تاريخ النشر: 2024-12-02
تعاني بعض النساء من مشاكل تتعلق بتشوهات الرحم، وهي تطورات غير طبيعية تؤثر على تركيبته. يمكن أن تؤثر هذه التشوهات بشكل كبير على خصوبة المرأة. بالإضافة إلى ذلك، تنقسم تشوهات الرحم إلى عدة أنواع، حيث يرتبط كل نوع بمستوى خطر معين، خاصة في حالة الرغبة في الحمل والولادة. تعتبر هذه التشوهات من العوامل التي تجعل الحمل أكثر صعوبة وتتطلب مجهودًا إضافيًا. لذا، دعونا نستعرض مشكلة تشوهات الرحم فى دليلى ميديكال بمزيد من التفصيل ونوضح تأثيرها على الصحة الإنجابية.
في بعض الحالات، مثل بطانة الرحم المهاجرة أو ازدواج عنق الرحم أو ازدواج الرحم، لا تقل فرص الحمل. فقد أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من هذه الحالات لا يواجهن مشاكل أثناء الحمل، ويستطعن إكمال فترة الحمل حتى الشهر التاسع بشكل طبيعي. كما أن درجة الخصوبة لدى النساء لا تتأثر بالعيوب الخلقية. وفي بعض الحالات، مثل وجود حاجز رحمي، قد يكون الحاجز صغيراً بحيث لا يؤدي إلى العقم أو الإجهاض.
تشمل التشوهات الخلقية في الرحم عدة أنواع، منها الحاجز الرحمي، والقرن الثنائي، والقرن الأحادي، والشذوذ.
الحاجز الرحمي: يُعتبر من أكثر أنواع التشوهات الخلقية شيوعاً، ويتكون من مجموعة من الأنسجة الليفية التي تقسم الرحم جزئياً أو كلياً. وغالباً ما يرتبط هذا التشوه بنقص في إمداد الدم إلى تلك المنطقة. في حال انغرست البويضة الملقحة على الحاجز، فإن المشيمة قد لا تتمكن من النمو بشكل سليم، مما يؤثر على قدرتها على أداء وظيفتها الأساسية في تغذية الجنين خلال فترة الحمل. هذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، مما يقلل من فرص إنجاب طفل سليم خلقياً.
التشوه الناتج عن خلل في تشكيل أنبوبي مولر: يحدث هذا النوع من التشوه نتيجة عدم تكوين أنبوبي مولر بشكل سليم، مما يؤدي إلى افتقار النساء المصابات به إلى قناة فالوب وعنق الرحم، وفي بعض الحالات، جزء من المهبل أيضاً. تُعرف هذه الحالة بمتلازمة MRKH، ولا تستطيع النساء اللواتي يعانين من هذا التشوه الحمل طوال حياتهن.
الرحم وحيد القرن: في هذا النوع من التشوه، يتطور قناة واحدة فقط من قنوات مولر المزدوجة، مما يؤدي إلى رحم أصغر من الحجم الطبيعي، يكون منحنيًا وممدودًا على شكل موز. ومع ذلك، فإن هذا التشوه لا يمنع وجود المبيضين، حيث يستمر المبيضان في إنتاج الهرمونات.
تكون البويضات سليمة، إلا أن نسبة الحمل في هذه الحالة تكون منخفضة، مما يزيد من المخاطر على النساء، خاصة في حالات الولادة القيصرية، الحمل خارج الرحم، والولادة المبكرة. يؤثر هذا النوع من التشوهات بشكل كبير على خصوبة المرأة.
الرحم ذو القرنين، المعروف أيضاً بالرحم على شكل قلب، ينشأ نتيجة اندماج غير مكتمل لجوانب قنوات مولر. تتميز النساء اللواتي يعانين من هذا التشوه برحم ذو قرنين أصغر حجماً، حيث يفصل بين القرنين حاجز مركزي، مما يقلل من المساحة المتاحة لنمو الجنين. يمكن تصنيف هذا التشوه إلى نوعين فرعيين:
1. الرحم ذو القرنين الكامل: حيث يوجد حاجز مهبلي عرضي كامل يمتد إلى فتحة عنق الرحم الداخلية أو الخارجية.
2. الرحم ذو القرنين الجزئي: حيث يمتد الحاجز المهبلي العرضي إلى الفتحة الداخلية للرحم فقط.
**الرحم المزدوج:** هو حالة نادرة تتميز بوجود نوعين من الرحم، وأحيانًا نوعين من الأعناق. هذه الحالة قد تكون لها جذور وراثية في التاريخ الطبي للعائلة. غالبًا ما لا تظهر الأعراض على معظم النساء قبل الحمل، ولكنها تزيد من خطر الإجهاض وتزيد من احتمالية الولادة المبكرة إذا حدث الحمل.
**الرحم المقوس:** هو شكل غير تقليدي للرحم الطبيعي، حيث يكون الحاجز الذي يقسم قنوات مولر ضئيلاً، مما يمنح الرحم شكلًا مقوسًا. هذا النوع من التشوه نادرًا ما يؤدي إلى العقم، لكنه قد يتسبب في تأخير الحمل. وفي حال حدوث إجهاض متكرر، يمكن علاج هذه الحالة جراحيًا.
**الرحم المائل:** تعاني النساء اللواتي لديهن هذا النوع من التشوه من انقباض في الرحم، وقد لا يظهر الرحم في التصوير بالموجات فوق الصوتية خلال الثلث الأول من الحمل. لا توجد أدلة تشير إلى أن الرحم المائل يسبب ضررًا أو إجهاضًا متكررًا. عادةً ما يعود الرحم المائل إلى وضعه الطبيعي أثناء الحمل، ولكن في حالات نادرة، قد يؤدي إلى ما يُعرف بالرحم المحبوس خلال الثلث الثاني من الحمل، مما يسبب ألمًا شديدًا في البطن والمستقيم وانسدادًا في المسالك البولية. في هذه الحالة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لتصحيح وضع الرحم.
**تشريح الجهاز التناسلي الأنثوي**يعتبر الرحم جزءًا أساسيًا من الجهاز التناسلي الأنثوي، ولتفسير تشوهات الرحم، من الضروري فهم مكونات هذا الجهاز. يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي من الأجزاء التالية:
**قناة فالوب:** هي قنوات ضيقة متصلة بالجزء العلوي من الرحم، وتعمل كأنبوب لنقل البويضة من المبيض إلى الرحم. إذا تم تلقيح البويضة، تصل إلى الرحم كبيضة ملقحة جاهزة للانغراس في جدار الرحم والتطور إلى جنين. أما إذا لم يتم تلقيحها، فإنها تصل إلى الرحم مما يؤدي إلى حدوث نزيف الدورة الشهرية.
**المبيضين:** هما غدتان صغيرتان بيضاويتان تقعان على جانبي الرحم، وتتمثل وظيفتهما في إنتاج البويضات التي تنتقل عبر قناة فالوب إلى الرحم، بالإضافة إلى إفراز الهرمونات.
**الرحم:** هو عضو أجوف يستقر فيه الجنين خلال فترة الحمل التي تمتد لتسعة أشهر. ينقسم الرحم إلى جزئين: عنق الرحم، وهو الجزء السفلي الذي يفتح على المهبل، وجسم الرحم، وهو التجويف الكبير الذي يتوسع بسهولة ليتناسب مع مراحل نمو الجنين المختلفة.
**المهبل**: هو قناة تربط بين عنق الرحم وتمتد إلى خارج الجسم، ويُعرف أيضًا بقناة الولادة، حيث يُعتبر المكان الذي يخرج منه الجنين.
تحدث تشوهات الرحم عادة نتيجة الاضطرابات في العمليات التطورية الطبيعية لقنوات مولر خلال مرحلة التخلق الجنيني. تعتبر قنوات مولر هياكل أساسية تندمج لتشكل الجهاز التناسلي الأنثوي، بما في ذلك قناة فالوب، الرحم، عنق الرحم، والجزء العلوي من المهبل.
أي انقطاع أو انحراف خلال هذه المرحلة الحرجة قد يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية في الرحم.
**عوامل وراثية**على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لهذه الاضطرابات التنموية قد لا تكون واضحة دائمًا، إلا أن العوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا. يمكن أن تؤدي الطفرات في جينات معينة مسؤولة عن تطور القناة المولرية إلى ظهور تشوهات.علاوة على ذلك، تم رصد تشوهات كروموسومية وأنماط عائلية، مما يشير إلى وجود عنصر وراثي.
**العوامل البيئية**تؤثر العوامل البيئية خلال فترة الحمل، مثل التعرض لمواد تسبب تشوهات خلقية، في تطور التشوهات الرحمية.
كما يمكن أن تلعب الحالة الصحية للأم، والالتهابات، والأدوية التي تتناولها أثناء الحمل دورًا في النمو الطبيعي لقنوات مولر.
**العيوب الخلقية:** عادةً ما تكون تشوهات الرحم الخلقية موجودة منذ الولادة، حيث تحدث أثناء تشكيل الأعضاء الأنثوية للطفلة داخل رحم الأم. تنجم هذه التشوهات عن خطأ في تكوين الرحم، حيث يتواجد أنبوبان يُعرفان بقنوات مولر، ويجب أن يتم دمجهما بشكل صحيح لتكوين الرحم في النهاية. وتختلف العيوب الخلقية بناءً على كيفية اندماج هذين الأنبوبين خلال فترة الحمل.
**التعرض للأشعة الضارة:** قد تتعرض الأم خلال فترة الحمل لنوع معين من الإشعاعات الضارة، مما قد يؤدي إلى تشوه الأجنة أثناء تطورها داخل الرحم. لذا، من الضروري توعية الأمهات الحوامل دائمًا بمخاطر الأشعة على صحة الجنين.
**الالتهابات:** يمكن أن تؤدي الالتهابات الموجودة داخل الرحم إلى حدوث تشوهات إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.
**بعض الأدوية:** قد يتسبب تناول بعض الأدوية خلال الحمل في حدوث تشوهات رحمية. على سبيل المثال، بعض الأمهات اللاتي تناولن دواء ثنائي إيثيل ستيلبيسترول (Diethylstilbestrol) المعروف اختصارًا بـ DES، والذي كان يُستخدم لمنع الإجهاض والولادات المبكرة، تعرضن أطفالهن لتشوهات خلقية في الرحم.
تشوهات الرحم تُصنف بناءً على خصائصها الهيكلية ومدى انحرافها عن التركيب الطبيعي للرحم. تقدم الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM) نظام تصنيف معتمد على نطاق واسع، والذي يتضمن الفئات التالية:
عدم التخلق المولري (الفئة الأولى)**تشمل متلازمة مولر، المعروفة أيضًا بمتلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر (MRKH)، غياب الرحم والثلثين العلويين من المهبل بشكل كامل. عادةً ما يتم تشخيص هذه الحالة خلال فترة المراهقة عندما لا تبدأ الدورة الشهرية.
**الرحم ذو القرن الواحد (الفئة الثانية)**يحدث الرحم ذو القرن الواحد نتيجة عدم اكتمال نمو قناة مولر واحدة، مما يؤدي إلى تكوين رحم بقرن واحد. قد يرتبط هذا الشذوذ بقرن بدائي، والذي قد يكون له وظيفة أو لا.
**الرحم ثنائي الأجنحة (الفئة الثالثة)**تتميز حالة الرحم ثنائي الأجنحة بوجود رحمين منفصلين، حيث يمتلك كل منهما عنق رحم خاص به، وذلك نتيجة لفشل اندماج القنوات المولرية. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات مثل الإجهاض المتكرر والولادة المبكرة.
**الرحم ذو القرنين (الفئة الرابعة)**ينتج الرحم ذو القرنين عن عدم اكتمال اندماج قنوات مولر، مما يؤدي إلى رحم على شكل قلب يحتوي على تجويفين. يرتبط هذا الشذوذ بزيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل، بما في ذلك قصور عنق الرحم وسوء وضع الجنين.
**الرحم الحاجزي (الفئة الخامسة)**في حالة الرحم المقسم، يحدث انقسام لتجويف الرحم بفعل حاجز ليفي أو عضلي، نتيجة لعدم الامتصاص الكامل للجدران الوسطى لقنوات مولر. ترتبط هذه الحالة بزيادة معدلات الإجهاض والعقم.
**الرحم المقوس (الفئة السادسة)**يتميز الرحم المقوس بوجود انخفاض طفيف في قاع الرحم. يُعتبر هذا النوع من التشوهات الرحمية الأقل حدة وغالبًا ما يكون بدون أعراض، مما يؤدي إلى تأثير ضئيل على النتائج الإنجابية.
**الشذوذ المرتبط بثنائي إيثيل ستيلبيسترول (DES) (الفئة السابعة)**يمكن أن يؤدي التعرض لمادة ثنائي إيثيل ستيلبسترول (DES) داخل الرحم إلى تشوهات هيكلية مثل تجويف الرحم على شكل حرف T. كان ثنائي إيثيل ستيلبسترول هرمونًا صناعيًا من نوع الإستروجين، تم وصفه للنساء الحوامل بين الأربعينيات والسبعينيات من القرن العشرين بهدف منع الإجهاض والولادة المبكرة، لكن تبين لاحقًا أنه يسبب تشوهات خلقية.
يتطلب تشخيص تشوهات الرحم عادةً مزيجًا من التقييم السريري ودراسات التصوير، وأحيانًا تنظير البطن. يُعتبر التقييم الإشعاعي عنصرًا أساسيًا في تحديد هذه التشوهات وتصنيفها بدقة.
**فحص الموجات فوق الصوتية**تُعتبر الموجات فوق الصوتية عبر المهبل هي الطريقة التصويرية الأولى المستخدمة لتقييم تشريح الرحم، حيث توفر صورًا دقيقة لتجويف الرحم وتساعد في الكشف عن التشوهات مثل الرحم المقسم والرحم ذو القرنين.
**التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)**يُعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي المعيار الذهبي لتشخيص تشوهات الرحم، وذلك بفضل قدرته العالية على تمييز الأنسجة الرخوة وإمكانياته المتعددة المستويات. يُستخدم هذا الفحص بشكل فعال للتمييز بين التشوهات المعقدة وتقييم التشوهات الكلوية المرتبطة.
**هيستيروسالبينغوغرافي (هسغ)**تشمل عملية تصوير الرحم بالصبغة حقن صبغة التباين في تجويف الرحم وقناتي فالوب، تليها عملية التصوير بالأشعة السينية. تُستخدم هذه التقنية للكشف عن التشوهات البنيوية وغالبًا ما تُعتمد في تشخيص حالات العقم.
**قبل الزواج:** قد لا تظهر أي أعراض على بعض الفتيات، بينما يمكن أن تعاني أخريات من عسرة الطمث، عدم انتظام الدورة الشهرية، أو الشعور بألم بين الحين والآخر.
**بعد الزواج:** بعد الزواج، يكون العرض الرئيسي الذي تلاحظه المرأة هو تكرار حالات الإجهاض وصعوبة ثبات الحمل.
**ألم أثناء الجماع:** تعاني النساء اللواتي لديهن تشوهات في الرحم من آلام شديدة أثناء الجماع.
**تشخيص تشوهات الرحم:** يتم تأكيد هذه الأعراض من خلال إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي، وذلك وفقًا لتوجيهات الطبيب المختص.
تختلف طرق العلاج الجراحية للتشوهات الخلقية حسب نوع التشوه، لذا يتم تصنيف هذه التشوهات إلى الفئات التالية:
- انعدام المهبل تظهر هذه الحالة إما كجزء من متلازمة تشمل غياب جميع أجزاء الرحم الأخرى، أو قد يكون المهبل هو الجزء الوحيد المفقود بينما تبقى الأجزاء الأخرى سليمة.
توجد عدة خيارات علاجية، سواء كانت جراحية أو غير جراحية، تهدف إلى إنشاء مهبل جديد، مما يتيح للمصابة ممارسة حياتها الجنسية بشكل طبيعي.
- غياب الدورة الشهرية.
- ظهور الصفات الجنسية الثانوية بشكل طبيعي.
- الفحص السريري للمهبل يشير إلى عدم وجوده أو وجود تجويف صغير مغلق في نهايته.
- فحص الأشعة فوق الصوتية (الألتراساوند) قد يدل أحيانًا على عدم وجود الرحم وعنق الرحم، وقد يترافق ذلك مع تشوهات أو عدم وجود الكلية.
- يتم إجراء المنظار البطني فقط في حال فشل الفحص السريري والألتراساوند في تحديد الحالة، حيث يتضح عدم وجود الرحم أو وجود رحم صغير جدًا ومضمحل.
. **الطريقة غير الجراحية:** تعتمد على استخدام موسعات خاصة بتدرجات مختلفة لإحداث فجوة بين فتحة البول وفتحة الشرج. تتطلب هذه الطريقة فترة علاج طويلة قد تمتد من عدة أشهر إلى عدة سنوات، وتظل الطريقة الجراحية هي الخيار الأفضل.
. **الطريقة الجراحية:** الهدف الرئيسي منها هو إنشاء مهبل للنساء الراغبات في ممارسة حياتهن الجنسية بشكل طبيعي، بشرط أن يكن مستعدات نفسيًا لتقبل المهبل الصناعي خلال فترة العلاج التي قد تستغرق عدة أشهر. يتم ذلك باستخدام رقع جلدية كاملة السمك بعد إجراء عملية جراحية لقص المنطقة، ثم يتم وضع المهبل الصناعي داخلها حتى يتم التئام المنطقة المجروحة.
**- الطريقة الجراحية:** الهدف الأساسي من هذه الطريقة هو إنشاء مهبل للنساء اللواتي يرغبن في ممارسة حياتهن الجنسية بشكل طبيعي، ويكنّ مستعدات نفسيًا لتقبل المهبل الصناعي خلال فترة العلاج التي قد تمتد لعدة أشهر. يتم ذلك من خلال استخدام رقع جلدية كاملة السمك، حيث يتم قص المنطقة جراحيًا ووضع المهبل الصناعي داخلها حتى يتم التئام المنطقة المجروحة.
**- الرحم ذو القرن الواحد:** يحدث هذا التشوه نتيجة توقف نمو إحدى قناتي مالبين، إما بشكل كامل أو جزئي. في هذه الحالة، يكون الرحم ذو القرن الواحد مصحوبًا بوجود قرن مضمحل ومغلق.
**العلاج الجراحي:** لا يوجد علاج جراحي للرحم ذو القرن الواحد إلا في حالة واحدة، وهي وجود بطانة رحمية داخل القرن المضمحل، مما يؤدي إلى تجمع دموي داخل هذا الجزء المغلق من الرحم. في هذه الحالة، تحتاج المريضة إلى إجراء عملية منظار بطني لإزالة الجزء الضامر من الرحم.
**- الرحم المزدوج:**تحدث هذه الحالة نتيجة عدم التحام جزء من قناتي مالرين بشكل كامل أو جزئي، مما يؤدي إلى وجود رحمين وعنق رحم واحد.
**العلاج الجراحي:**يختلف العلاج الجراحي بناءً على درجة التشوه، حيث يمكن أن تتضمن الحالة:
- ازدواج الرحم مع عنق رحم وانسداد في المهبل بسبب غشاء، مما يتطلب تدخلًا جراحيًا لقص الحاجز المهبلي. كما يمكن إجراء تنظير بطني في نفس الوقت لإزالة أي التصاقات في الحوض أو معالجة مشاكل أخرى مثل البطانة الرحمية الهاجرة.
- ازدواج الرحم وعنق الرحم مع وجود مهبل واحد مفتوح، وهذا لا يتطلب أي تدخل جراحي.
من الجيد أن هذه الحالات لا تسبب مشاكل كبيرة، حيث أظهرت الدراسات أن معظم حالات الحمل يمكن أن تستمر حتى الشهر التاسع، وتكون درجة الخصوبة جيدة لدى هؤلاء النساء.
**- الرحم ذو القرنين:**يحدث هذا التشوه نتيجة عدم التحام كامل لقناة مالرين، حيث يلتحم الجزء السفلي المكون لعنق الرحم، بينما يبقى الجزء العلوي غير ملتحم. ينتج عن ذلك وجود تجويفين في الرحم وحاجز يفصل بينهما، ويتميز بوجود نتوء خارجي يفصل بين الجزئين العلويين للرحم. يختلف عمق هذا النتوء وحجم الحاجز من مريضة لأخرى، وذلك حسب درجة التحام قناتي مالرين.
لا يمكن الاعتماد على صورة الأشعة الملونة للرحم لتشخيص هذه الحالة، حيث إنها لا تعطي صورة واضحة للجدار الخارجي للرحم. يُعتبر فحص الالتراساوند ثلاثي الأبعاد من أفضل الطرق لتشخيص هذه الحالات.
**العلاج الجراحي:**يتضمن العلاج الجراحي توحيد الجزء العلوي من الرحم، وفي حال وجود عنق الرحم، ليس من الضروري توحيد الجزئين. يجب تجنب إجراء عملية المنظار المهبلي في هذه الحالات، حيث إنها تحمل مخاطر على المريضة وقد تؤدي إلى ثقب في الرحم.
**الحاجز الرحمي:**يحدث الحاجز الرحمي نتيجة عدم اضمحلال الحاجز الوسطي الذي يفصل بين قناتي مالرين عند التحامهما. يتواجد هذا الحاجز في وسط الرحم ويتميز بكثافة الألياف العضلية في تركيبه، بالإضافة إلى قلة الشرايين والأوعية الدموية. يمكن أن يكون الحاجز كاملاً أو صغيراً وجزئياً، مما لا يسبب مشاكل مثل العقم أو الإجهاض المتكرر.
**العلاج الجراحي:**يعتبر العلاج الجراحي المفضل في هذه الحالات هو المنظار الرحمي، حيث يتم توسيع عنق الرحم وإدخال المنظار لقص الحاجز الرحمي. يُفضل إجراء منظار بطني مرافق لتفادي حدوث أي مشاكل أثناء العملية، مثل ثقب جدار الرحم. كما يُستحسن وضع لولب رحمي أثناء العملية لمنع حدوث التصاقات. هناك جدل حول وضع اللولب بعد العملية، حيث يشير البعض إلى أن اللولب قد يسبب التهابات تؤدي إلى التصاقات داخل بطانة الرحم. وفي بعض الحالات، قد تحتاج المريضة إلى إجراء عملية ثانية بعد ثلاثة أشهر في حال وجود جزء من الحاجز.
**الرحم المنبعج**يتميز الرحم المنبعج بوجود انبجاع طفيف في الجدار العلوي للرحم. هذا النوع من التشوه لا يتطلب أي تدخل جراحي، حيث إنه لا يرتبط بمشاكل في الحمل أو الخصوبة مقارنة بالحالة الطبيعية.من خلال ما سبق، يمكننا أن نستنتج أن تشخيص وعلاج حالات التشوهات الرحمية أصبح في الوقت الحالي أسهل وأسرع وأكثر دقة، بفضل توفر أجهزة الكشف والعلاج الحديثة.