موافقة أمريكية على أول جسم مضاد لـ RSV عند الرضع: إنجاز جديد في طب الأطفال

في خطوة طال انتظارها، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها رسميًا على استخدام عقار Clesrovimab (الاسم التجاري: Enflonsia) كأول جسم مضاد وقائي يُستخدم لحماية الرضّع من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، الذي يُعد أحد أخطر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي في الأطفال دون سن العام.

 ما هو فيروس RSV؟

فيروس RSV (Respiratory Syncytial Virus) هو فيروس موسمي يصيب الجهاز التنفسي، ويُعد السبب الأكثر شيوعًا لدخول الرضّع إلى المستشفيات بسبب:

• التهاب الشعب الهوائية

• الالتهاب الرئوي

• ضيق التنفس الحاد

• نوبات تنفسية متكررة

أغلب الإصابات تحدث خلال شهور الشتاء، وغالبًا ما تُصيب الرضّع والأطفال الصغار بسبب مناعتهم الضعيفة، خصوصًا المواليد المبكرين أو من يعانون من أمراض مزمنة.

 ما هو Clesrovimab (Enflonsia)؟

Clesrovimab هو جسم مضاد أحادي النسيلة، صُمم ليتم حقنه في الأطفال لمنع ارتباط فيروس RSV بالخلايا التنفسية. يتميز Enflonsia بما يلي:

• يُحقن مرة واحدة قبل موسم الفيروس

• فعاليته تمتد لعدة أشهر

• يقلل معدلات الإصابة والاحتجاز بالمستشفيات بنسبة تزيد عن 80%

وقد أثبت العقار فعاليته في تجارب سريرية شملت آلاف الرضّع من مختلف الفئات العمرية والعرقية.

 كيف يعمل هذا الجسم المضاد؟

يعمل Clesrovimab على منع دخول الفيروس إلى الخلايا، حيث يلتصق بجزء معين من بروتين الفيروس، ويمنعه من الالتصاق بالخلايا التنفسية. بذلك:

• يمنع تكاثر الفيروس

• يقلل شدة الأعراض

• يُقلص فرص تطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة

 نتائج التجارب السريرية

في دراسة موسعة شملت أكثر من 3,000 رضيع:

• انخفضت معدلات الإصابة بعدوى RSV بنسبة 83% مقارنة بالرضّع غير المحصنين

• لم يُسجل أي أعراض جانبية خطيرة مرتبطة بالعقار

• كانت الاستجابة فعالة خاصة في الرضع المولودين قبل الأوان

 لماذا هذا الإنجاز مهم عالميًا؟

• فيروس RSV يتسبب سنويًا في ملايين الإصابات ومئات الآلاف من حالات دخول المستشفى في الأطفال.

• حتى وقت قريب، لم يكن هناك لقاح أو علاج وقائي فعّال للرضع.

• الموافقة على Enflonsia تُعد بداية لمرحلة جديدة في الوقاية المبكرة من الأمراض التنفسية عند الأطفال.

 خلاصة

اعتماد عقار Clesrovimab (Enflonsia) من قبل FDA يُمثل ثورة في مجال الوقاية من أمراض الأطفال، وخاصة في حماية الفئات الأكثر هشاشة من مضاعفات فيروس RSV. مع هذا الإنجاز، يخطو الطب خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر أمانًا لأطفالنا، ويمنح الأهل والأطباء وسيلة فعالة للحماية الاستباقية.