يعاني العديد من الأشخاص من آلام مفاجئة وتقلصات بين الرقبة والكتفين، والتي تُعرف بمرض الوتاب. قد تكون هذه الآلام شديدة لبعض الأفراد، مما يؤدي إلى تعطيل أنشطتهم اليومية. على الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنه أكثر شيوعًا بين الشباب، وذلك بسبب نمط الحياة العصري الذي نعيشه. في دليلى ميديكال السطور التالية، سنستعرض أسباب الوتاب وأعراضه وطرق علاجه.

**ما هو مرض الوتاب؟**

 

الوتاب هو ألم شديد يحدث بين العنق والكتفين وأعلى الذراعين، ويكون نتيجة لتقلصات العضلات في منطقة العنق والظهر. قد يؤدي هذا الألم إلى اتخاذ المريض أوضاعًا غير طبيعية، مثل إمالة الرأس أو تثبيت الوجه في اتجاه معين، حيث يمكن أن تسبب أي حركة بسيطة ألمًا شديدًا عند محاولة تحريك الرقبة.

**هل الوتاب خطير؟**

 

يمكن أن يكون الوتاب علامة على حالات خطيرة مثل التهاب السحايا، الذي يعد من أبرز أعراضه الوتاب، والصداع، والحمى. التهاب السحايا هو عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، وقد تكون هذه العدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية، مما يجعلها حالة طبية تتطلب علاجًا عاجلاً.

هناك أيضًا حالات خطيرة أخرى قد تؤدي إلى ظهور الوتاب، مثل:

- كسور الرقبة.

- أورام العمود الفقري.

- الصعر (انفتال العنق).

- النوبة القلبية.

- تمدد الأوعية الدموية الدماغي.

كيف تبدأ أعراض ألم عضلات الرقبة (الوتاب)؟

 

تظهر الأعراض عندما يكون الألم مركزًا في منطقة معينة، مما يُعتبر بمثابة إشارة من الجسم تدل على الحاجة الملحة لتعديل وضعية الجسم أو معالجة الضغط على الأعصاب أو أي مشكلة في العمود الفقري.

إذا لم يتم معالجة السبب الجذري، فإن الحالة ستتدهور تدريجيًا، مما يؤدي إلى زيادة الآلام بشكل تراكمي حتى تمتد إلى الأطراف العلوية. في هذه المرحلة، يصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حيث يؤثر ذلك بشكل كبير على المريض وعلى خيارات العلاج المتاحة لاحقًا.

في حال كانت أعراض الوتاب في مراحلها الأولى، فإن العلاج يقتصر على أساليب التأهيل. أما إذا تفاقمت الأعراض، فقد يتطلب الأمر استخدام أدوية أو حتى إجراء عمليات جراحية.

هل يمكن الشفاء التام من ألم عضلات الرقبة (الوتاب)؟

 

يمكن أن يشفى حوالي 70% من الأشخاص تمامًا إذا التزموا ببعض التمارين اليومية التي تُدمج في روتينهم اليومي، والتي تساعد في إطالة وتقوية عضلات الظهر.

**أعراض الوتاب في الظهر**

 

. **مشكلات في الرؤية** تعتبر المشكلات البصرية من الأعراض الشائعة الناتجة عن ديسك الرقبة، مثل حركة العين السريعة، وصعوبة الحفاظ على نظرة ثابتة تجاه الأجسام المتحركة، بالإضافة إلى الإحساس بالحركة تجاه أشياء ثابتة.

. **الصداع** يعاني العديد من الأشخاص الذين لديهم ديسك في الرقبة من صداع، خاصة في منطقة مقدمة الجمجمة. كما قد يعاني البعض الآخر من صداع نصفي شديد يجعلهم حساسين تجاه الضوء والضوضاء.

 **الدوخة** تُعتبر الدوخة من الأعراض البارزة، حيث يشعر المريض غالبًا بثقل في الرأس، أو بعدم الاستقرار، أو حتى بالإغماء. تؤثر الدوخة على التوازن، مما يجعل الشخص غير قادر على الحفاظ على وضعه المستقيم أثناء المشي أو الجلوس أو الوقوف.

- ألم في الأذن.

- رنين في الأذن.

- صعوبات في التركيز.

- غثيان وتقيؤ.

- شعور بالضعف.

- ألم في الجزء العلوي من الرقبة.

- انخفاض في نطاق حركة الرقبة.

**أسباب مرض الوتاب**

 

 يمكن أن ينشأ مرض الوتاب نتيجة تمزق عضلات العنق، مما يؤدي إلى صعوبة في تحريك الرأس واستخدام عضلات الرقبة. ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا لتصلب العنق:

. **إجهاد الرقبة**يمكن أن يحدث إجهاد عضلات الرقبة نتيجة عدة عوامل، منها:

- الجلوس بطريقة غير صحيحة والاستخدام المفرط لعضلات الرقبة.

- النوم في وضعية غير مناسبة.

- التعرض لإصابات طفيفة مثل السقوط، الإصابات الرياضية، أو إصابات أكثر خطورة.

. **التهاب مفاصل العنق**التهاب مفاصل العنق، المعروف بداء الفقار العنقي، هو حالة تنكسية ترتبط بالتقدم في العمر، وتسبب تصلب الرقبة نتيجة تآكل الأقراص والمفاصل بين فقرات العنق. ومن أعراضها:

- ألم في الرقبة.

- صعوبة في المشي وعدم التوازن.

- صداع.

- ضعف وخدر في الذراعين أو الساقين.

. **الصعر (Torticollis)**الصعر، المعروف أيضًا باسم العنق الملتف، هو حالة تتمثل في التواء الرقبة نتيجة أسباب خلقية، أو تشنج، أو عدوى، أو اضطراب في إحدى عضلات الرقبة. وهذا يؤدي إلى تصلب وتشنج الرقبة مع انحراف الرأس بزاوية غير طبيعية. ومن أعراضه:

- ألم في الرقبة وأسفل العمود الفقري.

**. إصابات الرقبة الناتجة عن الصدمة (Whiplash)**تُعرف إصابة الرقبة الناتجة عن الصدمة بأنها التواء يحدث نتيجة إصابة العضلات والفقرات في منطقة العنق والأجزاء المحيطة بها، نتيجة ضغط أو حركة قوية ومفاجئة تؤدي إلى تحريك الرقبة بشكل سريع ذهابًا وإيابًا، كما يحدث عند استخدام السوط.

تحدث هذه الحالة غالبًا عند تعرض السيارة للاصطدام من الخلف، أو نتيجة للعنف الجسدي، أو السقوط، أو الإصابات الرياضية. ومن الأعراض الشائعة لهذه الحالة:

- ألم وتصلب في العنق والأكتاف.

- صعوبة في الحركة.

- شعور بوخز وحرقة في الرقبة والذراعين.

**. متلازمة انضغاط العصب (Nerve Entrapment)**تُعرف متلازمة انضغاط العصب، والتي تُسمى أيضًا اعتلال الجذور الرقبية، بأنها حالة تنجم عن عدة أسباب، مثل الانزلاق الغضروفي أو تكوّن العظام الشوكية على الفقرات العنقية، مما يؤدي إلى ضغط الجذور العصبية في تلك المنطقة، مسببة الأعراض التالية:

- تصلب في العنق.

- شعور بالخدر والوخز في الذراعين.

- ألم حاد في العنق والأكتاف والذراعين، وقد يزداد سوءًا عند تحريك الرقبة.

**. الالتهابات الجرثومية**يمكن أن تؤدي الالتهابات الجرثومية إلى تيبس في الرقبة، ومن أبرزها التهاب السحايا، وهو عدوى جرثومية تصيب الغشاء المحيط بالدماغ. إليكم بعض الأعراض المرتبطة به:

- الحمى.

- الصداع.

- صعوبة في التركيز.

**تيبس الرقبة**: يشير إلى تعرض عضلات وأربطة الرقبة للشد، وفي بعض الحالات قد يحدث تمزق نتيجة حركة غير صحيحة للرقبة أو الرأس، مثل التعرض لحادث سير، حيث يتحرك الجسم للأمام ثم يعود الرقبة للخلف بقوة. قد تظهر أعراض أخرى بجانب تيبس الرقبة، مثل صداع، ألم في الرقبة، دوخة، أو شعور بحرق في منطقة الرقبة.

**داء الفقار الرقبية**: هو التهاب في المفاصل الروماتويدي الذي يؤثر على فقرات الرقبة، مما يؤدي إلى تيبس الرقبة، خاصة عند البقاء في نفس الوضعية لفترة طويلة. كما يمكن أن يسبب أعراضًا أخرى مثل صداع أو تنميل في اليدين.

**التهاب السحايا**: هو التهاب يصيب السحايا، وهي الأنسجة المحيطة بالدماغ.

### طرق علاج الوتاب

 

يعتمد علاج الوتاب على معالجة السبب الرئيسي وراء الإصابة، وغالبًا ما يتحسن الوتاب الناتج عن إجهاد عضلات الرقبة بشكل تلقائي خلال أيام قليلة. كما يمكن أن تساهم العلاجات المنزلية في تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء.

#### تشمل خيارات علاج الوتاب في المنزل ما يلي:

- **الراحة**: يُنصح بالراحة لمدة يوم أو يومين لمنح الأنسجة والعضلات فرصة للتعافي، مما يساعد في تقليل تصلب الرقبة.

- **الكمادات الباردة والدافئة**: تُستخدم الكمادات الباردة على الرقبة لتقليل التورم والألم والالتهاب، ويفضل تطبيقها خلال الـ 48 ساعة الأولى بعد الإصابة. بعد ذلك، يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو أخذ حمام دافئ للمساعدة في استرخاء العضلات.

- **مسكنات الألم**: يمكن تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين، لتخفيف الألم والالتهاب.

- **تمارين التمدد للرقبة**: يُنصح بممارسة تمارين لتمديد عضلات الرقبة، مثل ثني الرقبة برفق نحو الكتف من جهة ثم العودة إلى الوضع الطبيعي وثنيها نحو الجهة الأخرى. يجب التوقف عن هذه التمارين في حال الشعور بألم أو تفاقم الحالة.

يتطلب علاج الوتاب المزمن الناتج عن حالة طبية معالجة السبب الأساسي. قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:

- مرخيات العضلات.

- أدوية مسكنة للألم.

- أدوية مضادة للالتهاب، مثل الكورتيكوستيرويدات.

- مضادات حيوية.

- العلاج الطبيعي لتحسين وضعية الرقبة وتقوية العضلات.

- استخدام دعامة للرقبة.

- الجراحة في بعض الحالات.

**علاج الوتاب طبيعياً بالأعشاب:**

 

منذ العصور القديمة، اعتمد الناس على الأعشاب لعلاج العديد من الأمراض بفضل خصائصها الطبيعية وفعاليتها دون آثار جانبية. ومن بين هذه الأعشاب، يُعتبر الكركم من أبرز الخيارات لعلاج الوتاب.

**علاج الوتاب بالكركم:**يتميز الكركم بخصائصه المضادة للالتهابات، ويرجع ذلك إلى احتوائه على مادة الكركمين، وهي مادة كيميائية فعالة تعمل كمضاد حيوي. تساعد هذه المادة في تحسين الدورة الدموية، مما يساهم في تخفيف آلام الوتاب. يمكن استخدام الكركم بإحدى الطريقتين أو كليهما عند تفاقم الألم:

. **المزيج الموضعي:** اخلط ملعقتين كبيرتين من مسحوق الكركم مع ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند. ضع هذا المزيج على مكان الألم واتركه حتى يخف الألم، ثم اشطفه بالماء الدافئ. يُفضل تكرار هذه العملية مرتين يومياً لتخفيف آلام الوتاب.

. **مشروب الكركم:** أضف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم إلى كوب من الحليب الساخن، ثم أضف بعض العسل وانتظر حتى يبرد. اشرب هذا المشروب مرتين يومياً حتى يهدأ الألم. يمكنك أيضاً تناول كبسولات الكركم أو إضافته إلى وجباتك اليومية.

**علاج الوتاب بأوراق الكرفس**يمكن أن يكون الكرفس نباتًا فعالًا في تخفيف آلام الوتاب الناتجة عن تقلصات عضلات الرقبة والظهر. يُنصح بتناول عصير أوراق الكرفس أو إضافته إلى الوجبات لتخفيف الألم.

**علاج الوتاب بالفجل الحار**يُعتبر الفجل الحار علاجًا عشبيًا آخر لآلام الوتاب. يمكن تقطيع الفجل الطازج ووضعه على المنطقة المؤلمة، ولكن يجب الحذر من تركه على البشرة لفترة طويلة، حيث قد يسبب تهيجًا أو حروقًا.

**علاج الوتاب بلحاء الصفصاف الأبيض**يُعتبر لحاء الصفصاف الأبيض فعالًا في حالات آلام الوتاب، مثل تشنج العضلات أو التهاب الأوتار. إذا كنتِ تفضلين تجنب استخدام الشكل الصناعي للأسبرين، فإن لحاء الصفصاف الأبيض يُعد خيارًا جيدًا، حيث أن الأسبرين قد يسبب اضطرابات في المعدة.

**علاج الوتاب بالرز**يحتوي الرز على مركب يُعرف بالأنثوسيانين، الذي يُساهم في تقليل الالتهاب ويعمل كمسكن لآلام الوتاب. يمكن أن تُساعد إضافة هذه الفاكهة إلى النظام الغذائي في تخفيف آلام الوتاب بشكل ملحوظ.

**علاج الوتاب بخل التفاح**هناك طريقة أخرى لتخفيف آلام الوتاب، وهي استخدام خل التفاح. يُعتبر هذا الخل مضادًا للالتهابات ومضادًا للأكسدة، مما يجعله فعالًا في تسكين آلام الوتاب بسرعة. يمكن نقع منديل ورقي في خل التفاح، ثم وضعه على المنطقة المؤلمة من الرقبة أو بين لوحي الكتفين، وتركه مبللاً. يُمكن تكرار هذه الطريقة حسب الحاجة. كما يمكن استخدام هذا الخل في حوض الاستحمام، بإضافة كوبين منه إلى ماء الاستحمام الفاتر، والبقاء في الحوض لمدة 15 دقيقة. يُفضل تكرار ذلك يوميًا.

**علاج الوتاب بالفلفل الحار**يحتوي الفلفل الحار على مادة الكابسيسين، التي تُعتبر فعالة في تخفيف الالتهابات وتعمل كمسكن ممتاز لآلام الرقبة الشديدة. يُمكن تسخين ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون، ثم إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق الفلفل الحار، وتحريك الخليط حتى تمتزج المكونات تمامًا. يُوضع الخليط الناتج على مكان الألم مرتين يوميًا لتخفيف الألم

**علاج الوتاب بالحجامة:**تُعتبر الحجامة من أبرز طرق الطب البديل. وتعتمد هذه الطريقة على استخدام كؤوس خاصة ذات شكل بيضوي، حيث يتم تطبيقها على الجسم لخلق ضغط ثم تخفيفه. على الرغم من أنها قد تترك كدمات على جلد المريض، إلا أن تأثيرها يكون سريعًا، حيث تختفي هذه الكدمات بسرعة.

**علاج الوتاب للحامل:**نظرًا للضغط الذي يتعرض له جسم الحامل واحتباس السوائل، يُفضل اتباع وسائل وقائية مثل التدليك اليومي وتجنب الإجهاد على الكتفين. وفي حالة الإصابة بالوتاب، يمكن اتباع العلاجات التالية:

1. التدليك باستخدام زيوت طبيعية مثل زيت الزيتون.

2. الاستحمام بماء دافئ مع التدليك لتخفيف حدة التشنجات.

3. استخدام كمادات باردة على منطقة الألم.

**طرق الوقاية من الإصابة بالوتاب**

 

يمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات لتجنب إجهاد عضلات الرقبة والكتف والوقاية من الإصابة بالوتاب، ومن أبرز هذه النصائح:

1. تجنب وضع الهاتف بين الأذن والكتف، ويفضل استخدام سماعات الأذن بدلاً من ذلك.

2. احمل الهاتف على مستوى العين أثناء التصفح، مع ضرورة أخذ فترات استراحة بين الحين والآخر، وتجنب إمالة الرأس للأمام لفترات طويلة.

3. اجلس بوضعية صحيحة أثناء العمل أو استخدام الكمبيوتر، من خلال ضبط الشاشة على مستوى العين، والحفاظ على الرأس في وضع مستقيم مع الرقبة، مع التأكد من إسناد الذراعين بشكل جيد.

4. خصص فترات راحة كل ساعة للمشي أو التمدد، خاصة عند الجلوس لفترات طويلة أو أثناء القيادة.

5. احرص على النوم بطريقة صحيحة بحيث تكون الرأس والرقبة بمحاذاة الظهر، واختيار مراتب ووسائد مريحة تدعم الرقبة أثناء النوم.

6. استخدم حقائب الظهر أو الحقائب ذات العجلات بدلاً من حمل الحقائب باليد.

7. مارس الرياضة بانتظام، حيث تساهم في تقليل توتر العضلات وتيبسها.

8. قم بممارسة تمارين وأنشطة تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، مثل التأمل الواعي، وتمارين التنفس العميق، أو أخذ حمام دافئ.