أول عملية زراعة قلب روبوتية بالكامل في أمريكا

تاريخ النشر: 2025-06-19 | كتب:

شهدت مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية حدثًا طبيًا غير مسبوق، حيث أجرى فريق من الجراحين في مستشفى "بايلور سانت لوك الطبي" أول عملية زرع قلب كاملة باستخدام تقنية الجراحة الروبوتية عبر شقوق صغيرة في الصدر، من دون الحاجة إلى فتح القفص الصدري كليًا. يُعد هذا الإنجاز طفرة نوعية في مجال الجراحة القلبية ويمهّد الطريق نحو تقنيات علاجية أكثر أمانًا وأقل تدخلًا جراحيًا.

خلفية العملية

العملية أجريت لمريض يعاني من فشل قلبي حاد، وكان بحاجة إلى زراعة قلب. عادةً ما تتطلب مثل هذه العمليات شقًا كبيرًا في عظمة الصدر (عبر القصّ الكامل) للوصول إلى القلب، ما يسبب ألمًا شديدًا للمريض، ويطيل فترة الشفاء ويزيد من خطر العدوى والمضاعفات. لكن باستخدام الذراع الآلية الروبوتية، تمكن الفريق الجراحي من إجراء الزرع بدقة عالية من خلال شق صغير فقط.

التقنية المستخدمة

اعتمدت الجراحة على نظام روبوتي دقيق يُدار من قِبل الجراح الرئيسي، ما يسمح له بإجراء حركات دقيقة تتجاوز قدرات اليد البشرية. الروبوت مزود بكاميرا ثلاثية الأبعاد عالية الدقة وأدوات جراحية صغيرة ومرنة تتحرك بحرية داخل الجسد. تم من خلال هذه التقنية إزالة القلب المتضرر وتركيب القلب الجديد بفعالية مذهلة، دون أن يتطلب الأمر فتح الصدر بالكامل.

فوائد الابتكار

تعد هذه التقنية ثورة في عالم زراعة القلب، إذ أنها تقلل بشكل كبير من مخاطر النزيف والعدوى، وتُسرّع من عملية التعافي. في حالة هذا المريض، تمت ملاحظة تحسّن في حالته الصحية خلال أيام فقط، كما تمكّن من النهوض والمشي في وقت أقصر بكثير من المرضى الذين خضعوا للزراعة التقليدية.

إضافة إلى ذلك، فإن تقليل التدخل الجراحي يخفف من الضغط النفسي والجسدي على المريض، ويوفر على أنظمة الرعاية الصحية تكاليف العلاج بعد العملية.

تصريحات الأطباء

الدكتور "جوون وو لي"، الجراح الرئيسي في العملية، صرّح بأن هذا الإنجاز "يمثل لحظة فارقة في مسار جراحات القلب"، وأكد على أن الجراحة الروبوتية ليست فقط أكثر دقة، بل أيضًا أكثر إنسانية، كونها تراعي راحة المريض وتسهل تعافيه.

كما أشار الفريق الطبي إلى أن هذه التقنية سيتم تقييمها على نطاق أوسع في المستقبل، مع احتمالية تعميم استخدامها في مراكز زراعة القلب حول العالم، خاصة مع ازدياد الحاجة إلى مثل هذه العمليات.

مستقبل الجراحة الروبوتية

مع تسارع الابتكارات الطبية، يبدو أن الجراحة الروبوتية ستصبح الخيار الأساسي في عدد متزايد من الإجراءات المعقدة. ما حدث في هيوستن ليس مجرد نجاح تقني، بل هو إعلان لبداية عصر جديد في طب القلب، حيث تتكامل المهارات البشرية مع قدرات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الروبوتية لتحقيق أفضل نتائج ممكنة للمرضى.