إغلاق 25 مركزًا لعلاج الإدمان غير مرخص في القاهرة والجيزة

في إطار جهود وزارة الصحة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين وضمان تقديم خدمات علاجية آمنة وفعالة، أعلنت الوزارة مؤخرًا عن إغلاق 25 مركزًا لعلاج الإدمان في محافظتي القاهرة والجيزة تعمل بدون تراخيص رسمية. هذه الخطوة تأتي ضمن حملة موسعة لمراقبة مراكز العلاج وضبط سوق الخدمات الصحية المتعلقة بالإدمان، والتي شهدت تزايدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما أثار مخاوف بشأن جودة العلاج وسلامة المرضى.

خلفية الأزمة

شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات تعاطي المخدرات والإدمان على مختلف أنواع المواد المخدرة، سواء بين الشباب أو الفئات العمرية المختلفة. وبالرغم من وجود العديد من مراكز علاج الإدمان الحكومية والخاصة، إلا أن بعض هذه المراكز تعمل بدون ترخيص، مما يطرح تساؤلات جدية عن مدى كفاءة برامجها العلاجية والتزامها بالمعايير الطبية والأخلاقية.

كانت هناك العديد من الشكاوى من المرضى وأسرهم حول سوء الخدمات في بعض المراكز غير المرخصة، حيث تم الإبلاغ عن حالات تعذيب نفسي وجسدي، بالإضافة إلى نقص في التأهيل الطبي وعدم اتباع البروتوكولات العلاجية المعتمدة.

تفاصيل الإغلاق

استجابة لهذه المخاوف، أطلقت وزارة الصحة حملة تفتيشية واسعة على مراكز علاج الإدمان في محافظتي القاهرة والجيزة، أسفرت عن:

• إغلاق 25 مركزًا غير مرخص بالكامل

• إيقاف عمل العديد من الكوادر الطبية والإدارية غير المؤهلة

• إحالة بعض القائمين على المراكز إلى الجهات القانونية للتحقيق

وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات جاءت بعد رصد مخالفات عديدة تضمنت غياب الاشتراطات الصحية، وعدم الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، واستخدام طرق علاج غير معتمدة قد تشكل خطراً على صحة المرضى.

أهمية الإغلاق في ضمان جودة العلاج

تُعد خطوة إغلاق المراكز غير المرخصة ضرورية لحماية المجتمع من المخاطر التي قد تنجم عن العلاجات غير العلمية أو السيئة. إذ يعتمد علاج الإدمان بشكل رئيسي على برامج علاجية متكاملة تشمل:

• التشخيص الطبي الدقيق

• العلاج النفسي والسلوكي المتخصص

• الدعم الاجتماعي والأسري

• المتابعة المستمرة لمنع الانتكاس

غياب هذه المعايير يؤدي إلى فشل العلاج وزيادة مخاطر التعرض لأضرار صحية ونفسية طويلة الأمد.

تعزيز الرقابة والتشريعات

تعمل وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الأمنية والهيئات الرقابية على:

• تطوير نظام صارم لمنح التراخيص لمراكز علاج الإدمان

• فرض معايير جودة صارمة للمنشآت الطبية

• تنظيم دورات تدريبية للكوادر الطبية العاملة في هذا المجال

• إطلاق حملات توعوية للتعريف بحقوق المرضى وضرورة تلقي العلاج في مؤسسات معتمدة

دور المجتمع والأسرة

بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية، يبقى دور المجتمع والأسرة حيويًا في مكافحة الإدمان. إذ أن الدعم النفسي والبيئة الأسرية الداعمة تلعب دورًا أساسيًا في نجاح عملية العلاج والحد من الانتكاس. كما يجب تشجيع المرضى على اختيار المراكز المعتمدة والتأكد من مصداقية الخدمات الطبية المقدمة.

الخلاصة

يُعد إغلاق 25 مركزًا لعلاج الإدمان غير مرخص في محافظتي القاهرة والجيزة خطوة مهمة في سبيل ضبط جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وحماية المرضى من المخاطر. كما يؤكد حرص وزارة الصحة على تعزيز الرقابة والتشريعات للارتقاء بقطاع علاج الإدمان، والتأكيد على أن يكون العلاج وفق معايير طبية وأخلاقية رفيعة لضمان نتائج علاجية ناجحة ومستدامة.