العلاج بالأكسجين المضغوط لعلاج القدم السكري والتقرحات المزمنة

تاريخ النشر: 2024-06-02

العلاج بالأكسجين المضغوط لعلاج القدم السكري والتقرحات المزمنة

 

يتضمن العلاج بالأكسجين عالى الضغط تنفس أكسجين نقى فى بيئة مضغوطة، وتشمل الحالات التى يعالجها الالتهابات الخطيرة، فقاعات الهواء فى الأوعية الدموية، والجروح التى قد لا تلتئم نتيجة مرض السكرى أو الإصابة الإشعاعية، وفقا لما نشره موقع دليلى ميديكال .

أنواع جروح السكريsurprise

تتطلب جميع أنواع جروح مرضى السكري اهتماماً فورياً، ويعد النوعان الأكثر شيوعاً ما يلي: 

الجروح ذات المنشأ الخارجي، مثل جروح الجلد، والحروق، والنتوءات، والكدمات، وقد يتأخر ملاحظة  أو الشعور بهذا النوع من الجروح بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية، الأمر الذي يزيد من خطر حدوث مضاعفات.

الجروح الداخلية ذات المنشأ الداخلي، مثل تقرحات الجلد، وأظافر القدم الغارزة في اللحم أو النسيج. وقد ينتج عن هذه الجروح تكسر الجلد والأنسجة المحيطة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية.

أسباب بطء التئام جروح مرضى السكريsurprise

تؤثر مجموعة من العوامل على عملية التئام الجروح لدى مرضى السكري، أهمها: 

ارتفاع مستويات السكر في الدم: يعد العامل الرئيسي في بطء شفاء الجروح، حيث عندما يكون مستوى السكر في الدم أعلى من الطبيعي، فإنه يمنع المغذيات والأكسجين من تنشيط الخلايا، ويمنع جهاز المناعة من العمل بكفاءة، ويزيد الالتهاب في خلايا الجسم.

اعتلال الأعصاب السكري: يمكن أن ينتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار عن المعدل الطبيعي، ويظهر في معظم الحالات في اليدين والقدمين، وقد يسبب مع مرور الوقت فقدان الإحساس بالمناطق المصابة، وهذا  أحد أسباب عدم شعور مريض السكري بجروح الأطراف في وقت مبكر عند حدوثها.

ضعف الدورة الدموية: يعتبر مرضى السكري أكثر عرضةً للإصابة بأمراض الأوعية الدموية المحيطية، التي تسبب  تضيق الأوعية الدموية، وبالتالي انخفاض معدل تدفق الدم إلى الأطراف. كما قد تؤثر على قدرة خلايا الدم الحمراء على المرور عبر الأوعية بسهولة. بالإضافة إلى أن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي يزيد من سماكة الدم، مما يؤثر على تدفقه في الجسم. وجميع هذه العوامل تؤخر من التئام جروح السكري.

ضعف جهاز المناعة: غالباً ما يعاني مرضى السكري من مشاكل أو ضعف في المناعة، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض في عدد الخلايا التي يتم إرسالها في الوضع الطبيعي لعلاج الجروح ومنع العدوى. لهذا، يكون التئام جروح السكري أبطأ وأكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.

ما هو الأكسجين المضغوط؟surprise

هو أكسجين مركز بدرجة نقاء 100 %، يتم الحصول عليه وتخزينه وفق تقنيات معقدة بحيث يكون ضغطه أعلى من الأكسجين العادي الموجود بالهواء الجوي، الأمر الذي يمنحه درجة نفاذية أعلى، بحيث يمكنه التغلغل إلى كافة أنسجة وخلايا الجسم عبر السوائل المختلفة الموجودة بالجسم (مثل: بلازما الدم، السائل الشوكي، السائل الدماغي، سوائل العين … إلخ)، حتى أنه يصل إلى الخلايا المصابة بالاحتشاء (نقص التروية الدموية) بسبب وجود جلطة أو خثرة دموية تعوق وصول الدم إلى هذه الخلايا. لذا فإن الأكسجين المضغوط يسهم بشكل فعال ومباشر في تغذية وإصلاح جميع أجزاء الجسم بلا استثناء.

ما هي فوائد الأكسجين المضغوط في علاج القدم السكرية؟surprise

يعد الأكسجين المضغوط من الخيارات العلاجية المكملة لحالات القدم السكرية، حيث يتسم بالفاعلية المدهشة التي تزيد من فرص ومعدلات الشفاء على نحو لافت، وذلك وفق العديد من الفوائد والآليات العلاجية التالية:

زيادة التدفق الدموي والأكسجين إلى الخلايا والأنسجة المتضررة، مما يساعد على إعادة ترميمها واستشفائها بشكل صحي وفعال.

تحفيز نمو أوعية دموية ونهايات عصبية جديدة خلال وقت وجيز.

تعزيز القدرة الوظيفية للأربطة والمفاصل الدقيقة الموجودة بالقدم، والتي تضرر على نحو لافت للمرضى المصابين بالقدم السكرية. تتمثل في زيادة معدل حرق سكر الجلوكوز الموجود بالجسم، مما يساعد على ضبط مستوى سكر الجلوكوز بالدم وفق المعدلات الطبيعية، وهو ما يعمل على شفاء القدم السكرية، دون تفاقم أعراضها أو زيادة حدتها.

تحسين الدورة الدموية بالقدم بشكل عام، وإعادة تشكيل ونمو أنسجة جديدة تتمتع بكامل الصحة والحيوية.

تعزيز القدرة الوظيفية للجهاز المناعي، ولاسيما فيما يتعلق بتثبيط التفاعلات الالتهابية التي تتسبب في حدوث التقرحات والالتهابات بالقدم السكرية.

ترطيب بشرة القدم وحمايتها من الجفاف وتسريع معدل التئام الجروح وشفاء التقرحات.

إزالة السموم والمخلفات ونواتج الأيض من الخلايا والأنسجة.

كيف يتم إجراء جلسات الأكسجين المضغوط في علاج القدم السكرية؟surprise

تستغرق الجلسة عادة 1 – 2 ساعة، ويحتاج المريض إلى أكثر من جلسة للوصول إلى التأثير العلاجي المطلوب.

في بداية كل جلسة، يتم ارتداء ثوب مخصص لجلسات الأكسجين المضغوط.

من المهم جدا التخلص من الولاعات أو أي أجهزة تعمل بالبطاريات كالهواتف المحمولة أو أي أجهزة ينتج عنها حرارة، حيث قد يتسبب اصطحاب مثل هذه الأغراض أثناء جلسة العلاج بالأكسجين المضغوط في حدوث حريق. كذلك ولنفس السبب، ينبغي تجنب وضع أي مستحضرات تجميل أو عناية بالبشرة أو الشعر ذات أساس بترولي.

هناك نوعين من وحدات الأكسجين المضغوط يمكن استخدامها في علاج القدم السكرية، إما أن تكون وحدة تم تصميمها بحيث تستوعب شخص واحد، وتكون عادة على هيئة طاولة يتم الاستلقاء عليها، لتنزلق بعد ذلك هذه الظاولة إلى داخل غرفة مصنوعة من البلاستيك الشفاف (تعرف هذه الوحدة باسم الوحدة الأحادية). أما النوع الآخر من وحدات الأكسجين المضغوط فهي أقل شيوعا، وتكون عبارة عن غرفة يتم تصميمها بحيث تستوعب مجموعة من الأفراد.

أثناء تلقي جلسة الأكسجين المضغوط، قد يحدث شعور بألم طفيف بالأذن نظرا لارتفاع ضغط الهواء داخل تلك الغرفة بمقدار 2 – 3 أضعاف عن الضغط الطبيعي. في مثل هذه الحالات، يمكن التخفيف من حدة الشعور بألم الأذن عن طريق القيام بحركات التثاؤب أو البلع عدة مرات متتالية.

هل يتضمن استخدام الأكسجين المضغوط في علاح القدم السكرية أي مخاطر محتملة؟surprise

يتسم العلاج باستخدام الأكسجين المضغوط بالأمان والفاعلية في نفس ذات الوقت، ومن النادر أن يتسبب في حدوث أي مضاعفات، إلا أنه في حالات نادرة جدا قد يتسبب في حدوث بعض المضاعفات والتي يمكن تجنبها من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة. بشكل عام، تتضمن أبرز هذه المضاعفات ما يلي:

التهابات الأذن الوسطي والذي قد يكون مصحوبا بثقب طبلة الأذن: يعزى سبب ذلك إلى حدوث تغير ضغط الهواء وارتفاعه عما هو معتاد.

اختلال الرؤية بشكل مؤقت: والذي يرجع سببه إلى حدوث تغير مفاجي في ضغط العين، لكن لحسن الحظ يزول هذا التأثير بشكل تلقائي وتدريجي خلال وقت قصير.

حدوث انخماص رئوي: نتيجة تغيرات ضغط الهواء أيضا.

التسمم بالأكسجين: حالة نادرة جدا تنشأ نتيجة الزيادة المفرطة في مستوى الأكسجين، وفيها يعاني المريض من بعض التشنجات العضلية المحدودة، والتي قد تتفاقم لتسبب الفشل التنفسي إذا لم يتم التعامل معها سريعا.

اعرف افضل دكتور علاج بالاكسجين فى خلال دقايق 

هل هناك أي قيود أو محاذير لاستخدام الأكسجين في علاج القدم السكرية؟surprise

على الرغم من التأثير العلاجي المدهش لجلسات الأكسجين في علاج القدم السكرية، إلا أنه يحظر استخدامه إذا كان مريض السكري يعاني من واحد أو أكثر من المشكلات الصحية التالية:

ارتفاع ضغط الدم المزمن.

الحالات المتقدمة من فشل القلب الوظيفي.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

اضطراب معدل ضربات القلب.

الانسداد الرئوي.

دور العلاج بالأكسجين المضغوط في تسريع شفاء جروح القدمsurprise

 يُعاني مرضى السُكري من صعوبة التئام الجروح والتعافي التام منها وخاصةً تلك التي تُصيب القدم، مما يُسبّب تقرّحها، (كالسيطرة على مستوى سكر الدم، وإزالة الأجزاء المتضررة من التقرحات (Ulcer debridement)، واستخدام الضمادات، وتقليل الضغط على القدم)، والعلاج بالأكسجين المضغوط بالتزامن مع الطرق التقليدية، فظهرت نتائج مُبشّرة في علاج تقرحات القدم عند إضافة العلاج بالأكسجين المضغوط للطرق التقليدية، إذ كان معدل انخفاض التقرحات ملحوظًا، وارتفعت نسبة التعافي التام من التقرحات. ترجع فعالية العلاج بالأكسجين المضغوط إلى قدرته على تزويد الخلايا والأنسجة المُصابة بكمية كافية من الأكسجين اللازم للتعافي، إذ إنّ تعريض المريض لأكسجين نقي بنسبة 100% في حجرات توفر ضغط عالٍ (أعلى من الضغط الجوي بثلاثة أضعاف) يُسبب تغيرات فيسيولوجية في الجسم تُساعد على تسريع التئام الجروح المزمنة

تصنيف تقرحات القدم السكريsurprise

 تُصنّف تقرّحات القدم السكري وفقًا لمقياس فاغنر إلى خمس درجات:

الدرجة 0: تعني بانّه لا يوجد آفات مفتوحة ويكون الجلد سليمًا، لكن قد تظهر تشوّهات العظام في القدم ممّا يزيد من خطورة تعرّضها للتقرّحات.

الدرجة 1: يظهر التقرّح في هذه الحالة سطحيًّا على القدم، ولا يظهر في الطبقات العميقة تحت الجلد.

الدرجة 2: تتعمّق التقرّحات أكثر وتصل إلى الوتر، أو العظم، أو المفصل.

الدرجة 3: يصل التقرّح إلى الأنسجة الأكثر عُمقًا، ويكون مصحوبًا بظهور الخرّاج (Abscess)، أو الإصابة بالتهاب الأوتار (Tendonitis)،‏ أو التهاب العظم والنقي (Osteomyelitis)

. الدرجة 4: تظهر الغرغرينا (Gangrene) في بعض أجزاء القدم، بالأخص في مقدّمتها.

الدرجة 5 : تتوغّل الغرغرينا في كامل القدم أو في أجزاءٍ كبيرة منها، ممّا يستدعي الحاجة لبترها.

فوائد الأكسجين المضغوط لعلاج القدم السكري والتقرحات المزمنةsurprise

قد يفيد الأكسجين المضغوط في علاج القدم السكري والجروح والتقرّحات المزمنة لأدواره المختلفة: يُعزّز وصول الأكسجين إلى مكان الجرح والمساعدة على التئامه، إذ يصعب التئام الجروح المزمنة بسبب نقص وصول الأكسجين إلى الأنسجة المكوّنة لهذه الجروح. دعم تكوُّن الأوعية الدموية الجديدة (Angiogenesis). تحفيز تكاثر الخلايا الليفية (Fibroblast) وبناء الكولاجين. توفير تأثير مضاد للميكروبات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. تسهيل إيصال أنواع معيّنة من المضادات الحيويّة إلى الأنسجة. دراسات حول دور الأكسجين المضغوط في علاج تقرحات القدم السكري

متى يُستخدم الأكسجين المضغوط لعلاج تقرحات القدم السكري والجروح والتقرحات المزمنة؟

 يُستخدم الأكسجين المضغوط لعلاج الجروح المزمنة التي لا تستجيب لطرق العلاج الأُخرى كما تُوصي الدلائل الإرشادية للممارسة السريريّة باستخدام الأكسجين المضغوط لعلاج تقرّحات القدم السكري المُصنّفة ضمن الدرجة 3 أو أكثر وفق مقياس فاغنر، وذلك في حالاتٍ معينة بعد الخضوع مؤخَّرًا لجراحة الإنضار (Debridement) في القدم المصابة. بعد مضيّ 30 يومًا على علاج تقرّحات القدم وعدم ملاحظة أي تحسّن، وفي هذه الحالة تقترح التوصيات إضافة العلاج بالأكسجين لنظام الرعاية بتقرّحات القدم السكري، بهدف تعزيز التئام التقرّح وتقليل خطورة الحاجة للبتر. يُوصَى أيضًا بتجنب استخدام الأكسجين المضغوط لعلاج تقرّحات القدم السكري من الدرجة 2 أو أقل وفق مقياس فاغنر، خلاصة القول، يُعدّ استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط غير ضروريٍ في مُعظم حالات الإصابة بمشكلات القدم السكري، تحديدًا في تِلك الحالات التي تُظهر استجابة جيدة للطرق الأُخرى المُتّبعة للعناية بالجروح، وقد يُصبح العلاج بالأكسجين المضغوط مفيدًا في حالات الجروح المزمنة التي لا تتحسّن رغم استخدام طرقٍ مختلفة في علاجها.

طريقة علاج القدم السكري والجروح والتقرحات المزمنة بالأكسجين المضغوطsurprise

يتطلّب استخدام الأكسجين المضغوط لعلاج الجروح المزمنة وتقرّحات القدم السكري الاستمرار على العلاج لفترة معيّنة دون انقطاع إلى جانب العلاج الأساسي للقدم السكري، لذلك عادةً ما يُطبّق العلاج يوميًّا ولعددٍ من المرّات لا يقلّ عن 30-60 مرّة، وذلك لتحقيق الغاية من استخدامه، وينطوي العلاج بالأكسجين المضغوط على استخدام الأكسجين بتركيز 100% تحت تأثير 2-2.4 ضغط مُطلق (ATA) مع ضرورة تطبيقه لمدّة تتراوح بين 60-90 دقيقة في المرّة الواحدة، وقد يقرّر الطبيب حاجة المصاب لفترات راحة لا تتجاوز 5 دقائق بعد كل 30 دقيقة من العلاج بالأكسجين المضغوط، في حال كان عُرضةً للتسمّم بالأكسجين.

مضاعفات عدم علاج جروح السكريsurprise

يمكن أن يسبب التأخر في علاج جروح السكري أو عدم علاجها بشكل صحيح في حدوث العديد من المضاعفات، منها: 

التهاب العظم والنقي، والذي قد يحدث نتيجة إصابة الجرح غير المعالج بعدوى ما انتشارها إلى العضلات والعظام.

الغرغرينا، والتي تعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً لعمليات البتر لدى مرضى السكري، وخاصة في حالات جروح القدم السكرية وقرحة القدم السكرية.

تسمم الدم أو الإنتان  Sepsis)، وذلك في حال انتشار عدوى الجرح إلى مجرى الدم، ويعد تسمم الدم حالة مهددة للحياة.