة القضايا المهمة بحماس وإدراك لأهمية الموضوعات المطروحة (كاليكس وبرايندِن، 1985م). وعادةً ما يتناولون القضايا العامة، ثم ينفصل بعضهم لمناقشة قضاياهم الشخصية بشكل سري.

3. **الساعة السليمانية:** تبدأ هذه المرحلة في الصيف عند الساعة 6:30 مساءً، وفي الشتاء عند 5:30 مساءً، حيث يفضل متعاطو القات عدم تشغيل الأضواء، ويكتفون بالصمت والتأمل في الطبيعة. تكون مخيلتهم نشطة، ويفضلون الاستماع إلى الأغاني المحلية.

4. **الاكتئاب:** قبل انتهاء الجلسة (المعروفة محليًا بالتخزينة)، يميل المتعاطون إلى مناقشة مشاكلهم بنظرة تشاؤمية. تعتمد مرحلة الاكتئاب على نوع القات المستخدم، حيث قد يقرر بعضهم التوقف عن التعاطي بسبب شدة الاكتئاب (إذا كان النوع قويًا).

5-** التهيُّج**، فقدان الشهية، الأرق: تتسم هذه المرحلة بزيادة الإحساس الوهمي بالثقة، وتشتت الأفكار (صعوبة التركيز على موضوع واحد) (كاليكس وبرايندِن، 1985م).

**كيف يمكنني الإقلاع عن القات بسرعة؟**

 

إذا كنت ترغب في التخلص من القات بأسرع ما يمكن، يُنصح بالتوجه إلى مستشفى متخصصة في علاج الإدمان.  على برنامج سحب السموم لمدة 7 أيام، والذي يتيح لك التخلص من السموم دون الشعور بأي ألم، من خلال استخدام بروتوكول دوائي يخفف من أعراض انسحاب القات ويعمل على تهدئتها بشكل كامل.

**مكونات القات**

 

القات هو شجرة صغيرة مزهرة، والأجزاء المستخدمة في التعاطي هي الأوراق وبراعم الأزهار، سواء كانت طازجة أو مجففة. عادةً ما تستغرق الأوراق يومين لتصل إلى مرحلة الذبول والجفاف.

قام العلماء بدراسة مكونات القات وخصائصه، بما في ذلك الأشكال والطعوم والروائح المختلفة، بهدف إعداد ورقة تعريفية رسمية لهذا المخدر. وقد أظهرت النتائج أن أهم مكونات القات، سواء كان يمنيًا أو إثيوبيًا، هي المادة الفعالة الكاثينون بالإضافة إلى الكاثين، وهما المسؤولان عن التأثير التخديري بشكل كبير. الصيغة الكيميائية للكاثينون هي C9H13NO3، وقد وجد العلماء أن تأثير هذه المكونات يشبه تأثير الأمفيتامينات المنشطة، ولكن بدرجة أقل قوة.

على الرغم من ذلك، يحتوي القات على العديد من المكونات الصغيرة الأخرى التي تقترب من الأربعين مادة، ومن أبرزها:

- أحماض أمينية وحمض الأسكوربيك.

- الفلافونويدات.

- التانينات.

- السيترول.

- القلويات مثل فينيل ألكيل أمين والكاثيولين.

- التربينويدات.

- الجليكوزيدات.

- ميروكاثينون.

- الميروكاثين.

- سودوميوكاثين.

- المعادن.

- الفيتامينات.

**أضرار مضغ أوراق القات**

 

يؤدي المضغ المستمر لأوراق القات إلى مخاطر صحية متعددة، من أبرزها: العدوى الميكروبية التي تزيد من احتمالية الإصابة بقرح الفم، نزيف اللثة، تسوس الأسنان، آلام أسفل الضلوع، تغيرات في كريات الدم البيضاء، وتضخم الكبد، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لتلوث أوراق القات.

**هل القات يسبب الإدمان؟**

 

أدرجت منظمة الصحة العالمية نبات القات كمادة مخدرة تسبب الإدمان، حيث يخلق اعتمادًا جسديًا قويًا. على الرغم من ذلك، فإن بعض الدول، مثل اليمن، تسمح بزراعته واستهلاكه.

يحتوي نبات القات على مادة مخدرة تؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الدوبامين وتراكمه في خلايا المخ. يظهر تأثير القات المخدر خلال ساعة من تناوله، ويستمر حتى يوم كامل.

**علامات متعاطي القات**

 

يشبه تأثير القات تأثير المخدرات الأخرى مثل الكافيين، حيث يصبح المتعاطون أكثر ثرثرة ويظهرون نشاطًا زائدًا وحالة من الابتهاج. كما يتسع خيالهم وتزداد أفكارهم المضطربة.

يعاني متعاطو القات من تقلبات مزاجية تؤدي إلى سلوك عدواني، وقد تظهر عليهم أعراض الاكتئاب، مما يسبب مشكلات اجتماعية وخسائر مالية كبيرة للمدمنين.

**متى يبدأ تأثير القات؟**

 

يبدأ تأثير القات على المدمن بشكل تدريجي، حيث لا يظهر تأثيره بشكل قوي وفوري كما هو الحال مع الكوكايين أو كريستال الميث. على الرغم من اعتقاد الكثيرين أن القات لا يسبب الإدمان، بل يُستخدم كعقار لتحسين المزاج فقط، إلا أن الأبحاث أثبتت أنه يمكن أن يؤدي إلى الإدمان. وإذا لم يبدأ المدمن في علاج إدمانه، فقد يواجه عواقب وخيمة.

**شكل القات**

 

تتميز أوراق القات الطازجة بقوتها ولمعانها ونضارتها، حيث تشبه إلى حد كبير أوراق الريحان، ولونها بني قرمزي. وللحفاظ على نضارتها، يتم لفها مع البراعم بأوراق الموز. عند تجفيفها، تميل أوراق القات إلى اللون الأخضر أو الأصفر، وتكون ذات ملمس جلدي. أما رائحة القات، فهي عادة ما تكون نباتية وعطرة ولكن ليست قوية، ويتميز طعمه بأنه لاذع مع مذاق حلو خفيف.

**أسماء مخدر القات الشائعة**

 

تتنوع الأسماء المتداولة لمخدر القات، ومن أبرزها:

- الشاي العربي أو الحبشي

- الشات

- المورونجو

- الكفتة

- القط

- ميرا

- زهرة الجنة

- صلاحين

- توهاي

- الدردشة

- بوشمان

- الجماء

**الجرعة الزائدة من القات: مخاطر صحية قاتلة محتملة**

 

تستمر جلسات تناول القات لفترات طويلة في كثير من الأحيان، مما قد يؤدي إلى عدم إدراك الشخص للكمية التي استهلكها. هذا الأمر يزيد من مخاطر هذه النبتة، ويجعلها سببًا لمشاكل صحية خطيرة، وفقًا للعديد من الدراسات والتقارير الطبية الحديثة، خاصة مع الاستخدام المتكرر على مدى فترة طويلة.

ومن أبرز المخاطر المحتملة لاستخدام القات:

- زيادة احتمالية الإصابة بأزمات قلبية

- ارتفاع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية

- ضعف الخصوبة نتيجة انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها

- صعوبة في التنفس

- تسمم الكبد أو تليف الكبد

- نوبات صداع نصفي

- نزيف في المخ

- أمراض رئوية

- تدهور الرغبة الجنسية

- ضعف الأداء الجنسي

**المشكلات الصحية:**

 

تتعدد المشكلات الصحية المرتبطة بالتعاطي المزمن، ويمكن تصنيفها حسب الأعضاء أو الأجهزة كما يلي:

**المثانة البولية:** يؤدي تناول القات إلى تقليل معدل تدفق البول، مما يعني انخفاض كمية البول التي تُفرَز خلال فترة معينة.

**الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء):** يُعتبر التانين، وهو أحد مكونات القات، سببًا في الإصابة بأمراض اللثة والتهابات الفم والمريء والمعدة. وقد أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين القات وحدوث قرحة معوية (مثل قرحة الإثني عشر) وسوء التغذية. كما يُعتبر الإمساك من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين متعاطي القات. بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط بين مضغ القات وتصبغ التجويف الفموي باللون البني.

**الكبد:** تشير الزيادة في تركيزات الفوسفاتاز القلوي وناقلة الألانين والبيليروبين الكلي إلى وجود تسمم في الكبد. وفي إحدى الدراسات، أظهرت التغيرات النسيجية المرضية حدوث تسمم في الكبد بعد تغذية الأرانب بالقات لمدة ثلاثة أشهر.

**الجهاز التناسلي:** من المعروف أن القات يمكن أن يسبب سيلان المني (القذف اللاإرادي) عادةً عند التبول لأول مرة بعد جلسة التعاطي. وقد أجريت دراسة لمقارنة بين مدمنين على القات وأشخاص آخرين.

**الجهاز القلبي الوعائي:** أظهرت دراسة أجريت على 157 مريضًا يعانون من احتشاء عضلة القلب الحاد في وحدة العناية المركزة  نسبة متعاطي القات المزمنين بلغت 79% (124 مريضًا). ويشكل تناول القات خطرًا على الإصابة بمرض نقص تروية عضلة القلب. وفيما يتعلق بمضاعفات المشكلات القلبية الوعائية، فقد تم تقدير انتشار الإصابة بالبواسير بين المتعاطين المزمنين بـ 65%، بينما كانت النسبة بين غير المتعاطين 4% فقط.

**الجهاز التنفسي:** يزيد القات من الرغبة في تدخين التبغ، وهو مرتبط أيضًا بالتعرض للتدخين السلبي (التواجد مع المدخنين).

**أعراض تعاطي القات النفسية والجسدية**

 

 القات يؤثر على مختلف أنظمة الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي، والجهاز القلبي الوعائي، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، بالإضافة إلى أجهزة أخرى. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن تعاطي القات يرتبط بزيادة معدلات الوفيات بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن بين الأعراض الناتجة عن تعاطيه:

**الأعراض الجسدية:**عندما تظهر الأعراض الناتجة عن إدمان القات، يصبح من الضروري أن يفكر المتعاطي في العلاج لتفادي المضاعفات الخطيرة. ومن الأعراض الجسدية الشائعة:

- زيادة معدل التنفس

- ارتفاع ضغط الدم

- عدم انتظام ضربات القلب

- اضطرابات في المعدة

- الإمساك والبواسير

- تسوس الأسنان

- قُرح اللثة

 

**الأعراض النفسية:**يمكن أن يساعد علاج إدمان القات في التخلص من الأعراض النفسية والجسدية. كل ما تحتاجه هو الانخراط في برنامج علاج إدمان المخدرات وإعادة التأهيل، مما سيمكنك من العودة إلى حياتك الطبيعية والتخلص من الأعراض النفسية التي يسببها تعاطي القات، مثل:

**اضطراب في الصحة العقلية**

الاكتئاب

تغيرات في المزاج

الهلوسة

جنون العظمة

السلوك العدواني

الأرق

فقدان الشهية.

**أضرار القات على جسم الإنسان**

 

تتعدد أضرار القات على جسم الإنسان، ومن أبرزها:

- يسبب القات الإمساك، مما يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والديدان.

- يؤدي إلى انخفاض حركة الأمعاء.

- قد يتسبب في الإصابة بالبواسير.

- يؤثر سلبًا على المريء، مما يؤدي إلى التهاب أو قرحة.

- يسبب فقدان الشهية.

- يضعف جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض متعددة.

- يحتوي على مواد سامة قد تلحق الضرر بالكبد، مما يؤدي إلى أمراض فيروسية وكبدية.

- يؤثر سلبًا على وظائف الكلى، ويزيد من خطر تكوين الحصوات مع مرور الوقت.

- يساهم في تفاقم الأمراض المزمنة ويعطل قدرة الجسم على التعافي.

- يسبب أمراض الأوعية الدموية وتصلب الشرايين.

- يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

- يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

**أضرار القات على جسم النساء**

 

يعتبر القات خطرًا كبيرًا على النساء الحوامل، حيث أظهرت الدراسات أن محتواه من البسيدو فيدرين يمكن أن يؤثر سلبًا على الجنين عبر المشيمة.

يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير الأوعية الدموية لدى الجنين، مما يؤثر على تغذيته ويضعف نموه. في بعض الحالات، قد ينتج عن ذلك ولادة أطفال بأوزان أقل من المعدل الطبيعي أو حتى فقدان الحمل.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي القات على مكونات مثل الكاثين والكاثينون، التي قد تؤثر سلبًا على الخصوبة وتقلل من فرص الحمل.

كما يؤثر القات أيضًا على النساء المرضعات، حيث يقلل من كمية الحليب ويؤثر على جودته.

**فوائد القات**

 

يعتقد بعض الأشخاص أن لتناول القات فوائد معينة، لذا سنستعرضها قبل التطرق إلى الأضرار بشكل شامل. ومن هذه الفوائد:

1. **تحفيز الجهاز العصبي** يعمل القات على تحفيز الجهاز العصبي، مما يعزز الإدراك ويساعد في علاج تشنجات العضلات، وصعوبات البلع والتنفس، كما يساهم في تخفيف مشاكل الضيق في الصدر.

2. **علاج الاكتئاب والتوتر** في بداية استخدامه، يمكن أن يساعد القات في تخفيف الاضطرابات النفسية، مما يؤدي إلى تقليل القلق والاكتئاب ونوبات التوتر. كما أنه يحسن الحالة المزاجية، حيث يمنح شعورًا باللذة والنشوة ويزيد من نشاط الجسم.

3. **المساعدة في التخسيس** يساهم القات في تقليل الشهية، مما يساعد على فقدان الوزن والتخلص من الدهون الزائدة.

4. **توسيع الشعب الهوائية** يساعد القات في توسيع الشعب الهوائية، مما يساهم في معالجة مشاكل الرئة والتخفيف من السعال، كما يساعد في تخفيف الآلام في الصدر.

5. **تنظيم مستوى السكر في الدم** على الرغم من أن القات لا يعالج مرض السكري، إلا أنه يمكن أن يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، لكنه لا يعد علاجًا فعالًا لهذا المرض.

بالفعل، لمخدر القات فوائد معينة للنساء، حيث يمكن أن يزيد من فرص الحمل والإنجاب، ولكن يجب أن يكون الاستخدام معتدلاً. فالاستهلاك المفرط يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الحمل، إذ يؤدي إلى إضعاف المشيمة، مما يسبب سوء تغذية للجنين داخل الرحم، وبالتالي قد ينتج عنه تشوهات للأجنة.

كما أن له تأثيرات سلبية على الجهاز العصبي المركزي للجنين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إلى تقليل كمية الحليب الطبيعي لدى الأم، حيث يؤثر على إفراز هرمون البرولاكتين.

أما بالنسبة للرجال، فإن القات يمكن أن يزيد من القدرة الجنسية وقوة الانتصاب، كما يساهم في إطالة عمر الحيوانات المنوية داخل المهبل، مما يعزز الخصوبة لديهم.

**خطوات العلاج الطبي لإدمان القات بالطريقة الصحيحة**

 

1. **مرحلة الفحص والتشخيص:** في هذه المرحلة، يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للحالة البدنية والعقلية للمريض، وقد يتطلب الأمر إجراء اختبارات لتحديد وجود القات في الجسم.

2. **مرحلة التأهيل للعلاج:**هنا، يساعد الطبيب المريض على التحضير للتوقف عن تعاطي القات، ويتضمن ذلك مناقشة الفوائد المحتملة للعلاج والمخاطر المرتبطة بالانتكاس.

3. **مرحلة سحب السموم:** في هذه المرحلة، يعمل الطبيب على مساعدة المريض في التخلص من القات من جسمه، وقد يتضمن ذلك استخدام أدوية معينة أو تقديم العلاج النفسي.

4. **مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي:**   خلال هذه المرحلة، يوجه الطبيب المريض لتعلم كيفية التعامل مع الضغوط والدوافع التي قد تؤدي إلى العودة لتعاطي القات، وقد تشمل هذه العملية العلاج النفسي أو السلوكي.

5. **مرحلة المتابعة بعد الشفاء:**  في هذه المرحلة، يستمر الطبيب في متابعة حالة المريض بعد انتهاء العلاج لضمان استمرارية التعافي.