توجد نصيحة شائعة تُرددها النساء، حيث يقدمنها للفتيات والسيدات اللاتي يواجهن موعدهن الشهري مع الدورة الشهرية وما يصاحبها من تقلصات مؤلمة. تتمثل هذه التوصية في تناول المشروبات الدافئة التي تساعد في تخفيف الآلام وتهدئة التشنجات المزعجة. هناك العديد من الخيارات المتاحة، مثل الينسون، وشاي النعناع، والبابونج، والقرفة، وجميعها غنية بالعناصر الغذائية الضرورية التي تحتاجها المرأة خلال هذه الفترة الحساسة. ولإضفاء لمسة جديدة، نقترح أيضًا تناول ماء منقوع الحلبة، حيث يحتوي هذا المشروب السحري على فوائد عديدة تساعد في التغلب على المضايقات الناتجة عن الدورة الشهرية. في دليلى ميديكال  مقالنا التالي، سنستعرض فوائد وأضرار تناول الحلبة أثناء الدورة الشهرية.

ما هو نبات الحلبة؟

 

الحلبة (Fenugreek) هي بذور صغيرة ذات لون بني ذهبي، توجد داخل قرون زهرة بيضاء تنمو على نبات يصل ارتفاعه إلى حوالي 2-3 أقدام (60-90 سم). تُعتبر الحلبة فعالة في المساعدة على علاج مجموعة من الأمراض لدى الرجال والنساء على حد سواء، حيث يستخدمها البعض لتخفيف تشنجات الدورة الشهرية، ومعالجة المشاكل الجنسية، وتضخم البروستاتا، ومرض السكري، وارتفاع مستويات الكوليسترول. ومع ذلك، لا توجد أدلة علمية تدعم هذه الاستخدامات.

**القيمة الغذائية للحلبة**

 

تحتوي 100 جرام من بذور الحلبة على 325 سعرًا حراريًا، وفيما يلي تفاصيل القيمة الغذائية لها:

- الماء: 9 مل

- البروتين: 24 جرام

- الكربوهيدرات: 60 جرام

- الدهون: 6.5 جرام

- الألياف: 25 جرام

- الحديد: 34 ملجم

- فيتامين ب6: 0.7 ملجم

- الكالسيوم: 177 ملجم

- فيتامين ب2: 0.365 ملجم

- الفوسفور: 300 ملجم

- المغنيسيوم: 192 ملجم

- البوتاسيوم: 771 ملجم

- النحاس: 1.15 ملجم

- فيتامين أ: 62 وحدة دولية

- السيلينيوم: 6.5 ميكروجرام

- الفولات: 58 ميكروجرام

- فيتامين ب1: 0.325 ملجم

- الزنك: 2.75 ملجم

- فيتامين ج: 3.5 ملجم

- الصوديوم: 65 ملجم

**كيفية استخدام الحلبة لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية**

 

يوصى بتناول الحلبة قبل موعد الدورة الشهرية بعدة أيام، بمعدل كوبين يوميًا، كوب في الصباح وآخر في المساء. يُفضل التوقف عن تناول الحلبة عند بدء الحيض.

**ما هي الكمية المناسبة من الحلبة؟**

 

تختلف الكمية المناسبة من الحلبة حسب الفئة العمرية. يمكن للبالغين تناول حبوب الحلبة بجرعات تتراوح بين 5 إلى 10 جرامات يوميًا عن طريق الفم، وذلك لمدة تصل إلى 3 سنوات. أما مستخلص بذور الحلبة، فيمكن استخدامه بجرعات تتراوح بين 0.6 و1.2 جرام يوميًا. بالنسبة للنساء المرضعات اللواتي يرغبن في زيادة إنتاج حليب الثدي، يُفضل استشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة لتحديد الجرعة المناسبة. بشكل عام، يمكن تناول كبسولة واحدة (610 ملليجرام) ثلاث مرات يوميًا.

لتحضير شاي الحلبة، يمكن إضافة ملعقة إلى ثلاث ملاعق صغيرة من حبوب الحلبة إلى كوب من الماء المغلي، ويمكن شرب هذا الشاي ثلاث مرات يوميًا. إذا كنت تعاني من حالة صحية معينة، يُفضل استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة لحالتك.

هل يؤثر تناول الحلبة على مسكنات الآلام أثناء الدورة الشهرية؟

 

تُقبل العديد من النساء على تناول مسكنات الآلام الخفيفة خلال فترة الحيض لتخفيف الألم والتقلصات المرتبطة بها. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن تناول الحلبة قد يتداخل مع بعض أدوية السكري، كما يمكن أن يؤثر على مضادات التخثر ويزيد من خطر تجلط الدم. رغم ذلك، لا توجد دراسات تشير إلى وجود تأثير سلبي للحلبة أو تعارضها مع المسكنات خلال هذه الفترة. من المسكنات التي يمكن استخدامها دون قلق مع الحلبة نجد الباراسيتامول، الإيبوبروفين، الديكلوفيناك، حمض الميفيناميك، والنابروكسين.

هل تساعد الحلبة في تنظيم الدورة الشهرية؟

 

الحلبة هي بذور مجففة يمكن تناولها مطحونة ومذابة في الماء، أو مغلية في الماء مع إضافة العسل ثم شربها ساخنة. يمكن تلخيص فوائد الحلبة في تنظيم الدورة الشهرية كما يلي:

- تحتوي الحلبة المسلوقة على مركبات البروستاغلاندين التي تساهم في تنظيم توقيت الدورة الشهرية لدى النساء.

- تساعد الحلبة في تسريع عملية طرد السموم والملوثات من جسم المرأة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي وهضم الطعام.

- تعمل الحلبة على تقليل تخثر الدم وتجلطه، مما يزيد من معدل تدفق الدم من الرحم أثناء فترة الحيض.

- يساهم تناول الحلبة خلال فترة الحيض أو قبلها في تقليل الالتهابات التي قد تصيب الأعضاء الحساسة والرحم.

- يساعد تناول الحلبة المسلوقة على زيادة تقلصات الرحم، مما يعزز من معدل طرد الدم وإزالة الأنسجة والخلايا التالفة في جدار الرحم.

**فوائد الحلبة للرحم والمبايض**

 

تعتبر الحلبة، سواء تم تناولها كمشروب أو على شكل مسحوق ناعم أو إضافتها إلى الأطعمة، ذات فوائد متعددة للرحم والمبايض، ومن أبرز هذه الفوائد:

1. تساهم الحلبة في تنظيف الرحم من الدم المتجمد والخلايا الميتة، مما يقلل من احتمالية تكاثر البكتيريا ويحد من الالتهابات.

2. تعمل الحلبة على حماية الرحم من الإصابة بالسرطان والأورام الخبيثة التي قد تصيب النساء.

3. تساعد الحلبة في تعزيز تقلصات الرحم خلال فترة الحيض، مما يسهل طرد الدم الفاسد.

4. تنشط الحلبة المبايض وتساعد في تنظيم مواعيد التبويض لدى النساء.

5. تساهم في زيادة خصوبة المرأة وتحسين فرص الحمل والإنجاب

6. تعزز الرغبة الجنسية لدى النساء وتساعد في التغلب على البرود الجنسي.

7. تحتوي الحلبة على فيتامين أ وفيتامين ج بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في حماية الرحم من العدوى.

8. يساعد تناول الحلبة في الوقاية من تكيسات المبيض، وهو مرض قد يؤخر الإنجاب ويسبب عقمًا مؤقتًا لدى النساء.

**فوائد الحلبة خلال الدورة الشهرية**

 

- **تخفيف تقلصات الدورة الشهرية المزعجة**عند اقتراب موعد دورتك الشهرية، قد تزداد مستويات القلق والتوتر لديك، حيث تنتظرين تلك التقلصات المؤلمة التي قد تعيق قدرتك على القيام بالمهام اليومية والمسؤوليات المنزلية. في هذه الحالة، من المهم أن تمنحي نفسك بعض الراحة وتتناولي كوبًا من منقوع الحلبة الدافئ، الذي يمكن أن يكون بديلاً فعالًا عن مسكنات الألم المتاحة في الصيدليات، سواء كانت بوصفة طبية أو بدون. يعود ذلك إلى احتواء الحلبة على مركبات الصابونين، التي تتمتع بتأثير مضاد يساعد في تخفيف التقلصات المؤلمة التي تعاني منها النساء في منطقة البطن. كما يمكن أن تستفيد منها النساء اللواتي يعانين من آلام التهابية في الحوض نتيجة العدوى، نظرًا لخصائصها الفريدة في مقاومة الالتهابات.

-** تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الهرمونات**تعتبر فترة الدورة الشهرية من الفترات التي تشهد تقلبات في مستويات الهرمونات. وهنا يتجلى الدور الحيوي والفوائد العديدة التي تعود على أجسام النساء من خلال معالجة هذا الخلل الهرموني واستعادة التوازن أثناء دورة الحيض، حيث يرتبط ذلك بزيادة مستويات هرمون الإستروجين، الذي يعد من أبرز الهرمونات الجنسية الأنثوية. إذا كنت تعانين من اضطرابات في دورتك الشهرية، مثل عدم انتظام الدورة، أو نزول كميات كبيرة من الدم تفوق المعدلات الطبيعية، أو تفاقم آلام البطن، أو ملاحظة نزول دم في غير أوقات الدورة، فإن تناول الحلبة التي تحتوي على مادة البروستاغلاندين قد يساعدك في تنظيم مواعيد دورتك الشهرية بفضل خصائصها المفيدة في هذا المجال.

-** تعزيز الحالة المزاجية وزيادة مستويات الطاقة**من الطبيعي أن تشعري بانخفاض في طاقتك وتراجع نشاطك خلال الفترات الحساسة التي يحتاج فيها الجسم إلى الراحة. كما أن قلة ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية والجلوس في المنزل قد تؤثر سلبًا على حالتك النفسية ومزاجك، الذي يصبح متقلبًا. هنا تأتي فائدة الحلبة، حيث تساعد في تخفيف الشعور بالتعب خلال هذه الفترات، بفضل قدرتها الكبيرة على تنظيم مستويات سكر الدم، مما يسهم في تحسين الحالة المزاجية.

- **تنشيط تدفق الدم في منطقة الحوض**لمواجهة شعورك بالهبوط خلال أيام الدورة الشهرية، يُنصح بتناول مشروب الحلبة كجزء من قائمة المشروبات التي تعزز تدفق الدم المحمل بالأكسجين، مما يضمن وصوله إلى منطقة قاع الحوض، بما في ذلك الرحم، الذي يُعتبر جزءًا أساسيًا من الجهاز التناسلي الأنثوي. هذا يساعد على تحسين الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية.

**الآثار الجانبية للحلبة خلال الدورة الشهرية**

 

على الرغم من أن استخدام الحلبة أثناء الدورة الشهرية قد يوفر بعض الفوائد، إلا أنه يمكن أن يسبب بعض الأضرار. من بين الآثار الجانبية المحتملة:

- قد يؤدي تناول كوب من الحلبة إلى الإمساك.

- يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم.

- قد يزيد من نوبات الصداع النصفي.

- قد يشعر البعض بالغثيان.

- هناك خطر من احتقان الأنف.

- تناول كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى تورم ملحوظ.

**تحذيرات تناول الحلبة خلال الدورة الشهرية**

 

تُفضل بعض الفتيات تجنب تناول الحلبة تمامًا، وتظهر هذه الحالات بوضوح. يُنصح بذلك نظرًا لاحتواء الحلبة على نسبة مرتفعة من البقوليات، والتي قد تؤثر على الجسم بعد انتهاء فترة الدورة الشهرية.