بصفتك أحد الوالدين، ليس هناك ما هو أكثر إزعاجًا من الطفل الذي يبكي باستمرار. يصبح
الأمر أكثر صعوبة عندما لا تتمكن من معرفة سبب بكائهم. من أكثر الأوقات شيوعًا لبكاء الطفل
قبل النوم. لقد قمت بإطعامهم وتغيير حفاضاتهم وحاولت جعلهم يشعرون بالراحة، لكنهم استمروا
في البكاء. إذن، ما الذي يحدث؟ في هذا المنشورمن خلال دليلى ميديكال، سوف نستكشف أسباب
بكاء الأطفال قبل النوم. سنناقش العلم وراء ذلك، والمحفزات الشائعة، ونقدم نصائح مفيدة لتهدئة
طفلك الصغير حتى يتمكن الجميع من الحصول على قسط من الراحة التي تشتد الحاجة إليها.
سواء كنت والدًا جديدًا أو محترفًا متمرسًا، فمن المؤكد أن هذه المقالة ستقدم نصائح قيمة حول
روتين نوم طفلك.
يحتاج الطفل بشكل طبيعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى الى فترات طويلة من النوم تتراوح ما
بين 14-17 ساعة، وتحاول أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز الهضمي، والعصبي، والساعة
البيولوجية أن تتكيف مع العالم الخارجي المختلف عن حياته داخل بطن الأم أثناء الحمل.
وينام الطفل بشكل متقطع خلال هذه الفترة الطويلة من النوم ولا يمكن أن ينام ليلة كاملة، أو 8
ساعات متواصلة قبل عمر 4 إلى 6 شهور، لحاجته للطعام أو تغيير الحفاض وبالتالي فهو يعبر
عن هذه الحاجات بالبكاء. ويبدأ الطفل بالنوم فترة الليل كاملة بداية في عمر 4 إلى 6 شهور،
لكنه قد يبكي أثناء النوم بشكل أقل، لذلك يمكن استغلال هذه الفترة لمساعدة الطفل على تطوير
مهارة الدخول في النوم بسلاسة.
الجوع: يبكي الأطفال عند الجوع بشكل مباشر خاصة حديثي الولادة بسبب صغر حجم المعدة،
وحاجتها إلى الحليب والطعام على فترات متقاربة قصيرة، وهو أكثر أسباب بكاء الطفل قبل
النوم شيوعاً، ويكون قصيراً خفيف الحدة.
الغازات: يدخل الهواء أثناء الرضاعة إلى الجهاز الهضمي للطفل، ويسبب إزعاج الطفل وبكائه.
ويحدث هذا البكاء بعد إرضاع الطفل مباشرة.
مغص الرضيع: يحدث المغص عند معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أسابيع إلى 5
شهور، ويكون على شكل نوبات تحدث عادة في ساعات المساء، وقد يستمر بكاء الطفل قبل
النوم بسبب المغص لأكثر من 3 ساعات، ويخف تدريجياً حتى يختفي تماما بعد مرور 5 شهور
على الولادة.
التسنين: يبدأ نمو الأسنان عند الطفل بين عمر 6-12 شهر، وقد يبدأ احياناً مبكراً عند عمر 3
أشهر، ويصاحب هذا النمو ألم وبكاء مستمر عند الأطفال، يرافقه احمرار في اللثة، وبروز
الأسنان، وارتفاع بسيط في حرارة الجسم، وزيادة في سيلان اللعاب من الفم. لذا، فإنه من
المحتمل أن يكون التسنين سبب بكاء الطفل في عمر السنة أثناء النوم.
تأخر تغيير الحفاض: فقد يؤدي ذلك إلى انزعاج الطفل وبكائه.
طفح الحفاظ: ويكون على شكل احمرار، وطفح جلدي، ويصاحبه ألم وبكاء الطفل قبل النوم.
الإمســاك: يحدث الإمساك عادة عند الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي، ويصاحبه ألم،
وبكاء، واحمرار شديد في الوجه.
اللباس غيـر المريح: قد يسبب اللباس الضيق، أو الثقيل، أو الخشن عدم راحة وبكاء الطفل قبل
النوم، خصوصاً عند بعض الأطفال ذوي البشرة الحساسة.
ألم الأذن: يصاحب ألم الأذن بكاء وارتفاع درجة حرارة الجسم عند الطفل، وقد يصاحبه نزول
سوائل من الأذن، وقد يستدعي استشارة الطبيب دون تأخير لاستبعاد التهاب الأذن الوسطى.
البرد أو الحر: قد يسبب تغير الجو حول الطفل صعوداً أو نزولاً شعور بعدم الراحة يعبر عنه
بالبكاء.
حمل الطفل بوضعية خاطئة: يحدث عندما يقوم أحد أقارب الطفل بحمله لأول مرة بطريقة
خاطئة تسبب له الألم الشديد والبكاء الصارخ.
الحمى: من الضروري تفقد درجة حرارة الطفل عند الشعور بارتفاعها لتفادي وجود التهاب أو
عدوى، حيث قد يؤدي ذلك إلى بكاء الطفل قبل النوم.
حمل الطفل بشكل مستمر: يحذر الأطباء من حمل الطفل بشكل مستمر لأنه يؤدي إلى تعود
الطفل على ذلك خصوصاً في الشهور الثلاث الأولى.
فهم الأنواع المختلفة من البكاء
بصفتك أحد الوالدين، قد يكون من الصعب فهم سبب بكاء طفلك، خاصة إذا كان البكاء مستمرًا
ولا يبدو أنه يتوقف. ومع ذلك، فإن الأطفال لديهم صرخات مختلفة يمكن أن تخبرك بما يحتاجون
إليه. فيما يلي بعض أنواع البكاء الأكثر شيوعًا:
. صرخة الجوع عادة ما تكون هذه البكاء قصيرة ومنخفضة النبرة، وقد يحرك طفلك رأسه من
جانب إلى آخر.
. البكاء أثناء النوم - هذه صرخة ناعمة ومتذمرة تحدث عادة قبل وقت القيلولة أو النوم.
بكاء الحفاض الرطب أو المتسخ - عادة ما يكون هذا البكاء مصحوبًا بالتململ أو الارتعاش،
وقد يشعر طفلك بعدم الارتياح.
. صرخة الألم - عادة ما تكون هذه البكاء صاخبة وعالية النبرة، وقد يكون لدى طفلك تعبيرات
في الوجه تُظهر عدم الراحة.
. صرخة الانتباه - هذه صرخة صعبة ومتذمرة يمكن أن تكون عالية أو ناعمة، وقد يرغب طفلك
في الإمساك به أو اللعب به.
. كيفية تهدئة الطفل من البكاء
يمكن أن يكون تهدئة الطفل مهمة صعبة، ولكن من المهم أن تتذكر أن الأطفال يبكون للتعبير عن
احتياجاتهم. بصفتك أحد الوالدين، فإن مهمتك هي فهم صرخاتهم والاستجابة لها بطريقة مريحة.
واحدة من أفضل الطرق لتهدئة الطفل الباكي هي اللمس الجسدي. يمكن أن يوفر حمل طفلك
بالقرب منك أو تمايله بلطف أو هزه بين ذراعيك إحساسًا بالأمان والراحة. يمكن أن يساعد هذا
الاتصال الجسدي في تنظيم تنفسهم ومعدل ضربات القلب، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في
تهدئتهم.
طريقة أخرى رائعة لتهدئة الطفل الباكي هي من خلال استخدام الضوضاء البيضاء. يمكن أن
تكون الضوضاء البيضاء مفيدة في التخلص من الضوضاء الخارجية التي قد تحفز طفلك بشكل
مفرط أو تعطل نومه. يمكنك استخدام آلة الضوضاء البيضاء أو المروحة أو حتى تسجيل بسيط
لصوت مهدئ مثل أمواج المحيط أو هطول الأمطار.
إذا كان طفلك لا يزال يبكي، فمن المهم التحقق مما إذا كان جائعًا أو لديه حفاض متسخ أو حار
جدًا أو بارد جدًا. بمجرد تلبية هذه الاحتياجات الأساسية، يمكنك تجربة تقنيات مهدئة أخرى مثل
غناء التهويدة أو تشغيل الموسيقى الهادئة أو تدليك الظهر أو البطن برفق.
نصائح لخلق بيئة نوم هادئة
روتين ثابت قبل النوم أمرًا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بتهدئة بكاء طفلك قبل النوم. ينمو
الأطفال وفقًا للروتين ، ويمكن أن يساعدهم روتين ثابت قبل النوم على الشعور بالأمان والأمان.
يمكن أن يشمل روتين ما قبل النوم حمامًا دافئًا أو تدليكًا لطيفًا أو تهويدة أو قصة. كل ما يناسب
طفلك بشكل أفضل، تأكد من القيام بذلك في نفس الوقت كل ليلة. يساعد ذلك في ضبط ساعتهم
الداخلية، حتى يعرفوا متى حان وقت الاسترخاء والنوم.
الاتساق هو المفتاح، لذا حاول أن تفعل نفس الأشياء بنفس الترتيب كل ليلة. بهذه الطريقة،
سيعرف طفلك ما يمكن توقعه ويشعر بالاطمئنان إلى أن النوم قادم.
. اجعل الغرفة مظلمة: يشير الظلام إلى الدماغ لإنتاج هرمون النوم الميلاتونين. استخدمي ستائر
التعتيم لحجب الضوء، وتجنب الأضواء الليلية التي يمكن أن تكون محفزة جدًا لطفلك.
الضوضاء البيضاء: يمكن أن يساعد توفير الضوضاء البيضاء في تهدئة طفلك لأنها تحاكي
الأصوات التي سمعها في الرحم. يمكنك استخدام آلة الضوضاء البيضاء أو المروحة أو حتى
تنزيل تطبيقات الضوضاء البيضاء.
درجة حرارة مريحة: حافظ على الغرفة في درجة حرارة مريحة، من الناحية المثالية بين 68-
72 درجة فهرنهايت. يعتبر نطاق درجة الحرارة هذا مثاليًا لنوم الطفل.
مساحة نوم آمنة: تأكد من خلو سرير طفلك أو سريره من أي بطانيات أو وسائد أو ألعاب
فضفاضة يمكن أن تشكل خطر الاختناق. استخدمي كيس النوم أو القماشة للحفاظ على راحة
طفلك وسلامته.
روتين ثابت قبل النوم: يمكن أن يساعد وضع روتين ثابت لوقت النوم طفلك على الاسترخاء
والشعور بالنعاس. يمكن أن يشمل ذلك حمامًا دافئًا أو قراءة قصة أو غناء تهويدة.
من خلال خلق بيئة نوم هادئة، يمكنك مساعدة طفلك على الشعور بالاسترخاء والراحة قبل النوم،
مما يسهل عليه النوم والبقاء نائمًا لفترة أطول.
. دور التغذية في روتين نوم الطفل
تلعب التغذية دورًا مهمًا في نوم الطفل rروتيني، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على مدة نومهم
ومدى صحته. من المرجح أن يبكي الطفل الجائع أكثر ويواجه صعوبة في النوم، في حين أن
الطفل الذي يشعر بالشبع سيجد وقتًا أسهل في النوم.
من المهم أن نفهم أن احتياجات تغذية الطفل ستتغير مع نموه وتطوره. يحتاج المواليد الجدد إلى
وجبات متكررة، غالبًا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، بينما قد يقضي الأطفال الأكبر سنًا فترات
أطول دون الحاجة إلى تناول الطعام.
عندما يتعلق الأمر بتهدئة الطفل قبل النوم، يمكن أن تكون التغذية أداة مفيدة. يجد العديد من
الآباء أن إطعام أطفالهم قبل النوم مباشرة يمكن أن يساعدهم على الشعور بالهدوء والرضا، وقد
يساعدهم أيضًا على النوم لفترات أطول.
ومع ذلك، من المهم الانتباه إلى مقدار وعدد المرات التي تغذي فيها طفلك. يمكن أن يؤدي
الإفراط في التغذية إلى الشعور بعدم الراحة والمغص، مما قد يجعل من الصعب على طفلك
النوم والاستمرار في النوم.
إذا كنت غير متأكدة من كمية أو عدد مرات إطعام طفلك، فمن الأفضل دائمًا استشارة طبيب
الأطفال أو استشاري الرضاعة. يمكنهم مساعدتك في إنشاء جدول تغذية يناسب الاحتياجات
الفردية لطفلك والتأكد من حصوله على التغذية التي يحتاجها للنمو
النوم ومراحل النمو
مع تطور طفلك ونموه، النوم ومراحل النمو التي يمكن أن تؤثر على أنماط نومه وتتسبب في
بكائه أكثر قبل النوم. فترات تراجع النوم هي فترات زمنية قد تتعطل فيها أنماط نوم طفلك، مما
يجعله يستيقظ بشكل متكرر في الليل ويبكي قبل النوم. يمكن أن تحدث هذه الانحدارات في
حوالي 4 أشهر و 8 أشهر و 18 شهرًا، ويمكن أن تستمر من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
يمكن أن تؤدي مراحل النمو مثل التسنين وتعلم الزحف أو المشي وقلق الانفصال أيضًا إلى زيادة
بكاء طفلك قبل النوم. قد يكون التسنين مزعجًا بشكل خاص للأطفال، وقد يستيقظون كثيرًا أثناء
الليل ويبكون قبل النوم. يمكن أن يكون تعلم الزحف أو المشي أيضًا مصدرًا للإثارة والقلق
للأطفال، مما قد يجعلهم يبكون قبل النوم بينما يكافحون من أجل الاستقرار.
نأمل أن تكون مقالتنا حول فهم صرخات طفلك قبل النوم مفيدة لك. بصفتك أحد الوالدين، قد
يكون من الصعب معرفة ما يحتاجه طفلك، خاصة عندما يبكي. ومع ذلك، من خلال النصائح
والحيل الواردة في هذا المنشور، يجب أن تكون مجهزًا بشكل أفضل لتحديد معنى بكاء طفلك
وكيفية تهدئته. تذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر، وما يصلح لأحدهما قد لا يصلح لطفل
آخر. خذ الوقت الكافي لفهم الاحتياجات الفريدة لطفلك، ولا تخف من طلب المشورة من طبيب
الأطفال إذا كانت لديك أي مخاوف. اجعل طفلك سعيدًا ومرتاحًا!