تاريخ النشر: 2025-07-24
هل لاحظت ظهور تقرحات متكررة في الفم أو الأعضاء التناسلية مصحوبة بألم واحمرار في العين أو مشاكل جلدية؟ قد تكون هذه العلامات مؤشراً على الإصابة بـ مرض بهجت، أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة والذي يُهاجم الجسم نفسه بدلًا من الدفاع عنه.
في هذا المقال من دليلي ميديكال، نأخذك في جولة شاملة لفهم:
ما هو مرض بهجت؟
ما أسبابه وأهم أعراضه؟
ما المضاعفات التي قد تحدث في حال إهمال العلاج؟
وهل يمكن التعايش معه أو علاجه طبيعيًا؟
مرض بهجت – المعروف أيضًا باسم متلازمة بهجت – هو مرض مناعي ذاتي نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، مما يسبب التهابات مزمنة في الأوعية الدموية ومجموعة من الأعراض المتنوعة. أكثر ما يميز المرض هو تكرار تقرحات الفم والأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى التهاب العين (العنبية)، وقد تشمل الأعراض أيضًا الجلد، المفاصل، والجهاز العصبي. يصيب مرض بهجت كلا الجنسين، وغالبًا ما يظهر في سن العشرينات أو الثلاثينات، إلا أنه قد يصيب الأشخاص في أي عمر.
تم التعرف على هذا المرض لأول مرة في عام 1937 على يد الطبيب التركي خلوصي بهجت، أخصائي الأمراض الجلدية، حيث لاحظ نمطًا متكرّرًا من ثلاث أعراض رئيسية: تقرحات في الفم، وتقرحات تناسلية، والتهاب في العين. وبفضل اكتشافه الدقيق، سُمي المرض على اسمه تكريمًا له، ليصبح اليوم أحد أشهر الأمراض الالتهابية المعقدة التي تصيب أجهزة متعددة في الجسم.
حتى الآن، لم يتم التوصل إلى سبب قاطع وراء الإصابة بـ مرض بهجت، لكن تشير الأبحاث إلى أن هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهوره، أبرزها:
خلل في الجهاز المناعي
يُعد بهجت من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، مما يسبب التهابات في الأوعية الدموية والأنسجة.
الاستعداد الوراثي (التحوّر الجيني)
أظهرت الدراسات ارتباطًا قويًا بين الإصابة بالمرض ووجود طفرة في جين HLA-B51، خاصة لدى الأشخاص من أصول شرق أوسطية وآسيوية.
العدوى الفيروسية أو البكتيرية
بعض أنواع العدوى قد تُحفز الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض المرض.
العوامل البيئية
مثل التعرض للتلوث، أو مواد كيميائية معينة، يمكن أن تلعب دورًا في تحفيز المرض لدى الأشخاص المعرضين وراثيًا.
مرض بهجت يظهر بأعراض متعددة قد تختلف من شخص لآخر، وتشمل:
من العلامات الأساسية للمرض، وتكون مؤلمة ومتكررة، تؤثر على نوعية الحياة اليومية، مثل الأكل أو العلاقات الحميمية.
يسبب احمرارًا، ألمًا، تشوشًا في الرؤية، وقد يؤدي إلى العمى إذا لم يُعالج بسرعة.
تشمل حبوبًا تشبه حب الشباب، أو الحمامي العقدية، وتظهر غالبًا على الساقين أو الذراعين.
يُصاب المريض بـ التهاب المفاصل، خاصة في الركبتين والكاحلين، ويظهر على شكل ألم وتورم وصعوبة في الحركة.
تظهر على هيئة آلام في البطن، إسهال، أو نزيف معوي، وقد تُشخص خطأ على أنها أمراض مثل القولون التقرحي أو كرون.
في بعض الحالات، قد يصيب بهجت الجهاز العصبي المركزي، مسبّبًا أعراضًا مثل:
صداع شديد
ارتباك وتشوش
ضعف في الأطراف
سكتة دماغية أو شلل في حالات نادرة
تشخيص مرض بهجت ليس بالأمر السهل، بسبب تشابه أعراضه مع العديد من الأمراض الأخرى مثل الذئبة الحمراء، والصدفية، ومرض كرون. لا يوجد اختبار واحد يؤكد الإصابة، بل يتم التشخيص بناءً على تاريخ الأعراض والفحص السريري مدعومًا ببعض التحاليل، مثل:
فحوصات الدم
تكشف عن وجود علامات الالتهاب، أو مشاكل في الجهاز المناعي مثل ارتفاع معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR) أو ارتفاع بروتين CRP.
اختبارات الجلد (اختبار الباثرجى)
يتم فيه وخز الجلد بإبرة نظيفة. إذا ظهر احمرار أو بثور بعد 24-48 ساعة، فقد تكون النتيجة إيجابية، وهي علامة تدعم التشخيص.
الفحوصات التصويرية
مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT)، وتُستخدم لتقييم تأثير المرض على المفاصل أو الأوعية الدموية أو الدماغ.
فحوصات العين
لفحص وجود التهابات في الشبكية أو القزحية، وهي شائعة في المرض.
ملاحظة مهمة: التشخيص يعتمد على وجود عدة أعراض متزامنة مثل قرح الفم، قرح الأعضاء التناسلية، التهابات العين، أو مشاكل الجلد والمفاصل.
نعم، مرض بهجت قد يكون خطيرًا في حال عدم السيطرة عليه، لأنه يؤثر على عدة أجهزة حيوية في الجسم. لكن يمكن تقليل مضاعفاته بدرجة كبيرة عند التشخيص المبكر والعلاج المنتظم.
التهاب الأوعية الدموية
وهو العرض الأساسي للمرض. يمكن أن يؤدي إلى تجلطات دموية أو تمدد الشرايين، ما قد يسبب مضاعفات خطيرة في القلب، الرئتين، أو الدماغ.
قرح الفم والأعضاء التناسلية
مؤلمة ومزمنة، وقد تؤثر على التغذية والحياة الجنسية، كما تُسبب انزعاجًا دائمًا للمريض.
مشاكل العين
مثل التهاب العنبية أو الشبكية، وتؤدي إلى فقدان البصر في حال عدم العلاج الفوري.
أعراض عصبية
في حالات نادرة، قد يُهاجم الجهاز العصبي، مما يسبب نوبات، صداعًا شديدًا، أو سكتة دماغية.
التأثير النفسي والاجتماعي
الألم المزمن والتقرحات المتكررة يمكن أن تؤدي إلى اكتئاب، قلق، وعزلة اجتماعية.
بكل تأكيد. رغم خطورته، فإن مرض بهجت قابل للإدارة. كثير من المرضى يعيشون حياة طبيعية بمساعدة الأدوية المناسبة وتغيير نمط الحياة.
المتابعة الدورية مع الطبيب
استخدام الأدوية المضادة للالتهاب والمثبطة للمناعة
الاهتمام بالنظام الغذائي وتقليل التوتر
كل هذه العوامل تُساعد على تقليل النوبات والحد من المضاعفات.
قبل الإقدام على خطوة الزواج، يجب أن يكون المريض في حالة صحية مستقرة قدر الإمكان. يشمل ذلك:
المتابعة الدورية مع الطبيب المختص
الالتزام بالأدوية (مثل الكورتيزون، مثبطات المناعة، والعلاجات البيولوجية)
التعايش مع فترات النشاط والخمول التي قد تحدث مع المرض
كلما كانت الحالة تحت السيطرة، كان الزواج أكثر استقرارًا وراحة للطرفين.
مرض بهجت ليس جسديًا فقط، بل قد يؤثر على النفسية بسبب الألم المتكرر أو القرح الجلدية والتناسلية أو التهاب العين.
وهنا يأتي دور الشريك في تقديم الدعم، مثل:
التفهُّم والتقدير لحالة المريض
التعامل بصبر خلال فترات اشتداد الأعراض
الوقوف بجانب المريض في المراجعات والعلاج
الدعم العاطفي يُعتبر حجر الأساس في نجاح العلاقة الزوجية مع مريض بهجت.
الخبر الجيد أن مريض بهجت يمكنه الإنجاب، ولكن يجب:
التخطيط الجيد مع الطبيب
مراجعة الأدوية المستخدمة قبل الحمل (بعضها قد يكون غير آمن للحمل)
متابعة دقيقة طوال فترة الحمل لتجنّب أي مضاعفات
بالنسبة للنساء، قد تتحسن الأعراض خلال الحمل، لكن يُحتمل أن تعود بعد الولادة، لذا يجب التنسيق المسبق مع فريق طبي متكامل.
من المهم أن يعرف الطرف الآخر طبيعة مرض بهجت، وكيف يؤثر على:
النشاط اليومي
العلاقات الحميمية (خاصة عند وجود قرح تناسلية)
الحالة النفسية للمريض
التثقيف المشترك يساعد في تقبّل الحالة ويخفف التوتر الناتج عن المفاجآت الصحية.
الانضمام إلى مجموعات دعم مرضى بهجت (سواء أونلاين أو واقعيًا) يُساهم في:
مشاركة التجارب مع من يمرّون بنفس الحالة
الحصول على نصائح مجربة في الحياة اليومية والعلاقات
تقوية الشعور بالانتماء وتخفيف العزلة
نعم، رغم أن مرض بهجت يُشخَّص في الغالب بين سن العشرين والثلاثين، إلا أنه قد يظهر في الطفولة أو سن المراهقة المبكر، وهو ما يُعرف باسم "Behçet’s disease in pediatric patients".
حالات الأطفال نادرة ولكنها موجودة، وتحتاج إلى متابعة دقيقة نظرًا لصعوبة التشخيص في هذا العمر.
غالبًا ما تتشابه أعراض بهجت لدى الأطفال مع البالغين، وتشمل:
قرح الفم المتكررة
تظهر على اللسان أو الشفاه أو داخل الخدين
تكون مؤلمة وقد تعيق الأكل أو الكلام
التهاب العين (العنبية)
احمرار في العين
حساسية للضوء
رؤية ضبابية أو ألم
طفح جلدي أو بثور حمراء
تظهر عادة على الذراعين، الساقين أو الجذع
تشبه أحيانًا حب الشباب أو الطفح التحسسي
ألم وتورم المفاصل
خصوصًا الركبتين والكاحلين
قد يصاحبها تيبّس في الصباح
مشكلات في الجهاز الهضمي
مثل الإسهال، آلام البطن، أو حتى النزيف في بعض الحالات النادرة
الحمى والتعب المزمن
قد تظهر الحمى بدون سبب واضح
الإعياء العام وفقدان النشاط من الأعراض الشائعة
تشخيص بهجت في الأطفال صعب، لأن أعراضه قد تتشابه مع أمراض أخرى مثل الذئبة أو مرض كرون.
يعتمد الطبيب على مجموعة من المعايير تشمل:
قرح الفم المتكررة (أساسية)
على الأقل عرضان آخران مثل: قرح الأعضاء التناسلية، التهابات العين، مشاكل الجلد، أو آلام المفاصل
كما قد يُجري الطبيب:
تحاليل دم للبحث عن مؤشرات مناعية
تصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن التهابات المفاصل أو الأعصاب
اختبارات الجلد أو اختبار "Pathergy" الشهير في مرض بهجت
لا، مرض بهجت ليس معديًا إطلاقًا.
لا ينتقل عن طريق:
الملامسة
السعال أو العطس
الطعام أو الشراب
إنه مرض مناعي ذاتي، أي أن جهاز المناعة يهاجم خلايا الجسم عن طريق الخطأ. لا علاقة له بأي فيروس أو عدوى خارجية. ورغم وجود عوامل وراثية قد تزيد من خطر الإصابة (مثل الجين HLA-B51)، إلا أنه لا ينتقل من طفل لآخر.
نعم. مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن لمعظم الأطفال:
الذهاب للمدرسة بشكل طبيعي
ممارسة الأنشطة اليومية
التعايش مع فترات النشاط والخمول في المرض
يُعد الدعم النفسي والعائلي، إلى جانب الرعاية الطبية المستمرة، عاملًا مهمًا في تحسين جودة الحياة لدى الطفل المصاب.
مرض بهجت ليس مجرد اضطراب مناعي ذاتي يؤثر على الفم والعينين والمفاصل فحسب، بل يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وفي المقابل، تلعب التغذية السليمة دورًا كبيرًا في تقليل شدة الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب. إليك أهم المعلومات التي يجب أن تعرفها:
إذا تُرك داء بهجت دون علاج أو متابعة منتظمة، فقد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، من بينها:
من أخطر المضاعفات وأكثرها شيوعًا
يحدث نتيجة التهاب العين المزمن (مثل التهاب القزحية أو الشبكية)
قد يؤدي إلى العمى الدائم إذا لم يُعالج مبكرًا
الحل: زيارات دورية لطبيب العيون والتدخل السريع عند ظهور أي أعراض بصرية
يشمل التهاب الأوردة والشرايين الصغيرة والكبيرة
قد ينتج عنه:
جلطات دموية
تمدد الأوعية الدموية (خطر الانفجار)
انسداد الأوعية مما يهدد حياة المريض
تتطلب حالات الأوعية تدخلًا عاجلًا واستخدام مضادات التجلط وأدوية مثبطة للمناعة
في بعض الحالات، قد يمتد المرض ليشمل الجهاز العصبي المركزي
تشمل الأعراض:
الصداع المزمن
نوبات تشبه السكتة الدماغية
الشلل المؤقت أو الدائم
مشكلات في التركيز والذاكرة
التشخيص المبكر والعلاج بالستيرويدات أو مثبطات المناعة يساعد في الحد من الأضرار
نادرة لكنها خطيرة
تشمل:
نزيف داخلي
ثقب في الأمعاء
سوء امتصاص يسبب فقدان الوزن والتعب
قد تتطلب هذه الحالات جراحة عاجلة إلى جانب العلاجات الدوائية
رغم أن مرض بهجت لا يُعالج بالغذاء وحده، فإن النظام الغذائي المناسب يمكن أن:
يقلل من الالتهابات المزمنة
يدعم الجهاز المناعي
يحسّن صحة المفاصل والهضم والبشرة
النوع | الفوائد |
---|---|
الخضروات الورقية (السبانخ، الجرجير) | غنية بمضادات الأكسدة ومضادة للالتهاب |
الأسماك الدهنية (السلمون، السردين) | تحتوي على أوميغا-3 وتحسّن صحة الأوعية الدموية |
الحبوب الكاملة (الشوفان، الأرز البني) | تقلل من تهيج الجهاز الهضمي وتمنح طاقة ثابتة |
الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة (التوت، الرمان) | تحارب الالتهاب وتعزز المناعة |
الماء والسوائل الطبيعية | تُحافظ على الترطيب وتُخفف الأعراض الجلدية والهضمية |
الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة
تحتوي على دهون مهدرجة ومواد حافظة تزيد من الالتهاب
السكريات المكررة والمشروبات الغازية
ترفع مستويات الالتهاب في الجسم وتُضعف المناعة
منتجات الألبان كاملة الدسم
قد تُحفز أعراض الجهاز الهضمي لدى بعض المصابين
الجلوتين (في بعض الحالات)
بعض مرضى بهجت يعانون من تحسس غير مُشخّص للجلوتين
تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي
راقب جسمك: سجّل الأطعمة التي قد تُحفز الأعراض لتجنّبها مستقبلًا
استشر أخصائي تغذية لديه خبرة في الأمراض المناعية
علاج مرض بهجت لا يقتصر فقط على تخفيف الأعراض، بل يشمل السيطرة على الالتهاب، منع المضاعفات، وتحسين جودة حياة المريض. في هذا المقال، نُقدّم لك خطة علاجية متكاملة تشمل الأدوية، التغذية، ونمط الحياة.
تقليل الالتهابات المسببة للأعراض.
تخفيف الألم والقرح والمشاكل الجلدية والعينية.
الوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل فقدان البصر، الجلطات أو التأثيرات العصبية.
تحسين جودة الحياة والنشاط اليومي للمريض.
يعتمد العلاج الدوائي على مكان الإصابة وشدة الحالة، ومن أبرز الأدوية:
يُعطى في الحالات الحادة لتهدئة الالتهاب بسرعة.
يُستخدم لفترة قصيرة لتقليل الآثار الجانبية مثل هشاشة العظام أو ارتفاع ضغط الدم.
تشمل:
أزاثيوبرين (Azathioprine)
سيكلوسبورين (Cyclosporine)
ميثوتريكسات (Methotrexate)
تُستخدم لتقليل النشاط المفرط لجهاز المناعة ومنع نوبات التهيج المتكررة.
مثل:
إينفليكسيماب (Infliximab)
أداليموماب (Adalimumab)
تُستخدم للحالات الشديدة أو المقاومة للعلاجات التقليدية، وتعمل على استهداف مكونات محددة في الجهاز المناعي.
لتقليل آلام المفاصل، التقرحات، والتهابات الجلد.
مثل: الإيبوبروفين أو نابروكسين، مع مراقبة استخدامها.
العلاج لا يكتمل دون تعديلات في أسلوب الحياة والغذاء، لدعم الجسم وتقليل شدة الأعراض.
نظام غذائي مضاد للالتهاب، غني بـ:
الخضروات الورقية
الفواكه الطازجة (التوت، الرمان)
الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل)
الحبوب الكاملة
الابتعاد عن:
الأطعمة المصنعة والمقلية
السكريات المكررة والمشروبات الغازية
البهارات الحارة التي قد تهيّج القرح الفموية
ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام (مثل المشي واليوغا)
الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة
شرب الماء بانتظام لترطيب الجسم
إدارة التوتر من خلال التأمل أو الاسترخاء
المتابعة المنتظمة تضمن الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات:
مراجعة طبيب الروماتيزم أو المناعة بشكل منتظم.
فحوصات دم كل فترة لمتابعة نشاط المرض والتأثيرات الجانبية للأدوية.
فحص العيون الدوري لتجنب مضاعفات التهابات العين.
يجب التوجه للطبيب فورًا في الحالات التالية:
ضعف مفاجئ أو تغيّر في الرؤية
أعراض عصبية حادة: صداع غير محتمل، تنميل، دوار
قرح مؤلمة لا تلتئم
ارتفاع في الحرارة أو تعب شديد دون سبب واضح
علاج داء بهجت يتطلب تعاونًا متكاملًا بين الطبيب والمريض، يجمع بين:
العلاج الدوائي
نمط حياة صحي
متابعة منتظمة
واهتمام بالغ بالتغذية
التشخيص المبكر والالتزام بالخطة العلاجية يقلل من نوبات التهيج والمضاعفات ويمنح المريض فرصة لحياة مستقرة وسليمة.
مرض بهجت (Behçet’s Disease) هو حالة مناعية مزمنة ونادرة، قد تُربك الكثير من المصابين بأعراضها المتعددة والمفاجئة. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للمرض لا يزال غير معروف، إلا أن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة به، كما أن التعامل مع المرض يتطلب مزيجًا من العلاج الدوائي وبعض الخيارات التكميلية مثل الجراحة أو الأعشاب في حالات محددة.
رغم أن داء بهجت لا يُصيب الجميع، إلا أن هناك فئات معينة تُعد أكثر عرضة للإصابة، وتشمل:
وجود تاريخ عائلي للإصابة يزيد من احتمالية الإصابة.
الجين HLA-B51 يرتبط بزيادة خطر الإصابة، خصوصًا في بعض الشعوب.
يُعتبر أكثر شيوعًا في دول الشرق الأوسط وآسيا، مثل:
تركيا
إيران
اليابان
دول حوض البحر المتوسط
غالبًا ما يبدأ في سن 20 إلى 40 عامًا، ولكن يمكن أن يظهر في الطفولة أو بعد الأربعين.
يمكن أن يصيب كلا الجنسين، لكن يُعتقد أن الرجال قد يعانون من أعراض أكثر حدة.
بعض الدراسات ترجح أن العدوى البكتيرية أو الفيروسية قد تُحفّز المرض عند الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي.
بشكل عام، الجراحة ليست علاجًا مباشرًا لمرض بهجت، لكنها تُستخدم في حالات نادرة عندما يسبب المرض مضاعفات تهدد الحياة أو تؤثر على الأعضاء الحيوية.
تمدد الأوعية الدموية أو الجلطات:
قد يحتاج المريض إلى إصلاح جراحي للأوعية، خاصة إذا كان التمدد أو الانسداد في شرايين رئيسية.
انثقاب الأمعاء أو النزيف المعوي الحاد:
يحدث نتيجة تقرحات شديدة في الجهاز الهضمي، ويستلزم تدخلاً فوريًا.
مشكلات عينية شديدة:
مثل انفصال الشبكية أو نزيف داخل العين الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي.
انسداد وريدي عميق أو تأثير على أعضاء حساسة:
يُحتمل أن يتطلب تدخلًا طبيًا أو جراحيًا حسب الحالة.
⚠️ معلومة مهمة: الجراحة لا تُعالج السبب المناعي للمرض، بل تُستخدم فقط لعلاج مضاعفاته الحادة.
لا يوجد علاج نهائي لداء بهجت سواء بالأدوية أو الأعشاب، لكن بعض الأعشاب الطبيعية قد تساعد في تهدئة الأعراض وتقليل الالتهاب عند استخدامها كعلاج داعم إلى جانب الأدوية، بشرط استشارة الطبيب المختص.
الكركم (Turmeric)
يحتوي على الكركمين المضاد للالتهاب.
يُستخدم لتقليل تقرحات الفم والتهاب الجلد.
الزنجبيل (Ginger)
يعزز مناعة الجسم ويُقلل من الآلام المفصلية.
يُشرب كمغلي أو يُضاف للطعام.
البابونج (Chamomile)
يُستخدم كمُهدئ ومضاد طبيعي للالتهاب.
يمكن استخدامه كغسول فموي أو موضعي.
العرقسوس (Licorice Root)
يُساعد على شفاء تقرحات الفم،
⚠️ يُمنع على مرضى ارتفاع الضغط.
زيت الحبة السوداء (Black Seed Oil)
يُعتقد أنه يُحفّز مناعة الجسم،
لكن يجب تناوله تحت إشراف طبي.
تنبيه: بعض الأعشاب قد تتفاعل مع أدوية بهجت، لذا من الضروري عدم التداوي الذاتي دون استشارة الطبيب.
الفئات الأكثر عرضة لمرض بهجت تشمل من لديهم تاريخ وراثي، ذكور الشرق الأوسط، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.
العلاج الجراحي قد يكون ضروريًا في حالات معقدة فقط، لكنه لا يُعالج المرض من جذوره.
الأعشاب الطبية قد تخفف الأعراض، لكنها لا تغني عن الأدوية أو المتابعة الطبية الدقيقة.
نصيحة طبية: الالتزام بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب، مع مراقبة الأعراض والمضاعفات، هو الأساس في التعايش الآمن مع مرض بهجت.