التغيرات والتطورات التي تحدث فى سن المراهقة؟


تعد مرحلة المراهقة من المراحل الحساسة في حياة الفرد؛ نظرًا للتغيرات الكبيرة التي تحدث خلالها، من تغيرات فسيولوجية ونفسية وانفعالية ومعرفية، لذا تحرص الأسرة على أن تكون في أقصى جاهزية ممكنة للتعامل مع الابن المراهق بشكل مريح وآمن حتى يتجاوز تلك المرحلة، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة مشبعة بالعواطف والمعرفة الإيجابية، وتوسيع نطاق الإدراك لديه ومساعدته في بناء هويته الشخصية بشكل مقبول، إلّا أنّ تلك المرحلة النمائية لا تتعلق بالأسرة فقط، إذ توجد مجموعة من العوامل الأخرى التي تدخل في التأثير على مرحلة المراهقة، وإنّ التعرف عليها يعطي المربين فرصة للتعامل مع مرحلة المراهقة بشكل أفضل؛ من خلال موقع دليلى ميديكال وذلك من خلال التحكّم بتلك المؤثرات وتوظيفها لتحقيق نمو سليم للفرد، ومساعدته على تحقيق أهدافه الشخصية بشكل مقبول اجتماعيًّا.

التطور الجسدي في سن المراهقةsurprise

يعرف البلوغ على أنه التغيرات الجسدية لمرحلة المراهقة التي تبدأ في الإناث عند عمر 11 عاماً، وفي الذكور عند عمر 13 عاماً، وتحدث بسبب تغيرات الهرمونات التي تبدأ قبل ذلك بسنوات وتسبب حالات من المزاجية أحياناً.يتم اكتمال النمو الجسدي في أغلب المراهقين في الفترة العمرية ما بين 15 و17 سنة أي المراهقة المتوسطة، ويقتربون كثيراً من طول وعمر البلوغ، وقد يكون حجمهم أكبر من آبائهم وأمهاتهم ويصبحون قادرين على الإنجاب، ولكنهم ما زالوا يحتاجون للدعم من ذويهم.على الرغم من أن ترتيب التغيير الحاصل في الخصائص الجسدية في هذه المرحلة يكون بشكل عام متشابهاً بين المراهقين، إلا أن العمر الذي تحدث فيه يختلف بين مراهق وآخر، ويعتمد ذلك على جنس المراهق وعوامل أخرى كالبيئة والتغذية وغيرها.تحدث التغيرات الجسدية بسرعة مما قد يسبب القلق لبعض المراهقين بما يتعلق بمظهرهم الخارجي خصوصاً إذا بدأ تطورهم الجسدي قبل أو بعد أقرانهم في العمر، لذلك لا بد من طمأنتهم أن هذا أمر طبيعي، فلا توجد في مثل هذه المسائل حدود عمرية فاصلة دقيقة.تشمل التغيرات الجسدية بداية دورات الحيض ونمو شعر الجسم، والعانة، وتحت الإبط في الإناث، وتغير الصوت، ونمو شعر تحت الإبط، والجسم، والعانة، والانتصاب في الذكور.ينمو المراهقين ذكوراً وإناثاً بسرعة كبيرة، وهذا يستهلك طاقة أكبر من السابق ويجعل المراهقين ينامون لساعات أطول.

كيف يحدث النمو العقلي عند المراهق ؟surprise

من سن 12 إلى 18، ينمو المراهقون بالطريقة التي يفكرون بها، حيث ينتقلون من التفكير الملموس إلى العمليات المنطقية الرسمية، من المهم ملاحظة ما يلي:

كل طفل يمضي بمعدله الخاص في قدرته على التفكير بطرق أكثر تعقيدًا. كل مراهق يطور وجهة نظره الخاصة للعالم. قد يتمكن بعض المراهقين من استخدام العمليات المنطقية في العمل المدرسي لفترة طويلة، قبل أن يتمكنوا من استخدامها في المشكلات الشخصية. عندما تظهر المشاكل العاطفية، يمكن أن تسبب مشاكل في قدرة المراهق على التفكير بطرق معقدة. القدرة على النظر في الاحتمالات والحقائق قد تؤثر على صنع القرار، يمكن أن يحدث هذا إما بطرق إيجابية أو سلبية.

النمو العقلي عند المراهق في المراهقة المبكرةفي المرحلة الأولى من فترة المراهقة، تظهر تغيرات النمو العقلي والمعرفي لدى المراهق في الآتي: يستخدم التفكير الأكثر تعقيدًا والذي يركز على اتخاذ القرارات الشخصية في المدرسة والمنزل. يبدأ في إظهار استخدام العمليات المنطقية الرسمية في العمل المدرسي. يبدأ يشكك في معايير السلطة والمجتمع. يبدأ في تشكيل والتعبير عن أفكاره وآرائه الخاصة حول العديد من المواضيع، قد تسمع طفلك يتحدث عن الألعاب الرياضية أو المجموعات التي يفضلها، وما هي أنواع المظهر الشخصي الجذاب، وما هي قواعد الوالدين التي يجب تغييرها.

النمو العقلي عند المراهق في المراهقة المتوسطة يكون لديه بعض الخبرة في استخدام عمليات التفكير الأكثر تعقيدًا. يوسع التفكير ليشمل المزيد من المخاوف الفلسفية والمستقبلية. في كثير من الأحيان يسأل ويحلل على نطاق أوسع. يفكر ويبدأ في تشكيل مدونة السلوك الخاصة به، على سبيل المثال ما الذي أعتقد أنه صحيح؟. يفكر في الاحتمالات المختلفة ويبدأ في تطوير هويته الخاصة، على سبيل المثال من أنا؟. يفكر ويبدأ في التفكير بشكل منظم في الأهداف المستقبلية المحتملة، على سبيل المثال ماذا أريد؟. يفكر ويبدأ في وضع خططه الخاصة. يبدأ التفكير على المدى الطويل. يستخدم التفكير المنهجي ويبدأ في التأثير على العلاقات مع الآخرين.

النمو العقلي عند المراهق في المراهقة المتأخرة في المرحلة الأخيرة من فترة المراهقة، يكون لدى المراهق غالباً التطورات الآتية: يستخدم التفكير المعقد للتركيز على مفاهيم ذاتية أقل وصنع القرار الشخصي. لديه أفكار متزايدة حول مفاهيم عالمية أكثر مثل العدالة والتاريخ والسياسة والوطنية. غالبًا ما تطور وجهات نظر مثالية حول مواضيع أو مخاوف محددة. قد يناقش ويطوّر عدم التسامح مع الآراء المعارضة. يبدأ التركيز على التفكير في اتخاذ القرارات المهنية. يبدأ التركيز على التفكير في دوره الناشئ في مجتمع الكبار.

التطور الذهني في سن المراهقةsurprise

ينظر المراهقون في البداية إلى العالم حولهم وكل ما فيه بشكل محدد، ويمنحون الأمور تقييماً محدداً، فكل شيء بنظرهم إما صحيح أو خاطئ، ولأنهم لا يفكرون في المستقبل، فهم غالباً يتصرفون بعشوائية ولا يدركون عواقب أفعالهم قبل ممارستها.

يتغير ذلك ببلوغهم المراهقة المتأخرة ليصبحوا قادرين على إدراك خفايا الأمور والإحساس بما يفكر به غيرهم، لكنهم لا يزالون غير قادرين على تطبيق هذه المهارات بشكل منظم، مما يدفعهم إلى التصرف دون تفكير مسبق.

التطور العاطفي في سن المراهقة تعتبر رغبة المراهقين بتأكيد استقلاليتهم من أبرز مطالبهم وأهدافهم في هذه المرحلة، ويأخذ هذا أشكالا عديدة، مثل عدم إظهار العاطفة، والسلوكيات المثيرة للخلاف، وتجاوز حدودهم، وقضاء وقت أطول مع الأصدقاء، والرغبة في الابتعاد عن الأهل في البعض مع امتلاك مشاعر متضاربة بخصوص التخلي عن أمان العائلة والمنزل.

التطور العصبي في سن المراهقة ترتبط التغيرات العصبية بالهرمونات ويكون الدماغ مسؤولاً عنها، وتشمل التصرفات المتعلقة بالبحث عن السعادة وردود الأفعال العاطفية وتنظيم النوم، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات والتنظيم والتخطيط للمستقبل.

التطور الاجتماعي والنفسي في سن المراهقة تتسع دائرة علاقات الأفراد في المراهقين لتخرج عن نطاق عائلاتهم إلى تكوين صداقات مع آخرين من نفس الجنس ومن الجنس الآخر، وأشخاص من مجموعات عرقية أخرى والبالغين كمعلميهم مثلاً.يمتلك المراهقون في هذه الفترة مشاعر وأفكار متعارضة، فهم يكافحون من أجل استقلاليتهم وبناء شخصيتهم الخاصة بهم، لكنهم في نفس الوقت يميلون إلى تقليد نظرائهم في العمر.

المراهقة والاهل تعد مرحلة المراهقة فترة مرهقة للأهل الذين عليهم أن يناضلوا ليتوصلوا إلى طريقة للتعامل مع سلوك أبنائهم المتناقض، فعلى سبيل المثال قد تشكو الفتاة لأهلها من معاملتهم لها كطفلة، ثم ما تلبث أن تتذمر بسبب رغبة أمها بمساعدتها لها في ترتيب الطاولة لتناول الغداء.

كما يمارس المراهقون سلوكيات متضادة فإن آباءهم أيضاً قد يشبهونهم عندما يشعرون بالفخر لرؤية أولادهم يكبرون، ولكنهم في نفس الوقت لا يحبذون فكرة أنهم بدأوا يبتعدون عنهم، وذلك بسبب عاطفتهم الشديدة كأب وأم، مما يجعل الأمور أصعب وأصعب.

التغيرات الجسدية في سن المراهقةsmiley

لمعرفة التغيرات الجسدية التي تحدث لجسم الإنسان في مرحلة المراهقة علينا في البداية أن نعرف تقسيم تلك المرحلة، حيث ينقسم سن المراهقة إلى ثلاث مراحل وهم:

المراهقة المبكرة من 11-14 سنة.

المراهقة المتوسطة من 15-17 سنة.

المراهقة المتأخرة من 18-21 سنة.

تبدأ التغيرات الجسدية للبنات في سن المراهقة في الظهور في مرحلة المراهقة المبكرة، إذ تتزامن مع مرحلة البلوغ لديهن، إذ يبدأ حدوث تغيرات ملحوظة في جسم الإناث فيبدأ نمو الشعر بأماكن متفرقة من الجسم من أشهرها منطقة العانة وتحت الإبط، بالإضافة إلى نمو الثديين بشكل ملحوظ ومن المرجح بدأ دورة الحيض ونزول الدورة الشهرية لديهن في تلك المرحلة المبكرة من سن المراهقة مما ينتج عنه تغيرات فسيولوجية وجسدية تميز تلك المرحلة العمرية.

أما بالنسبة للذكور فقد تبدأ التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة المبكرة لكنها تصبح أكثر وضوحا في مرحلة المراهقة المتوسطة، والتي تتزامن أيضا مع مرحلة البلوغ.ومن أهم التغيرات الجسدية على الذكور خشونة الصوت، ظهور ونمو شعر الشارب واللحية، وشعر الجسم بصفة عامة وخاصة في منطقة العانة، بداية ظهور عضلات الجسم، توسع وامتداد في منطقة الكتف، وفي الأوضاع الطبيعية لا تنتهي مرحلة المراهقة المتوسطة عند الفتيان إلا ببدأ البلوغ الفعلي والاحتلام.وعلى الرغم من أن كل ما ذكرناه من تغيرات جسدية هي أمور طبيعية وصحية تماما في سن المراهقة إلا أنها تلقي بظلالها في التعامل والتأثير على المراهق إذ أن تلك التغيرات المفاجئة له بعض الشيء في جسده تصيبه بالاضطراب والقلق والخجل في بعض الأحيان خاصة للإناث، كما يمكن للذكر أن يبدأ في الشعور بأنه أصبح في طور الرجولة مما يجعله يرفض الانصياع لأوامر أهله ومن ثم تبدأ الاختلافات في الظهور، لذا فإننا نستعرض الآن التغيرات النفسية في سن المراهقة.

اعرف افضل دكتور نفسية وعصبية  فى خلال دقايق 

مشاكل المراهقين السلوكيةsurprise

قد يشهد سلوك المراهق خلال مرحلة المراهقة تغيرًا للأسوأ، يؤدي لظهور عدد من المشاكل السلوكية في تصرفاته مع أهله ومع الآخرين، ومن أبرز هذه المشاكل ما يلي:

مشاكل التحكم بالغضب: في هذا النوع من المشاكل السلوكية، يُفرط المراهق بالشعور والتعبير عن الغضب، وقد يكون شعوره غير مبررٍ من الأصل، كما قد يكون هذا الشعور مستمرًا، ويرافقه تصرفٌ عدائي، ولا يهدأ المراهق على إثره، ويرفض الكلام أو الجلوس للتفاهم مع الآخرين الذين يصب عليهم غضبه.

الكذب: قد يبدأ المراهق بالكذب وإخفاء الحقائق من باب خوفه من التعرض للعقاب أو للحفاظ على خصوصيته، ولكن الاستمرار به يؤدي إلى أن يصبح الكذب عند المراهق عادة ومشكلة سلوكية يصعب عليه التخلص منها.

التقلبات المزاجية: يصاب كثيرٌ من المراهقين بتقلبات المزاج بسبب أنّ أجسادهم وعقولهم تمر خلال مرحلة المراهقة بالعديد من التغيرات، ومن أشكال هذه التقلبات المزاجية ظهور السلوك العدواني أو تزايده عند المراهق بشكلٍ مفاجئ ودون سبب.

التمرد: يتحدى المراهق المتمرد القواعد والقوانين التي يفرضها أهله والمجتمع عليه؛ ظنًا منه أنّ هذا يساعده على إثبات شخصيته، ويمثل تحديًا لكل أمرٍ يقيده ويقيد حريته.

مصاحبة أصدقاء السوء: يميل المراهقون خلال مرحلة المراهقة إلى تكوين صداقاتٍ وعلاقاتٍ مع أقرانهم، ولكن بعض المراهقين قد يختارون أصدقاءً معروفين بسلوكهم السيئ؛ الأمر الذي قد يؤدي لتأثرهم بهم، وتقليد سلوكياتهم السيئة.

التردد في اتخاذ القرارات: يعتبر شعور المراهق بالتردد إزاء مختلف الأمور والقرارات التي يواجهها في حياته من مظاهر المشاكل السلوكية؛ فهو يدل أنّ المراهق يواجه مشكلة في شخصيته، تتطلب تدخلاً سريعًا لعلاجها، وإلا سترافقه طوال حياته.

رفض التواصل مع الأهل: من أشكال المشاكل السلوكية الأخرى خلال مرحلة المراهقة رفض المراهق التواصل مع أهله، وإخبارهم بالمجريات المهمة في حياته؛ في محاولةٍ منه لعزلهم بشكلٍ نهائي أو جزئي عن حياته، للحفاظ على خصوصيته.

إدمان التكنولوجيا: يتخذ الإدمان على الانترنت شكل قضاء المراهق للكثير من وقته، إن لم يكن أغلبه، على هاتفه الذكي، وفي تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الآخرين تواصلاً افتراضيًا.

أسباب المشاكل السلوكية عند المراهقينsurprise

قبل معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع مشاكل المراهقين السلوكية، لا بدّ أولاً من معرفة أسبابها، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية

تاريخ العائلة الطبي: هناك مراهقون يميلون بطبيعتهم إلى المشاكل السلوكية بسبب وجود اضطرابات نفسية في تاريخ العائلة الطبي، والذي يثبت إصابة بعض أفرادها بمثل هذه الاضطرابات.

التعرض للتنمر: من مُسببات المشاكل السلوكية عند المراهقين تعرضهم للتنمر؛ الأمر الذي قد يدفعهم للتصرف بعدوانية كردة فعل على ما يتعرضون له.

الاضطرابات العقلية: قد تكون المشاكل السلوكية عند المراهق مؤشرًا على إصابته باضطرابات عقلية أخرى، مثل التوحد، أو الاكتئاب، أو فرط الحركة، أو القلق.

الصدمات وسوء المعاملة: إنّ تعرض المراهق لصدماتٍ في سنٍ مبكرة من حياته يجعله ميالاً نحو المشاكل السلوكية.

المشاكل العائلية: يمكن أن يؤدي عيش المراهق في منزل تسوده المشاكل العائلية إلى ظهور مشاكل في سلوكه، ومن الأمثلة على هذه المشاكل العائلية: الخلاف المستمر بين الوالدين، وفقدان أحد أفراد العائلة، أو إصابة أحدهم بمرضٍ عضال.

التغيرات النفسية في سن المراهقةsurprise

تعد التغيرات الجسدية من التغيرات الملحوظة في فترة المراهقة وتجد أن الآباء ينتبهون لها جيداً -حتى وإن لم يتحدثوا مع المراهقين بشأنها- حيث أنها تظهر على الشكل الخارجي للجسم بوضوح، لكن ما يجهله الكثير من الآباء هي التغيرات النفسية التي تحدث في سن المراهقة، ويعود هذا إما للجهل وعدم العلم الكافي يتغيرات تلك المرحلة العمرية أو بسبب عدم إدراك أهمية تلك التغيرات ووجوب التعرف عليها وفهمها بدقة من أجل تحديد طريقة التعامل معها.يتميز سن المراهقة بحدوث الكثير من التغيرات النفسية لدى المراهق، ومن أبرز تلك التغيرات ما يلي:

الإصابة ببعض نوبات الإكتئاب الخفيفة ومن الممكن الوصول للإصابة بالاكتئاب المرضي بالفعل.

التغيرات والتقلبات المزاجية الحادة بشكل مفاجئ ودون أي سبب.

الشعور بالقلق والتوتر بشكل مستمر وتجاه أي ردود أفعال.

الحساسية المفرطة تجاه آراء الآخرين.

زيادة الوعي بالذات والرغبة الدائمة في الشعور بالاستقلالية.

زيادة الوعي والاكتشاف للجسد وذلك بسبب التغيرات الجسدية الظاهرة عليه.

اعرف افضل دكتور نفسية وعصبية  فى خلال دقايق 

المراهقة والتعليمsurprise

يُساهم ارتباط المراهق بالمدرسة والمعلم وأيضًا البيئة المدرسية في التأثير على احترام الذات الذي يلعب دورًا هامًا في الانفعالات والتقليل من الغموض النفسي، وعادةً ما تظهر الضغوطات النفسية والعاطفية في إشارات سلوكية تدل عليها، وهنا نجد إن التفاعلات الاجتماعية الخارجية في المدرسة تؤثر أيضًا مباشرةً على المراهق.الانفعالات العاطفية تتأثر بعدة عوامل وتظهر في صورة سلوكيات عصبية مثل الانسحاب الدائم، والوحدة، والشعور الدائم بالحزن وقد تظهر أيضًا في سلوكيات جسدية مثل التبول في الفراش، أو العدوانية، والخوف أو الرهاب الاجتماعي الذي يُنبه الآباء والمدرسون إن هناك خللًا ما في طبيعة المراهق، وهنا نجد بعض النصائح للتعامل مع تلك الفترة:

التواصل الإيجابي: يُعد من أهم العوامل التي تخلق عائلة صحية متكيفة مع العوامل الخارجية، كما يُنمي أهمية الدعم الأسري المتبادل بين المراهق وأفراد عائلته، ويتضمن التواصل أفعال مثل الثناء أو التشجيع عوضًا عن التعليق السلبي الذي يهز ثقة المراهق بنفسه وبـ سلوكه؛ لذلك يجب البُعد عن النقد الدائم للمراهقين.

الثبات المنزلي: يساعد الاستقرار في تقليل رغبة المراهق في الهروب من الواقع وزيادة الغموض النفسي الذي يُسبب مشاكل نفسية تظهر في صورة انفعالات مبالغ بها، وفي حين مواجهة أمرًا طارئ يهز الكيان المنزلي مثل الطلاق لابد من استمرار الآباء في التواصل مع أولادهم وممارسة الأبوة بشكل طبيعي طبقًا إل تشريعات قانون الأسرة معظم المراهقين في حاجة إلى الدعم النفسي والمودة والاهتمام الذي يأتي من المنزل أولًا ويجعلهم مستقرين نفسيًا بدلًا من التذبذب النفسي الذي يُسبب انفعالات سلوكية غير مُحبذة.

مظاهر النمو العقلي عند المراهقsurprise

يُمكن تعريف المراهقة على كونها الفترة الانتقالية التي يتحول فيها الأطفال إلى بالغين فكريًا، وجسديًا، واجتماعيًا وعقليًا بل وتناسليًا أيضًا، ومرورًا بدراسات على مر 25 عامًا نجد إن الخلايا الدماغية تكن نشطة جدًا خلال فترة المراهقة.لعلك تظن إن ذلك يظهر في السلوكيات فقط ولكن دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي أثبتت إن الدوائر العصبية تتغير جدًا من الناحية الهيكلية والوظيفية، وتظهر مظاهر النمو العقلي لدى المراهقين فيما يلي:

التعلم والتكيف يسعى المراهق في تلك الفترة إلى الاستقرار النفسي وفي أواخر تلك الفترة يُفكر أكثر في الاستقرار المستقبلي، وهنا نرى إن الخلايا الدماغية تنشط بصورة ملحوظة وتنتُج عنها مهارات التحكم في التصرفات وحل المشاكل.من ثم التحكم في الانفعالات والسلوك الاجتماعي وأيضًا الجنسي، والتكيف الذي ينتج التواضع الذي قد يظنه الكثير من المراهقين ضعف إلا إن التواضع يُشير إلى النضج وعدم الحاجة إلى لفت الانتباه لنفسك باستمرار.

إمكانية التعبير عن المشاعر يتضمن مصطلح المشاعر كلًا من الغضب، والتحفيز، والخوف، والفرح، والمتعة وكل المشاعر الإنسانية الأخرى التي ترتبط ببقاء الإنسان والأنواع أيضًا التي تُمثل الأكل.هنا نرى إن اغلب المراهقون يجدون صعوبة في فهم مشاعرهم أو مشاعر من حولهم فـ عادةً ما يكونوا أكثر اندفاعًا عند قراءة المشاعر.ويظهر النمو العقلي عند القدرة في السيطرة وفهم المشاعر بصورة صحيحة، والتعامل بصورة أفضل مع المشاكل اليومية

الأهداف المستقبلية يسعى الكثير من المراهقين في الحصول على استقلالية وسيطرة أكبر في حياتهم ونرى إن ذلك الفعل من علامات النضج حيث يشعر المراهق أكثر بذاته ويُفكر ويُخطط لأهداف مستقبلية طويلة أو قصيرة المدى.يبدأ أيضًا في الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية والسياسية والفلسفة وتصبح له أراء واضحة.

البحث عن الذات تنشأ مظاهر النمو العقلي بقوة عندما يحاول المراهق التعرف أكثر على ماهيته والسعي إلى الاستقلال الذي لا يُعني البعد عن العائلة بل إمكانية التصرف بمفردة واتخاذ القرارات ورد الفعل الذكي الذي قد يظهر عندما لا يهاجمه أحد يرفض ماهيته، وكثيرًا ما يبحث عن أراؤه وأفكاره التي يُعبر بها عن نفسه.

مهارات الحياة المختلفة المقصود بالمهارات هنا هو التفاعل الاجتماعي مع الآخرين وبناء شخصية قادرة على اتخاذ القرارات والتعاون وطرح الأسئلة بسهولة بل وإنشاء مدخلات اجتماعية التي من خلالها نرى هوية المراهق التي تُمثل مؤشرًا واضحًا على النضج العقلي، وهنا لابد من تقديم بعض الإرشادات التي تساهم في تكوين قرارات إيجابية وناضجة.

 محاولة اثبات الهوية في تلك المرحلة يبدأ المراهق بالشعور بأن لديه هوية منفصلة عن هوية أهله تماما، فتجده يرفض الانصياع للكثير من أوامرهم وقواعدهم حتى التي كان يقبلها من قبل، وهنا يتفاجأ الأهل بذلك الرفض بالتأكيد.

 الشعور بالاستقلال يشعر المراهق بأنه أصبح لديه المعرفة والقدرة على التفكير ما يجعله مستقل تماماً عن أهله، ولعل هذا أيضاً من محاولاته لاثبات هويته.حتى في أبسط الأمور تجده يبحث عن الاستقلالية عن طريق امتلاك متعلقاته الخاصة التي يرفض تماما مشاركتها من دون إذنه حتى من الأبوين.

 الانفراد بالرأي والاعتراض الدائم يبدأ المراهق في نقد أراء ابويه ورفضها تلميحا وتصريحًا ويبدأ في التصريح بما يعتقده حتى وإن كان غريبًا بعض الشيء عن معتقدات الأسرة.

4. اكتساب مهارات جديدة لا يكون الهدف منها هو تطوير نفسه بشكل أساسي لكن المحرك الأساسي هو خلق بيئة ومجتمع خاصين به يشعر من خلاله أنه خرج عن شكل البيئة التي فرضها عليه أهله، بمعنى أوضح يكون السبب هو التمرد.

 تفضيل العزلة الاجتماعية أو الصدام المستمر يفضل المراهق في كثير من الأحيان الانعزال عن الأهل فتراه يجلس لساعات أمام مواقع التواصل الاجتماعي دون الانتباه لأهله، وحتى في لحظات تواجده معهم يمكن أن يؤدي أي قاش إلى صدام كبير بينهم.تلك الأعراض التي ذكرناها سواء النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية هي تغيرات طبيعية للغاية في مرحلة المراهقة

طرق للتعامل مع الأبناء في سن المراهقةsmiley

التقبل التام والحب غير المشروط يعد القبول شرط من شروط التربية السليمة في كل مراحلها عليك أن تقبل ابنك كما هو بكل التغيرات التي يمكن أن تحدث له، حتى وإن اختلفت معه فلا يجب أن يصل النقاش إلى مرحلة أنك ترفضه.

احترامه وتقديره إن نظرنا إلى كل التغيرات النفسية والاجتماعية التي تطرأ على المراهق فإن شأنها الأساسي هو البحث عن قيمة لذاته، وهو أمر بالأساس صحيح ومنطقي، لذا علينا أن نشعره بالاحترام والتفهم لتلك التغيرات التي تحدث بل ونشجعه عليه بطريقة سليمة دون إصدار أي أحكام أو إجبار.

الاستعداد للمراهقة قبل أن تبدأ لا تطلب فجأة من ابنك المراهق أن يتخذك صديقا له بينما قضيت فترة طفولته بالكامل لا تثق به ولا تمنحه الحب والأمان، هنا هو لن يستجيب لك بكل تأكيد وستكون تغيراته النفسية والاجتماعية أكثر حدة تجاهك.

 منحه بعض الصلاحيات تتدرج المسؤوليات التي نوكلها لأطفالنا بحسب أعمارهم، مثلا الطفل ذات الرابعة يمكنه أن يعاون أمه في وضع الأكواب المتسخة داخل حوض المطبخ بينما الطفل في العاشرة يمكنه شراء بعض الأغراض، لذا فيمكنك أن توكل بعض المهام للمراهق من أجل تعزيز شعوره الداخلي بأنه أصبح كبيرا يمكن الاعتماد عليه، اجعله يقوم بدفع بعض الفواتير أو يقف مع العمال عند تصليح أي عطل في منزلك.

 لا تقارنه بأحد في سن المراهقة تزيد حساسية الطفل تجاه الآخرين بصفة عامة، فلا تزيد الأمور بجعله دائماً في وضع منافسة مع غيره -وهو أمر مرفوض في التربية بشكل عام- لا تخبر ابنتك بأن أخرى تمتلك جسد مثالي بينما هي سمينة أو نحيفة، لا تتسبب في مقارنة طفلك بقريبه الأكبر أو الأصغر منه عن طريق مقارنة سلوكياتهم ببعض، يتسبب ذلك في فقدان المراهق ثقته بنفسه والأدهى أنه سيعتبرك غريبا عنه.

 تقبل أخطاءه مرحلة المراهقة هي مرحلة تجريب كل شيء في الحياة، لذا تقبل وجود بعض الأخطاء وعليك أن تكون الملاذ الآمن لطفلك تجاه أي خطر، فبدلاً من أن يحاول تخبئة الأمر بل اجعله يناقشه معك وقدم له حلولاً كي لا يبحث عن مصدر آمن لأسراره بعيدًا عنك وهو بالطبع ما يعرضه للكثير من المخاطر.

7. اللجوء لمتخصص التربية مهمة شاقة للغاية ومهمة تربية وتكوين إنسان ليست بالأمر الهين، لذا عليك أن تعرف أنه يمكنك أن تدفع الكثير من المال والوقت والجهد وذلك من أجل تحقيق أفضل النتائج لأطفالك.

طرق احتواء المشاكل السلوكية عند المراهقينsmiley

من الطرق التي يساعد اتباعها في التعامل مع المشاكل السلوكية عند المراهقين بأسلوبٍ صحيح ما يلي:

اكتساب ثقة المراهق: ويكون هذا من خلال بناء علاقة إيجابية معه، وكسر أي حواجز تسبب جمود العلاقة معه، من خلال قضاء الأوقات الممتعة برفقته، والقيام بنشاطاتٍ يستمتع بها، ونشاطات جديدة.

الحفاظ على رباطة الجأش: عند مواجهة المراهق بالمشاكل السلوكية التي يعاني منها، يجب الحفاظ على رباطة الجأش والهدوء؛ لأن هذا يضمن أن يبقى المراهق هو الآخر هادئًا ومتقبلاً لما يقال له.

احترام المراهق: من أشكال هذا الاحترام مدح المراهق والثناء على السلوكيات الجيدة التي يقوم بها، مهما كانت صغيرة، إلى جانب مدحه أمام الآخرين.

مصارحة المراهق بالعواقب: على الأهل أن يكونوا واضحين مع المراهق بخصوص العواقب التي تنتظره في حال قيامهِ بسلوكٍ غير مقبول يسبب المشاكل له ولغيره، ولا يجب اقتصار الأمر على إخبار المراهق بها؛ بل يجب أيضًا تطبيقها بجدية وحزم في حال قيام المراهق بما يعد غير مقبول.

فهم المراهق: يحتاج المراهقون من أصحاب المشاكل السلوكية في أغلب الأحيان إلى من يفهمهم ويفهم مشاعرهم، أكثر من حاجتهم إلى من يُقوم سلوكهم؛ فعلاج المشاكل السلوكية عند المراهقين يتطلب في المقام الأول الإصغاء لهم ولكلامهم، وأخذ ما يقولون على محمل الجد، دون إصدارٍ للأحكام عليهم.