تحليل تأخر السمعي للأطفال متى وكيف يتم

تاريخ النشر: 2025-07-09

تحليل تأخر السمعي للأطفال متى وكيف يتم

هل لاحظت أن طفلك لا يستجيب للأصوات من حوله؟ هل تأخر في النطق مقارنةً بأقرانه؟ ربما تحتاج إلى إجراء تحليل تأخر السمعي للكشف عن السبب واتخاذ الإجراءات اللازمة. في دليلى ميديكال هذا المقال، نقدم لك دليلاً متكاملاً حول أهمية التحليل، أنواعه، كيفية إجرائه، وتفسير نتائجه.


ما هو تحليل تأخر السمعي؟

تحليل تأخر السمعي هو مجموعة من الفحوصات السمعية التي تُجرى للأطفال (أو حتى البالغين) عند الاشتباه بوجود مشكلة في السمع تؤدي إلى تأخر في الكلام أو ضعف في التواصل. الهدف من التحليل هو تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من ضعف سمعي، وما نوعه وشدته، لتحديد العلاج المناسب.


أهمية تحليل تأخر السمعي

السمع هو حجر الأساس في تطور اللغة والتواصل. وفي حال تأخر الطفل في الاستجابة أو النطق، فإن التأخر السمعي قد يكون السبب الأساسي. لذلك، إجراء تحليل السمع المبكر يساعد في:

  • التشخيص المبكر للمشكلة.

  • البدء في العلاج في الوقت المناسب.

  • تفادي التأثيرات السلبية على الكلام، التعلم، والسلوك.

  • تحسين جودة حياة الطفل وتنمية مهاراته.


متى يُطلب تحليل تأخر السمعي؟

يُوصى بإجراء التحليل في الحالات التالية:

  • عدم استجابة الرضيع للأصوات في الأشهر الأولى.

  • تأخر الطفل في نطق الكلمات الأولى (بعد عمر 12–18 شهرًا).

  • ضعف واضح في النطق أو الكلام.

  • صعوبة في فهم التعليمات أو الاستجابة للنداء.

  • وجود تاريخ عائلي لحالات ضعف سمع أو أمراض وراثية.

  • إصابة الطفل بالتهابات أذن متكررة أو ولادته مبكرًا.


أنواع اختبارات تحليل تأخر السمعي

تختلف فحوصات السمع حسب عمر الطفل وقدرته على التعاون، وأشهرها:

1. فحص الانبعاث الصوتي القوقعي (OAE – Otoacoustic Emissions)

  • يُستخدم للأطفال حديثي الولادة وحتى عمر 6 أشهر.

  • يقيس استجابة الأذن الداخلية للأصوات.

  • غير مؤلم ويُجرى خلال دقائق.

  • يدل على سلامة خلايا القوقعة (الأذن الداخلية).

2. فحص استجابة جذع الدماغ السمعية (ABR – Auditory Brainstem Response)

  • يُستخدم لتقييم الأعصاب السمعية حتى الدماغ.

  • يُجرى أثناء نوم الطفل أو تحت تخدير خفيف.

  • يقيس الإشارات الكهربائية الناتجة عن الصوت داخل الجهاز العصبي.

  • يُستخدم لتشخيص درجات السمع المختلفة بدقة.

3. فحص قياس السمع السلوكي (Behavioral Audiometry)

  • للأطفال الأكبر من سنة.

  • يتم فيه مراقبة استجابة الطفل للأصوات المختلفة.

  • يستخدم أدوات مثل الألعاب والأضواء لجذب انتباه الطفل.

4. فحص قياس السمع عبر التوصيل الهوائي والعظمي (Pure Tone Audiometry)

  • يُستخدم مع الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.

  • يحدد مدى قدرة الشخص على سماع ترددات مختلفة.

  • يقيس نوع وشدة فقدان السمع.

5. اختبار قياس ضغط الأذن (Tympanometry)

  • يقيس حركة طبلة الأذن واستجابتها للتغيرات في الضغط.

  • يساعد في كشف وجود سوائل أو التهابات في الأذن الوسطى.


كيف يتم إجراء تحليل تأخر السمعي؟

تُجرى الاختبارات في مراكز السمع أو العيادات المتخصصة تحت إشراف أخصائي سمعيات، والخطوات تشمل:

  1. أخذ التاريخ الطبي الكامل للطفل (الولادة، التطور، التهابات الأذن، أمراض وراثية).

  2. اختيار الفحص المناسب حسب عمر الطفل.

  3. إجراء الفحص في بيئة هادئة أو أثناء نوم الطفل (لبعض الاختبارات مثل ABR).

  4. تسجيل النتائج وتحليلها لتحديد ما إذا كان هناك تأخر سمعي ونوعه.


تفسير نتائج تحليل السمع

النتائج تُقسم إلى مستويات حسب شدة ضعف السمع:

درجة السمع مستوى الفقد التأثير
طبيعي 0 – 25 ديسبل لا توجد مشكلة سمع
خفيف 26 – 40 ديسبل صعوبة في سماع الأصوات الهادئة
متوسط 41 – 70 ديسبل صعوبة في فهم الكلام العادي
شديد 71 – 90 ديسبل سماع الأصوات العالية فقط
عميق فوق 90 ديسبل لا يسمع الأصوات إلا إذا كانت مرتفعة جدًا أو لا يسمع إطلاقًا

 


ماذا بعد التشخيص؟

بعد تأكيد وجود تأخر سمعي، يحدد الطبيب خطة العلاج المناسبة حسب نوع ومقدار الضعف:

1. الأجهزة السمعية (Hearing Aids)

تُستخدم للأطفال الذين يعانون من ضعف سمع خفيف إلى متوسط.

2. زراعة القوقعة (Cochlear Implants)

في حالات فقدان السمع الشديد، يمكن استخدام زراعة قوقعة لتحفيز العصب السمعي مباشرة.

3. جلسات التخاطب والتأهيل السمعي

تهدف إلى تحسين مهارات النطق والتواصل، ويبدأ بها فورًا بعد تركيب الجهاز.

4. علاج طبي أو جراحي

مثل علاج التهابات الأذن، أو تركيب أنابيب تهوية في الأذن الوسطى لتصريف السوائل.


أهمية التحليل المبكر لتأخر السمع

تشير الدراسات إلى أن التدخل قبل عمر 6 شهور يعطي أفضل نتائج في:

  • تطور اللغة الطبيعي.

  • الاندماج في المجتمع.

  • تقليل الفجوة اللغوية والتعليمية مع أقرانهم.


هل يُجرى تحليل تأخر السمعي للبالغين؟

نعم، في حالات الشك بوجود ضعف سمع لدى الكبار، خاصة عند:

  • الشعور بطنين الأذن أو انسداد.

  • ضعف التمييز بين الكلمات.

  • الحاجة لرفع صوت الأجهزة السمعية.

يتم إجراء اختبارات مثل قياس السمع النقي وقياس التوصيل العصبي للكشف عن السبب.


نصائح هامة للوالدين

  • راقبوا تطور مهارات السمع والكلام عند أطفالكم.

  • لا تؤجلوا الفحص إذا لاحظتم علامات مقلقة.

  • التزموا بجلسات التخاطب والعلاج بعد التشخيص.

  • تجنبوا تعرض الطفل لأصوات صاخبة أو سماعات الأذن لفترات طويلة.


خلاصة المقال

يعد تحليل تأخر السمعي خطوة محورية في تشخيص وعلاج مشاكل السمع عند الأطفال. الكشف المبكر والتدخل السريع يمكن أن يغير مسار حياة الطفل، ويمنحه فرصة للنمو والتعلم والتواصل مثل أقرانه. لا تتردد في زيارة أخصائي السمعيات إذا كانت لديك أي شكوك، فالصحة السمعية تبدأ بخطوة واحدة: التحليل.