التوحد أنواعه وأعراضه وطرق علاجه

تاريخ النشر: 2023-02-08

التوحد هو اضطراب عصبي يؤثر على طريقة تفاعل الشخص مع الآخرين وعلى سلوكياته وتواصله. يظهر بأشكال مختلفة من شخص لآخر، وقد يكون خفيفًا بحيث يتمكن المصاب من التكيف مع الحياة اليومية، أو شديدًا يؤثر بشكل كبير على قدرته على التواصل والاستقلالية. في هذا المقال، سنتعرف  فى دليلى ميديكال على أنواع التوحد، وأعراضه عند الكبار والأطفال، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المصابين به لدعمهم في حياتهم اليومية.

 

ما هو التوحد؟

التوحد هو اضطراب يؤثر على طريقة تفاعل الفرد مع الآخرين وعلى سلوكياته وتواصله. يصيب جميع الفئات العمرية والاجتماعية بدرجات متفاوتة، حيث تختلف الأعراض من شخص لآخر. يعد التوحد جزءًا من مجموعة اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على المهارات الاجتماعية والتواصلية والسلوكية.

أنواع التوحد عند الكبار

هناك عدة محددات لاضطراب التوحد، ويمكن أن يتم تشخيص الفرد بنوع واحد أو أكثر من هذه الأنواع:

  • التوحد المصاحب لمشكلات في اللغة أو بدونها

  • التوحد المصاحب لإعاقة ذهنية أو بدونها

  • التوحد المرتبط بمشكلات عقلية أو سلوكية أو عصبية

  • التوحد المرتبط بشذوذ في الحركة

أعراض التوحد عند الكبار

تشمل الأعراض والعلامات الشائعة للتوحد عند البالغين:

  • القلق الشديد في المواقف الاجتماعية

  • صعوبة في التعبير عن المشاعر والأفكار

  • عدم فهم مشاعر الآخرين أو أفكارهم

  • صعوبة تكوين الصداقات وتفضيل العزلة

  • الالتزام بروتين معين والخوف من تغييره

  • تجنب الاتصال البصري

  • الاهتمام المفرط بمواضيع معينة

  • التخطيط المفرط قبل تنفيذ أي عمل

  • حساسية زائدة للأصوات أو الروائح أو الأضواء

  • صعوبة في فهم لغة الجسد وتعابير الوجه

  • التكلم بنبرة ثابتة دون تغيير في أي موقف

  • القيام بضوضاء في أماكن تتطلب الهدوء

تشخيص التوحد عند الكبار

عادةً ما يتم تشخيص التوحد في مرحلة الطفولة، ولكن بعض الأفراد يصلون إلى سن البلوغ دون تشخيص واضح. يعتمد الأطباء على:

  • الملاحظات السلوكية والتفاعلات الشخصية

  • استبعاد أي أمراض جسدية قد تسبب الأعراض

  • استخدام قوائم مرجعية خاصة بالتشخيص

قد يكون من الصعب تشخيص التوحد لدى البالغين لأنهم قادرون على إدارة الأعراض أو إخفائها.

علاج التوحد عند الكبار

رغم عدم وجود علاج نهائي للتوحد، إلا أن هناك عدة طرق تساعد في تحسين حياة المصابين:

1. العلاج السلوكي المعرفي

يساعد في التعرف على الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، مما يساعد في التحكم في السلوكيات السلبية.

2. تحليل السلوك التطبيقي

يستخدم تقنيات لتعزيز السلوكيات الإيجابية والتقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها.

3. التدريب على المهارات الاجتماعية

يعلم المريض كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل أفضل.

4. العلاج المهني

يشمل تطوير مهارات الحياة اليومية مثل الطهي والتنظيف والاعتماد على النفس.

5. الأدوية

رغم عدم وجود دواء محدد لعلاج التوحد، يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في التحكم بالأعراض:

  • مضادات الذهان: تساعد في التحكم بالسلوك العدواني وإيذاء الذات.

  • مضادات الاكتئاب: مفيدة في علاج القلق والاكتئاب والوسواس القهري.

  • المنشطات: تُستخدم لعلاج فرط الحركة وقلة الانتباه.

  • مضادات الاختلاج: تساعد في السيطرة على نوبات الصرع التي قد تصيب بعض المصابين بالتوحد.

علامات التوحد عند الأطفال

قبل عمر 12 شهراً

  • قلة الاهتمام بالوجوه وعدم التواصل البصري

  • عدم التفاعل مع الأصوات وعدم الاستجابة عند مناداة اسمه

  • عدم إظهار تعابير الوجه مثل الابتسام

  • تجنب الاحتضان وعدم الاهتمام بالألعاب

من 12 إلى 24 شهراً

  • عدم الإشارة إلى الأشياء أو محاولة الوصول إليها

  • قلة استخدام الكلمات وعدم نطق جمل مكونة من كلمتين

  • عدم تقليد الأصوات أو التفاعل مع الأشخاص

  • المشي على أطراف الأصابع

بعد عمر السنتين

  • تأخر النطق والكلام أو عدم القدرة على إجراء محادثات

  • تكرار الكلمات أو الجمل بدلاً من الإجابة على الأسئلة

  • عدم فهم التعليمات أو التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي

  • التركيز المفرط على أشياء معينة مثل عجلات السيارات

  • اللعب بشكل غير نمطي مثل ترتيب الأشياء بصف واحد

  • القيام بحركات متكررة مثل هز الرأس أو اليدين

  • حساسية مفرطة للمس أو الروائح أو الأصوات

  • الخوف غير المبرر من أشياء معينة وعدم الخوف من أمور خطيرة

  • صعوبة في النوم أو القلق المفرط

  • السلوك العدواني أو الانفعالي

كيفية التعامل مع طفل التوحد في المنزل

  • إظهار الحب والدعم: يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمان والاهتمام.

  • مساعدته في التفاعل الاجتماعي: توفير فرص للعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين.

  • إشراكه في الأنشطة اليومية: مثل التسوق والمهام المنزلية.

  • عدم معاملته بطريقة مختلفة عن إخوته: لتشجيعه على الشعور بالاندماج.

  • التواصل معه بالأنشطة البدنية: مثل اللعب والرياضة.

  • تعليمه كيف يدافع عن نفسه: وتعزيز ثقته بنفسه.

  • عدم إجباره على التفاعل: بل يجب منحه الوقت والمساحة الكافية.

أصعب أنواع التوحد

أشد أنواع التوحد هو التوحد العميق أو الشديد (Severe Autism)، ويتميز بـ:

  • عدم القدرة على التواصل اللفظي أو ضعف شديد في اللغة

  • سلوكيات متكررة وعنيفة مثل إيذاء النفس

  • حساسية مفرطة أو ضعف الاستجابة للمؤثرات الحسية

  • الاعتماد الكامل على الآخرين في المهام اليومية

  • نوبات غضب شديدة وعدم القدرة على التأقلم مع التغيرات

الخاتمة

التوحد اضطراب معقد لكنه ليس عائقًا أمام النجاح والتقدم. من خلال التشخيص المبكر والدعم المناسب، يمكن تحسين جودة حياة المصابين بالتوحد ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بطريقة أفضل. لا يوجد علاج نهائي، لكن العلاجات السلوكية والدعم الأسري يلعبان دورًا أساسيًا في تحسين حياة الأفراد المصابين بالتوحد.

الأطباء المتخصصون في علاج وتشخيص التوحد هم

  • طبيب الأعصاب (Neurologist): لتقييم المشكلات العصبية المرتبطة بالتوحد.
  • الطبيب النفسي (Psychiatrist): لتشخيص التوحد وعلاج المشكلات النفسية المصاحبة مثل القلق والاكتئاب.
  • أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين: لتقييم الأعراض وتقديم خطط العلاج السلوكي.
  • أخصائي أمراض التخاطب والنطق (Speech Therapist): لتحسين مهارات التواصل والتخاطب لدى المصاب.
  • أخصائي العلاج الوظيفي (Occupational Therapist): لمساعدة المصاب على تطوير المهارات الحياتية والاستقلالية.

كل هؤلاء الأطباء والمتخصصين يعملون معًا لمساعدة المصابين بالتوحد على تحسين حياتهم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والسلوكية.