متلازمة النفق الرسغي مع د. شيماء طلب بسيوني

تاريخ النشر: 2025-06-22 | كتب: دكتورة شيماء طلب البسيونى اخصائية الطب الطبيعى و الروماتيزم و التأهيل


تُعد متلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome) من الحالات العصبية الشائعة التي تؤثر على اليد والمعصم، مسببةً أعراضًا مزعجة مثل الألم، التنميل، والوخز، والتي تنتج عن انضغاط العصب المتوسط أثناء مروره عبر النفق الرسغي في المعصم. لا تقتصر تداعيات هذه المتلازمة على الألم الجسدي فحسب، بل تمتد لتؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية ونوعية النوم، مما يستدعي تدخلًا علاجيًا فعالًا. لحسن الحظ، تتوفر العديد من الخيارات العلاجية غير الجراحية التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.

في هذا المقال، نتعمق في الأسباب الكامنة وراء متلازمة النفق الرسغي ونستعرض أبرز الاستراتيجيات العلاجية غير الجراحية، مع تسليط الضوء على الإسهامات القيمة للدكتورة شيماء طلب بسيوني اخصائية العلاج الطبيعي والتأهيل.


فهم أسباب متلازمة النفق الرسغي

تتعدد العوامل التي تساهم في تطور متلازمة النفق الرسغي، وتشمل:

  • الأنشطة المتكررة والمهن: تُعد الحركات المتكررة للمعصم، كالتي تتطلبها مهن مثل الكتابة على لوحة المفاتيح، استخدام الأدوات اليدوية الاهتزازية، أو العزف على بعض الآلات الموسيقية، عاملًا رئيسيًا في زيادة الضغط على العصب المتوسط.
  • الوضعية الخاطئة: الحفاظ على المعصم في أوضاع غير طبيعية لفترات طويلة يمكن أن يضيق النفق الرسغي ويزيد من احتمالية انضغاط العصب.
  • التغيرات الهرمونية: فترات مثل الحمل أو انقطاع الطمث قد تؤدي إلى احتباس السوائل والتورم، مما يزيد الضغط داخل النفق الرسغي.
  • الحالات الطبية الكامنة: ترتبط بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري، التهاب المفاصل الروماتويدي، قصور الغدة الدرقية، والسمنة بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
  • الإصابات السابقة: قد تؤدي الإصابات التي تصيب المعصم، كالحوادث أو الكسور، إلى تغييرات هيكلية تضيّق النفق الرسغي.
  • الاستعداد الوراثي: يلعب العامل الوراثي دورًا في تحديد الحجم التشريحي للنفق الرسغي، مما قد يجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة.

استراتيجيات العلاج غير الجراحي: منظور د. شيماء طلب بسيوني

تؤكد الدكتورة شيماء طلب بسيوني على أن التدخل المبكر والالتزام بالبروتوكولات العلاجية غير الجراحية يمثلان حجر الزاوية في إدارة متلازمة النفق الرسغي لمعظم الحالات. تشمل هذه الاستراتيجيات:

  • الراحة وتعديل النشاط: يُعد تقليل أو تجنب الأنشطة التي تفاقم الأعراض خطوة أولى حاسمة. تنصح الدكتورة شيماء طلب بسيوني بأخذ فترات راحة منتظمة أثناء الأنشطة التي تتطلب استخدام اليد والمعصم، مع تعديل وضعيات العمل لتحسين بيئة العمل اليدوي.
  • الجبائر الداعمة: استخدام جبيرة المعصم، خاصة أثناء النوم، يساهم في إبقاء المعصم في وضع محايد، مما يقلل الضغط الليلي على العصب المتوسط ويخفف من التنميل والألم.
  • العلاج الدوائي: قد يوصى بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
  • برامج التمارين التأهيلية: تشدد د. شيماء طلب بسيوني على أهمية التمارين العلاجية الموجهة، والتي تركز على إطالة وتقوية عضلات الساعد واليد لتحسين الميكانيكا الحيوية للمعصم وتخفيف الضغط على العصب.
  • حقن الكورتيكوستيرويدات: في بعض الحالات، يمكن أن يوفر الحقن الموضعي للكورتيزون داخل النفق الرسغي راحة سريعة ومؤقتة عن طريق تقليل الالتهاب والتورم.
  • العلاج الطبيعي المتخصص: يلعب أخصائي العلاج الطبيعي دورًا محوريًا في وضع خطة علاجية فردية. يشمل ذلك تقنيات العلاج اليدوي، التعبئة العصبية (Nerve Gliding Exercises)، والتعليم المكثف للمريض حول استراتيجيات الحفاظ على المعصم والوقاية من تكرار الأعراض. تساهم خبرة الدكتورة شيماء طلب بسيوني في توجيه المرضى نحو أفضل الممارسات العلاجية.

تتطلب إدارة متلازمة النفق الرسغي نهجًا شموليًا يعتمد على التقييم الدقيق للحالة والالتزام بالخطة العلاجية. ومع تطبيق الاستراتيجيات غير الجراحية المذكورة، يمكن للغالبية العظمى من المرضى تحقيق تحسن ملحوظ في الأعراض واستعادة وظيفة اليد والمعصم بشكل كامل دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، وذلك بدعم وتوجيه من متخصصين مثل الدكتورة شيماء طلب بسيوني.