الحجامة تُعتبر من أساليب الطب النبوي الشريف، ولكن ما هي أفضل الأيام لممارستها وفقًا للشيعة؟ من خلال موقع دليلي ميديكال، سنقدم لكم معلومات شاملة حول الحجامة وطريقة تنفيذها، بالإضافة إلى الأيام المفضلة للاحتجام عند الشيعة. سنتناول أيضًا أفضل الأيام للحجامة للنساء والرجال، وكذلك الأيام المناسبة لهذا الشهر، كل ذلك في السطور التالية.
**ما هي الحجامة؟**
تُعتبر الحجامة من أبرز الممارسات في الطب الإسلامي، وقد عُرفت منذ العصور القديمة، حيث كانت تُستخدم في الطب المصري القديم والطب الصيني لعلاج العديد من الآلام. تعتمد فكرة الحجامة على استخدام كؤوس زجاجية مخصصة لشفط الجلد والدم في مناطق معينة من الجسم، ويفضل القيام بها في أيام محددة وفقًا للسنة النبوية. تنقسم الحجامة إلى نوعين رئيسيين: الحجامة الرطبة والحجامة الجافة. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها، حيث كان يستخدمها لعلاج العديد من الأمراض والآلام مثل آلام الرأس والمفاصل، مما يمنحها مكانة خاصة في الإسلام والسنة النبوية.
**أنواع الحجامة**
تُصنف الحجامة إلى نوعين رئيسيين، وذلك بناءً على طبيعة الحالة المرضية التي يُراد علاجها ورغبة الشخص في اختيار نوع الحجامة، بالإضافة إلى رأي المعالج:
1. **الحجامة الجافة (Dry Cupping)**: تعتمد بشكل أساسي على عملية شفط الجلد.
2. **الحجامة الدامية أو الحجامة الرطبة (Wet Cupping)**: تشمل عملية شفط الجلد بالإضافة إلى سحب كميات من الدم.
**أسباب إجراء الحجامة**
تُعتبر الحالات المرضية التالية من أبرز الحالات التي يمكن علاجها بواسطة الحجامة:
1. **الآلام الهيكلية العضلية**: تشمل فتق القرص القطني، داء الفقار الرقبية، ألم العضد المذلي الليلي، آلام أسفل الظهر المستمرة، التهاب النسيج الليفي، آلام الرقبة المزمنة، التهاب العضلات الليفي، التهاب عظام الركبة المزمن، آلام التهاب المفاصل النقرسي الحاد، وآلام عسر الطمث.
2. **الأمراض العصبية**: مثل الصداع، الصداع النصفي، متلازمة النفق الرسغي، وآلام العصب الثلاثي التوائم الحادة.
3. **الأمراض الاستقلابية**: تشمل التهاب المفاصل النقرسي الحاد، وارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في الدم.
4. **أمراض الجهاز التنفسي**: مثل التهاب الأنف التحسسي، الربو، والتهاب القصبات الهوائية.
5. **بعض أمراض القلب والأوعية الدموية**: مثل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، التحميل المفرط الدوراني، فشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
6. **الالتهابات الفيروسية**: مثل التهاب الكبد الفيروسي، والهربس النطاقي.
7. **الالتهابات البكتيرية**.
8. **أمراض المناعة الذاتية**: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والبهاق.
9. **انقطاع الطمث الثانوي**.
10. **مرض السكري**: حيث تساهم الحجامة في تقليل مقاومة الأنسولين.
11. **إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية**.
12. **بعض الأمراض الجلدية**: مثل حب الشباب، التهاب الجلد التأتبي، والشرى المزمن مجهول السبب.
**هل للحجامة فوائد خلال شهر رمضان؟**
لا تتمتع الحجامة بفوائد خاصة للصائم في رمضان، ولكن يمكن الاستفادة من بعض الفوائد الصحية التي تقدمها للجسم خلال هذا الشهر. ومن أبرز فوائد الحجامة للصائم:
**تحسين الدورة الدموية:** تساهم الحجامة في تعزيز الدورة الدموية التي يحتاجها الصائم، حيث تعمل على تنقية الدم من السموم المتراكمة وتحسين تدفقه إلى جميع أجزاء الجسم، مما يساعد في الحفاظ على نشاط الجسم وصحته خلال فترة الصيام.
**تنشيط الذاكرة:** من الفوائد الأخرى للحجامة في رمضان أنها تساعد في تنشيط الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز. حيث تعمل على تنظيم تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسهم في تحسين التوازن العقلي والسيطرة على المشاعر. كما تلعب الحجامة دورًا في تخفيف بعض الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يعزز القدرة على التركيز ويحسن الذاكرة.
**تخفيف الآلام:** تُستخدم الحجامة بشكل شائع لتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل والأعصاب والصداع وآلام غير معروفة السبب. وقد تكون الحجامة خيارًا جيدًا للصائمين الذين يرغبون في تجنب تناول الأدوية أو لا يستطيعون تناولها خلال النهار، حيث تعتبر من العلاجات الفعالة لآلام المفاصل.
**تحسين وظيفة الجهاز الهضمي:** تساعد الحجامة في تحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي الذي ينظم وظائف الجسم، من خلال زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة الداخلية، بما في ذلك الجهاز الهضمي. كما أن استخدام التدليك اللطيف بالأكواب (الحجامة الجافة) على منطقة البطن يمكن أن يحفز أعضاء الجهاز الهضمي ويخفف من عسر الهضم وبعض المشكلات الهضمية خلال الصيام.
**التخلص من الخمول:** من الفوائد المهمة للحجامة للصائم أنها تساعد في تقليل حالات الخمول والأرق الناتجة عن الصيام. حيث تعزز الدورة الدموية وتنقي الدم من السموم، مما يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ والأعصاب والعضلات، وبالتالي تنشيط الجسم والعقل بشكل عام، مما يمنح الصائم شعورًا أكبر بالنشاط والطاقة.
**أفضل أيام الحجامة عند الشيعة**
تتباين آراء الشيعة حول أفضل أيام الحجامة، وقد جاءت آراؤهم كما يلي:
- الإمام الكاظم عليه السلام: أشار إلى أن أفضل يوم للحجامة هو يوم السبت.
- الإمام الصادق عليه السلام: ذكر أن الحجامة يوم الأحد تُعتبر شفاءً لكل داء، وأن حجامة موالينا تكون يوم الاثنين.
- وقد روى الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "نزل علي جبرئيل بالحجامة واليمين مع الشاهد، ويوم الأربعاء هو يوم نحس مستمر".
- كما قال الإمام الصادق عليه السلام: "من احتجم في آخر خميس من الشهر في آخر النهار، سَلّ الداء سلاً".
- وعنه أيضاً: "إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس".
- الإمام الرضا عليه السلام: أشار إلى أن حجامة يوم الاثنين لنا، بينما يوم الثلاثاء لبني أمية.
- عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو لإحدى وعشرين، كان له شفاء من داء السنة".
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتجم يوم الاثنين.
- أمير المؤمنين عليه السلام قال: "توقوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة، فإن يوم الأربعاء هو يوم نحس مستمر، وفيه خُلِقَت جهنم، ومن احتجم يوم الأربعاء وأصابه وضح، فلا يلومن إلا نفسه"، والوضح هو البياض الناتج عن البرص أو البهق.
- بالنسبة ليوم الخميس، يُعتبر من أفضل الأيام، حيث تتفق الأخبار تقريباً على ذلك، باستثناء خبر ضعيف قد يكون عامياً. قال الإمام الصادق عليه السلام: "إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرّق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال".
- أما يوم الجمعة، فقد اختلفت فيه الأخبار بشكل كبير، حيث وُجدت نهي عن الحجامة في يومي الأربعاء والجمعة.
**لماذا يُنهى عن الحجامة يوم الأربعاء؟**
يُعتبر النهي عن الحجامة يوم الأربعاء موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يُعزى السبب إلى أن نبي الله أيوب تعرض للبلاء في هذا اليوم.
**ما هي علامات نجاح الحجامة؟**
تشمل علامات نجاح الحجامة الشعور بالنشاط، وتقليل آثار الدوالي، والتخلص من التوتر، بالإضافة إلى الشعور بالاسترخاء.
**هل يمكن إجراء الحجامة في أي يوم؟**
يمكن إجراء الحجامة في أي يوم عند المرض، ولكن هناك أوقات وأيام مستحبة لأدائها.
**هل يجوز الصلاة بعد الحجامة دون غسل؟**
يفضل الغسل قبل الصلاة بعد الحجامة، وهو أمر مستحب وليس واجبًا.
**متى يكون الوقت المناسب للحجامة؟**
يُفضل إجراء الحجامة في الأيام 17 و19 و21 من كل شهر قمري، ويفضل أن تكون في الصباح الباكر على معدة فارغة.
**تاريخ الحجامة**
تعود أصول الحجامة إلى أكثر من خمسة آلاف عام، حيث اعتمد عليها الإنسان القديم بشكل كبير، خاصة في الطب الصيني الذي كانت الحجامة فيه من أشهر العلاجات. كما أن تاريخ الحجامة يمتد إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت تُستخدم بشكل واسع. في العصر الإسلامي، أولى الدين الإسلامي اهتمامًا كبيرًا بالحجامة نظرًا لفوائدها العديدة، وقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحتجم عند شعوره بألم في رأسه. لهذا السبب، ساهم علماء المسلمين في تطوير تقنيات الحجامة، مثل ابن سينا والزهراوي والبغدادي وابن القيم، الذين درسوا فوائدها وطرقها. أما في أوروبا، فقد انتقلت الحجامة إليهم عبر المسلمين، وأصبحت تُستخدم بشكل واسع لعلاج مختلف الأمراض والآلام، وازدهرت شعبيتها في القرنين الثامن والتاسع عشر. ومع ذلك، تراجع الاعتماد عليها في القرن العشرين مع تقدم الطب الغربي وانتشار الأدوية الكيميائية، لكنها لا تزال خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين، وتُدرس في الجامعات الأجنبية، بما في ذلك تاريخ تطورها.
**الحجامة في السنة النبوية**
تُعتبر الحجامة من السنن المؤكدة في السنة النبوية الشريفة، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تتحدث عن الحجامة وتحث عليها. تناولت السنة النبوية جميع جوانب الحجامة، بدءًا من أفضل الأيام لممارستها، وصولًا إلى طرقها وأوقاتها، مما يبرز أهميتها ومكانتها وفوائدها الكبيرة. فقد رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة"، مما يدل على فضلها وفائدتها، ويشجع على ممارستها. وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم بها في مناطق معينة من الجسم مثل الرأس والأخدعين والكاهل، مشيرًا إلى دورها العلاجي والوقائي، وفوائدها في إزالة سموم الجسم وتنشيط الدورة الدموية وتحفيز تجديد الخلايا والدم.
**الحجامة كممارسة إسلامية**
تُعتبر الحجامة ممارسة إسلامية مهمة ومستحبة، وقد ذُكرت في السنة النبوية الشريفة. فهي تعمل على إزالة الدم الفاسد من الجسم وتنشيط الدورة الدموية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة". كما وردت أحاديث عديدة تشير إلى الأيام المستحبة لممارستها وأخرى يُفضل تجنبها. لذا، نجد أن الحجامة الإسلامية قد حظيت باهتمام الأطباء والعلماء المسلمين، وما زالت تُدرس في الجامعات والمعاهد الطبية العربية كعلاج شعبي قديم، مما يدل على فعاليتها وفوائدها.
**أفضل أيام الحجامة**
لا شك أن للحجامة فوائد عديدة، ولكن النبي الكريم أوصى بممارستها في أيام معينة، وهي 17 و19 و21 من كل شهر هجري، بالإضافة إلى الأيام الفردية. وقد خص النبي هذه الأيام بالذكر في حديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "مَن احتَجَمَ لِسَبعَ عَشْرةَ، أو تِسعَ عَشْرةَ، أو إحدى وعِشرين؛ كانت شِفاءً مِن كلِّ داءٍ". أما بالنسبة لأفضل أيام الحجامة بين الفصول، فهي أيام الربيع عندما يكون الجو معتدلاً. يُنصح بتجنب الحجامة في فصل الصيف أو في الأيام الحارة، وكذلك في أيام البرد الشديد في الشتاء، حيث قد تسبب أضرارًا جانبية. أما بالنسبة للمريض، فيمكنه القيام بها متى احتاج إليها، كونها وسيلة علاجية بالدرجة الأولى، حيث كان الإمام أحمد بن حنبل يقوم بالحجامة في أي وقت يحتاجها.
**أفضل أوقات وأيام الحجامة**
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على ممارسة الحجامة، وقد أوضح لنا الأوقات والأيام المثلى للقيام بها على مدار السنة. يُفضل إجراء الحجامة في الساعات الأولى من الصباح، قبل تناول وجبة الإفطار. وتعتبر أيام الاثنين والثلاثاء والخميس هي الأفضل وفقاً للسنة النبوية. كما نصح النبي بعدم إجراء الحجامة في أيام الجمعة والسبت والأحد، وخاصة يوم الأربعاء. ومن الأيام المميزة للحجامة في الشهر القمري هي 17 و19 و21 من كل شهر. ومن النصائح النبوية المتعلقة بالحجامة، يُنصح بشرب الماء بكثرة قبل وبعد الجلسة لتنشيط الدورة الدموية، وتجنب تناول الطعام قبل الحجامة بساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل، مما يجعل الصباح هو الوقت الأمثل للحجامة حيث يكون الشخص على معدة فارغة.
**كيفية تحديد مواعيد الحجامة**
يعتبر اختيار موعد الحجامة وأيامها أمراً مهماً لتحقيق أقصى استفادة منها. يُفضل إجراء الحجامة في النصف الثاني من الشهر القمري، وخاصة في الأيام 17 و19 و21، أي في آخر ثلاثة عشر يوماً من الشهر. من الضروري مراعاة الحالة الصحية للفرد والتأكد من عدم وجود موانع طبية من قبل الطبيب قبل تحديد الموعد. كما يُعتبر بداية فصل الربيع من أفضل الأوقات للحجامة، حيث يكون الطقس معتدلاً بعد انتهاء البرد وقبل قدوم حرارة الصيف.
**فوائد الحجامة**
تتضمن الفوائد الرئيسية للحجامة ما يلي:
- **الراحة والاسترخاء**: تساهم الحجامة في زيادة إنتاج الأفيون الداخلي في الدماغ، مما يحسن من قدرة الجسم على التحكم بالألم ويزيد من عتبة الألم.
- **تقليل الالتهاب**.
- **تعزيز الدورة الدموية**: تساعد الحجامة في طرد السموم والنفايات من الجسم، وتزيل المواد الضارة من الشعيرات الدموية والسوائل بين الخلايا.
- **تعزيز إصلاح الخلايا**: تسهم في تسريع تكوين الأوعية الدموية في منطقة الحجامة.
- **خفض مستويات الكوليسترول الضار**: تساهم في تقليل الكوليسترول الضار (LDL) لدى الرجال، مما قد يساعد في مكافحة تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تُعرف الحجامة بفعاليتها في خفض مستوى الكوليسترول الكلي ونسبة الكوليسترول الضار إلى المفيد.
- **تخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة الضامة**.
تتمتع الحجامة بفوائد متعددة للأعصاب، حيث تساهم في تحفيز الجهاز العصبي الطرفي، وتساعد في التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وتنظيم جهاز المناعة، كما تساهم في خفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.
أما بالنسبة لفوائد الحجامة للرجال، فهي تشمل:
- تنظيم ضغط الدم.
- منع تكوّن الجلطات.
- القضاء على البكتيريا والطفيليات والالتهابات.
- الوقاية من السرطانات.
- تعزيز الذاكرة.
- معالجة مشاكل الضعف الجنسي.
- تنشيط خلايا الشم.
- تحسين الدورة الدموية.
- تقديم فوائد مشابهة للتبرع بالدم.
- المساعدة في فتح الشرايين والأوردة الدموية.
- تحسين الحالة النفسية وزيادة الشعور بالسعادة.
- تسهيل تدفق الدم عبر الشرايين.
- إزالة السموم من الدم.
- خفض مستويات الكوليسترول الضار.
- تعزيز مناعة الجسم.
- تسهيل عملية الهضم.
- تحسين وظائف الكبد والبنكرياس.
- تقوية العضلات وزيادة كفاءتها، وتخفيف الإجهاد والشد العضلي.
- تخفيف آلام الظهر والأكتاف.
- زيادة الحيوية والنشاط.
- زيادة كثافة وسمك وطول الشعر.
- رفع مستويات الكالسيوم في الجسم.
- تقوية العظام.
- تحسين وظائف المعدة.
**أفضل أوقات الحجامة: الصيف أم الشتاء؟**
يتساءل الكثيرون عن أفضل الأوقات لإجراء الحجامة بهدف العلاج وتحسين سيولة الدم وإزالة الشوائب منه. لذلك، من المهم معرفة ما إذا كان الصيف أو الشتاء هو الوقت الأنسب للحجامة. وقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على شدة الحر بالحجامة»، مما يفسره البعض على أن أفضل وقت للعلاج بالحجامة هو في فصل الربيع. لذا، يُفضل إجراء الحجامة قبل دخول الصيف مباشرة لتعزيز قدرة الدم على تنظيم درجة حرارة الجسم.
تعتبر الأيام 17 و19 و21 من كل شهر هجري هي الأوقات المثلى لإجراء الحجامة، كما أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم. في فصل الشتاء، تكون حرارة الجسم مستقرة، وعادةً لا يحتاج المرضى إلى الحجامة، لكن لا يوجد مانع من إجرائها في هذا الفصل. يُفضل إجراء جلسات الحجامة في الساعات الأولى من الصباح، مع تجنب تناول أي طعام قبل الجلسة مباشرة.
**أضرار الحجامة في رمضان**
من بين الأضرار المحتملة للحجامة في رمضان، يُعتبر انخفاض ضغط الدم من أكثرها شيوعًا، حيث قد ينخفض ضغط الدم أثناء الصيام بسبب نقص السوائل في الجسم، وتساهم الحجامة أيضًا في استهلاك جزء من سوائل الدم.كما يمكن أن يشعر الشخص بالدوار نتيجة فقدان الدم أثناء الحجامة، خاصةً أن الجسم في حالة صيام يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية والسوائل، مما يزيد من احتمالية الشعور بالدوخة بعد الجلسة.أيضًا، قد يزداد الشعور بالألم لدى الصائم عند إجراء الحجامة، بسبب الجروح الناتجة عن سحب الدم الفاسد.بعد الحجامة، قد يشعر الصائم بالتعب والخمول، وهو أثر جانبي شائع للحجامة في الظروف العادية، لكنه قد يكون أكثر حدة خلال الصيام بسبب عدم القدرة على تعويض السوائل والعناصر الغذائية المفقودة.وأخيرًا، قد يعاني الصائم من ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم بعد إجراء الحجامة، حيث تحفز الحجامة جهاز المناعة، ويكون من الصعب تناول أدوية خافضة للحرارة أو زيادة السوائل لتنظيم حرارة الجسم أثناء الصيام.
**فوائد الحجامة للنساء**
تُعد الحجامة من العلاجات التقليدية التي تقدم العديد من الفوائد للنساء، ومن أبرز هذه الفوائد:
- تعزيز وظائف المخ.
- مساعدة الجسم في التخلص من السموم وآثار الأدوية المتراكمة.
- تخفيف الشعور بالإرهاق المستمر.
- علاج أمراض القلب وتصلب الشرايين.
- دعم وظائف الكبد والبنكرياس.
- معالجة الروماتيزم.
- تخفيف آلام الظهر والعنق والأكتاف، بالإضافة إلى علاج الشلل.
- القضاء على الكسل والخمول.
- معالجة ارتفاع ضغط الدم.
- تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.
- تقوية جهاز المناعة.
- تقليل الكولسترول الضار والدهون غير الصحية.
- تنشيط الدورة الدموية.
**أفضل وقت للحجامة في رمضان**
يُعتبر أفضل وقت لإجراء الحجامة في رمضان هو في الأيام 17 و19 و21 من الشهر المبارك، حيث تُعتبر هذه الأيام مفضلة للحجامة في جميع الأشهر القمرية. يُستحب إجراء الحجامة في رمضان يومي الاثنين والخميس اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
عادةً ما يُنصح بإجراء الحجامة في الصباح الباكر قبل تناول الطعام، لكن يختلف رأي المختصين حول أوقات الحجامة في رمضان، حيث يُفضل عدم القيام بها خلال النهار لتفادي الآثار الجانبية أثناء الصيام. لذا، يُنصح بإجراء الحجامة في رمضان بعد الإفطار بثلاث ساعات، مما يسمح للمعدة بالفراغ ويقلل من الشعور بالغثيان. كما يُفضل تجنب الحجامة في الساعات الأخيرة قبل الإفطار، حيث يكون الجسم قد استهلك الكثير من الطاقة، مما يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق. ومن الأفضل تجنب الحجامة في رمضان نظرًا للاعتبارات الطبية والشرعية المتعلقة بها.
متى ينبغي تجنب الحجامة في رمضان؟
**مرضى ارتفاع ضغط الدم:** يُفضل تجنب الحجامة في رمضان للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، خاصةً أولئك الذين يتناولون أدوية خافضة للضغط في السحور، حيث يزيد ذلك من خطر انخفاض ضغط الدم أثناء إجراء الحجامة.
**مرضى السكري:** يعاني مرضى السكري من تقلبات في مستويات السكر في الدم خلال فترة الصيام، وقد تؤدي الحجامة في رمضان إلى تفاقم هذه التقلبات. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه مرضى السكري صعوبات في السيطرة على النزيف والالتهابات الناتجة عن الحجامة، لذا يُفضل تجنبها في هذا الشهر.
**مرضى فقر الدم:** يُنصح بتجنب الحجامة في رمضان للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، حيث إن فقدان الدم الناتج عن الحجامة قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم، خاصةً في ظل صعوبة تعويض ما فقدوه من مكونات الدم خلال الشهر الفضيل، خصوصاً إذا لم يتبعوا نظاماً غذائياً صحياً.
**انخفاض الضغط:** ينبغي تجنب الحجامة في رمضان للأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم أثناء الصيام، حيث إن الحجامة قد تؤدي إلى مزيد من انخفاض الضغط، مما قد يتسبب في الإغماء أو فقدان الوعي.
**فقدان الوزن الشديد:** غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن من ضعف في البنية الجسدية، مما يجعلهم أكثر عرضة للآثار الجانبية للحجامة في رمضان. بالإضافة إلى ذلك، قد يسعون لزيادة وزنهم خلال هذا الشهر، وقد تؤدي الحجامة إلى فقدان المزيد من العناصر الغذائية الضرورية لزيادة الوزن.
**أيام الحجامة الممنوعة**
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحجامة على الريق أفضل، وهي تعزز العقل وتحسن الذاكرة، وتزيد من قدرة الحافظ على الحفظ. فمن أراد أن يحتجم، فليحتجم يوم الخميس، وليتجنب يوم الجمعة والسبت والأحد، وليحتجم يوم الاثنين والثلاثاء، وليبتعد عن الحجامة يوم الأربعاء، لأنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء، ولا يظهر الجذام أو البرص في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء" (حسن). وهناك روايات أخرى تشير إلى النهي عن الحجامة يومي السبت والأربعاء فقط. وقد ذُكر أن هذا النهي يتعلق بالحجامة في حالة الصحة أو لأغراض وقائية، أما في حالة المرض أو عند الضرورة، فيمكن إجراء الحجامة في أي وقت. كما أشارت بعض المصادر الطبية إلى أن الحجامة الجافة لا تتطلب وقتًا محددًا لإجرائها. وقد احتجم الرسول صلى الله عليه وسلم عدة مرات، بما في ذلك احتجامه في وركه بسبب وثء، ومرة على ظهر قدمه وهو محرم بسبب ألم كان يعاني منه، ولم يُذكر أنه انتظر أيامًا معينة للحجامة في تلك الحالات.
**شروط الحجامة وموانعها**
تُمنع الحجامة في الحالات التالية:
- مناطق الأوردة والشرايين، أو الأعصاب، أو الغدد الليمفاوية، أو الدوالي، أو التهاب جلدي، أو آفات جلدية، أو فتحات الجسم، أو العيون.
- الجروح المفتوحة، أو كسور العظام، أو مناطق جلطات الأوردة العميقة.
- مرضى السرطان.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والكبد.
- مرضى القلب والذين يستخدمون أجهزة تنظيم القلب (Pacemaker).
- الأشخاص الذين يعانون من سيولة الدم (Hemophilia).
- الأشخاص الذين يعانون من التهابات حادة.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر.
- النساء في فترة الحمل والنفاس.
- الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم.
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات يجب عليهم استشارة الطبيب قبل إجراء الحجامة، وينطبق ذلك أيضًا على الأطفال الأكبر سنًا. تتميز جلسات الحجامة للأطفال بقصر مدتها.
**مواضع الحجامة**
لا تختلف مواضع الحجامة بين النساء والرجال. ومن أبرز المواضع المستخدمة في الحجامة:
تُحدد المواضع بناءً على قربها من الأنسجة المصابة، مما يسهل إخراج المواد المسببة للأمراض من الجسم. تعتمد القواعد العلمية لاختيار مواضع الحجامة على الموقع الرئيسي للمرض وتوزيعه، بالإضافة إلى الفائدة العلاجية المحتملة من تصفية الدم والسوائل بين الخلايا. يمكن تحسين فعالية الحجامة من خلال تغيير مواقع الأكواب أو زيادة عددها أو حجمها، وكذلك زيادة الضغط إلى حد معين.
- **الكاهل**: يُشير إلى المنطقة الواقعة فوق العمود الفقري العنقي السابع.
- **الأخدين**: يُعبر عن المنطقة الموجودة على جانبي العنق خلف الأذن.
- **بين الكتفين**.
- **قمة الرأس ومنطقة اليافوخ**: يجب حلاقة الشعر في هذه المناطق قبل بدء الحجامة لضمان تعقيمها.
- **الفخذ**.
- **السطح الظهراني للقدم**.
**طريقة عمل الحجامة الجافة**
تتضمن طريقة عمل الحجامة الجافة النقاط التالية:
1. يتم وضع الكوب الزجاجي أو البلاستيكي على الجلد، ثم تسخينه بالنار باستخدام الكحول أو الأعشاب أو ورقة توضع داخل الكوب.
2. بعد إزالة مصدر النار، يُوضع الكوب الساخن من جهته المفتوحة على الجلد مباشرة.
3. يبرد الهواء داخل الكوب عند وضعه على الجلد، مما يخلق فراغًا ويسحب الجلد والعضلات إلى الأعلى داخل الكوب.
4. في التقنيات الحديثة، تُستخدم المضخات المطاطية لخلق ضغط وشفط للجلد، وقد يتحول لون الجلد إلى الأحمر نتيجة استجابة الأوعية الدموية للتغير في مستوى الضغط.
ترك الكوب على الجلد لفترة تتراوح عادة بين 5 إلى 10 دقائق.
يتم وضع مرهم على مناطق الحجامة من قبل المعالج بعد انتهاء الجلسة.
تبدأ الكدمات في الاختفاء بعد مرور 10 أيام من الجلسة، ويمكن أحيانًا إجراء الحجامة بالتزامن مع العلاج بالوخز الإبري (Acupuncture).
**طريقة عمل الحجامة الرطبة**
تتضمن الخطوات التالية كيفية إجراء الحجامة الرطبة:
1. تحديد المنطقة التي سيتم وضع أكواب الحجامة عليها.
2. تعقيم المنطقة المحددة، حيث تعتبر خطوة التعقيم ضرورية لمنع انتقال العدوى، ويجب تكرارها بعد الانتهاء من عملية الحجامة.
3. وضع الكوب على الجلد كما هو الحال في الحجامة الجافة.
4. خدش الجلد، حيث يتم عمل شقوق صغيرة سطحية متعددة بطول 1-2 ملليمتر وعمق 0.1 ملليمتر باستخدام مشرط معقم. تساعد هذه الشقوق على إفراز السوائل المتجمعة داخل الجلد نتيجة الشفط.
5. وضع الكوب على الموضع الذي تم فيه إجراء الشقوق والقيام بعملية الشفط مجددًا. في هذه المرحلة، يلاحظ خروج خليط من السائل الدموي إلى داخل أكواب الشفط، والذي يتضمن سائل خِلالي (Interstitial Fluid)، والليمف (Lymph)، وسوائل شعيرية (Capillary Fluids) مفلترة، وسرعان ما يتجلط هذا السائل الدموي داخل الكوب.
6. تعقيم المنطقة مرة أخرى وتغطيتها بالضماد أو الشاش، بالإضافة إلى وضع مرهم موضعي يحتوي على مضاد حيوي (Antibiotic) أو عسل، لضمان تحفيز عملية شفاء الجروح في بيئة معقمة.
**أفضل أوقات الحجامة خلال كل شهر**
**يناير 2024**
الشهر الهجري: جمادى الآخرة – رجب 1445
الأيام الموصى بها: 1، 3، 29، 31
يقدم شهر يناير 2024 فرصًا مثالية لإجراء جلسات الحجامة في الأيام المحددة، مما يسهم في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الآلام.
**فبراير 2024**
الشهر الهجري: رجب – شعبان 1445
الأيام الموصى بها: 2، 27، 29
في فبراير 2024، تتاح أيضًا فرص جيدة لاستخدام تقنية الحجامة، ويفضل الالتزام بالأيام الموصى بها لتحقيق أفضل النتائج.
**مارس 2024**
الشهر الهجري: شعبان – رمضان 1445
الأيام الموصى بها: 2، 28، 30
يمكنك في مارس 2024 الاستفادة من الأيام المناسبة للحجامة لتعزيز الصحة العامة وتخفيف التوتر والآلام العضلية.
**أبريل 2024**
الشهر الهجري: رمضان – شوال 1445
الأيام الموصى بها: 1، 26، 28، 30
يعتبر شهر أبريل 2024 فرصة مثالية لاستخدام تقنية الحجامة، مما يتيح لك الاستفادة القصوى من فوائدها.
**مايو 2024**
الشهر الهجري: شوال – ذو القعدة 1445
الأيام الموصى بها: 25، 27، 29
يوفر شهر مايو 2024 فرصًا ممتازة لإجراء جلسات الحجامة للاستفادة من فوائدها الصحية.
**يونيو 2024**
الشهر الهجري: ذو القعدة – ذو الحجة 1445
الأيام الموصى بها: 24، 26، 28
في يونيو 2024، يمكنك الاستفادة من الأيام المناسبة للحجامة لتعزيز الصحة العامة والاسترخاء.
**يوليو 2024**
الشهر الهجري: ذو الحجة 1445 – محرم 1446
الأيام الموصى بها: 23، 25، 27
يوفر شهر يوليو 2024 فرصًا ممتازة لإجراء جلسات الحجامة للاستفادة من فوائدها الصحية.
**أغسطس 2024**
الشهر الهجري: محرم – صفر 1446
الأيام الموصى بها: 22، 24، 26
في أغسطس 2024، تتوفر أيضًا فرص جيدة لاستخدام تقنية الحجامة، ويفضل اختيار الأيام الموصى بها للحصول على أفضل النتائج.
**سبتمبر 2024**
الشهر الهجري: صفر – ربيع الأول 1446
الأيام الموصى بها: 21، 23، 25
يمكنك في سبتمبر 2024 الاستفادة من الأيام المناسبة للحجامة لتعزيز الصحة العامة والاسترخاء.
**أكتوبر 2024**
الشهر الهجري: ربيع الأول – ربيع الثاني 1446
الأيام الموصى بها: 20، 22، 24
يوفر شهر أكتوبر 2024 فرصًا ممتازة لإجراء جلسات الحجامة للاستفادة من فوائدها الصحية.
**نوفمبر 2024**
الشهر الهجري: ربيع الثاني – جمادى الأولى 1446
الأيام الموصى بها: 19، 21، 23
في نوفمبر 2024، يمكنك الاستفادة من الأيام المناسبة للحجامة لتعزيز الصحة العامة والاسترخاء.
**ديسمبر 2024**
الشهر الهجري: جمادى الأولى – جمادى الآخرة 1446
الأيام الموصى بها: 19، 21، 23
يوفر شهر ديسمبر 2024 فرصًا ممتازة لإجراء جلسات الحجامة للاستفادة من فوائدها الصحية.
نصائح قبل وبعد الحجامة
نصائح قبل الحجامة:
- تقديم صدقة، حيث ورد في السنة أنها تعين في العلاج وتساعد على إزالة المصائب.
- الاستحمام قبل ساعة أو أكثر من موعد جلسة الحجامة.
- إنهاء جميع الأعمال الشاقة قبل موعد جلسة الحجامة.