تاريخ النشر: 2025-09-09
متلازمة المويا مويا من الأمراض النادرة والمعقدة التي تصيب الأطفال، وتؤثر على الشرايين الدماغية، مما يقلل وصول الدم إلى المخ. بالرغم من ندرتها، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يحمي الطفل من مضاعفات خطيرة مثل الجلطات الدماغية أو ضعف القدرات العقلية والحركية. في دليلى ميديكال هذا المقال، سنستعرض أسباب متلازمة المويا مويا عند الأطفال، أبرز أعراضها، وطرق العلاج بالأدوية والجراحة، بالإضافة إلى نصائح للرعاية بعد العملية، لتكون دليلك الشامل لفهم المرض والتعامل معه بطريقة علمية وآمنة.
مرض مويامويا حالة نادرة لكنها خطيرة، بتصيب أحد الشريانين السباتيين الداخليين أو الاثنين مع بعض، وهما الشرايين اللي بيكونوا في قاعدة المخ. مع مرور الوقت، الشرايين دي بتتضيّق، وده بيقلل وصول الدم للمخ، وممكن يؤدي لتكوين جلطات أو حدوث سكتة دماغية أو نوبة دماغية صغيرة.الدماغ في بعض الحالات بيحاول يعوّض عن طريق تكوين شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة عشان الدم يوصل لكل المناطق، والأوعية دي في الأشعة بتظهر زي "نفحات الدخان"، ومن هنا جات التسمية اليابانية "مويامويا" اللي معناها نفحة دخان.
يصيب حوالي طفل واحد من كل مليون شخص في الولايات المتحدة.
غالبًا بيتشخص في مرحلة الطفولة، ومتوسط عمر التشخيص حوالي سبع سنوات.
ممكن يصيب البالغين كمان، لكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال.
الفتيات أكثر عرضة للمرض من الأولاد تقريبًا بمعدل ضعف.
المرض أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي الأصول الآسيوية.
حتى الآن، العلماء مش متأكدين من السبب بدقة، لكن فيه احتمالات:
أسباب وراثية: عيب جيني في الأوعية الدموية.
أمراض مصاحبة: زي متلازمة داون، فقر الدم المنجلي، أو أمراض مناعية وغددية معينة.
كلمة "مويامويا" يابانية معناها "نفخة دخان". اكتشف الأطباء اليابانيون أن الأوعية الدموية الصغيرة اللي بتتكون لتعويض نقص الدم في المخ تظهر في تصوير الأوعية الدموية كشبكة ملتفة تشبه الدخان. ومن هنا أطلقوا على هذه الحالة اسم مرض مويامويا.
في اليابان: يصيب حوالي 5 من كل 100,000 شخص.
في الولايات المتحدة: أقل من 5,000 شخص.
بشكل عام، المرض نادر جدًا لكنه موجود في جميع أنحاء العالم.
اكتشف الباحثون طفرات في جين RNF213، المسؤول عن إنتاج بروتين يشارك في نمو الأوعية الدموية، وقد تكون سببًا لبعض حالات المرض.
حوالي 15% من الأشخاص ذوي الأصول اليابانية المصابين لديهم أحد أفراد العائلة مصاب بنفس الحالة، مما يشير إلى احتمالية وراثية، لكن نمط الوراثة الدقيق لا يزال غير معروف.
المرض أكثر شيوعًا بين الإناث بمعدل ضعف الذكور.
يمكن الإصابة في أي عمر، لكن الفئات الأكثر عرضة هي:
الأطفال بين 5 و10 سنوات
البالغون بين 30 و50 عامًا
على الرغم من ارتباطه باليابانيين، إلا أن الأطباء يلاحظون حالات متزايدة بين أشخاص من خلفيات عرقية مختلفة.
مرض مويامويا عند الأطفال بيتقسم لمراحل حسب تطور انسداد الشرايين في المخ والشبكة التعويضية اللي بتتكون مكانها. المراحل دي معروفة باسم تصنيف سوزوكي (Suzuki stages)، وبتتدرج من المرحلة الأولى للسادسة:
بداية ضيق في الشريان السباتي الداخلي أو فروعه.
لسه مفيش أوعية جانبية واضحة.
تكوين أوعية جانبية صغيرة جديدة (شبكة المويامويا).
بتظهر بداية "الدخان" في الأشعة.
انسداد أكبر في الشرايين الرئيسية.
شبكة المويامويا بتكبر وبتكون أوضح جدًا.
انسداد شديد في الشرايين الكبيرة.
شبكة المويامويا بتبدأ تضعف.
المخ يعتمد على شرايين بديلة من برة المخ.
اختفاء تدريجي لشبكة المويامويا.
الاعتماد بيبقى أكتر على الشرايين الخارجية.
انسداد شبه كامل للشرايين الرئيسية.
اختفاء شبكة المويامويا.
المخ بيعتمد بشكل شبه كامل على الإمداد الخارجي، وده أخطر مرحلة.
حتى الآن، الأسباب الدقيقة لمتلازمة مويامويا غير مفهومة بالكامل، لكن فيه عوامل مرتبطة بالمرض:
ارتباط واضح بين المرض ووجود طفرات جينية، أهمها جين RNF213، خصوصًا في الأطفال من شرق آسيا.
لو فيه تاريخ عائلي للإصابة، احتمال ظهور المرض أعلى.
بعض الأطفال بيتولدوا بشرايين دماغية أضعف أو عندهم استعداد للضيق التدريجي فيها.
فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia).
متلازمات وراثية زي متلازمة داون أو متلازمة تورنر.
أمراض مناعية زي الذئبة الحمراء (SLE).
أمراض الغدة الدرقية خاصة فرط نشاط الغدة.
بعد إشعاع الرأس أو أورام المخ في بعض الحالات.
في بعض الأطفال بيظهر المرض بدون سبب واضح أو مرض مصاحب، وده بيتسمى مرض مويامويا الأساسي (Primary Moyamoya Disease).
عادةً، أول علامة لمرض مويامويا هي السكتة الدماغية الإقفارية، واللي بتحصل لما جلطة دموية تعيق وصول الدم للمخ. لو توقف الدم عن الوصول لأنسجة المخ أكثر من 3 دقائق، تبدأ هذه الأنسجة بالموت.
ضعف أو خدر في جانب واحد من الجسم.
فقدان الرؤية أو رؤية مزدوجة.
صعوبة في الكلام أو فهم الآخرين.
عدم القدرة على الوقوف أو المشي.
صداع شديد، خاصة مع القيء أو النعاس.
نوبات صرع أو تشنجات.
أحيانًا الأعراض تزول بسرعة، وده بيُسمى النوبة الإقفارية العابرة (TIA) أو "السكتة الدماغية المصغرة".
لو استمرت الأعراض لأيام أو أسابيع، فده بيُشير لسكتة دماغية حقيقية.
⚠️ نصيحة مهمة: لو لاحظت أي من الأعراض دي على طفلك، اطلب مساعدة طبية فورًا! العلاج المبكر يقلل خطر التلف الدائم للمخ.
بعض الأطفال المصابين يتمتعون بصحة جيدة، لكن في حالات طبية سابقة ممكن تضر الأوعية الدموية وتزيد خطر المرض، مثل:
الورم العصبي الليفي من النوع الأول (NF1).
متلازمة داون.
داء الكريات المنجلية.
متلازمة نونان.
مشاكل كروموسومية أخرى.
ورم دماغي سابق تم علاجه بالعلاج الإشعاعي.
الأطفال اللي عندهم مرض مويامويا مع أي من الحالات السابقة يُصنفوا كحالات متلازمة مويامويا، وليس مرض مويامويا أصلي.
متلازمة مويامويا ممكن تؤثر بشكل مباشر على نمو المخ ووظائفه، وقد تسبب أضرار خطيرة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرًا:
نتيجة انسداد الشرايين وقلة الدم للمخ.
قد تسبب ضعف دائم أو شلل نصفي.
فقدان مؤقت للحركة أو الكلام لثوانٍ أو دقائق.
إنذار لسكتة دماغية أكبر.
بسبب ضعف الأوعية التعويضية الصغيرة.
قد يسبب صداع شديد أو فقدان وعي مفاجئ.
ضعف التركيز.
صعوبة في التعلم.
تغيرات في السلوك أو تراجع دراسي ملحوظ.
بسبب نقص الدم في مناطق معينة من المخ.
خصوصًا لو المرض بدأ في سن صغيرة جدًا.
يظهر في بطء الكلام أو الحركة مقارنة بالأطفال الآخرين.
في الحالات المتقدمة أو لو حصلت جلطات متكررة بدون تدخل جراحي.
تشخيص المرض محتاج دقة عالية لأن أعراضه ممكن تتشابه مع أمراض عصبية تانية زي الصرع أو الجلطات الدماغية العادية.
الطبيب يسأل عن الأعراض: إغماء، ضعف، صداع، صرع… إلخ.
فحص عصبي لتحديد أي ضعف في الحركة، الكلام، أو الرؤية.
الرنين المغناطيسي (MRI): يوضح المناطق المتأثرة بسبب نقص الدم أو الجلطات الصغيرة.
تصوير الأوعية بالرنين (MRA): يبين ضيق أو انسداد الشرايين الدماغية.
الأشعة المقطعية (CT): تكشف نزيف أو جلطات قديمة.
أدق وسيلة للتشخيص.
بتوضح شكل انسداد الشرايين والشبكة المميزة “الدخانية” (المويامويا).
كمان بتحدد المرحلة من الأولى للسادسة حسب تصنيف سوزوكي.
EEG (رسم المخ): لو الطفل عنده نوبات صرع.
تحاليل دم: للتأكد من عدم وجود أمراض مسببة زي فقر الدم المنجلي أو مشاكل الغدة.
أحيانًا اختبارات وراثية لو فيه تاريخ عائلي للمرض.
ملاحظة مهمة: التشخيص المبكر جدًا يقلل من خطر الجلطات والإعاقات عند الطفل، خاصة لو تم التدخل الجراحي في المراحل الأولى.
العلاج الأساسي لمرض مويامويا عند الأطفال هو الجراحة، والهدف منها:
إصلاح الشرايين الضيقة في الدماغ.
تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
رغم أن الجراحة هي العلاج الأكثر فعالية على المدى الطويل، قد يوصي الطبيب أيضًا ببعض الأدوية للتحكم في الأعراض، مثل:
الأسبرين: لمنع تخثر الدم.
حاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيراباميل: للمساعدة في خفض ضغط الدم.
هناك عدة طرق جراحية فعالة لإنشاء إمداد دموي جديد للمناطق المصابة:
ربط الأوعية الدموية في فروة الرأس
توجيه أوعية دموية سليمة من فروة الرأس إلى الدماغ لتجاوز الشرايين الضيقة.
EDAS (زرع الشريان الصدغي السطحي)
وضع الشريان الصدغي السطحي على سطح الدماغ فوق فتحة صغيرة في القشرة المخية.
مع مرور الوقت، تنمو أوعية دموية صغيرة جديدة.
زرع العضلة الصدغية (EMS)
ربط أجزاء من العضلة الصدغية على سطح الدماغ.
العضلة المزروعة تنتج أوعية دموية تدريجيًا، ما يزيد تدفق الدم للدماغ.
نقل/استبدال الثرب (Omental Transplant)
وضع بطانة البطن الغنية بالدم على سطح الدماغ.
الأوعية الدموية الجديدة تنمو مع الوقت لتغذية الدماغ.
انقلاب الجافية (Dural Flip)
قلب طيات نسيج الجافية الغني بالأوعية الدموية ووضعه على سطح الدماغ المحروم من الدم.
مجازة شريانية مباشرة (Direct Bypass)
توصيل وعاء دموي من فروة الرأس مباشرة إلى وعاء دموي في الدماغ.
يُتوقع تحسن تدفق الدم خلال الأشهر القليلة القادمة.
يجب الاتصال بالطبيب فورًا أو الذهاب للطوارئ إذا ظهر أي من الأعراض التالية:
نوبات صرع مفاجئة أو تشنجات.
ضعف أو تنميل مفاجئ في وجه الطفل، يده أو رجله، خاصة في جانب واحد.
صعوبة في الكلام أو الفهم حتى لو كانت لفترة قصيرة.
مشاكل في النظر مثل ازدواج الرؤية أو فقدان النظر المؤقت.
صداع شديد جدًا ومفاجئ غير معتاد.
دوخة شديدة أو فقدان توازن.
فقدان وعي ولو لثوانٍ.
أي تغير مفاجئ في السلوك، التركيز أو الذاكرة.
الأدوية لوحدها مش كافية لأنها ما بتعالجش السبب الأساسي (انسداد الشرايين)، لكنها تستخدم:
كجزء من خطة علاج قبل الجراحة.
للتقليل من المضاعفات أو التحكم في الأعراض.
أدوية سيولة الدم (Antiplatelet therapy):
زي الأسبرين بجرعات صغيرة.
الهدف: منع تكوين جلطات جديدة في الشرايين الضيقة.
مضادات التجلط (Anticoagulants):
زي الهيبارين أو الوارفارين، نادرًا عند الأطفال إلا لو فيه خطر عالٍ من الجلطات.
أدوية التحكم في الصرع:
لو الطفل عنده نوبات تشنج.
الهدف: منع النوبات وتقليل الضرر على المخ.
أدوية للضغط أو الغدة الدرقية:
لو المرض مرتبط بفرط نشاط الغدة الدرقية أو ارتفاع ضغط الدم.
مسكنات الصداع:
للسيطرة على الصداع المتكرر.
⚠️ مهم جدًا: الأدوية دور مساعد فقط. العلاج الأساسي اللي بيمنع المضاعفات على المدى الطويل هو الجراحة.
الهدف الرئيسي للجراحة:
توصيل الدم للمخ من شرايين خارج المخ للشرايين الداخلية الضيقة.
منع الجلطات الدماغية ونقص التروية.
تحسين تدفق الدم وتقليل فرص النزيف أو الإعاقة الدائمة.
إعادة التروية المباشرة (Direct Revascularization):
توصيل شريان خارجي من فروة الرأس مباشرة لشريان داخل المخ (مثل STA-MCA bypass).
الدم يوصل للمخ فورًا.
عادة للأطفال الكبار لأن الشرايين أكبر وأسهل للتوصيل.
إعادة التروية غير المباشرة (Indirect Revascularization):
وضع أوعية دموية أو أنسجة غنية بالدم (مثل غشاء العضلة أو الصفاق) على سطح المخ.
مع الوقت تنمو أوعية جديدة وتوصل الدم للمخ.
أسهل للأطفال الصغار والشرايين الصغيرة جدًا.
الجراحة المركبة (Combined):
استخدام الطريقة المباشرة وغير المباشرة معًا.
الهدف: الحصول على دم فوري ومتواصل للمخ.
ملاحظات: العملية محتاجة فريق جراحي متخصص، وبعدها الطفل يحتاج متابعة بالأشعة لفحص نمو الأوعية الجديدة. معظم الأطفال بيتحسنوا بعد الجراحة من حيث نوبات نقص الدماغ، الصرع، والضعف الحركي.
الإقامة عادة 3–7 أيام حسب نوع العملية.
مراقبة الوظائف العصبية: حركة اليد والرجل، الكلام، التركيز.
مراقبة العلامات الحيوية: ضغط الدم، النبض، درجة الحرارة.
السيطرة على الألم باستخدام مسكنات مناسبة للأطفال.
مضادات تجلط أو سيولة دم: زي الأسبرين لمنع جلطات جديدة.
مسكنات للألم حسب الحاجة.
أحيانًا أدوية للتحكم في الصرع لو الطفل كان عنده نوبات قبل العملية.
بدء الأكل تدريجيًا حسب حالة الطفل.
النشاط البدني محدود في الأسابيع الأولى لتجنب أي ضغط على المخ.
بعد مراجعة الطبيب، النشاط يعود تدريجيًا.
تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI/MRA) لمتابعة نمو الأوعية الجديدة.
فحوص دورية لمشاكل صحية مصاحبة (ضغط، فقر دم، صرع).
متابعة النمو والتعلم عند الأطفال، خصوصًا لو كانوا قبل العملية بيعانوا من ضعف التركيز أو مشاكل في المدرسة.
أي صداع شديد، ضعف مفاجئ، صعوبة في الكلام أو الحركة، أو فقدان وعي → لازم الطوارئ فورًا.
التشجيع النفسي مهم جدًا للأطفال بعد الجراحة لأنهم ممكن يحسوا بالخوف أو القلق.
الدعم المدرسي مهم للأطفال اللي عندهم مشاكل تعلم أو تركيز.