تاريخ النشر: 2025-06-15 | كتب: دكتورة سارا ميشيل باسيلى إستشارى المخ والأعصاب والطب النفسى
اضطرابات الشخصية تُعد من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وانتشارًا، وغالبًا ما يُساء فهمها من قبل المحيطين بالمريض وحتى من بعض العاملين في المجال الصحي.
في هذا المقال، توضح د. سارا ميشيل باسيلي، أخصائية الطب النفسي، ماهية اضطرابات الشخصية، أنواعها المختلفة، وكيفية تشخيصها وعلاجها بشكل فعّال.
اضطرابات الشخصية هي نمط ثابت من الأفكار والسلوكيات والمشاعر، يظهر في سن مبكرة ويؤثر سلبًا على حياة الشخص وتفاعله الاجتماعي أو المهني.
هذه الاضطرابات ليست مجرد "صفات سيئة"، بل حالات نفسية معترف بها طبيًا وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلاً علاجياً مخصصًا.
تُقسم اضطرابات الشخصية إلى ثلاث مجموعات (Clusters):
اضطراب الشخصية الزورية (Paranoid):
الشك الدائم في نوايا الآخرين، مع الحساسية المفرطة للنقد.
اضطراب الشخصية الفصامية (Schizoid):
الانطواء الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالعلاقات أو المشاعر.
اضطراب الشخصية الفصامية الشكل (Schizotypal):
سلوكيات غريبة، تفكير غير منطقي، ميل للعزلة.
اضطراب الشخصية الحدية (Borderline):
تقلبات مزاجية حادة، علاقات غير مستقرة، اندفاعية.
اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic):
شعور مبالغ فيه بالأهمية، حاجة مفرطة للإعجاب، نقص في التعاطف.
اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic):
سلوك مسرحي، رغبة شديدة في جذب الانتباه، تقلبات عاطفية سطحية.
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial):
تجاهل للقوانين، استغلال الآخرين، نقص الضمير أو الشعور بالذنب.
اضطراب الشخصية المتجنبة (Avoidant):
خوف شديد من الرفض، انسحاب اجتماعي رغم الرغبة في التواصل.
اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent):
حاجة مفرطة للرعاية والدعم، صعوبة في اتخاذ القرارات الشخصية.
اضطراب الشخصية القهرية (Obsessive-Compulsive):
انشغال مفرط بالكمال والنظام، صعوبة في المرونة.
تشير د. سارا ميشيل باسيلي إلى أن التشخيص يعتمد على:
مقابلات نفسية مفصلة مع المريض
استبيانات ومعايير تشخيصية معتمدة مثل DSM-5
تقييم الخلفية الشخصية والاجتماعية والعاطفية
في بعض الحالات، يتم الاستعانة بأفراد من محيط المريض للحصول على صورة أشمل
العلاج السلوكي الجدلي (DBT): فعال في حالات الشخصية الحدية
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تعديل أنماط التفكير والسلوك
العلاج النفسي الديناميكي: يعمل على فهم الجذور العاطفية العميقة للمشكلة
لا يُعالج الاضطراب نفسه، لكن يُستخدم لتقليل الأعراض المصاحبة مثل القلق، الاكتئاب أو التهيج.
يشمل تثقيف العائلة والمقربين حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل مع المريض بطريقة داعمة وغير حادة.
"اضطرابات الشخصية ليست حُكمًا دائمًا، بل حالة قابلة للعلاج والدعم. بالاستبصار المناسب والعلاج المتخصص، يمكن للمريض أن يعيش حياة مستقرة وناجحة نفسيًا واجتماعيًا."