تاريخ النشر: 2024-11-09
قد يكون السبب وراء ذلك هو طبيعة شخصية طفلك الحساسة، وقد تكون قد لاحظت بالفعل مدى صعوبة التعامل مع طفل يمتلك هذه الخصائص، حيث يتطلب الأمر الكثير من الصبر والتفهم. إذا كنت لا تزال تجد صعوبة في معرفة كيفية التعامل مع طفلك الحساس، فإن هذه المقالة من دليلي ميديكال ستكون مفيدة للغاية. إن التعامل مع الطفل الحساس يمثل تحديًا كبيرًا لأي أسرة، ليس فقط بسبب التوتر والقلق المستمر الذي يشعر به، وانزعاجه من أبسط الأمور، ولكن أيضًا بسبب نقص المعلومات حول كيفية التعامل معه بشكل صحيح. بينما تكتظ المنصات ومحاضرات الخبراء بنصائح متنوعة حول كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين أو السارقين أو الكاذبين أو حتى الذين يعانون من فرط الحركة، نجد أن هناك تجاهلًا تامًا لنوع آخر من الأطفال الذين يعانون في صمت، وهم الأطفال شديدو الحساسية.
1. **العوامل الوراثية**: يرث الطفل العديد من الصفات من والديه وأجداده، بما في ذلك طباعهم وحالتهم المزاجية، وبعض الميول. الحساسية المفرطة قد تكون من الصفات التي لها جذور جينية.
2. **تكوين الدماغ والنشاط الهرموني**: تشير بعض الآراء إلى أن حساسية بعض الأطفال قد تكون نتيجة لعوامل جسدية هرمونية أو زيادة نشاط مناطق معينة في الدماغ المرتبطة بالعواطف. كما يمكن أن تكون لديهم قدرة فائقة على التركيز والملاحظة، أو أن تعمل حواسهم بشكل أكثر حساسية مقارنة بالآخرين.
3. **أسلوب التربية**: يتشكل جزء كبير من شخصية الطفل وطباعه خلال فترة تربيته، سواء بشكل عفوي أو مقصود. قد ينشأ الطفل في بيئة تجعله أكثر حساسية تجاه أمور معينة، نتيجة للخلافات بين الوالدين أو حساسية أحدهما، أو بسبب تركيز الوالدين على جوانب معينة.
4. **اضطرابات الطفولة النفسية**: قد يعاني الطفل من اضطرابات نفسية متعددة، مثل الاكتئاب أو اضطرابات التعلق، أو مشاكل التعلم، أو المخاوف والفوبيات. هذه الاضطرابات يمكن أن تسهم في تشكيل شخصية حساسة لدى الطفل، سواء بشكل عام أو تجاه مواقف معينة.
5** أسباب ومشاكل شخصية: قد تنشأ صفة الحساسية لدى الطفل نتيجة لمشاكل شخصية يواجهها هو أو أحد أفراد أسرته. يمكن أن تشمل هذه المشاكل معاناته من مرض أو إعاقة أو تشوه جسدي، أو حتى زيادة الوزن أو النحافة المفرطة، أو أي سمة تجعله مختلفاً عن أقرانه. كما يمكن أن تؤثر الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مثل الفقر أو الفوارق الطبقية، على مشاعر الطفل وتزيد من حساسيته.
يولد الطفل الحساس بجهاز عصبي يشبه فوهة بركان، حيث ينفعل بأبسط المواقف، سواء بالبكاء أو الصراخ أو التأثر العميق، حتى وإن لم يلاحظ المحيطون به تلك المواقف أو مروا عليها دون اهتمام. لكن هذه المواقف تترك أثرًا عميقًا في نفسه أكثر من غيره.
قد يتساءل العديد من الآباء والأمهات عند رؤية أطفالهم يشعرون بالضيق أو الغضب بسهولة: "هل طفلي حساس جدًا؟". عادةً ما تظهر علامات الحساسية على الطفل منذ سن مبكرة. إليكم أبرز هذه العلامات:
. **عاطفي للغاية** يظهر الطفل الحساس تعاطفًا مفرطًا مع الآخرين، حيث يهتم بمشاعرهم أكثر من اهتمامه بنفسه. وعندما يتعرض شخص آخر لموقف صعب، يتأثر بشدة على الصعيدين الجسدي والنفسي.
. **ينزعج من الضوضاء** يمكن أن تؤثر الضوضاء بجميع أشكالها، سواء كانت صوتية أو بصرية، سلبًا على الطفل الحساس، مما يؤدي إلى شعوره بالغضب بشكل مبالغ فيه.
. **يسعى لإرضاء الآخرين** يبذل الطفل جهودًا كبيرة لإرضاء من حوله، مما يعكس طبيعته الحساسة ورغبته في تجنب أي نوع من النزاع أو الإحباط.
.** يميل إلى الانعزال عند شعوره بالانزعاج الطفل الحساس ليس انطوائيًا بالضرورة، لكنه يحتاج إلى قضاء بعض الوقت بمفرده بعيدًا عن المحيط الخارجي عندما يواجه موقفًا مزعجًا.
**. يكره الأشياء السلبيةيكره الطفل شديد الحساسية العنف بكافة أشكاله، مثل مشاهدة فيلم رعب أو مشاهد فيها عنف وقتل، ونجده دائمًا يتجنب أن يكون في بيئة سلبية مشحونة بالمشكلات أيضًا.
**. يتذمر كثيرًا تجد الطفل الحساس دائم التذمر تجاه أبسط الأشياء، مثل ارتداء ملابس تسبب له الحكة.
.** يعد صعب التكيف يعاني الطفل الحساس من صعوبة التكيف حتى فيما يتعلق بالأمور البسيطة، كتغيير الغرفة أو المنزل، أو موعد مفاجئ، إذ إن التغيير يولد لديهم شعورًا بعدم الارتياح.
**. حب الحيوانات يميل الطفل الحساس إلى الارتباط بالحيوان الأليف الذي يشاركه المنزل، مما يجعله يشعر بالغضب عند مشاهدة أي شخص يتعامل بقسوة مع الحيوانات. كما قد يواجه الطفل مشاعر الاكتئاب في حال فقدان حيوانه الأليف.
**. خجل شديد يعاني الطفل الحساس من صعوبة في التفاعل مع الغرباء، مما يجعله يتصرف بشكل غير مريح في المواقف الاجتماعية. يحتاج هذا الطفل إلى وقت طويل للتكيف والتواصل مع الأشخاص الذين لا يعرفهم.
. **صعوبة في التعبير عن النفس يواجه الطفل شديد الحساسية تحديات في التعبير عن مشاعره، مما قد يؤدي أحيانًا إلى نوبات غضب أو انهيارات عاطفية مفاجئة.
.** ميول للعزلة قد يظهر الطفل ذو الشخصية الحساسة كأنه اجتماعي وودود، لكنه في الحقيقة قد يتعرض للإزعاج بسهولة. لذلك، يحتاج إلى فترات من العزلة ليعيد شحن طاقته ويبتعد عن ضغوط العالم الخارجي.
.** قلبه يتحكم في قراراته دائما هو عاطفي جدا لدرجة أنه دائمًا ما يحكمه قلبه، وليس عقله. لذلك، فإن غريزته الأولى هي اتباع قلبه.
**. يكره كل الأشياء السلبية هؤلاء الأطفال لديهم كره شديد للعنف أو شيء مثل فيلم الرعب. وسيبتعد بطبيعة الحال عن المعارك والنقاشات والجدال
**. كثير الشكوى غالبًا ما يشتكي الطفل ذو الشخصية الحساسة ويبكي من أدنى مشاكل مثل الملابس التي تسبب الحكة أو طبقات الجوارب أو حتى ملصقات الملابس التي تلامس جلدهم.
**تنمية الثقة بالنفس وقوة الشخصية:** تُعتبر الثقة بالنفس عنصرًا أساسيًا في بناء شخصية قوية لدى الطفل. فهذه الثقة تعزز من رؤية الطفل لنفسه، مما يجعله يشعر بقدرته على الدفاع عن نفسه دون الحاجة إلى تعاطف الآخرين، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على مواجهة المواقف التي قد تثير حساسيته.
**تعليم فنون الدفاع عن النفس:** غالبًا ما يخشى الطفل الحساس من الرفض أو المضايقة أو التعليقات السلبية. لذا، فإن تعزيز قدرته على الدفاع عن نفسه والتعبير عن نفسه بطريقة جذابة ومؤثرة يساعده على أن يصبح شخصًا عمليًا، ويقلل من تأثره بالمواقف البسيطة التي قد تزعجه.
**التركيز على الجوانب الإيجابية:** يمكن تعزيز أي جانب إيجابي في شخصية الطفل، مثل مهارة أو موهبة معينة، أو تعليمه شيئًا يميزه ويزيد من ثقته بنفسه. هذا يساعد في تقوية شخصية الطفل ويعزز من تقبله لذاته، مما يجعله أقل حساسية تجاه الأمور التافهة، حيث يصبح لديه ما يشغله ويركز عليه، ولا يحتاج إلى الإطراء أو الاهتمام من الآخرين.
**تدريب الطفل على التجاهل:** من المؤكد أن أي طفل سيتعرض لمواقف مزعجة في حياته اليومية. لذا، من المهم تدريب الطفل على كيفية تجاهل هذه المواقف والتعامل معها بشكل إيجابي.
**تعزيز مهارات إدارة المشاعر لدى الطفل:** جميع المشاعر، مثل الغضب والحزن والاكتئاب والخجل، يمكن التعامل معها بطرق فعالة تمنع تأثيرها السلبي على الحالة النفسية والعاطفية وسلوك الفرد. تعليم الطفل كيفية إدارة مشاعره من خلال التجاهل أو الانشغال أو تحفيز الذات يعزز من شخصيته ويقلل من حساسيته.
**الاستعانة بالمتخصصين:** في بعض الحالات التي تؤثر فيها حساسية الطفل سلباً على صحته النفسية أو الجسدية، وتعيقه عن أداء واجباته أو العيش بشكل طبيعي، يُنصح بالتوجه إلى مختص محترف لتحديد أسباب هذه الحساسية وتعديل سلوكيات وأفكار الطفل لتصبح أقل حدة.
تلعب البيئة التي ينشأ فيها الطفل دورًا حاسمًا في تحديد مستوى حساسيته العاطفية. على سبيل المثال:
قد يولد الطفل بميول حساسة بشكل طبيعي نتيجة لعوامل وراثية وبيولوجية، ولكنه أيضًا يمكن أن يكتسب هذه الحساسية أو تتأثر شدتها بعوامل البيئة والتربية. بمعنى آخر، تعتمد حساسية الطفل على تفاعل بين عوامل فطرية وأخرى مكتسبة، وهذه العوامل تشمل:
- العوامل الوراثية والبيولوجية **بعض الأطفال يولدون بطبيعة حساسة بسبب تركيبتهم الجينية، حيث يمتلكون جهازًا عصبيًا أكثر استجابة للمؤثرات الخارجية. هؤلاء الأطفال يظهرون حساسية أكبر تجاه الأصوات، الضوء، الروائح، وحتى التغيرات في البيئة العاطفية. تشير الأبحاث إلى أن هناك استعدادًا فطريًا لدى بعض الأطفال للاستجابة العاطفية بشكل أقوى مقارنة بغيرهم.
- العوامل البيئية**
التنشئة والتربية ** الأطفال الذين ينشأون في بيئة تشجع على التعبير عن المشاعر يظهرون مستويات أعلى من الحساسية في التعامل مع مشاعرهم ومشاعر الآخرين. على النقيض، قد يتطور لدى الطفل الذي يعيش في بيئة قاسية أو مليئة بالتوتر مستوى أقل من الحساسية.
**العلاقات مع الأهل والمحيطين** عندما يكون الأهل أو الأشخاص المحيطون بالطفل يميلون إلى الحساسية أو يظهرون مشاعرهم بشكل مكثف، فإن الطفل قد يتبنى هذا السلوك من خلال الملاحظة والتقليد.
**التجارب الشخصية** تشير هذه النقطة إلى التجارب المبكرة للطفل، مثل التعرض للضغوط النفسية، الخوف، أو الصدمات، حيث تسهم هذه العوامل في زيادة حساسيته العاطفية.
**توفير مساحة خاصة:** من المهم أن نمنح الطفل مساحة خاصة ليتمكن من تنظيم أفكاره ومشاعره كما يرغب. يمكن تخصيص مكان يشعر فيه بالراحة ليعود إليه عند الشعور بالغضب أو الإرهاق.
**فهم الطفل:** يجب أن نعمل على تفهم احتياجات الطفل الحساس واحتوائه، مع إظهار التعاطف تجاه مشاعره، مما يساعد في تخفيف التوتر في المنزل.
**روتين يومي ثابت:** يشعر الطفل الحساس بالأمان والاستقرار عندما يكون لديه جدول زمني محدد. لذا، ينبغي على الأهل وضع جداول ثابتة للوجبات، ووقت اللعب، ووقت النوم، حيث يسهم هذا الروتين في تقليل القلق وتعزيز الشعور بالاستقرار.
**تربية حيوان أليف:** وجود حيوان أليف في المنزل يمكن أن يمنح الطفل شعورًا بالراحة والأمان.
**أسلوب العقاب:** يجب تجنب استخدام القسوة أو العنف أو الصراخ في تأديب الطفل، لأن هذه الأساليب قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة. الطفل الحساس يحتاج إلى العاطفة والاهتمام، وقد يكون ذكيًا ونبيهًا، لكنه يحتاج إلى مساعدة في إدارة مشاعره. لذا، يجب على الوالدين العمل معًا لخلق بيئة مناسبة للطفل، مع تقديم الدعم والتشجيع.
**الحزم الهادئ:** يحتاج الطفل الحساس إلى انضباط وحزم، ويتطلب ذلك التعامل معه بأسلوب مهذب وجاد. فهو قد يشعر أحيانًا بعدم القدرة على التحكم في مشاعره، لذا من الضروري مساعدته على استعادة هذا التحكم. يجب أن يكون الحزم مصحوبًا بالهدوء، دون انفعال أو صراخ، حتى لا تتفاقم المشكلة.
**البقاء على تواصل مع الطفل:** عندما ترى طفلك يبكي، حاول معرفة السبب من خلال طرح أسئلة تساعده على التعبير عن مشاعره. على سبيل المثال، بعد أن يوضح لك سبب بكائه، يمكنك أن تسأله عما يمكنك فعله ليشعر بالراحة. قد تحتاج إلى تقديم بعض الحلول، مع الأخذ في الاعتبار أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يشاركك طفلك سبب انزعاجه.
تجنب محاولة تغييره: ينبغي على الآباء والأمهات قبول طفلهم كما هو، وعدم تكرار عبارات مثل "لا تبكي مرة أخرى" أو "أنت حساس للغاية".
مدح الطفل : ** يتمتع الطفل الحساس بالعديد من الصفات الإيجابية، لذا من المهم مدحه باستمرار وبناء علاقة إيجابية معه. خصص وقتًا يوميًا للجلوس مع طفلك، وتحدث إليه ولعب معه، وامنحه انتباهك الكامل أثناء وجودك معه. عندما تلعب معه، دع الطفل يتولى القيادة، وعبّر له عن شكرك وثنائك بشكل دائم، واجعل الثناء يتجاوز النقد واللوم بعشرة أضعاف. لاحظ إنجازاته الجميلة أكثر من الأخطاء التي قد يرتكبها.
الاستعانة بطبيب عند الحاجة:** قد تتحول الحساسية المفرطة لدى الأطفال إلى مشكلات أكثر خطورة تستدعي الاستعانة بأخصائي، خاصة عندما يصبح الطفل شديد الغضب بشكل مبالغ فيه أو يحدث تغيير سلبي في سلوكه، أو إذا كانت حساسيته تعيقه عن التواصل مع الآخرين.