تأثير ارتفاع ضغط الدم على صحة الأطفال

تاريخ النشر: 2024-12-03

تأثير ارتفاع ضغط الدم على صحة الأطفال

يؤثر ارتفاع ضغط الدم على 95% من الأطفال الذين يتشابهون في الجنس والعمر والطول. كلما كان الطفل أصغر سناً، زادت احتمالية أن يكون ارتفاع ضغط الدم ناتجًا عن حالة طبية معينة. أما الأطفال الأكبر سنًا، فقد يعانون من ارتفاع ضغط الدم لأسباب مشابهة لتلك التي تؤثر على البالغين، مثل زيادة الوزن وسوء التغذية وقلة النشاط البدني. في  دليلى ميديكال هذه المقالة، سنتعرف على أعراض ارتفاع ضغط الدم لدى طفلك وطرق علاجها، لتجنب تفاقم هذه المشكلة الصحية التي قد تكون خطيرة.

ما هو الضغط الطبيعي للأطفال حسب الفئة العمرية؟

 

- الرضع (من 1 إلى 12 شهرًا): يتراوح الضغط بين 72-104 / 37-56 مم زئبقي، ومعدل التنفس يكون 30-53 نفسًا في الدقيقة.

- الأطفال من 1 إلى 2 سنة: يتراوح الضغط بين 86-106 / 42-63 مم زئبقي، ومعدل التنفس يكون 22-37 نفسًا في الدقيقة.

- الأطفال من 3 إلى 5 سنوات: يتراوح الضغط بين 89-112 / 46-72 مم زئبقي، ومعدل التنفس يكون 20-28 نفسًا في الدقيقة.

**ما هو ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال؟**

 

يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا لدى الأطفال عندما يكون مستوى ضغط دم الطفل مساويًا أو أعلى من النسبة المئوية 95% مقارنةً بأقرانه من نفس العمر والجنس والطول. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات إلى تلف الأوعية الدموية والقلب والدماغ نتيجة لزيادة تدفق الدم بشكل مفرط نحو الأوعية الدموية.

**متى يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا لدى الأطفال؟**

 

- المرحلة الأولى (خفيفة) من ارتفاع ضغط الدم: تتراوح بين 130/80 إلى 139/89.

- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: 140/90 أو أعلى.

**ما هو علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال؟**

 

في حالات ارتفاع ضغط الدم الحاد، يمكن استخدام أدوية مثل كلونيدين، هيدرالازين، إرازيديبين، أو مينوكسيديل عن طريق الفم. يُفضل أن يتم علاج الأطفال الذين يعانون من أي من هذين النوعين من ارتفاع ضغط الدم تحت إشراف طبيب مختص أو ذو خبرة في إدارة هذه الحالة لدى الأطفال.

**أنواع ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال**

 

ينقسم ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال إلى نوعين رئيسيين:

. **ارتفاع ضغط الدم الأساسي (الجوهري)**    يحدث ارتفاع ضغط الدم الأساسي بشكل تلقائي، دون وجود سبب واضح. ومن أبرز علاماته العوامل الوراثية أو المشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن لدى الطفل، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول، أو تناول كميات كبيرة من الملح.

. **ارتفاع ضغط الدم الثانوي**    ينجم ارتفاع ضغط الدم الثانوي عن حالات مرضية معينة، مثل داء الكلى المزمن، واضطرابات الغدة الكظرية (التي تقع فوق الكلى)، وفرط نشاط الغدة الدرقية. كما يمكن أن يكون نتيجة لمشاكل قلبية مثل تضيق الشريان الأورطي (الشريان الذي ينقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى باقي أجزاء الجسم) أو اضطرابات النوم، وخاصة انقطاع النفس الانسدادي النومي.

**أسباب ارتفاع ضغط الدم الأولي عند الأطفال**

 

ارتفاع ضغط الدم الأولي هو حالة تتميز بزيادة ضغط الدم دون وجود سبب طبي واضح. وغالبًا ما تعود هذه الحالة إلى مجموعة من العوامل، بعضها وراثي والآخر مرتبط بأسلوب الحياة. ومن أبرز هذه الأسباب:

**تاريخ عائلي للمرض**تلعب الجينات دورًا مهمًا في إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن تؤثر بعض الجينات الموروثة من الآباء على كيفية تعامل الجسم مع تدفق الدم في الشرايين ووظائف الكلى، بالإضافة إلى كيفية معالجة الجسم للأملاح. تعتبر هذه العوامل من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.من المهم الإشارة إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يعني بالضرورة أن الأطفال سيصابون بالمرض، ولكنه يزيد من احتمالية حدوثه.

**نمط حياة غير صحي**يساهم اتباع نظام غذائي غير صحي، مثل تناول كميات كبيرة من الملح والأطعمة الغنية أو المشبعة بالدهون، في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال. كما أن زيادة الوزن تعد من العوامل الرئيسية المساهمة في ارتفاع ضغط الدم.

**التدخين أثناء الحمل**يُعتبر تدخين الأم خلال فترة الحمل من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال بعد الولادة أو في مراحل المراهقة اللاحقة. فعندما تدخن الحامل، تنتقل المواد الضارة مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون وبعض المواد الكيميائية الأخرى إلى الجنين عبر المشيمة، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الأكسجين إلى الجنين، وهذا يؤثر سلبًا على نموه وتطوره، ويزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.كما أن النيكوتين يمكن أن يؤثر بشكل خاص على الأوعية الدموية النامية للجنين، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة ومع تقدم العمر

**زيادة الوزن أو السمنة**تُعتبر زيادة الوزن أو السمنة من الأسباب الرئيسية وعوامل الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، حيث يرتبط الوزن الزائد بتغيرات في وظائف الجسم التي تلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم.أظهرت نتائج دراسة نُشرت في مارس 2023، وشارك فيها 8 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عامًا، أن الأطفال الذين يزيد وزنهم عن المعدل الطبيعي يواجهون خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 26% أعلى مقارنة بأقرانهم الذين يتمتعون بوزن معتدل.

**أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي لدى الأطفال**

 

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم الثانوي : Secondary Hypertension) نوعًا من ارتفاع ضغط الدم الذي ينجم عن حالات طبية معينة تؤدي إلى زيادة ضغط الدم. ومن أبرز هذه الحالات والمشكلات الصحية ما يلي:

. **مشاكل وتشوهات القلب والأوعية الدموية**: يمكن أن تؤدي بعض التشوهات الخلقية في القلب والأوعية إلى مشكلات صحية متعددة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم. على سبيل المثال، يُعتبر تضيّق الشريان الأبهر من الحالات التي تحدث عندما يكون جزء من الشريان الأبهر أضيق من المعتاد، نتيجة لعدم تطور الشريان بشكل سليم أثناء نمو الجنين في فترة الحمل.

. **متلازمة كوشينغ : Cushing Syndrome)**: هي حالة طبية تنجم عن زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم لفترة طويلة، نتيجة لمشكلات في الغدة الكظرية أو الغدة النخامية في الدماغ، أو بسبب الإفراط في تناول الكورتيكوستيرويدات. تشمل أعراض هذه المتلازمة زيادة الوزن، تغييرات في شكل الجسم، ارتفاع ضغط الدم وسكر الدم، ضعف العضلات، والشعور بالتعب العام.

. **فرط نشاط الغدة الدرقية : Hyperthyroidism)**: هو اضطراب يؤدي إلى زيادة في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما قد يسهم في ارتفاع ضغط الدم.

**أمراض الكلى المزمنة:** يرتبط ارتفاع ضغط الدم ارتباطًا وثيقًا بأمراض الكلى، حيث يمكن أن يؤدي تلف الكلى إلى تراكم الصوديوم والسوائل في الجسم، مما يساهم في زيادة ضغط الدم.

**استخدام بعض الأدوية:** هناك أدوية معينة قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم، خاصة عند استخدامها بشكل مفرط. من بين هذه الأدوية: الكافيين، ومنبهات الجهاز العصبي المركزي، وأدوية علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى الكورتيزونات وبعض أنواع المسكنات.

ما هي علامات ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال؟

 

غالبًا ما لا تظهر أعراض واضحة على معظم الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يواجه الأطفال الأعراض التالية:

- صداع.

- عدم وضوح الرؤية.

- دوار وفقدان التوازن.

- غثيان.

- عدم انتظام ضربات القلب.

- صعوبة في التنفس.

- قيء.

- نزيف من الأنف.

**تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال**

 

للحصول على تشخيص دقيق لارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، يقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل يعتمد على:

. **المراقبة المنتظمة لمستويات ضغط الدم**  في حال تم اكتشاف ارتفاع في قراءة ضغط دم الطفل، توصي جمعية القلب الأمريكية بأخذ مجموعة من القراءات لضغط الدم في أوقات مختلفة، وأحيانًا على مدار عدة أشهر، لتحديد ما إذا كانت مستويات ضغط الدم مرتفعة بشكل مستمر. يتطلب الأمر أكثر من قراءة مرتفعة واحدة لإجراء التشخيص.

. **تقييم عوامل الخطر** يشمل ذلك السمنة، والتاريخ الطبي للطفل وعائلته.

. **الفحوصات المخبرية**    قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات دم وفحوصات مخبرية أخرى للمساعدة في تحديد الأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم.

**نصائح للحد من ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال**

 

على الرغم من أنه في بعض الحالات قد يكون من الصعب منع ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال بسبب عوامل وراثية أو عيوب خلقية، إلا أنه يمكن تقليل العوامل المسببة لهذا الارتفاع من خلال اتباع بعض الإرشادات والنصائح، مثل:

1. **اتباع نظام غذائي متوازن**: يُنصح بالحفاظ على وزن الطفل ضمن المعدلات الطبيعية من خلال تشجيعه على تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، مع تقليل كميات السكر والدهون، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الصوديوم في الأطعمة.

2. **زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة**: تساهم الأنشطة الرياضية، مثل المشي وركوب الدراجات، في تنشيط الدورة الدموية وخفض الوزن، مما يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة.

3. **تجنب تناول الأدوية دون إشراف طبي**: يُفضل عدم إعطاء الأطفال أي أدوية دون استشارة طبية، حيث إن بعض الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم.

4. **التواصل مع الطبيب**: من الضروري استشارة الطبيب عند ملاحظة أي علامات أو مؤشرات تدل على ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، أو في حال معاناة الطفل من أي أعراض غير طبيعية.

**علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال**

 

يرتكز علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال على مجموعة من العلاجات، تشمل:

**. العلاجات الدوائية**

- **حاصرات قنوات الكالسيوم** 

تعمل هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية لدى الطفل من خلال منع إنتاج مادة كيميائية طبيعية تؤدي إلى تضييق الأوعية.

- **مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)** 

تساعد هذه المثبطات في استرخاء الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى القلب.

- **مدرات البول** هذه الأدوية في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم، بما في ذلك الصوديوم، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم.

- **حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين** 

تعمل هذه الأدوية على منع تأثيرات المادة الكيميائية في الدم التي تسبب تضييق الأوعية الدموية.

**. العلاجات المنزلية**يمكن معالجة ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال من خلال تغيير نمط الحياة واتباع بعض العلاجات المنزلية. من الضروري الحفاظ على وزن الطفل المثالي واتباع نظام غذائي صحي يركز على الحبوب الكاملة، الفواكه، ومصادر البروتين قليلة الدهون مثل الأسماك والبقوليات، مع تقليل استهلاك السكريات.كما يجب تقليل كمية الملح في النظام الغذائي للطفل، حيث أن تقليل الملح يساعد في التحكم في ضغط الدم.