متى نلجأ لجراحة الأورطي؟ مع د. أحمد فهمي الوتيدي

تاريخ النشر: 2025-07-01 | كتب: الأستاذ الدكتور احمد فهمي الوتيدي رئيس جراحة القلب للكبار مركز الامير سلطان


يُعد تمدد الشريان الأورطي الصدري من الحالات الخطيرة التي قد تتطور بصمت، وقد يؤدي إهمالها إلى تمزق مفاجئ مهدد للحياة. ويوضح الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي استشاري أول جراحة القلب وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا، أن التوقيت المناسب للتدخل الجراحي هو العامل الحاسم في إنقاذ حياة المريض ومنع حدوث مضاعفات قاتلة.

في هذا المقال، نلقي الضوء على أسباب تمدد الشريان الأورطي، وكيفية التشخيص، ومتى يكون التدخل الجراحي ضروريًا.


 ما هو تمدد الشريان الأورطي الصدري؟

الشريان الأورطي هو أكبر شريان في الجسم، ينقل الدم من القلب إلى باقي الأعضاء. عند ضعف جدار هذا الشريان، يبدأ في التمدد بشكل غير طبيعي، خاصة في الجزء الصدري.

يشير الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي إلى أن هذا التمدد قد لا يسبب أعراضًا واضحة في بدايته، لكنه قد يؤدي إلى:

  • تمزق مفاجئ في الشريان (Aortic rupture)

  • تسلخ الشريان الأورطي (Aortic dissection)

  • ضغط على الرئتين أو القصبة الهوائية أو القلب نفسه


 كيف يتم التشخيص؟

عادةً ما يُكتشف تمدد الشريان الأورطي بالصدفة أثناء إجراء فحوصات أخرى، أو بسبب ظهور أعراض مثل:

  • ألم مستمر في الصدر أو أعلى الظهر

  • ضيق في التنفس

  • تغير في الصوت أو صعوبة في البلع (عند ضغط التمدد على الأعصاب أو المريء)

ويؤكد الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي أهمية استخدام الأشعة المقطعية بالصبغة أو الرنين المغناطيسي لتحديد حجم التمدد بدقة وموقعه.


 متى يجب اللجوء للجراحة؟

وفقًا لـ الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي، يتم التوصية بالتدخل الجراحي في الحالات التالية:

  • عندما يتجاوز قطر التمدد 5.5 سم لدى معظم المرضى

  • إذا كان التمدد ينمو بسرعة (أكثر من 0.5 سم في السنة)

  • وجود تاريخ عائلي لتمزق الأورطي

  • في حالات متلازمات وراثية مثل متلازمة مارفان

ويُفضل التدخل المبكر قبل حدوث التمزق أو التسلخ، لضمان نتائج جراحية أفضل وتقليل المخاطر.


 أنواع الجراحة المتاحة

بحسب الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي، هناك طريقتان أساسيتان للعلاج الجراحي:

  1. الجراحة المفتوحة: استبدال الجزء المتمدد بأنبوب صناعي (Graft)، وهي مناسبة للمرضى الأصحاء نسبيًا.

  2. القسطرة التداخلية (TEVAR): إدخال دعامة عن طريق الشريان الفخذي، وهي مناسبة لبعض الحالات المتقدمة أو غير القادرة على تحمل الجراحة الكبرى.


 الخلاصة

تمدد الشريان الأورطي الصدري قد لا يسبب أعراضًا واضحة، لكن تجاهله قد يؤدي لعواقب مميتة. ويؤكد الأستاذ الدكتور أحمد فهمي الوتيدي أن المتابعة الدقيقة والفحص الدوري للمرضى المعرضين للخطر، مع اتخاذ القرار الجراحي في التوقيت المناسب، هما أفضل وسيلتين للوقاية من التمزق وضمان نتائج علاجية ناجحة.