الأمراض البصرية المرتبطة بالحمل

تاريخ النشر: 2024-11-26

الأمراض البصرية المرتبطة بالحمل

تتعدد التغيرات التي تطرأ على صحة المرأة الحامل نتيجة التأثيرات الكبيرة للهرمونات. حيث تلعب هذه الهرمونات دورًا رئيسيًا ليس فقط في زيادة حساسية حاسة التذوق، بل أيضًا في تعزيز الرغبة في تناول الأطعمة المالحة والحلويات. كما تزداد حاسة الشم قوة، مما قد يجعل الروائح القوية تثير شعور الغثيان. ورغم أن هذه التغيرات طبيعية تمامًا خلال فترة الحمل، إلا أن المرأة قد تواجه بعض المشكلات المتعلقة بصحة العيون. من المهم أن تبقى هادئة، حيث أن معظم هذه المشكلات تكون اضطرابات مؤقتة ستختفي بعد فترة من ولادة الطفل. في مقالنا التالي، سنستعرض فى دليلى ميديكال عن أنواع المشكلات المحتملة التي قد تواجهها المرأة الحامل في مجال صحة العيون.

**متى تظهر علامات الحمل من العين:**

 

تظهر علامات الحمل عادةً بعد انقطاع الدورة الشهرية، مما يشير إلى وجود حمل. من المهم التعرف على الأعراض المبكرة لوجود الجنين، حيث يمكن أن تحدث تغييرات في الجفون داخل عيني المرأة الحامل، مثل التورم والاحمرار، مما يكون واضحًا عند النظر. من أبرز الطرق للتأكد من ذلك هو زيارة الطبيب. قد تلاحظ النساء أيضًا انخفاضًا في حدة الرؤية وضبابية، بالإضافة إلى الشعور بالرفرفة وأحيانًا الألم، وهي تغييرات تشير إلى وجود تغيرات في الجفن والقرنية. كما يمكن أن يظهر احمرار في العينين، مع شعور بالغثيان وظهور هالات حول العين.

**هل تتغير عيون الحامل؟**

 

خلال فترة الحمل، قد تتعرض العينان للعديد من التغيرات والآثار الجانبية. من أبرز هذه التغيرات هو ارتفاع ضغط السائل داخل العين، مما قد يؤدي إلى مشاكل بصرية مثل انخفاض الرؤية وظهور العتامة الزجاجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل على العينين، مما يؤدي إلى جفاف العين والتهيج.

**أسباب عدم وضوح الرؤية أثناء الحمل**

 

توجد عدة عوامل تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية خلال فترة الحمل، وترتبط جميعها بالتغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة. يمكن تلخيص هذه الأسباب كما يلي:

. **جفاف العين**: ينتج جفاف العين عن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج الدموع، ويترتب على ذلك شعور بالحكة والتهيج، مما يؤثر سلبًا على حدة البصر ويشوه الرؤية، وقد يسبب صعوبة في استخدام العدسات اللاصقة.

. **زيادة مستويات هرمون البروجسترون**: تساهم زيادة مستويات هرمون البروجسترون في تليين أنسجة القرنية، مما يجعلها أكثر حساسية، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالغمش.

. **تسمم الحمل**: يُعتبر تسمم الحمل من العوامل التي تجعل العيون حساسة للضوء، مما يؤدي إلى رؤية هالات حول الأضواء وفقدان مؤقت للرؤية.

. **سكري الحمل**: يمكن أن يتسبب سكري الحمل في حدوث تغييرات في القرنية، وقد يؤدي إلى تلف شبكية العين. لذا، من الضروري مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام ومتابعة أي تغييرات في الرؤية. إذا استمرت مشكلة عدم وضوح الرؤية، يجب استشارة الطبيب على الفور.

. **الدوخة**: قد تسهم نوبات الدوخة الناتجة عن الحركة السريعة من موضع إلى آخر في تفاقم مشكلة عدم وضوح الرؤية.

احتباس السوائل: يُعتبر احتباس السوائل الناتج عن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أحد الأسباب التي تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية. حيث يؤثر احتباس السوائل على شكل القرنية ويزيد من سمكها، مما يؤدي إلى زيادة ضغط السائل داخل العين نتيجة تورم الأنسجة وانتفاخها حول العين. وهذا يمكن أن يسبب اضطرابات في الرؤية. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المشكلة غالبًا ما تختفي بعد الولادة أو بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية في بعض الحالات.

**أبرز التغيرات الشائعة على العين أثناء الحمل**

 

- **الكلف**: يُعتبر الكلف من التغيرات الجلدية الشائعة خلال فترة الحمل، حيث تظهر بقع صبغية داكنة على جلد النساء، وخاصة في منطقة الوجه. كما يمكن أن يظهر خط داكن حول منطقة سرة البطن وعلامات تمدد. على الرغم من أن الكلف لا يشكل خطرًا على صحة المرأة الحامل أو الجنين، إلا أن بعض النساء قد يشعرن بحساسية تجاه مظهر هذه التصبغات المفاجئة، مما يؤثر سلبًا على نفسيتهن وثقتهن بأنفسهن. يُعزى ظهور الكلف إلى التغيرات الهرمونية، حيث تزداد مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج صبغة الميلانين المسؤولة عن التصبغات، والتي قد تظهر أيضًا على جفون العين.

- **جفاف العين**: لا تقتصر مشكلة الجفاف على البشرة والشفتين فقط، بل تشمل أيضًا العيون. يُعتبر جفاف العين من المشكلات الشائعة التي تسبب شعورًا بالوخز والحرقان، بالإضافة إلى الإحساس بوجود جسم غريب داخل العين. قد يصاحب ذلك التهاب واحمرار في العين، وصعوبة في إبقاء العين مفتوحة.

- احتباس السوائل في القرنية (وذمة القرنية) يشير إلى تراكم الماء في الجسم، مما يؤدي إلى تورم وانتفاخ نتيجة احتباس السوائل. وبما أن هناك حالة تُعرف بالوذمة الرئوية، فلا ينبغي أن نتعجب من وجود وذمة في القرنية التي تسبب التهابات. إذا كنتِ معتادة على ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة خلال فترة الحمل، أو إذا خضعتِ مؤخرًا لجراحة في العين، فإن معاناتك قد تصبح أمرًا محتملًا. تشمل الأعراض المرتبطة بذلك تشتت الرؤية وعدم وضوحها، بالإضافة إلى مجموعة من اضطرابات الرؤية التي قد تتطور إلى مضاعفات تؤدي إلى فقدان البصر. قد تشعرين أيضًا بآلام حادة في العين وزيادة الحساسية تجاه مصادر الإضاءة. لذا، يجب أن تكوني حذرة عند ارتداء العدسات اللاصقة خلال هذه الفترة الحساسة، حيث يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة عينيك. ذلك لأن الاختلالات الهرمونية تجعل القرنية أكثر سمكًا، خاصة في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، نتيجة لتراكم السوائل المحتبسة داخلها.

- العمى القشري: المخاطر التي تؤثر على صحة العين لا تقتصر على اعتلال الشبكية فحسب، بل أظهرت الأبحاث وجود حالة أخرى تزايدت معدلات الإصابة بها خلال فترة الحمل، تُعرف باسم "العمى القشري". يحدث ذلك عندما تتعرض القشرة القذالية في الدماغ للتلف، مما يجعل المرأة عرضة لفقدان جزئي أو كلي للرؤية. ولا توجد علاقة بين هذه الحالة ووجود مشكلة كامنة في العين نفسها، وغالبًا ما يصاحبها شعور بصداع شديد في الرأس.

-** اعتلال الشبكية السكري **هو حالة مؤقتة ترتبط بسكري الحمل، حيث يحدث ارتفاع في مستويات السكر في الدم لدى المرأة الحامل أو الإصابة بتسمم الحمل، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تؤثر هذه الحالة سلبًا على صحة العين، مما يزيد من خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري، الذي يُعتبر أيضًا من المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. إذ أن ارتفاع مستويات السكر يتسبب في تدمير الأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العين، مما يؤدي إلى أعراض متنوعة مثل ضبابية الرؤية، ورؤية بقع داكنة ومضيئة في المجال البصري، وصعوبات في القراءة، وضعف في مستويات التركيز.

أما بالنسبة لأرتعاج الحمل أو اختلاجات الحمل وما قبل تسمم الحمل، فإن السبب وراء هذه الحالات هو ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات على البصر، مثل فقدان مؤقت للرؤية، وحساسية من الضوء، ورؤية ومضات ضوئية مع ضبابية في الرؤية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تصاب بعض النساء الحوامل باعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي، الذي يسبب أعراضًا حادة مثل الرؤية الضبابية، وظهور بقعة مركزية، وتشوه في رؤية الخطوط، وصعوبة في القراءة.

تم رصد حالات من اضطراب الأوعية الدموية المسدودة في فترة ما بعد الولادة مباشرة، حيث تحدث اضطرابات في أوعية الشبكية تؤدي إلى فقدان الرؤية في كلا العينين. كما تم تسجيل إصابات لبعض الحوامل بالانسداد الوريدي الشرياني في الشبكية.

في حال وجود بعض الأمراض والمشكلات البصرية لدى المرأة الحامل، يُعتبر إجراء فحص للبصر أمراً ضرورياً، خاصةً في حالات درجات قصر البصر المتوسطة والعالية، لتجنب مشكلات مستقبلية قد تحدث أثناء الولادة.

أما بالنسبة لاعتلال الشبكية السكري، فإن النساء اللواتي يعانين من هذا المرض قد تزداد خطورته لديهن أثناء الحمل، لكنه غالباً ما يختفي بعد الولادة. وقد يتفاقم الوضع بسبب أعراض تسمم الحمل.

فيما يتعلق بالتهاب العنبية، إذا كانت المرأة الحامل تعاني من التهاب عنبية غير بكتيري وغير مزمن، فمن المحتمل أن تعمل هرمونات الحمل على تقليل تفشي المرض وتطوره.

** الرؤية الضبابية أثناء الحمل**هل شعرتِ بتشوش طفيف في رؤيتكِ رغم أنكِ كنتِ تتمتعين برؤية جيدة قبل الحمل؟ قد تكون الرؤية الضبابية من الآثار الجانبية المؤقتة للحمل. ومن الأسباب الشائعة لهذه الحالة هو احتباس السوائل، الذي يمكن أن يؤثر على سمك وشكل القرنية، مما يؤدي إلى تشويه الرؤية.

لكن إذا كان التشوش بسيطًا، فلا داعي للقلق؛ فهذه التغيرات عادةً ما تختفي بعد الولادة أو بعد انتهاء فترة الرضاعة الطبيعية.

### . انتفاخ الجفون **يعتبر انتفاخ الجفون من الأعراض الشائعة خلال فترة الحمل، ويعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى احتباس السوائل والتورم. ورغم أن هذه الحالة قد تبدو غير مزعجة وتعتبر مشكلة تجميلية، إلا أن الجفون المنتفخة قد تؤثر على الرؤية الجانبية للحامل. لتفادي تفاقم هذه المشكلة، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء واتباع نظام غذائي متوازن منخفض الصوديوم والكافيين للحد من احتباس السوائل.

###. ارتفاع ضغط العين**قد تعاني الحامل من ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل نتيجة التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية في شبكية العين، مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية. وقد أظهرت بعض الدراسات أن النساء اللواتي تم تشخيصهن بتسمم الحمل الشديد أو المبكر يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بمشاكل في الشبكية حتى بعد الولادة. لذلك، من الضروري مراقبة ضغط الدم خلال فترة الحمل لتجنب مشاكل الرؤية والمضاعفات الأخرى المرتبطة بتسمم الحمل.

**زيادة الحساسية للضوء**: تُعتبر الحساسية المفرطة للضوء من الأعراض الشائعة، خاصة لدى النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى. قد تشعر المرأة بعدم الراحة عند التعرض لأشعة الشمس. لتخفيف هذا الانزعاج، يُنصح بارتداء نظارات شمسية وتقليل الإضاءة في المكان الذي تتواجد فيه. كما يُفضل استشارة الطبيب حول المسكنات الآمنة للاستخدام أثناء الحمل.

**ظهور نقاط مضيئة في العين**: قد تظهر هذه النقاط نتيجة لتراكم السوائل في الجسم، بما في ذلك أنسجة العين. يمكن أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بارتفاع ضغط الدم أو مستويات الجلوكوز. عادةً ما تكون هذه النقاط خفيفة، ولكن إذا تفاقمت، يجب عدم التردد في زيارة الطبيب، حيث قد تشير في بعض الحالات إلى تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الحاد.

**اصفرار العينين**: يُعتبر الركود الصفراوي من المشكلات التي قد تحدث أثناء الحمل، حيث يحدث خلل في إفراز السائل الصفراوي من الكبد إلى القناة الصفراوية، مما يؤدي إلى زيادة مستوياته في الدم ويُسبب اصفرار الجلد وبياض العينين، خاصةً قبل الولادة أو في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. يجب توخي الحذر إذا كان هذا العرض مصحوبًا بحكة، والاستمرار في حماية العينين، وطلب المشورة الطبية لتحديد السبب الدقيق.

نصائح لتجنب مشاكل العين أثناء الحمل:

- إذا كنت تعانين من مشاكل في الرؤية، يُفضل إجراء العلاج قبل الحمل بفترة كافية لتفادي أي مضاعفات مؤقتة قد تنجم عن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل.

- تأكدي من فحص الشبكية إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم، حيث يُعتبر ذلك خطرًا على الجنين والشبكية. التحكم الجيد في ضغط الدم يمكن أن يسهم في تحسين صحة العين واستعادة الشبكية والرؤية تدريجياً إلى حالتهما الطبيعية.

- إذا كنت مصابة بالسكري، يُنصح بزيارة طبيب العيون خلال الشهر الأول من الحمل لفحص حالة الشبكية.

- في حال كنت تعانين من اعتلال شديد في العين، يُفضل إجراء فحص شهري لاكتشاف أي مضاعفات وعلاجها في وقت مبكر، وقد يتطلب الأمر أحيانًا علاج الشبكية باستخدام الليزر.