العلاج بتقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركة العين (EMDR)

تاريخ النشر: 2025-08-28 | كتب: دكتور هشام الدباح مدرس الطب النفسي


يُعَد العلاج بتقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين (EMDR Therapy) واحدًا من أبرز أساليب العلاج النفسي الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في التعامل مع الصدمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). تم تطوير هذه التقنية في ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين أثبتت فعاليتها في مساعدة المرضى على معالجة الذكريات الصادمة والتجارب المؤلمة بشكل صحي وآمن.
 

ما هي تقنية EMDR؟

تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين هي أسلوب علاجي يستند إلى تحفيز الدماغ عبر حركات العين أو منبهات حسية ثنائية الجانب (مثل الأصوات أو النقرات)، مما يساعد المخ على إعادة معالجة الذكريات المؤلمة والتخفيف من شدتها. الفكرة الأساسية أن الدماغ، عند تحفيزه بهذه الطريقة، يصبح أكثر قدرة على التعامل مع التجارب الصادمة بطريقة صحية ودمجها في الذاكرة بشكل طبيعي.
 

آلية عمل تقنية EMDR

  • يبدأ المعالج بمناقشة الحدث أو الصدمة مع المريض.

  • يطلب من المريض استدعاء التجربة المؤلمة في ذهنه.

  • في الوقت نفسه، يتم تحفيز العينين عبر حركات سريعة من جانب لآخر أو باستخدام مؤثرات صوتية أو لمسية.

  • هذا التحفيز يساعد الدماغ على إزالة الحساسية تجاه الذكرى وتقليل شدتها العاطفية.

  • بمرور الوقت، تتحول الاستجابة الانفعالية السلبية إلى استجابة أكثر هدوءًا وتقبلاً.
     

الحالات التي يعالجها EMDR

تشير الأبحاث إلى أن تقنية EMDR لا تقتصر على اضطراب ما بعد الصدمة فقط، بل تساعد في العديد من الاضطرابات النفسية مثل:

  • اضطراب القلق العام.

  • الاكتئاب الناتج عن الصدمات.

  • الرهاب بأنواعه.

  • اضطرابات الأكل.

  • الوسواس القهري.

  • مشكلات الثقة بالنفس وصدمات الطفولة.
     

مميزات العلاج بتقنية EMDR

  • فعالية سريعة: بعض المرضى يلاحظون تحسنًا كبيرًا بعد عدد قليل من الجلسات.

  • غير دوائي: لا يعتمد على الأدوية بل على آليات الدماغ الطبيعية.

  • آمن وفعال: معتمد من منظمات طبية عالمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعية الأمريكية للطب النفسي.

  • مناسب لمختلف الأعمار: يمكن تطبيقه للأطفال والمراهقين والبالغين.
     

دكتور هشام الدباح يؤكد

يؤكد دكتور هشام الدباح، المتخصص في العلاج النفسي، أن تقنية EMDR تمثل خطوة كبيرة في علاج الاضطرابات المرتبطة بالصدمة النفسية، حيث تشدد الأبحاث على أنها تساعد المرضى في تجاوز تجاربهم المؤلمة بشكل أسرع وأكثر استدامة مقارنة بالطرق التقليدية.

  • يشدد دكتور هشام على أن العلاج بهذه التقنية يفتح أمام المرضى بابًا للتعافي من دون الاعتماد الكامل على الأدوية.

  • يوضح أن الجلسات تُصمَّم بشكل فردي حسب حالة المريض، مما يزيد من نسب النجاح.

  • ينبه إلى أن العلاج يجب أن يتم فقط على يد معالج نفسي مدرَّب ومعتمد في استخدام EMDR.
     

نصائح دكتور هشام الدباح لنجاح العلاج

  • اختيار معالج متخصص في تقنية EMDR ومعتمد دوليًا.

  • الالتزام بالخطة العلاجية وعدم التوقف المبكر عن الجلسات.

  • التحلي بالصبر لأن إعادة معالجة التجارب الصادمة قد تحتاج لعدة جلسات.

  • ممارسة أساليب الاسترخاء والدعم النفسي بجانب العلاج.


إن العلاج بتقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركة العين (EMDR) يعد ثورة حقيقية في مجال العلاج النفسي، حيث يقدم للمرضى فرصة للتعافي من الصدمات النفسية بطرق آمنة وفعالة. ويؤكد دكتور هشام الدباح أن هذه التقنية ليست مجرد علاج حديث، بل أداة علاجية متكاملة تساعد على تحسين جودة الحياة والتخلص من آثار الماضي المؤلم.