تاريخ النشر: 2025-07-22
هل شعرت يومًا بصداع شديد لا يشبه الصداع المعتاد؟ أو ألم في فروة الرأس عند تمشيط الشعر؟ قد لا تكون مجرد أعراض عابرة، بل مؤشرات على مرض مناعي خطير يُعرف باسم التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة.هذا المرض يصيب عادة كبار السن، ويؤثر على الشرايين الكبرى في الرأس والعنق، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر إن لم يُشخَّص ويُعالَج مبكرًا.في هذا الدليل الطبي الشامل من دليلي ميديكال، نأخذك في جولة لفهم كل ما تحتاج معرفته عن هذا المرض:
✅ ما هو؟
✅ ما أسبابه؟
✅ كيف يتم تشخيصه؟
✅ وما هي أحدث طرق العلاج الطبية والطبيعية؟
تابع القراءة لتكتشف التفاصيل الكاملة عن التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة، وكيفية التعامل معه بذكاء ووعي.
هو مرض مناعي مزمن يُسبب التهابًا في جدران الشرايين الكبيرة والمتوسطة، خاصة الشرايين الموجودة في الرأس والرقبة مثل الشريان الصدغي. غالبًا ما يصيب الأشخاص فوق سن 50 عامًا، ويُعد من الحالات الطارئة في الطب الروماتيزمي بسبب خطر فقدان البصر.
صداع شديد ومستمر، عادة في أحد جانبي الرأس
ألم الفك أثناء المضغ (يسمى "claudication الفكّي")
تشوش أو فقدان مؤقت للرؤية، وقد يتطور إلى العمى إذا لم يُعالج
ألم في فروة الرأس عند لمسها
إرهاق عام وفقدان الشهية وفقدان الوزن
⚠️ تنبيه: ظهور هذه الأعراض يتطلب تقييمًا عاجلًا من طبيب مختص بالروماتيزم أو الأعصاب.
نعم، يُعد من الحالات الخطيرة، لأن إهمال العلاج يمكن أن يؤدي إلى:
فقدان دائم للبصر في إحدى أو كلتا العينين
السكتة الدماغية
تلف الأوعية الدموية الكبرى (مثل الشريان الأورطي)
لا توجد علاقة مباشرة مع التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)،
لكنّه يرتبط في كثير من الحالات بـ التهاب العضلات المتعدد (Polymyalgia Rheumatica)، وهو مرض مناعي آخر يظهر غالبًا عند كبار السن.
فحص سريري دقيق (خاصة الشريان الصدغي في الرأس)
تحاليل الدم:
سرعة الترسيب (ESR)
البروتين التفاعلي CRP
تصوير بالأشعة:
الموجات فوق الصوتية للشريان الصدغي
الرنين المغناطيسي أو PET scan في بعض الحالات
خزعة من الشريان الصدغي (Temporal Artery Biopsy) لتأكيد التشخيص
العلاج يعتمد على:
الكورتيزون بجرعات عالية (Prednisone): يبدأ فورًا لمنع فقدان البصر
توسيليزوماب (Tocilizumab): دواء بيولوجي يُستخدم في الحالات المزمنة أو المتكررة
مثبطات مناعية إضافية (في بعض الحالات لتقليل جرعة الكورتيزون)
✅ عادةً ما يستمر العلاج لفترة طويلة تحت إشراف الطبيب لتقليل الانتكاسات ومراقبة المضاعفات.
التدخل الجراحي نادر
يُستخدم فقط في حال وجود مضاعفات مثل انسداد الشرايين الكبيرة أو أم الدم (تمدد الأوعية)، وقد تتطلب:
تركيب دعامات
أو عمليات توسيع الأوعية الدموية
لا، لا يختفي المرض بشكل نهائي في أغلب الحالات، لكنه قابل للسيطرة عبر العلاج المناسب والمتابعة الدورية.
مع العلاج المبكر والالتزام الطبي، يمكن تقليل الأعراض ومنع المضاعفات الخطيرة مثل فقدان البصر أو السكتات الدماغية، إلا أن المرض قد يعود مرة أخرى، لذلك من المهم المتابعة المستمرة مع الطبيب.
اتباع نمط حياة صحي يساهم في تحسين فعالية العلاج وتقليل المضاعفات. إليك أهم النصائح:
الالتزام التام بتعليمات الطبيب والعلاج الموصوف.
تناول طعام غني بالكالسيوم وفيتامين D لتقوية العظام، خاصةً أثناء استخدام الكورتيزون.
ممارسة رياضة خفيفة مثل المشي أو اليوغا لتحسين الدورة الدموية.
مراقبة ضغط الدم، ونسبة السكر، ومستويات الكوليسترول باستمرار.
التوقف عن التدخين وتجنب العوامل التي تزيد من الالتهاب.
التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة (Giant Cell Arteritis – GCA) هو مرض مناعي يسبب التهابًا في بطانة الشرايين، خاصة شرايين الرأس والرقبة.
يُعد هذا المرض أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، ويصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال.
الأكثر شيوعًا
يصيب الشريان الصدغي الموجود على جانبي الرأس
الأعراض:
صداع حاد
ألم فروة الرأس
مشاكل في الرؤية
يؤثر على الشرايين المغذية للعين
إذا لم يُعالج بسرعة قد يسبب فقدانًا مفاجئًا للبصر
الأعراض:
تشوش في الرؤية
فقدان مفاجئ للبصر
ألم في العين
يُصيب الشرايين الكبيرة مثل الشريان الأورطي
الأعراض:
تعب شديد
فقدان الوزن
ارتفاع في درجة الحرارة
ألم في الكتف أو الحوض
يظهر مع التهاب العضلات الروماتيزمي
الأعراض:
ألم المفاصل والعضلات
تيبس صباحي
أعراض التهابية في الشرايين أيضًا
التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة (Giant Cell Arteritis - GCA) هو مرض مناعي مزمن يؤدي إلى التهاب في جدران الشرايين المتوسطة والكبيرة، وخاصة الشرايين الموجودة في الرأس والرقبة. غالبًا ما يصيب الأشخاص فوق سن الخمسين، وتكون النساء أكثر عُرضة للإصابة من الرجال.
الأكثر شيوعًا
يصيب الشرايين الصدغية على جانبي الرأس
الأعراض: صداع نابض، ألم فروة الرأس، ألم عند المضغ، مشاكل في الرؤية
يصيب الشرايين الكبيرة مثل الشريان الأبهر (الأورطي) وفروعه
الأعراض: تعب عام، فقدان وزن، حمى، ألم عضلي
يصيب الشرايين الكبرى مثل تحت الترقوة والشريان العضدي
الأعراض: قد يكون صامتًا، أو يظهر في شكل تمدد أو تسلخ في الشريان الأورطي
يظهر لدى مرضى التهاب العضلات الروماتيزمي
الأعراض: ألم وتيبس في الكتفين، الوركين، الرقبة، مع أعراض GCA
رغم عدم وجود سبب محدد، تشير الدراسات إلى عدة عوامل محتملة:
اضطرابات المناعة الذاتية
يهاجم الجهاز المناعي الشرايين عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهابها
العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي قد يزيد من خطر الإصابة
العدوى الفيروسية
بعض الفيروسات قد تحفّز رد فعل مناعي مبالغ فيه
العمر
تزداد احتمالية الإصابة بعد سن الـ50
الجنس
النساء أكثر عرضة من الرجال (الضعف تقريبًا)
العرق
شائع بشكل أكبر لدى ذوي الأصول الأوروبية، خصوصًا في شمال أوروبا
صداع مزمن (خصوصًا في أحد جانبي الرأس – الصدغ)
ألم في فروة الرأس عند لمسها أو تمشيط الشعر
ألم الفك أثناء المضغ (Jaw Claudication)
مشاكل في الرؤية: تشوش، ازدواجية، أو فقدان مؤقت للبصر
تعب عام وفقدان الشهية
يتطلب التشخيص المبكر والدقيق لمنع فقدان البصر أو المضاعفات. ومن وسائل التشخيص:
تحاليل دم: معدل الترسيب (ESR) وCRP المرتفعين
خزعة الشريان الصدغي: للكشف عن وجود الخلايا الالتهابية
الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد الشرايين المصابة
معلومة طبية مهمة: أحيانًا قد تكون الخزعة سلبية رغم وجود المرض، لذا يعتمد التشخيص أيضًا على الأعراض والاستجابة للعلاج.
الحمى
التعب العام
فقدان الشهية
فقدان الوزن غير المبرر
ألم في الرقبة أو الكتف أو الذراع
قد يظهر الألم في مناطق غير متوقعة.
تصلب الجسم عند الاستيقاظ
خاصةً في الرقبة أو الكتفين، ويظهر غالبًا مع التهاب العضلات المتعدد (Polymyalgia Rheumatica).
أعراض عصبية
دوخة
سكتة دماغية (في حالات نادرة عند تأثر الشرايين الدماغية)
العلاج المبكر ضروري لتقليل مخاطر المضاعفات، خصوصًا فقدان البصر. يشمل العلاج ما يلي:
البريدنيزون (Prednisone): يُستخدم بجرعات عالية في البداية.
يعمل على تقليل الالتهاب بسرعة وفعالية.
تُخفض الجرعة تدريجيًا حسب تحسن الحالة.
ملحوظة مهمة: يجب البدء في العلاج حتى قبل تأكيد التشخيص لتقليل خطر العمى.
مثل: Tocilizumab (Actemra)
يُستخدم في الحالات المتقدمة أو عند عدم تحمّل الكورتيزون.
يساعد في تقليل الالتهاب والحاجة للستيرويدات.
لتخفيف أعراض الألم والتصلب.
مثل: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (تحت إشراف الطبيب).
بسبب تأثير الكورتيزون على العظام والجسم:
الكالسيوم + فيتامين D: للوقاية من هشاشة العظام.
مراقبة ضغط الدم وسكر الدم: بشكل منتظم.
لا يُعتبر علاجًا بديلاً، بل مكملًا تحت إشراف الطبيب:
الكركم (Curcumin): خصائص قوية مضادة للالتهاب.
الزنجبيل: يساعد في تقليل الالتهاب والألم.
أوميغا 3 (زيت السمك): يدعم صحة القلب والشرايين.
❗ تحذير: لا تعتمد على الأعشاب وحدها في علاج GCA.
فحوصات دورية لقياس مستويات الالتهاب (ESR – CRP)
متابعة الرؤية لتجنب أي تدهور مفاجئ.
زيارات منتظمة لطبيب الروماتيزم لضبط خطة العلاج.
عادةً لا يُعتبر التدخل الجراحي الخيار الأول في علاج التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة، إذ يعتمد العلاج الأساسي على الأدوية، خاصة الكورتيكوستيرويدات. ومع ذلك، قد تُصبح الجراحة ضرورية في بعض الحالات المعقدة أو الناتجة عن مضاعفات خطيرة، وأبرزها:
في بعض المرضى، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى تضيق شديد أو انسداد في الشرايين الكبيرة مثل الشريان الأورطي أو الشرايين السباتية. هنا قد يتطلب الأمر:
تركيب دعامة (Stent) لتوسيع الشريان المسدود.
جراحة إعادة بناء الأوعية (Vascular Bypass) لاستبدال الجزء المتضرر من الشريان وتحسين تدفق الدم.
قد يؤدي ضعف جدار الشريان بسبب الالتهاب إلى تكوّن تمدد وعائي، وهو حالة خطيرة تهدد بتمزق الشريان. في هذه الحالة، يُوصى بالتدخل الجراحي العاجل لتقوية جدار الوعاء الدموي أو استبداله.
عند تهديد العصب البصري بسبب نقص التروية الدموية، يُعالج الأمر عادة بجرعات عالية من الكورتيزون فورًا. أما الجراحة فتُدرس فقط في حالات استثنائية لتحسين تدفّق الدم إلى العين إذا فشلت الوسائل الأخرى.
إذا لم يتم علاج التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة (GCA) في الوقت المناسب، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد البصر أو الحياة:
يُعتبر فقدان البصر من أخطر مضاعفات المرض، ويحدث نتيجة اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي بسبب تراجع تدفّق الدم إلى العصب البصري. قد يؤدي التأخير في العلاج إلى العمى الكامل غير القابل للعكس في إحدى أو كلتا العينين.
يمكن أن يمتد الالتهاب إلى الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى إضعاف جدرانه وتكوّن تمدد وعائي (Aneurysm). هذا التمدد يشكل خطرًا كبيرًا، حيث قد يتمزق فجأة ويؤدي إلى نزيف داخلي قاتل ما لم يُعالج جراحيًا.
عندما يصيب الالتهاب الشرايين التي تغذي الدماغ، يمكن أن يُضعف تدفّق الدم، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية الإقفارية، والتي قد تؤدي إلى شلل جزئي أو كامل أو عجز عصبي دائم.
تحديد عوامل الخطر يلعب دورًا كبيرًا في التشخيص المبكر والوقاية. وفيما يلي أبرز العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة:
المرض يصيب بشكل شبه حصري الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ50، وتزداد نسب الإصابة مع التقدم في العمر، خاصة في الفئة العمرية ما بعد الـ70.
النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بنسبة تصل إلى الضعف. وقد يُعزى ذلك إلى عوامل هرمونية أو مناعية لم تُفهم بالكامل بعد.
المرض أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية الشمالية، خصوصًا من المناطق الإسكندنافية، مقارنة بالأعراق الأخرى.