التحرش هو قضية لا تزال تعصف بمجتمعنا، وتؤثر على الأفراد في بيئات مختلفة وعبر التركيبة السكانية المختلفة. لا يمكن التقليل من العواقب الضارة للتحرش،ولكن له أيضًا آثار بعيدة المدى على صحتهم العقلية واحترامهم لذاتهم ونوعية حياتهم بشكل عام. في هذه المدونة، من خلال موقع دليلى ميديكال سوف نتعمق في الطبيعة الخبيثة للتحرش، ونستكشف أشكاله المختلفة، والخسائر النفسية التي تلحق بالأفراد، والآثار الاجتماعية التي تحدثها على مجتمعاتنا. من خلال تسليط الضوء على أضرار التحرش، نأمل في زيادة الوعي وتعزيز ثقافة الاحترام والتفاهم والتعاطف مع الجميع.
علامات مباشرة لتعرض الطفل للتحرش
- لمس الأعضاء التناسلية والإشارة إليها باستمرار: قد يكون ذلك السلوك مجرد استكشاف طبيعي لأعضاء الجسم، لذلك يجب عدم نهر الطفل ومعرفة دافعه حول القيام بذلك.
- سؤال الطفل المباشر عن شيء محدد في العلاقة الجنسية.
- الهلع الشديد وعدم الرغبة في التواصل مع أي شخص: يتشابه ذلك العرض مع العديد من المشكلات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل، لذا ينبغي مراقبة الطفل ومحاولة التوصل للسبب.
- خوف الطفل المفاجئ من الغرباء ورفضة التام للتعامل أو الاقتراب منهم.
- ممارسة الطفل لسلوك جنسي مع أقرانه: قد يكون ذلك نتيجة تعرضه للتحرش أو اطلاعه على محتوي إباحي أو بدافع الفضول والاستكشاف.
- التبول اللإرادي: قد يدل على الإصابة بالعديد من المشكلات النفسية والجسدية.
علامات غير مباشرة لتعرض الطفل للتحرش
- كثرة البكاء أو الصراخ المستمر والتعبير عن الغضب.
- إيذاء الجسد عن طريق تعريض الجلد لجرح عن عمد.
- كثرة النوم والكسل والرغبة الدائمة في العزلة.
- الخوف غير المبرر والمفاجئ على سلوك الطفل.
- تغير عادات الطفل في تناول الطعام، سواء بتجنبه أو الشره: يتشارك هذا العرض مع العديد من المشكلات النفسية.
- خوف الطفل من دخول الحمام أو الاستحمام أو تبديل الملابس.
- أن يصدر من الطفل أفعال عدوانية أو غضب غير مبرر.
- أن يشكو الطفل من ألم بالرأس أو مغص بدون أي سبب عضوي واضح.
مشاكل مع النوم ومعاناة الطفل من الكوابيس فجأة وبشكل متكرر.
- متشبث بك أو بوالده ولا يريد أن يُترك وحده أو مع أي أحد.
- أن يفقد الطفل اهتمامه باللعب.
- أن يحاول الطفل تجنب بعض الأماكن والأشخاص بدون سبب واضح.
- ظهور ورم أو خدوش أو أحمرار أو التهابات في المناطق التناسلية أو من الخلف.
- شعور الطفل بألم لدى دخول الحمام.
- صعوبة في الجلوس أو المشي.
- كدمات في جسم الطفل مثل بطنه أو منطقة الفخذ أو المقعدة.
رسم رسومات تحمل إشارات جنسية.
- اضطرابات في الشهية.
ماذا تفعلين إذا تأكدت من تعرض طفلك للتحرش في المدرسة؟
تهدئة طفلك وإشعاره بحنانك عليه ومعرفة جميع التفاصيل منه دون الضغط عليه، ولا تترددي في عرضه على طبيب نفسي واللجوء للكشف الطبي.
الذهاب فورًا للمسئول في المدرسة وشرح الأمر له، ولا تتهاوني في الأخذ بحق طفلك، لأن عقاب المتحرش يكون جزءًا مهمًا في علاج الطفل.
كيف تحمين طفلك من التعرض للتحرش الجنسي؟
علمي طفلك معنى خصوصية جسمه: من الضروري أن يتعرف الطفل على أجزاء جسمه المختلفة سواء كان ولدًا أو بنتًا، وعرفيه أن المناطق الحساسة بجسمه تبقى مناطق خاصة بهم لا يمكن لأحد أن يراها أو يلمسها. أخبريه أنك باعتبارك أمه يمكنك رؤيته عاريًا في أثناء تحميمه أو التغيير له، لكن لا يحق لأي شخص آخر فعل ذلك. ومن ثم أخبري الطفل أن أي محاولات للمسه عن طريق هذه الأعضاء الخاصة لا يدخل ضمن اللمسة الطيبة، ولا يمكن أن يحدث ذلك تحت مسمى اللعب أو ما شابه ذلك.
علمي طفلك أنه إذا كان الأمر سريًّا فهناك خطب ما: اللمسات الطيبة لا يشوبها أي سرية، لكن إذا كان هناك شيء من السرية في تقارب الآخرين منه، فهذا يعني أن هناك خطبًا ما. وشجعيه دومًا على أن يشاركك هذا النوع من الأسرار، أو أخبريه ببساطة أنه لا يجب أن تكون هناك أسرار تتعلق بجسده.
علمي طفلك أن يثق في إحساسه: إلى جانب التعليمات التي تلقيها عليه بخصوص جسده، عززي ثقة طفلك بإحساسه، وأخبريه بأنه إذا شعر بعدم ارتياح يمكنه الابتعاد أو من حقه أن يرفض أي نوع من التقارب إذا لم يرغب في ذلك. وشجعيه على أن يقول "لا" وقتما رغب بذلك. وإذا لم يستطع قول "لا"، يمكنكما الاتفاق على كلمة أخرى وكأنها "كود" بينكما، إذا قالها ستعلمين أنه في وضع غير مريح، إذا كان هناك أحد الضيوف بالمنزل أو أحد المارة بالسوبر ماركت على سبيل المثال يضايقه.
أخبري طفلك أن هناك ما يدعى باللمسة الطيبة واللمسة السيئة: وضحي هذا الفارق بوضوح لطفلك، وأنه ليس كل من يقترب منه يكون حسن النية، وإذا شعر بعدم الراحة أو واجه الحالات السابقة فهذا يعني أن ما يواجهه في هذه اللحظة يقع ضمن اللمسة السيئة وليس الطيبة.
أخبري طفلك أن القواعد السابقة تسري على الجميع: يبدو الأمر صعبًا، لكن من المهم أن يعي الطفل أنه إذا كان الشخص قريبًا أو من العائلة، فهذا يعني بالضرورة أنه حسن النية، فكل هذه القواعد تسري على الجميع سواء كان قريبًا أو غريبًا، وربما يكون الاستثناء الوحيد أنتِ ووالده.
علاج آثار التحرش الجنسي بالأطفال
إذا شككتِ أن طفلك تعرض للتحرش، فاستعيني باستشاري نفسي ليؤكد لكِ شكوكك ويساعدك على التعامل مع الموقف.
وإلى جانب مساعدة المتخصص، إليكِ بعض الإرشادات التي عليك اتباعها في التعامل مع هذا الموقف: خذي كلام طفلك بجدية لأن تجاهله سيدفعه إلى التوقف عن الحديث ومن ثم الاستمرار فى استغلاله، فالطفل نادرًا ما يكذب بشأن تعرضه لاعتداء جنسي.
تجنبي نقد طفلك وأكِّدي له أنه ليس له ذنب في ما حدث.
وفري له جوًا من الحب والأمان، وأخبريه أنك فخور بشجاعته في الكلام.
أكدي له تفهمك لما يشعر به من ذعر وصدمة.
أبلغي عن المتحرش لأن جزءًا من علاج الطفل أن يرى المسيء ينال عقابه.
ابقى هادئة وثابتة ولا تظهري هلعك.
احترمي خصوصية طفلك ولا تخبري بالموضوع إلا من يستطيع مساعدتك
. تجنبي الضغط على طفلك كي يتحدث حتى لا تؤذيه نفسيًا.
أنواع التحرش بين الأطفال
التحرش اللفظي
ويشمل ذلك كل التعليقات والإيماءات والإشارات التي قد تخيف الطفل أو تسبب له الشعور بالسوء، ويشمل ذلك الكلمات البذيئة التي قد يتعرضون لها والتنمر وما إلى ذلك.
التحرش الجنسي
يشمل التحرش الجنسي حالات التقارب والتلامس الجسدي من طرف لا يرحب به الطرف الآخر، أما التحرش بالأطفال الذي أصبح منتشرًا في الآونة الأخيرة، فإنه يشمل أي محاولات للمس جسد الطفل أو تشجيع الطفل على التقارب أو التلامس الجنسي، أو استخدام جسده لتحقيق أي متعة جنسية.
كيفية توعية طفلك؟
عليك توعية طفلك عن جسمه، عن معنى مبسط للتحرش أو محاولة لمسه أو التعرض له بطريقة غير لائقة، وكذلك عما هو مسموح وما هو غير مسموح من أي شخص حتى لو كان قريب وليس فقط من الغرباء، عن اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة. وهناك الكثير من الوسائل التي يمكن عن طريقها تعليم الأطفال معنى التحرش بداية من الأغاني والفيديوهات الموجودة على الإنترنت بكل اللغات ومنها اللغة العربية، كما يتوافر أيضاً دورات توعية للأطفال والكبار تقدمها بعض المنظمات وبعض المواقع الإلكترونية مثل منظمة Safe Kids التي تعطي توعية للكبار والأطفال أو عن الإساءة الجنسية بداية من عمر ٣ سنوات.
كيف يتم علاج التحرش الجنسي للاطفال؟
يتم علاج التحرش الجنسي للأطفال طبقًا للعلاج الشامل والذي يضم منهجي مناصرة الضحايا وتطبيق العدالة القانونية والاجتماعية ورعاية الطفل من خلال علاج التحرش الجنسي نفسيا للطفل.
طرق علاج التحرش الجنسي نفسيا للاطفال
لا يوجد هناك نهج موحد يسير على جميع الحالات، نظرًا لاختلاف الاستجابات النفسيةمن طفل لآخر.
لذا من يقوم باختيار النوع المناسب للحالة هو الأخصائي النفسي أو الطيب المتخصص بعد تشخيص وفحص حالة الطفل.
ويعد علاج ما بعد الصدمة هو أهم أنواع علاج التحرش الجنسي نفسيا وهو عبارة عن تدخلات نفسية وطبية للمجني عليه أثر التحرش الجنسي، بهدف علاج الإصابات الجسدية والصدمات النفسية الناجمة عن الحادث.
يمكن تطبيق أكثر من نوع لعلاج الصدمات الجنسية، من بينهما تطبيق العلاج النفسي على الأفراد الذين يعانين من اضطرابات الصحة العقلية والآثار العاطفية النفسية.
وقد تشمل العلاجات النفسية على الأنواع التالية:
العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات
وهو نوع من أنواع علاج التحرش الجنسي نفسيا والذي يركز على الترابط ما بين أفكار الفرد وسلوكياته نحو السلوك الجنسي كما أنه نهج علاجي في إطار العلاج السلوكي المعرفي الأطفال والمراهقين المتعرضين سابقًا من تجارب الصدمات.
العلاج السلوكي المعرفي عبارة عن نموذج علاجي قصير الأمد يمكن استخدامه في أكثر من مكان مثل مرافق الصحة العقلية أو المستشفى أو المنزل، ويعتمد على الجلسات الفردية مع الضحية والطبيب أو المتخصص النفسي.
وهناك العديد من كتب العلاج المعرفي السلوكي للتحرش الجنسي بالإضافة إلى كتب التحرش الجنسي وعلاقته بالأمن النفسي ، للتوعية أولياء الأمور بخصوص علاج التحرش الجنسي نفسيا للأطفال.
العلاج النفسي الديناميكي
ويعتمد هذا النوع من العلاج على العقل اللاوعي بهدف تخفيف حدة الأعراض التي يعاني منها في ذلك الوقت، حيث يسمح هذا النوع من العلاج بمواجهة المجني عليه جنسيًا صدماتهم وفهم ما يعنيه التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي، والاعتراف بالآثار المترتبة عليه، وكيف يؤثر على سلوكياتهم وأفكارهم الحالية.
يركز علاج التحرش الجنسي نفسيا باتباع البرنامج الديناميكي للمجني عليه على عدة مميزات منها:
مناقشة الحدث الذي تعرض له الشخص.
استكشاف واستجواب المجني عليه لأي مواضيع أو أنماط متكررة من الحدث.
المشاعر والعواطف التي تُسيطر على المتحرش به.
استكشاف واستنتاج أحلام الضحية وأوهامه ورغباته.
العلاج باللعب
هذا النوع من أنواع علاج التحرش الجنسي نفسيا يستهدف الضحيا الصغار الأطفال الأصغر سنًا، والذين لا يتفهمون المهارات المعرفية لفهم الحدث أو التجربة التي مرو بها.
حيث ينخرط الطفل في أنشطة اللعب بالدمى أو الرمل أو اللعبة المفضلة إليه أثناء بناء الثقة والتواصل مع المعالج النفسي.
يمكن استخدام العلاج باللعب بشكل فردي أو جماعي، فربما يساعد العلاج الجماعي في العمل من خلال إظهار سلوك الأطفال السلبي المترتب على صدمتهم بعد الحادث، وفيما يلي أبرز الأعراض السلوكية التي تصدر منهم:
الانسحاب من التجمع أثناء اللعب.
إظهار السلوك الجنسي مع أطفال آخرين خلال فترة اللعب.
التشتت وعدم الانتباه أثناء اللعب.
العدوانية والعنف مع الآخرين.
في الختام، لا يمكن التغاضي عن الضرر الناجم عن التحرش أو تجاهله. إنه منتشر ومضر وله آثار طويلة الأمد على الأفراد الذين يعانون منه. يؤدي التحرش إلى استمرار ثقافة الخوف والصمت وعدم المساواة، مما يحرم الأفراد من حقوق الإنسان الأساسية ويعيق نموهم الشخصي والمهني.من الضروري أن نستمر في معالجة ومواجهة التحرش بجميع أشكاله، سواء كان ذلك في مكان العمل أو عبر الإنترنت أو في أي مكان آخر. يجب على المنظمات وضع سياسات وإجراءات واضحة لمنع التحرش والاستجابة له، بينما يجب على الأفراد اتخاذ موقف ضده ودعم أولئك الذين تأثروا في نهاية المطاف، يجب أن يكون الهدف النهائي هو مجتمع خالٍ من التحرش، حيث يتم تقدير كل فرد واحترامه وقدرته على العيش دون خوف وتمييز. دعونا نسعى جاهدين لتحقيق هذه الرؤية ونقف متحدين ضد التحرش، مدركين أنه من خلال القيام بذلك فقط يمكننا خلق مستقبل أكثر إشراقًا وإنصافًا للجميع.