تاريخ النشر: 2025-06-23 | كتب:
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في علاجات السمنة، خاصة مع ظهور أدوية فعّالة مثل Wegovy وOzempic، والتي تعتمد على تحفيز هرمون GLP‑1 لتقليل الشهية وتعزيز فقدان الوزن. ومع زيادة الإقبال العالمي على هذه العلاجات، بدأت تظهر ملاحظات سريرية جديدة، أهمها أن فقدان الوزن السريع قد يترافق أحيانًا مع فقدان غير مرغوب فيه للكتلة العضلية. وهو ما دفع شركات الأدوية الكبرى إلى التنافس نحو تطوير عقاقير جديدة تحافظ على الكتلة العضلية أثناء الحمية الدوائية.
الكتلة العضلية ليست مجرد مكوّن جمالي للجسم، بل هي أساس للصحة العامة، وتؤثر بشكل مباشر على:
معدل الحرق (الأيض): العضلات تستهلك سعرات حرارية أكثر من الدهون، مما يساعد في الحفاظ على الوزن بعد فقدانه.
قوة الجسم ووظائفه اليومية: ضعف الكتلة العضلية قد يؤدي إلى إرهاق، صعوبة في الحركة، وسرعة فقدان التوازن.
صحة العظام والمفاصل: العضلات القوية تحمي المفاصل وتقلل من خطر الإصابة.
لذلك فإن فقدان الوزن مع الحفاظ على الكتلة العضلية يُعد الهدف المثالي لأي علاج للسمنة.
تتنافس شركتان عالميتان بشكل خاص في هذا المجال:
تعمل على تطوير نسخة محسّنة من دواء tirzepatide (الاسم التجاري: Mounjaro)، لتشمل آلية إضافية تحفّز البناء العضلي.
الدراسات الأولية أظهرت نتائج واعدة في تقليل فقد الكتلة العضلية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالدواء الأصلي وحده.
تُجري أبحاثًا سريرية على تركيبات تجمع بين semaglutide ومكونات تنشط مسارات نمو العضلات مثل IGF‑1 أو myostatin inhibitors.
الهدف هو تطوير "ثنائية التأثير": فقدان دهون + تقوية عضلية.
توقّع تقرير صادر في يونيو 2025 أن سوق هذه الأدوية المزدوجة قد يصل إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2035.
ويرجع هذا إلى:
تزايد معدلات السمنة عالميًا.
ارتفاع وعي المرضى بأهمية الكتلة العضلية.
دخول هذه الأدوية في بروتوكولات علاج الشيخوخة.
رغم الحماس الكبير، تواجه الشركات تحديات حقيقية، منها:
ضبط التوازن بين حرق الدهون وتحفيز العضلات دون آثار جانبية.
اختلاف الاستجابة بين الأفراد حسب الجنس والعمر واللياقة البدنية.
الموافقة التنظيمية التي قد تستغرق سنوات من الدراسات الطويلة.
التحوّل من مجرد فقدان الوزن إلى فقدان صحي ومتوازن يُعتبر التوجه الجديد لعلاجات السمنة الحديثة. ومع تسابق شركات الأدوية نحو تطوير أدوية تحمي الكتلة العضلية أثناء التخسيس، يبدو المستقبل واعدًا، ليس فقط بخسارة الوزن، بل بحفاظ فعلي على الصحة العامة وجودة الحياة.