أسباب التفكير بالانتحار عند المراهقين


لماذا يفكر المراهقون بالانتحار؟ تعرّف أكثر إلى أسباب التفكير بالانتحار في سن المراهقة والعلامات التي تدل على تفكير المراهق بالانتحارالتفكير والميول نحو الانتحار يعد مشكلة عامة لدى الكثير من المراهقين وبشكل خاص لدى الفتيات نتيجة الاضطرابات النفسية التي يتعرضون لها ولا يستطيعون التخلص منها، مما يجعلهم في بعض الحالات يلجؤون للهروب من ظروف وضغوط هذه المرحلة بالأفكار الانتحارية، فما هي علامات الميول الانتحارية عند المراهقين؟ وكيف يمكن علاجها نفسياً ومنع حدوثها والوقاية منها؟ هذا ما سنتعرف من خلال موقع        دليلى ميديكال عليه في المقال التالي.

ما الذي يجعل المراهقين عرضة للانتحار؟surprise

إن معظم المراهقين الذين يحاولون الانتحار أو ينتحرون بالفعل يكونون مصابين بمرض عقلي. وذلك يصعّب عليهم التكيف مع الضغط النفسي المصاحب لمرحلة المراهقة. فقد يجدون صعوبةً بالغة في التعامل مع الرفض والفشل والانفصال وصعوبات الدراسة والمشكلات الأسرية.وقد لا يتمكنون من إدراك أن بمقدورهم تغيير حياتهم إلى الأفضل. وقد لا يفهمون كذلك أن الانتحار هو رد فعل دائم لمشكلة قصيرة الأجل وليس حلًا لها.

 ما الدور الذي تقوم به مضادات الاكتئاب؟surprise

 هناك علاقة محتملة بين بدء العلاج باستخدام مضادات الاكتئاب وزيادة خطر الانتحار، وتطلب إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) من مصنعي جميع الأدوية المضادة للاكتئاب أن يضعوا عبارة تحذيرية تفيد بأن مضادات الاكتئاب قد تزيد من خطر الانتحار لدى الأطفال والمراهقين والشباب.ومع ذلك، فالعلاقة بين مضادات الاكتئاب والتفكير في الانتحار ليست واضحة، كذلك فإن الامتناع عن العلاج المناسب قد يزيد أيضاً من خطر الانتحار، وحتى تكون آمناً، لا بد من مراقبة أي شخص يبدأ بتناول مضادات الاكتئاب من قرب لاكتشاف علامات التفكير في الانتحار.

أسباب التفكير بالانتحار عند المراهقينsurprise

يتساءل كثير من الأشخاص ما سبب الانتحار عند المراهقين، تشمل أبرز الأسباب ما يلي:

القيود الزائدة عن الحد: في حالة شعور المراهق بقيود شديدة تمنعه من تحقيق رغباته، فقد يعاني من الحزن واليأس، وينطبق هذا على الرجال والفتيات، مما يدفعهم في النهاية إلى التفكير في الانتحار.

رفض المجتمع له: قد يعاني بعض المراهقين من بعض العيوب في الشكل أو الشخصية، وللأسف، يتعامل معه المجتمع على أنه شخص غريب ومرفوض، وبالتالي يجد المراهق أن الحل المثالي له هو التخلص من حياته.

ضغوط فترة المراهقة: تعتبر فترة المراهقة مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، وقد يشعر المراهق بالضغوط في هذه المرحلة، ولا يجد من يخفف عنه هذه الضغوط، فيخشى من الحياة والمجتمع، ويميل للوحدة، مما يجعله غير راض عن حياته، ومع التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، يمكن أن يفكر في الانتحار.

الشعور بالفشل: أحد أبرز أسباب انتحار المراهقين هو الشعور بالفشل وعدم القدرة على تحقيق أي نجاحات، وذلك نتيجة ضعف قدراته أو عدم اهتمام الوالدين بتعزيز مهاراته، مما يجعله يفشل ويعاني من الإحباط، وقد يفكر في الانتحار.

التدليل الزائد: قد يكون التدليل الزائد سبباً من أسباب الانتحار عند المراهقين، فأحياناً تكون الرفاهية الزائدة والحرية المطلقة من الأمور التي تجعل المراهق يقوم بسلوكيات خاطئة، وفي النهاية يشعر بالخوف من مواجهة النتائج، وحينها يحاول التخلص من حياته.

انفصال الوالدين: في بعض الأحيان، يكون المراهق هو ضحية انفصال والديه، وخاصةً في حالة عدم اتفاقهما على الاهتمام بنفسية الأبناء، ويتعامل كل منهما على أنهما أعداء يحاولون الانتصار، وحينها يشعر المراهق بأنه بمفرده، ولا أحد يفكر فيه، وقد يخطر بباله أن يتخلص من حياته، لأنه لا يتمكن من تغيير الواقع. 

الاكتئاب: الاكتئاب عند المراهقين بشكل عام لا يحتاج لأسباب منطقية مجرد الاضطرابات الهرمونات التي تحدث قد توصله للاكتئاب ومع ترافق الاكتئاب مع الضغط العام والمشكلات اليومية قد تجعل المراهق يفكر بالانتحار.

التعرض للتنمر: تعرض المراهق للتنمر من المحيط العام وعدم قدرته على رفض الإساءة مع عدم إيجاد دعم من العائلة ضد هذا التنمر وخاصة في الحالات التي يصل فيها هذا التنمر لدرجة سيئة وعدم قدرة المراهق على الدفاع عن نفسه قد يجعله يفكر بالهروب والانتحار.

اضطراب العلاقات العاطفية: الفشل في العلاقات العاطفية بشكل متكرر أمر طبيعي في مرحلة المراهقة ولكن مع ازدياد الاضطرابات النفسية والفشل المتكرر قد يفكر المراهق بالانتحار خاصة في حال كان مرتبط عاطفياً بالشريك بشكل كبير، وغير قادر على الابتعاد والتخلي عن الطرف الآخر ويحدث الانفصال بشكل مفاجئ مما يؤثر على حالته النفسية بشكل سلبي جداً.

الخوف من بدء مرحلة جديدة: معظم المراهقين يون لديهم تعلق بالمكان المألوف بالنسبة إليهم، حيث أن انتقالهم لمدرسة جديدة أو لمنزل جديد يجعلهم يدخلون في محيط غير مألوف، وقد لا يستطيعون الاندماج في هذا المجتمع الجديد مما يؤدي إلى انعزالهم عنه، وقد يكون الخوف من هذه البداية الجديدة والعجز عن الاندماج فيها مع الظروف المحيطة بكل مراهق بشكل خاص ومدى وعيه العقلي وتوازنه النفسي أحد الأسباب التي تجعل المراهق يفكر بالهروب عن طريق الانتحار.

انتحار أحد الأصدقاء: يتأثر المراهق بشكل كبير بالأصدقاء في هذه المرحلة ويشعر بأنهم جزء من شخصيته وعائلته وخاصة عند الفتيات، وقد يكون انتحار أحد المقربين منه سبباً لدخوله في مرحلة من الحزن الشديد التي لا يستطيع الخروج منها وقد يفكر بالانتحار بعدها خاصة في حالات الصدمة النفسية الكبيرة أو تعاطي أي نزع من المخدرات تضعف الوعي العقلي.

وفاة أحد أفراد العائلة: قد يكون التفكير بالانتحار لدى المراهق رد فعل نتيجة وفاة أحد المقربين في العائلة خاصة الأب أو الأم، حيث يشعر بأن لا أحد يدعمه أو أنه عاجز عن تكملة حياته من بعدهم.

تعرضه لاضطهاد أسري: من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية المراهق وتجعله يفكر بالانتحار هي تعرضه للاضطهاد الأسري كالذُل والعنف والبقاء ضمن جو مشحون بشكل دائم مع عدم الاستقرار النفسي.

الفشل الدراسي: قد يكون الفشل الدراسي أحد الأسباب الهامة التي توصل المراهق للتفكير بالانتحار فعلى سبيل المثال، وجود المراهق ضمن جو من المنافسة الشديدة بين الأقارب، مع عمله الجاد للحصول على نتائج عالية وقد طرأ ظرف ما أدى إلى فشله دراسياً، بالتزامن مع عدم إيجاد دعم نفسي من المحيط والعجز عن تغيير الواقع يجعله يفكر بالانتحار.

التعرض لاعتداء جنسي: أحد الأسباب الهامة التي توصل المراهق للانتحار هي التعرض لمحاولة اعتداء جنسي خاصة إذا حدث الموقف مع فتاة، لأن نظرة المجتمع لهذه الحالة صعبة جداً وقد تقدم على الانتحار دون معرفة أحد بما حصل معها خوفاً من ردة فعل الأسرة والمجتمع ونتيجة الضغط النفسي الشديد الذي يتلو صدمة الاعتداء الجنسي.

عوامل الخطر انتحار المراهقينsurprise

بالإضافة إلى أسباب الانتحار عند الشباب، يمكن أن تزيد بعض العوامل من رغبة المراهق في الانتحار، وهي:

الإصابة باضطراب نفسي، مثل الاكتئاب، أو اضطراب القلق، أو الاضطراب ثنائي القطب.

وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب المزاج، أو الانتحار، أو السلوك الانتحاري.

وجود تاريخ من الاعتداء الجسدي، أو الجنسي، أو التعرض للعنف، أو التنمر.

اضطراب ناتج عن تعاطي المخدرات.

توفر الوسائل التي تساعد على الانتحار مثل الأسلحة النارية أو الأدوية.

انتحار أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.

فقدان أحد الأصدقاء المقربين أو أحد أفراد الأسرة.

المشكلات الجسدية أو الطبية، مثل التغييرات المتعلقة بالبلوغ، أو الأمراض المزمنة.

انفصال الوالدين وانقطاع العلاقة بينهما. 

اعرف افضل دكتورنفسية وعصبية فى خلال دقايق 

علامات تؤشر برغبة المراهق في الانتحارsurprise

يجب الانتباه إلى مجموعة من العلامات التي قد تؤشر بوجود ميول انتحارية لدى المراهق، وهي:

الاكتئاب: حالة الاكتئاب التي يدخل بها المراهق دون سبب لمجرد تراكم المشكلات والملل من الجو العام وعدم القدرة على تجاوز هذه المرحلة، والعودة للشخصية الحقيقية مع الوقت قد تدل على تفكير المراهق بالانتحار.

التخلي عن الممتلكات الشخصية: في الحالات الطبيعية يكون المراهق متمسك جداً بممتلكاته الشخصية من أبسط الأشياء كملابس مثلاً وأشياء أخرى، ولكن مع بدء تخلي المراهق عن ممتلكاته دون رفضه لاستخدامها من قبل الأهل هذا قد يكون دليل على هروبه نحو الانتحار.

الإدمان والجرعات الزائدة: رؤية المراهق بحالة من التعاطي كالتدخين والكحول والمبالغة التي قد تصل لتعاطي المخدرات على العلن هذا الاستهتار بحد ذاته دليل على استنزاف طاقته ورغبته بالانتحار.

محاولات سابقة لإيذاء النفس: قد تدل المحاولات السابقة لقتل النفس على الرغبة في الانتحار دون التراجع عن القرار وقد تكون على شكل استهتار بالأخطار كالتعامل مع الكهرباء بشكل خاطئ أو القيادة بشكل أرعن.

الانسحاب من العائلة والأصدقاء: إن الشعور باليأس والاضطراب النفسي والتفكير بالانتحار قد يجعل المراهق ينسحب من المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه باتجاه الوحدة والانعزال.

التحدث أو الكتابة عن الانتحار، مثل الإدلاء بعبارات تدل على الرغبة في التخلص من الحياة.

الميل إلى العزلة والجلوس بمفرده طوال الوقت، وقلة الكلام.

التقلبات المزاجية المستمرة.

الشعور باليأس والعجز والإحباط.

الامتناع عن تناول الطعام في محاولة الانتحار.

القيام بأشياء خطرة أو مدمرة للذات.

التخلي عن المتعلقات الشخصية عندما لا يكون هناك تفسير للقيام بذلك.حدوث تغيرات في الشخصية، أو الشعور بالقلق الشديد، أو الانفعال. 

كيفية تعامل الأهل مع فكرة الانتحار عند الأبناءsurprise

نظراً لحساسية مرحلة المراهقة والتي قد يتعرض فيها المراهق لضغوطات نفسية تقوده للتفكير بالانتحار يجب على الأهل الانتباه والوعي الكامل لتصرفاته لإبعاد أي أفكار انتحارية قد يفكر بها لذلك يتوجب عليهم: 

مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي: من المهم مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للمراهق حيث أنها تظهر طريقة تفاعله مع الأشياء التي يفكر فيها، وتظهر للأهل المحيط العام لابنهم وإذا كان يتعرض للتنمر أو أي شيء آخر قد يؤثر بشكل سلبي على نفسيته ويقوده للتفكير بالانتحار مع التأكيد مرة أخرى على احترام خصوصيته لكي لا ينفر من التعامل مع الأهل.

أخذ التهديد على محمل الجد: لا يجب تجاهل التهديد بالانتحار من قبل المراهق مهما كان بسيط لأنه لا يعد مزاح وقد يكون المراهق مصمم فعلاً على الانتحار.

حل النزاعات بشكل سلمي بعيداً عن العنف: في حال تم اكتشاف أخطاء قد فعلها المراهق لا يجب التعامل معه بعنف لكي لا تتفاقم المشكلة وتجعله يذهب في مسارات منحرفة، ومن المهم أن يفهم أخطاؤه كي لا يكرر أفعاله.

الابتعاد عن العوامل التي تساهم في زيادة الأفكار الانتحارية: في حال تم ملاحظة تأثير المحيط الجديد بشكل سلبي على نفسية المراهق لا يجب التعامل معه بعنف ومحاولة تركه يعود لأصدقائه فمثلاً في حال تم نقل مكان السكن أو المدرسة أو حتى تغيير المدينة، هذا المجتمع قد يجعل المراهق يفكر بشكل سلبي لذلك من المهم عدم إجباره على الاندماج في المجتمع الجديد.

تشجيع أسلوب حياة صحي: أسلوب الحياة الصحي من الأشياء التي تساهم في تفريغ الطاقة لدى المراهق حيث أن اعتنائه بغذائه وممارسته للرياضة وتنمية المواهب التي يفضلها، هذه الأشياء تجعله يعيش مراهقة طبيعية نوعاً ما بعيدة عن الاضطرابات النفسية.

طلب الاستشارة النفسية: من المهم طلب الاستشارة من أخصائي نفسي عند ملاحظة تغيير في شخصية المراهق حتى ولو لم تكن هنالك علامات انتحار، فهذا يساعد على التصرف بشكل صحيح مع المراهق ويساهم في خروجه من الحالة النفسية السلبية قبل أن يفكر بالانتحار.

كيفية منع المراهق من الانتحارsurprise

في حالة الشعور برغبة المراهق في الانتحار، فيجب القيام بالإجراءات التالية:

التحدث معه على الفور لمعرفة أسباب هذه الأفكار، ومساعدته في التغلب عليها، ويجب أن يشعر المراهق بأن كل مشكلاته بسيطة ويسهل حلاها.

الاستماع إلى المراهق لمعرفة أفكاره ومشاعره، وعدم تجاهل مشكلاته ومساعدته على الشعور بالطمأنينة، فهو يحتاج إلى مزيد من الاحتواء خلال هذه المرحلة.

إبعاد أي وسائل قد يستخدمها المراهق في الانتحار، مثل السكاكين، أو الحبال، أو الأدوية، والأسلحة المختلفة.

أخذ المراهق إلى طبيب نفسي، من الأمور الهامة التي يجب القيام بها لأن الطبيب سوف يتمكن من اكتشاف أي مشكلة نفسية يمر بها المراهق ويصف العلاج المناسب، كما يمكن أن يتحدث معه بطريقة تناسبه وتجعله يتراجع عن تلك الأفكار.

مراقبة المراهق طوال الوقت: في حالة ملاحظة أن الابن في مرحلة المراهقة يقوم بسلوكيات غريبة أو يفكر في الانتحار، فينبغي مراقبته طوال الوقت، وعدم تركه بمفرده حتى لا يلحق الضرر بنفسه، وكذلك ينبغي مراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، ومراقبة أي أدوية يتناولها.

شغل وقت المراهق: يساعد شغل وقت المراهق على تقليل فرص تواجده بمفرده والتفكير بالانتحار، وذلك من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة المفضلة لديه.

تعزيز ثقة المراهق بنفسه: في هذه المرحلة، يحتاج المراهق إلى تعزيز ثقته في نفسه، وشعوره بذاته وأهميته، ويجب عدم احباطه أو جعله يشعر بأنه فاشل حتى وإن كانت قدراته ضعيفة، بل يجب العمل على تنميتها.

الحفاظ على التغذية الجيدة للمراهق: من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها هي تغذية المراهق جيداً، فهو أمر ضروري لتعزيز صحته العقلية، والتأكد من تناوله قدر كاف من الطعام حتى وإن لم يرغب بذلك.

تجنب النزاعات الزوجية أمام المراهق: يجب أن يفكر الأب والأم في نفسية أبنائهم، ويتجنبوا أي خلافات حادة أمامهم حتى لا يؤثر الأمر على الحالة النفسية للمراهق، وفي حال كان الأبوان منفصلين، فيجب أن تسود بينهما علاقة قائمة على المودة والاحترام، وأن يتعاونوا على تربية الإبن بشكل جيد.

مساعدة الابن على تنمية مهاراته: يملك كل شخص مهارات ومواهب تميزه عن غيره، ولا يشترط أن يكون متفوق دراسياً، بل يمكن أن يكون غير متوفق في الدراسة، ولكنه موهوب في أمور أخرى تحتاج إلى تنميتها ودعمها. 

ما الذي يمكنني فعله للوقاية من انتحار المراهق؟surprise

يمكنك اتباع هذه الخطوات للمساعدة في حماية ابنك المراهق. على سبيل المثال:

تحدث معه عن الصحة العقلية والانتحار. لا تنتظر حتى يأتي ابنك المراهق إليك، لكن اسأله عن المشكلة إذا كان يشعر بالحزن أو القلق أو الاكتئاب أو إذا كانت تبدو عليه علامات مواجهة صعوبات. وأنصِت إليه وقدِّم له دعمك.

انتبه. تظهر على المراهقين الذين يفكرون في الانتحار مؤشرات تحذيرية في الغالب. لذلك أنصِت إلى ما يقوله ابنك وانتبه إلى تصرفاته. ولا تستهِن أبدًا بتهديدات الانتحار معتبرًا إياها من دراما المراهقين.

جنِّب ابنك قضاء وقت أطول من اللازم وحده. شجِعه على قضاء الوقت مع أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يقدمون له الدعم.

تابع نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث معه بشأن استخدامه. تابع حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بابنك المراهق. فقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي من مصدر دعم قيّم للمراهق، إلا أنه قد تعرضه إلى أمور مؤذية أيضًا مثل التنمر ونشر الشائعات والآراء غير الواقعية عن حياة الآخرين وضغط مجاراة الأقران. إذا كان ابنك المراهق يشعر بالألم أو الحزن بسبب منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائلها، شجعه على الحديث معك أو مع غيرك من الراشدين أو المعلمين الذين يثق بهم. فالشعور بالتواصل والدعم في المدرسة قد يكون له تأثير وقائي فعال.

شجع ابنك على اتباع نمط حياة صحي. ساعد طفلك المراهق على تناوُل الطعام جيدًا، وعلى ممارسة التمارين الرياضية وعلى الحصول على قسط كافٍ من النوم بصورة منتظمة.

ادعم خطة العلاج. إذا كان ابنك المراهق يُعالَج من السلوك الانتحاري، فقد يستدعي هذا وقتًا حتى يشعر بتحسن. فساعد ابنك المراهق على اتباع خطة العلاج. وشجعه أيضًا على المشاركة في الأنشطة التي يمكن أن تسهم في رفع مستوى ثقته بنفسه وتدعم بناء علاقات صحية مع الآخرين.

تابِع الأدوية التي يتناولها. قد تراود بعض المراهقين أفكار انتحارية أكثر أو تزداد سلوكياتهم الانتحارية عند تناول أدوية تُسمى مضادات الاكتئاب. ومع أن هذا ليس شائع الحدوث، فإن تلك المخاطر تكون أعلى في الأسابيع القليلة الأولى لبدء تناول دواء معين أو عند تغيير الجرعة. ومع ذلك، يُرجَّح أن مضادات الاكتئاب تحد من خطر الإقدام على الانتحار على المدى الطويل، إذ يمكنها تحسين الحالة المزاجية. إذا كان ابنك المراهق تراوده أفكار انتحارية أثناء تناوله أحد مضادات الاكتئاب، فاتصل بالطبيب على الفور لطلب المساعدة الطارئة.

خزِّن الأسلحة والكحوليات والأدوية في مكان آمن. فسهولة الوصول إلى أدوات الانتحار يمكن أن يكون لها دور في حدوث الانتحار إذا كانت لدى المراهق ميول انتحارية بالفعل.

كيفية التخلص من الأفكار الانتحاريةsurprise

من المهم أن تعلم أنّ تفكيرك بالانتحار لا يعني أنك ستبقى كذلك دوماً فمن الممكن أن تعود لوضعك الطبيعي وتتحسن من جديد، ولحسن الحظ يوجد الكثير من الأشياء التي يمكن أن تُساعد في تسريع هذا التحسن، من أهمها: 

الاختلاط مع الآخرين والحديث مع شخص بشكل يومي حاول أن تطلب من أحد أصدقائك الخروج معك وقضاء بعض الوقت معاً واستغل هذا الوقت في الحديث معه عن مواضيع مختلفة وأخبره عما تشعر به أيضاً.

ضع مفكرةً لأعمالك حاول أن تكتب قائمةً بالأعمال التي ترغب بإنجازها في كل يوم على ورقة والتزم بها مهما حصل وحاول أن تحصر يومك في روتين معين فهذا سيجعل تشعر بالسيطرة على حياتك بشكلٍ أكبر.

تنزه في الطبيعة الخروج من المنزل والسير تحت أشعة الشمس لمدة 30 دقيقة يومياً يمكن أن يكون مفيداً لك ويُساعد على تخطي أزمة التفكير بالانتحار.

مارس الرياضة  بشكل مستمر واحرص على القيام بذلك يومياً مهما حصل، ممارسة الرياضة تؤثر بشكل كبير على حالتك المزاجية وتجعلك تشعر بالسعادة والراحة.

خصص وقتاً للأشياء التي تجلب لك السعادة فكر في الأشياء التي تستمتع بالقيام بها وخصص بعض الوقت لها ضمن روتينك اليومي، إن كنت تُحب القراءة فخصص بعض الوقت لمطالعة كتابٍ يُعجبك وإن كنت تُحب مشاهدة الأفلام فحاول أن تخرج وتُشاهد فيلماً في السينما أو مع شخصٍ تُحبه.

استعد شغفك بالحياة من خلال استعادة بعض الأنشطة أو الطموحات التي كانت تهمك سابقاً، ومحاولة العمل على تحقيق ما فاتك في الحياة، أيضاً يساعدك الانخراط في الأعمال التطوعية والجماعية على استعادة الشغف بالحياة.

أشياء يجب تجنبها للتخلص من فكرة الانتحارsurprise

في المقابل يوجد بعض الأشياء التي يمكن أن تجعل حالتك تنتكس من جديد وبالتالي عليك أن تتجنبها ومن أهمها:

الانعزال والوحدة: يمكن أن يجعلك البقاء لوحدك أكثر تعاسةً ويزيد من سوء الأمور، لذلك عليك أن تتجنب البقاء وحيداً.

التواصل مع أشخاص سلبيين: أول ما يجب فعله عندما تحاول الخروج من وسواس الأفكار الانتحارية هو الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يغذون لديك المشاعر السلبية أو يشاركونك الميول الانتحارية، اقترب من الأشخاص الناجحين والمنطلقين في الحياة والذين يمنحوك طاقة إيجابية.

القيام بأنشطة تزيد من كآبتك: بعض الأنشطة مثل الاستماع لموسيقا حزينة أو النظر لصور تُعيد إليك ذكريات مؤلمة هو أمرٌ يجب عليك التوقف عنه.

تعاطي الكحول والمخدرات: على الرغم من أنّ أفكارك ستزين لك شرب الكحول وتناول المخدرات وتُصورهما كحلول للراحة إلا أنّ الواقع مختلف حيث أنّ كلاهما يمكن أن يزيدا من سوء الحالة ويجعلانك أكثر اكتئاباً.

الشروع بالانتحار: لا تسمح لنفسك أن تصل لمرحلة الشروع بالانتحار مثل تجهيز أدوات معينة أو شراء أدوية أو تخيّل ما سيكون عليه الوضع وأنت تقتل نفسك أو كيف سيتلقى الآخرون خبر انتحارك؛ جميع هذه السلوكيات مؤشرات خطيرة لا يجب أن تصل إليها، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة أنت بحاجة للمساعدة فوراً.

علاج التفكير بالانتحارsurprise

أنت ستكون قد بدأت بالسير في طريق العلاج حيث أنّ أولى الخطوات هي الاعتراف بالأمر والبحث عن حلّ، ما يجب عليك أن تُدركه هنا هو أنّ طبيعة علاج الفكر الانتحاري يُحدده الطبيب بناءً على الحالة ولذلك يكون من الضروري عليك أن تستشير طبيباً نفسياً.وفي حال كنت غير قادرٍ على الذهاب لرؤية طبيب فمن الممكن أن تتواصل مع طبيب نفسي عبر الانترنت. يمكن أن تتضمن وسائل علاج التفكير بالانتحار أحد أو بعض الخيارات التالية: 

العلاج النفسي أو العلاج بالكلام: يتضمن الأمر الحديث مع معالجٍ نفسي خبير تُخبره بما تشعر به ويُساعدك على استكشاف أسباب رغبتك بالانتحار وكيفية التعامل مع الأمر.

العلاج الأسري التعليمي: يتضمن هذا إشراك أفراد عائلتك أو شريكك في العلاج ويُساعدهم هذا العلاج على فهم ما تمر به بشكلٍ أفضل وتحسين العلاقات ضمن الأسرة.

علاج الإدمان: يمكن أن يُستخدم هذا العلاج في حال كانت أفكارك الانتحارية قد دفعتك للاتجاه لشرب الكحول أو تعاطي أدوية مخدرة معينة دون وصفة طبية.

تغيرات في نمط الحياة: من المحتمل أن ينصح الطبيب بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة بهدف التقليل من التوتر وتحسين نومك وبناء علاقات اجتماعية أقوى.

تناول الأدوية: يمكن أن يصف لك الطبيب النفسي بعض الأدوية لعلاج حالة الاكتئاب المسببة للأفكار الانتحارية، وقد تتضمن الأدوية المضادة للذهان الأدوية المضادة للقلق أيضاً.

من الضروري أن تُدرك مسبقاً أنّ علاج الأفكار الانتحارية يمكن أن يحتاج إلى الوقت حتى تظهر النتائج وتشعر بالتحسن ولهذا من الضروري أن تستمر بالعلاج حتى يؤكد الطبيب أنّك قد أصبحت بحالٍ أفضل.