تاريخ نشأة و تطور زراعة الأسنان منذ بداية البشرية


تاريخ نشأة و تطور زراعة الأسنان منذ بداية البشرية

الفراعنة أول من عمل بزراعة الأسنان

تذكر الأدبيات الطبية أن الإنسان منذ فجر التاريخ أقدم لأسباب مختلفة على تعويض فقدان الأسنان، حاول الأنسان القديم تعويض أسنانه بشتى الطرق فالأسنان هي رمز الصحة والشباب وأول من حاول تعويض الأسنان المفقودة هم الفراعنة حيث تعود هذه المحاولات إلى 600 عام قبل الميلاد ففى مصر القديمة دلت الاكتشافات الأثرية على المومياوات الفرعونية الكثيرة وجود بعض العلاجات على الأسنان بهدف تعويض الأسنان حيث جربت بالفعل محاولة زراعة الأسنان المفقودة بواسطة أسنان صناعية منحوتة من الحجارة كما أجريت عمليات عمليات زراعة للأسنان مأخوذة من الحيوانات كما إستخدمت بدائل من العاج اوالأصداف  وقد كان غرس الأسنان قبل عملية التحنيط شائعاً عند القدماء وذلك يعود لمعتقدات دينية لديهم.

دور اليونان والرومان في عملية زراعة الأسنان

 أما فى الشرق الأوسط حيث إشتهرت زراعة الأسنان لدى اليونانيين و الرومان فقد إكتشف جليردات عام 1862 جهاز يعود إلى 200 سنة قبل الميلاد فى مدينة صيدا القديمة يتكون من 4 أسنان أمامية بينها أسنان من العاج يربطها سلك من الذهب. 

اعرف أفضل أطباء زراعة الأسنان في خلال دقايق

زراعة الأسنان في امريكا الشمالية

كما أن أهل بابل برعوا في ذلك، وكذلك قبائل المايا فى أمريكا الشمالية 600 ميلادياً حيث إستخدموا قطع من الصدف فى الزراعة  والهنود الحمرالذين برعوا فى إعادة غرس الأسنان المخلوعة ، ووصف الزهراوي وأبو القاسم  «936 - 1013م» طريقة لزراعة الأسنان بإستخدام عظام الثور ، وجرت محاولات في اليابان وأوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بواسطة التركيبات الخشبية والتى توضع فى جذر السن بعد إزالة العصب وذلك كوتد يثبت عليه التاج الصناعى. أما فى القرن الثامن عشر فقد جرت محاولات لاستبدال الأسنان المفقودة بأسنان مخلوعة لبشريين متطوعين ولكنه فشلت بسبب رفض الجهاز المناعى لها.

تاريخ نشأة و تطور زراعة الأسنان منذ بداية البشرية

تطورات زراعة الأسنان

 وتطورت تقنية الزراعة على يد «ماجيلو» 1809م فى إيطاليا حيث أجرى عمليات غرس لغرسات من الذهب فى تجاويف عظمية لأسنان حديثة الخلع وربطها بأحد الأسنان السليمة المجاورة فى الفك كدعامة حتى يتم الإلتئام. كما قام طبيب يدعى «هاريس» فى جامعة بلتيمور عام 1860م بنفس المحاولة مستخدماً غرسات بلاتينية مغطاة بالرصاص كمقاومة للصدأ بدلاً من الذهب،كما قام «باري» عام 1888م بإستخدام الخزف فى صناعة تيجان الأسنان والفضة والزنك والرصاص فى صناعة جذورها.

 لكن «غرين فيلد» فى المملكة المتحدة  كان وراء نشر أول كتاب علمي عن زراعة الأعضاء عام 1913م وفيه شرح عملية لزرع الأسنان وقام بتصميم أول شكل يحاكى جذر السن من سبيكة الإريدوبلاتينوم على هيئة قفص شبكى ووثق ذلك بإستخدام الصور والرسومات. وفى عام 1940 توالت الأساليب وارتقت البحوث النظرية حول الاندماج العظمي والزراعة تحت السمحاق على يد بيث وبيتون ودافينبورت بإستخدام مادة التيتانيوم

وتطور الأمر بعد ذلك إلى صنع زرعة لولبية من الستانلس ستيل عام 1947م بواسطة «فورميجيينى»، وجميع هذه التجارب السابقة إلى هذا التاريخ لم تصل إلى الطريقة اوتكتشف المعدن الذي يلتحم مع عظم الأنسان إلى أن انتهى المسار التاريخي الطويل بأكتشاف التفاعل الإيجابي لمعدن التيتانيوم مع أنسجة الإنسان على يد الباحث السويدي «برانمارك» عام 1952م، والذي يعتبر بحق رائد علم زراعة الأسنان في العالم.

ففي عام 1952, في مخبر متواضع في مدينة لند Lund في السويد , حقق البروفسور برانمارك Branemark اكتشافا علميا استثنائيا عن طريق الصدفة. كان هذا الطبيب الباحث يقوم بأبحاث تتعلق بشفاء الجروح و كان يستخدم أرانب حية لدراسة بيولوجيا العظام. وفي أحد تجاربه قام بتثبيت أنابيب مجهرية مصنعة من مادة التايتانيوم Titanium لقياس تدفق الدم فى الأوعية الدموية لأنسجة النخاع العظمى للأرانب ومراقبة تغيرها أثناء عملية الشفاء بواسطة التصوير المستمر لفترات طويلة. و عندما حاول برانمارك بعد عدة أشهر أن يزيل هذه الأنابيب من العظام لم يتمكن من ذلك و دهش عندما اكتشف أن العظم قد التصق بشكل كامل مع مادة التايتانيوم. ودفعه فضوله إلى متابعة أبحاثه على مادة التايتانيوم حتى انتهى إلى نتيجة مفادها أنه يمكن للعظم أن يلتصق بالتايتانيوم بدرجة عالية من النجاح ضمن ظروف مناسبة و منضبطة. لم يسبب التايتانيوم أية أضرار في الأنسجة المجاورة للعظم و لم يُرفض من قبل العظم الحي. أطلق برانمارك اسم " الالتحام العظمي " على هذه الظاهرة. 

أمضى برانمارك خمس عشرة سنة يجري تجاربه على الحيوانات و على البشر قبل أن يقوم بتصنيع زرعاته و في عام 1965 قام بأول عملية زراعة ناجحة على البشر مع أن الزرعات السنية انتشرت في بعض الدول الأوروبية كالسويد و سويسرا خلال فترة السبعينيات فإن الولايات المتحدة لم توافق على استخدام زرعات التايتانيوم حتى عام 1982وهو العام الذى حصل فيه برانامارك على براءة إختراع التصميم الخاص بغرسات التيتانيوم ولم تنتشر ممارستها في أمريكا حتى النصف الثاني من الثمانينات من القرن المنصرم. وفى هذا التوقيت بدأ إنتشار إستخدام غرسات التيتانيوم فى العالم كله حتى الأن مع التطور المذهل فى تقنيات هذه الصناعة و هذا ما سنتاوله لاحقاً بإذن الله.