الشوكة العظمية: الأسباب والعلاج بالوسائل الحديثة – د. رامي فايز

تُعتبر الشوكة العظمية، المعروفة طبيًا بـ التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis)، من أبرز أسباب ألم الكعب التي تصيب شريحة كبيرة من الناس، خاصة من تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا. يُؤكد الدكتور رامي فايز، أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل، أن التشخيص الدقيق والعلاج المبكر عاملان أساسيان للشفاء السريع، وتجنب التحول إلى حالة مزمنة تعيق الحركة اليومية.

 ما هي الشوكة العظمية؟

يُستخدم مصطلح "الشوكة العظمية" لوصف نتوء عظمي صغير ينمو أسفل عظمة الكعب، لكنه في الحقيقة غالبًا لا يكون سبب الألم. السبب الحقيقي في معظم الحالات هو التهاب اللفافة الأخمصية، وهو النسيج الليفي الذي يربط عظمة الكعب بأصابع القدم ويدعم تقوس القدم. مع مرور الوقت، قد يؤدي الإجهاد المتكرر إلى حدوث تمزقات صغيرة تسبب التهابات مزمنة وألمًا شديدًا.

 الأسباب الشائعة حسب د. رامي فايز:

• زيادة الوزن والسمنة: تضغط الدهون الزائدة على أربطة القدم، خاصة عند الوقوف أو المشي.

• الوقوف لفترات طويلة: شائع في مهن مثل التدريس، التمريض، المصانع.

• الأحذية غير المناسبة: مثل الأحذية ذات الكعب العالي أو المسطحة بدون دعم كافٍ.

• ممارسة رياضات الجري أو القفز بشكل مفاجئ أو مفرط.

• مشكلات في تشريح القدم مثل القدم المسطحة أو قوس القدم المرتفع.

• شد عضلات الربلة أو قصر وتر أخيل مما يزيد من الشد على اللفافة.

• العمر: تبدأ مرونة الأنسجة بالانخفاض مع التقدم في السن.

 الأعراض:

• ألم حاد في الكعب عند أول خطوات الصباح

• إحساس بالوخز أو الشد في أسفل القدم

• الألم يخف مؤقتًا مع الحركة ثم يزداد بعد فترات الوقوف أو المشي

• تورم خفيف أو شعور بوجود "حصاة" تحت الكعب

 وسائل العلاج حسب د. رامي فايز:

 العلاج الطبيعي (الخط الأول):

• تمارين الإطالة:

  • لللفافة الأخمصية: مثل سحب أصابع القدم باتجاه الجسم.

  • لوتر أخيل وعضلات الساق: الوقوف أمام الحائط مع دفع الساق إلى الخلف.

• تمارين تقوية:

  • مثل التقاط المناشف بالأصابع لتقوية عضلات القدم.

• التدليك اليدوي:

  • باستخدام الإبهام أو الكرة لتخفيف التوتر العضلي.

• كمادات الثلج: 15–20 دقيقة ثلاث مرات يوميًا.

• الجبائر الليلية: للحفاظ على تمدد اللفافة أثناء النوم.

• استخدام أجهزة التحفيز الكهربائي في الجلسات لتحفيز التئام الأنسجة.

 الوسائل الحديثة والمتقدمة:

1. حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP)
   تساعد في تجديد الأنسجة الملتهبة وتحفيز الشفاء الطبيعي، ويتم سحب عينة من دم المريض ومعالجتها ثم حقنها في مكان الإصابة.

2. العلاج بالموجات التصادمية (ESWT)
   موجات صوتية عالية الطاقة تركز على موضع الألم، لتحفيز الدورة الدموية وتكسير التكلسات الدقيقة.

3. العلاج بالليزر عالي الكثافة (HILT)
   يعالج الالتهاب ويُعزز إصلاح الأنسجة بشكل غير جراحي.

4. حقن الكورتيزون
   تستخدم في الحالات الشديدة فقط، وبحذر، لما لها من آثار جانبية على الأنسجة إذا تكررت.

5. الأجهزة التقويمية (Custom Orthotics)
   تُصمم خصيصًا حسب شكل القدم لدعم القوس وتوزيع الضغط بشكل مثالي.

6. الجراحة
   لا يُنصح بها إلا بعد فشل جميع الخيارات المحافظة لمدة تتجاوز 6–12 شهرًا. يتم خلالها تحرير جزء من اللفافة لتقليل الضغط.

 نصائح د. رامي فايز للوقاية والتعافي:

• لا تمشي حافيًا، خاصة على الأرضيات الصلبة.

• اختر أحذية مريحة وذات دعامة لقوس القدم.

• التزم بتمارين الإطالة حتى بعد زوال الألم.

• راقب وزنك، فكل كيلوغرام زائد يضاعف الحمل على القدم.

• تجنب النشاط الزائد المفاجئ دون إحماء مناسب.