الصحة النفسية: أساس التوازن والسعادة في الحياة

تاريخ النشر: 2025-11-05 | كتب: د الفت منير استشاري صحة نفسية وارشاد اسري


الصحة النفسية من أهم جوانب الإنسان التي تؤثر في جميع نواحي حياته، فهي ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من التوازن العاطفي والعقلي والاجتماعي تمكّن الفرد من التعامل مع ضغوط الحياة واتخاذ القرارات الصحيحة وبناء علاقات صحية مع الآخرين.


ما هي الصحة النفسية؟

تشمل الصحة النفسية شعور الإنسان بالرضا عن نفسه وقدرته على التكيف مع المواقف المختلفة. وهي تتعلق بكيفية تفكير الشخص وشعوره وتصرفه، وتلعب دورًا أساسيًا في تحديد جودة حياته اليومية.
وتؤكد الدكتورة ألفت منير أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالصحة الجسدية، لأن كليهما مترابطان، فالجسد السليم لا يمكن أن يكتمل إلا بعقل مستقر ونفس مطمئنة.


أهمية الاهتمام بالصحة النفسية

الصحة النفسية الجيدة تساعد الإنسان على التفكير بإيجابية، وتحسين الإنتاجية، والتفاعل الاجتماعي السليم. كما أنها تقي من الاكتئاب والقلق والتوتر المزمن.
وتشير الدكتورة ألفت منير إلى أن الإهمال في التعامل مع المشاعر السلبية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة إذا لم يتم احتواؤها في الوقت المناسب، لذلك فإن طلب المساعدة النفسية خطوة شجاعة وليست ضعفًا.


علامات ضعف الصحة النفسية

هناك مؤشرات يمكن أن تدل على وجود خلل في الصحة النفسية، منها:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة.

  • الشعور المستمر بالحزن أو القلق أو الخوف.

  • اضطرابات النوم أو الشهية.

  • صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات.

  • الانعزال عن الأصدقاء أو الأسرة.
    وتوضح الدكتورة ألفت منير أن ملاحظة هذه العلامات مبكرًا واللجوء إلى مختص نفسي يمكن أن يمنع تطور الحالة ويساعد في استعادة التوازن النفسي بسرعة.


العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية

تتأثر الصحة النفسية بعدة عوامل، منها:

  1. العوامل الوراثية: بعض الاضطرابات قد تنتقل وراثيًا.

  2. الضغوط الحياتية: مثل فقدان العمل أو التعرض لمشكلات أسرية.

  3. العزلة الاجتماعية: التي تؤدي إلى ضعف الدعم العاطفي.

  4. الإدمان أو العادات السلبية: والتي تضعف الجهاز العصبي وتؤثر على المزاج.

  5. الصدمات النفسية: مثل الحوادث أو فقدان الأحبة.

وتنبه الدكتورة ألفت منير إلى أن الوقاية خير من العلاج، فالمحافظة على نمط حياة متوازن وممارسة الرياضة والتعبير عن المشاعر من الأمور التي تقي من الاضطرابات النفسية.


طرق تعزيز الصحة النفسية

  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الحالة المزاجية.

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.

  • تناول غذاء صحي متوازن.

  • الابتعاد عن العزلة والانخراط في أنشطة اجتماعية.

  • استشارة الأخصائي النفسي عند الشعور بالضغوط الشديدة.
    وتؤكد الدكتورة ألفت منير أن العلاج النفسي لا يعني فقط تناول الأدوية، بل يعتمد بشكل كبير على جلسات الدعم النفسي والإرشاد السلوكي، التي تساعد الشخص على فهم ذاته والتعامل بمرونة مع تحديات الحياة.


الصحة النفسية في مكان العمل

تلعب الصحة النفسية دورًا محوريًا في الأداء المهني، فالعامل الذي يتمتع باتزان نفسي يكون أكثر إنتاجية وقدرة على الإبداع.
وتوضح الدكتورة ألفت منير أن بيئة العمل الصحية التي تشجع على الحوار والتقدير تساهم في رفع الروح المعنوية وتقليل معدلات الإرهاق والاحتراق النفسي.


إن الصحة النفسية هي حجر الأساس لحياة متوازنة وسعيدة. والاهتمام بها يجب أن يكون أولوية لكل فرد، مثل الاهتمام بالتغذية أو الرياضة.
وتشدد الدكتورة ألفت منير على أن الوقاية تبدأ بالوعي، فكلما زاد وعي الإنسان بذاته وبحالته النفسية، استطاع أن يعيش حياة أكثر استقرارًا وطمأنينة وسلامًا داخليًا.
فالعقل السليم والنفس الهادئة هما سر السعادة الحقيقية في رحلة الحياة.