تاريخ النشر: 2024-12-01
عندما تواجه المرأة الحامل تجربة فقدان جنينها، والمعروفة بالإملاص، ينبغي عليها الالتزام ببعض الإرشادات المهمة قبل التفكير في الحمل مرة أخرى، وذلك لضمان سلامتها وسلامة الحمل المقبل. لذا، قررنا اليوم فى دليلى ميديكال تسليط الضوء على أبرز الضوابط للحمل الصحي بعد تجربة ولادة جنين ميت، مع تقديم مزيد من التوضيح للحفاظ على صحتها.
الإملاص يُعرَّف بأنه ولادة طفل دون ظهور علامات الحياة بعد فترة زمنية معينة، غالبًا ما ترتبط بعمر الجنين (المدة بين بداية الحمل والولادة) أو وزن الطفل. يُستخدم تعريف "28 أسبوعًا أو أكثر" لتسهيل المقارنات الدولية حول مستويات الإملاص، لكنه يستثني الحالات التي تحدث في مراحل مبكرة من الحمل. لذلك، نظرًا لأن الإبلاغ عن حالات الإملاص غالبًا ما يكون أقل من العدد الفعلي، فإن العبء الحقيقي للإملاص يكون أعلى مما يُعتقد.تُصنَّف حالات الإملاص إلى عدة أنواع بناءً على عدد أسابيع الحمل، وهي:
- الإملاص المبكر: ولادة جنين ميت بين الأسبوع 20 و27.
- الإملاص المتأخر: ولادة جنين ميت بين الأسبوع 28 و36.
- ولادة جنين ميت: ولادة جنين ميت في الأسبوع 37 أو بعده.
من المهم معرفة أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الإملاص، مثل وجود أمراض تعاني منها الأم أثناء الحمل، أو أن تكون المرأة الحامل أقل من 15 عامًا أو أكثر من 35 عامًا، أو إصابتها بزيادة الوزن المفرطة، أو بعض التشوهات الوراثية.
تشمل الأسباب الشائعة للإملاص التعقيدات التي تحدث أثناء الولادة، والنزيف قبل الولادة (مثل انفصال المشيمة)، والالتهابات والمشكلات الصحية المرتبطة بالحمل، بالإضافة إلى تعقيدات الحمل التي تؤثر على نمو الجنين. تُعتبر هذه الأسباب من العوامل الشائعة التي تؤدي إلى الإملاص.
كما أن هناك علاقة بين صحة الأم وأسباب الإملاص، حيث يُقدّر أن حوالي 10% من حالات الإملاص على مستوى العالم تعود إلى السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل مرتبطة بالأم، مثل العمر والتدخين، التي تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الحمل والإملاص.من الواضح أن تحسين مستوى الرعاية والدعم وتوفير الموارد التي تشجع على أنماط الحياة الصحية والحمل السليم يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليل خطر الإملاص.
يعتبر الانتظار أمرًا مهمًا لمنح الجسم الوقت الكافي للراحة واستعادة توازنه، بالإضافة إلى ضرورة تحديد أسباب الإجهاض. إذا كان الإجهاض ناتجًا عن حالات صحية معينة، فقد يكون هناك احتمال أكبر لحدوثه مرة أخرى، مما يعرض الأم والطفل للخطر.بعض النساء قد يشعرن برغبة في الحمل بسرعة بعد الإجهاض بسبب مشاعر الذنب والقلق النفسي، ولكن يُنصح بعدم التسرع في ذلك.
إذا لم تكن هناك مشاكل صحية تم اكتشافها من خلال اختبارات الدم أو فحوصات الكروموسومات للزوجين، فإن نسبة نجاح الحمل بعد الإجهاض مباشرة تكون مرتفعة نسبيًا. ومع ذلك، يُفضل الانتظار لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى يستعيد الجسم صحته ونشاطه، مع اتباع نظام غذائي صحي.
عند الرغبة في الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض، يجب أن نعلم أنه لا يوجد دليل طبي قوي يحدد فترة زمنية معينة يجب الانتظار خلالها. ومع ذلك، يُوصي معظم الأطباء بالانتظار حوالي ثلاثة أشهر بعد الإجهاض حتى يعود الجسم إلى حالته الطبيعية ويستعيد جزءًا كبيرًا من عافيته.
**تقويم الدورة الشهرية**ابدئي بوضع دائرة حول اليوم الأول من دورتك الشهرية العادية في التقويم الخاص بك. إذا كنت تعانين من نزيف غير منتظم، قومي بوضع دائرة في كل يوم يحدث فيه النزيف، وكوني منتبهة أثناء انتظار دورتك الشهرية المعتادة. يساعد التسجيل الدقيق للدورة الشهرية في تحديد موعد الإباضة، حيث تعود الدورة الشهرية إلى انتظامها بناءً على ظروف الإجهاض والمضاعفات المرتبطة به.
**تتبع درجة حرارة الجسم**قومي بقياس درجة حرارة جسمك كل صباح قبل القيام بأي نشاط أو النهوض من السرير، باستخدام ميزان حرارة الجسم القاعدية. يجب تسجيل درجات الحرارة في تقويم الدورة الشهرية.يمكن أن تحدث الإباضة في أقرب وقت بعد أسبوعين من الإجهاض. خلال فترة الإباضة، سترتفع درجة حرارة جسمك الأساسية، مما يمكنك من تتبع نمطها. قد لا تكون هذه الطريقة دقيقة إذا كنت تعانين من حمى أو عدوى نتيجة الإجهاض.للحصول على قياس دقيق لدرجة حرارة الجسم الأساسية، استخدمي ميزان حرارة رقمي شفهي أو ميزان حرارة تقليدي. بغض النظر عن الخيار الذي تختارينه، من المهم استخدام نفس الميزان في كل مرة تأخذين فيها درجة الحرارة.
تحدث الإباضة عندما تلاحظين زيادة طفيفة في درجة الحرارة، والتي عادةً لا تتجاوز 0.5 ℉ (0.3 ℃). تكون السيدة في ذروة خصوبتها في اليوم أو اليومين السابقين لارتفاع درجة الحرارة.
** الإفرازات اليومية** من المهم تسجيل الإفرازات الشبيهة بالمخاط العنقي يوميًا. تتزامن الدورة المخاطية لعنق الرحم مع الدورة الشهرية العادية، لذا بمجرد أن تصبح فتراتك منتظمة، يمكنك الاعتماد على المخاط العنقي الخاص بك كإشارة للإباضة. ابحثي عن المخاط الشفاف والسوائل المائية اللزجة أو المطاطية، مثل بياض البيض؛ فهذا هو المخاط الخصيب الذي يظهر أثناء الإباضة.
**تحديد مستويات هرمون الحمل** من الضروري استشارة الطبيب لتحديد مستوى هرمون الحمل (HCG) لدى كل سيدة، حيث لا تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها إلا عندما تصل مستويات HCG إلى الصفر. ذلك لأن هرمون الحمل يمنع إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الإباضة.عادةً ما يستغرق الوصول إلى مستوى صفر من هرمون الحمل حوالي أسبوعين، لكن قد يستغرق الأمر وقتًا أطول في بعض الحالات. يساعدك متابعة هذا المستوى في معرفة متى يكون جسمك مستعدًا لمحاولة الحمل مرة أخرى.
من المحتمل أن تحدث أول إباضة بعد الإجهاض في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وستظهر الدورة الشهرية بشكل طبيعي بعد حوالي أسبوعين من الإباضة. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر حتى ستة أسابيع حتى يتكيف الجسم بشكل كامل.
تتساءل العديد من النساء اللواتي مررن بتجربة ولادة جنين ميت (الإملاص) عما إذا كان بإمكانهن اتخاذ خطوات معينة لتفادي حدوث هذه المشكلة في الحمل المقبل. وفيما يلي أهم النصائح التي ينبغي اتباعها لضمان حمل صحي:
♦ **الفحوصات الطبية**عند مواجهة هذه المشكلة، يجب على المرأة إجراء بعض الفحوصات الطبية قبل الحمل مرة أخرى للتأكد من حالتها الصحية وقدرتها على الحمل في هذا الوقت. من خلال هذه الفحوصات، سيتحدث الطبيب عن مجموعة من الأمور المهمة، منها:
**أولاً: تاريخ الحمل**يجب على السيدة إبلاغ طبيبها بالمشكلات التي واجهتها خلال حملها السابق، حيث يمكن أن يساعد ذلك في فهم أسباب حدوث الإملاص. هذه المعلومات تعتبر ضرورية لتجنب المخاطر في الحمل التالي. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين لأن أسباب الإملاص قد تكون غير معروفة في بعض الحالات.
**ثانياً: التاريخ العائلي**من المهم أيضاً إبلاغ الطبيب بتاريخ العائلة المرضي، حيث إن بعض الأمراض قد تكون من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على الحمل.
**ثالثًا: التاريخ الطبي **إذا كنتِ تعانين، عزيزتي، من بعض الحالات الطبية مثل الاكتئاب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فقد يساعدك علاج هذه الأمراض قبل الحمل في تحقيق حمل أكثر صحة وخالٍ من القلق والخوف.
**رابعًا: الأدوية** خلال هذه الفترة، سيقوم الطبيب المختص بإبلاغك عن الأدوية الآمنة التي يمكن تناولها أثناء الحمل، وتلك التي يجب تجنبها لضمان نمو جنينك بشكل سليم.إذا كنت ترغبين في الحمل مرة أخرى مباشرة بعد ولادة جنين ميت، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات والاختبارات الطبية، مثل اختبارات الدم وهرمونات الزوجة، بالإضافة إلى تحليل السائل المنوي للزوج، وإجراء الموجات فوق الصوتية للرحم والمبيضين.
♦ **تناول الفيتامينات المتعددة** قبل التخطيط للحمل بعد تجربة الإملاص، يُنصح بأن تتناول المرأة كبسولة واحدة من الفيتامينات يوميًا مع 400 ملغ من حمض الفوليك. يساعد تناول هذه الفيتامينات في حماية الجنين من العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري (عيوب الأنبوب العصبي)، وكذلك العيوب الخلقية في الفم (مثل الشفة المشقوقة) وبعض عيوب القلب.
♦ **التغذية الصحية** احرصي على تناول الأطعمة الصحية وكوني نشيطة كل يوم، لتحقيق وزن صحي استعدادًا للحمل القادم. كما يجب الانتباه إلى ضرورة الابتعاد عن تدخين السجائر والتدخين السلبي، حيث يُعتبر ذلك أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الإملاص.
♦ الاستعداد النفسي**من المهم أن ندرك أن محاولة الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض أو فقدان الجنين قد تثير مشاعر القلق والتوتر لدى المرأة، خوفًا من أن يتعرض حملها الجديد لنفس مصير الحمل السابق. لذا، تحتاج هذه المرحلة إلى تهيئة نفسية تتضمن بعض الخطوات التالية:
- تجنب الحزن والتوتر والقلق.
- الاستعانة بزوجك أو أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين لمساعدتك في التغلب على هذه المشاعر.
- إذا لزم الأمر، من الضروري استشارة طبيب نفسي.
- ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية مثل اليوغا، والتنفس العميق، والتأمل، حيث يمكن أن تساعد في تخفيف الحزن الناتج عن فقدان الجنين السابق.
بعد إجراء عملية الإجهاض لأي سبب، تأكدي من أن الشخص الذي يقوم بالعملية هو مختص. حاولي تجنب إجراء توسيع وكحت الرحم، حيث يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على الخصوبة.
من المهم مراجعة طبيب مختص لمناقشة التوقيت المناسب والوسائل المتاحة للحمل ومدى أمانها.
احرصي على الحفاظ على صحتك ولياقتك من خلال اتباع نظام غذائي متوازن.
تجنبي التدخين، وابتعدي عن الكحول والكافيين والنيكوتين.
يمكنك البدء بممارسة العلاقة الحميمة بعد انتهاء فترة النقاهة من الإجهاض، حيث أن ممارسة الجنس بانتظام قد تزيد من فرص الحمل.
استخدمي أدوات فحص الإباضة المتاحة في الصيدليات لتحديد موعد الإباضة، حيث أن ممارسة الجنس خلال هذه الفترة تعزز فرص الحمل، وعادة ما تحدث الإباضة بعد 14 يومًا من آخر دورة شهرية.
تجنبي ممارسة الجنس قبل الإباضة بـ 3 إلى 6 أيام لزيادة عدد الحيوانات المنوية لدى الزوج، مما يزيد من فرص الحمل عند حدوث الإباضة.
بعد ممارسة الجنس، استلقي على ظهرك مع رفع الساقين والفخذين باستخدام وسادة لمدة 20 دقيقة، فهذا يساعد الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.
إذا كنتِ ترغبين في الحمل بسرعة بعد الإجهاض، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعافي بشكل أسرع:
1. احرصي على شرب كميات كافية من السوائل.
2. تجنبي الأعمال الشاقة لمدة عدة أيام، وابتعدي عن رفع الأوزان التي تتجاوز 7 كجم لمدة أسبوعين.
3. احصلي على قسط كافٍ من النوم واتبعي عادات نوم صحية، واهتمي بتناول الأطعمة المغذية والفيتامينات.
4. تجنبي ممارسة التمارين الرياضية لمدة أسبوعين.
5. تناولي المضادات الحيوية التي يصفها لك الطبيب لتفادي خطر العدوى.
6. ابتعدي عن الاستلقاء في أحواض الماء والسباحة لمدة أسبوعين.
7. تجنبي استخدام المستحضرات المهبلية مثل الغسولات والدوش والسدادات القطنية لمدة تتراوح بين 2 إلى 4 أسابيع.
8. تأكدي من عدم ممارسة الجنس حتى تتعافي تمامًا، ولا تشعري بالضغط لإرضاء زوجك، بل تحدثي معه حول هذا الموضوع.
إذا حدث الإجهاض بعد 9 أسابيع من الحمل أو أكثر، قد تواجهين تسربًا للحليب من الثديين، وهو أمر مزعج ولكنه مؤقت. ارتدي حمالة صدر مريحة طوال اليوم وتجنبي أي تحفيز لمنطقة الصدر.