تاريخ النشر: 2025-04-28
"التحرش بالأطفال داخل الأسرة يعد من أخطر الجرائم التي يمكن أن تهدد براءة الأطفال وسلامتهم النفسية. وبينما يعتقد الكثيرون أن التحرش يحدث غالبًا من الغرباء، فإن الحقيقة المؤلمة هي أن العديد من الأطفال يتعرضون للتحرش من أقرب الأشخاص إليهم، ومن بينهم الأب. في دليلى ميديكال هذا المقال، نتعرف على صفات الأب المتحرش وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلى طرق الوقاية والحماية التي يجب أن تتبعها كل أسرة لحماية أطفالها من هذا النوع من الجرائم. اكتشفي كيفية التعرف على علامات الأب المتحرش وطرق التدخل الفعّالة لحماية أولادك وتقديم الدعم النفسي لهم."
الإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبة، لأن المتحرش قد يكون أي شخص، وهو في الغالب يبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على شخصيته السرية، التي لا يعرفها سوى ضحاياه. يمكن أن يكون المتحرش شخصًا قريبًا جدًا من الطفل، مثل الأب أو أحد الأقارب، وفي بعض الحالات، قد يكون شخصًا غريبًا يتقرب من الأسرة بهدف الوصول إلى الطفل. في معظم الأحيان، يسعى المتحرش إلى تعزيز علاقته بالطفل، سواء من خلال بناء ثقة مع الطفل أو التودد إلى الأم أو الأب للحصول على فرص للتفاعل مع الطفل بشكل منفرد.
هناك عدة أسباب قد تدفع الأب للتحرش بأطفاله، وهذه الأسباب قد تتنوع بين اضطرابات نفسية أو مشاكل شخصية أو ظروف اجتماعية سيئة. من أبرز هذه الأسباب:
الأب قد يكون يعاني من اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية أو البيدوفيليا (التي تعني ميول شاذة تجاه الأطفال). هذه الاضطرابات تدفع الشخص إلى ارتكاب تصرفات غير طبيعية قد تؤذي الأطفال.
في بعض الحالات، قد يكون الأب قد تعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي أثناء طفولته. إذا لم يتلقَ علاجًا نفسيًا أو توجيهًا مناسبًا، فإن هذه التجربة السلبية قد تتحول إلى سلوكيات منحرفة عندما يصبح بالغًا.
الإدمان على الكحول أو المخدرات قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على التصرفات، وبالتالي فإن الإنسان الذي يعاني من الإدمان قد يرتكب جرائم جنسية دون أن يكون قادرًا على ضبط نفسه.
ضعف الإيمان أو انعدام الوازع الديني والأخلاقي قد يدفع البعض لارتكاب جرائم شنيعة. عندما يفتقد الشخص الضمير والخوف من العقاب الأخروي، يصبح من السهل عليه ارتكاب أفعال خطيرة ضد الأطفال.
بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات جنسية تؤدي إلى سلوكيات منحرفة وغير طبيعية، مما يدفعهم لارتكاب التحرش الجنسي.
الضغوط النفسية، مثل مشاكل العمل أو العلاقات الأسرية، بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية، قد تجعل الأب يشعر بالوحدة أو الضعف. بعض الرجال الذين لا يتلقون الدعم النفسي أو الاجتماعي قد يتحولون إلى سلوكيات منحرفة. لكن يجب أن نؤكد أن هذه الأسباب لا تبرر الجريمة بأي شكل من الأشكال.
على الرغم من أن امتناع الزوجة عن العلاقة الجنسية قد يكون أحد العوامل التي تؤثر على العلاقة بين الزوجين، إلا أنه لا يمكن أن يكون مبررًا لتحرش الأب بأطفاله. رفض الزوجة لا يعني أبدًا أن الأب له الحق في التصرف بطريقة منحرفة. في هذه الحالات، إذا كان الأب يعاني من ميول منحرفة بالفعل، فقد يبحث عن ضحية في أسرته، مثل ابنته الصغيرة، خصوصًا إذا كانت الأم غائبة أو لا تهتم.
غالبًا ما يكون المتحرش بالأطفال يعاني من اضطرابات نفسية تؤثر على سلوكه. من أشهر هذه الاضطرابات هو اضطراب الشخصية الحدية أو الاضطراب السلوكي الجنسي. قد يكون لديه أيضًا ميول شاذة تجاه الأطفال، مثل ما يُعرف بـ البيدوفيليا، وهي حالة نفسية يتم فيها جذب الشخص نحو الأطفال بشكل غير طبيعي.
المتحرش بالأطفال غالبًا ما يكون لديه ضعف شديد في الضمير والوازع الديني أو الأخلاقي. يكون لديه تبرير داخلي لما يفعله، وكأن ما يفعله ليس خطأً أو جريمة. يُمكن أن يُقنع نفسه بأنه ليس مذنبًا أو أنه "يحاول تقديم الحب" للطفل، مما يُساعده في تبرير أفعاله المشينة.
على الرغم من أن المتحرش قد يكون له سلوكيات غير طبيعية في الخفاء، إلا أنه يظهر في المجتمع بشكل طبيعي أو قد يكون محبوبًا ليخفي عن الآخرين نواياه السيئة. في بعض الأحيان، قد يميل إلى العزلة أو إقامة علاقات سطحية تفتقر إلى العمق العاطفي.
يفكر المتحرش في الطفل باعتباره كائنًا ضعيفًا يمكنه السيطرة عليه بسهولة. كثيرًا ما يخطط للتحرش بشكل تدريجي، حيث يبدأ بخطوات صغيرة وغير ملحوظة، ثم يزيد من التصرفات المرفوضة مع مرور الوقت، دون أن يُظهر ذلك فجأة.
المتحرش بالأطفال يركز على كسب ثقة الطفل من خلال منحهم هدايا، والاهتمام الزائد بهم. قد يستخدم أساليب الترغيب (مثل تقديم هدايا أو خلق أسرار مشتركة) أو أساليب الترهيب (مثل التهديد أو التخويف) لتأكيد سيطرته على الطفل وضمان سكوته.
المتحرش قد يُوهم نفسه بأنه "يحب الطفل" وأنه لا يؤذيه، وهذا نوع من التبرير الداخلي لأفعاله. هذا التبرير يسمح له بالاستمرار في ارتكاب الجريمة دون الشعور بالذنب الشديد.
إذا لاحظتِ أي من العلامات التالية على ابنتك، فقد تكون هذه إشارات تحذير أن الأب يقوم بالتحرش بها. من المهم أن تكوني يقظة لأي تغييرات غير طبيعية في سلوك طفلتك أو في تصرفات الأب. إليكِ أبرز العلامات التي يجب ألا تتجاهليها:
من أبرز العلامات التي قد تشير إلى التحرش هي البقع الحمراء أو الكدمات على الرقبة أو الذراعين أو الفخذين. قد تظهر أيضًا تقرحات في المنطقة التناسلية أو الشرجية، أو حتى آثار نزيف على الملابس الداخلية. إذا لاحظتِ أن ابنتك قد غيرت ملابسها الداخلية أو ترتديها بطريقة غير طبيعية بعد قضاء وقت مع والدها، فهذا يتطلب انتباهك الشديد.
قد يبذل الأب المتحرش محاولات مستمرة للبقاء مع ابنته بمفردها، خاصة في غيابك. قد يعرض عليكِ الخروج من المنزل ويؤكد لكِ أنه سيعتني بها، لكن الهدف الحقيقي له هو الانفراد بابنته والتحرش بها. يجب أن تكوني قادرة على التمييز بين التصرفات الطبيعية وبين تلك التي قد تُشير إلى شيء مريب.
من العلامات الواضحة هي زيادة الاتصال الجسدي بين الأب وابنته، خاصة إذا كانت البنت غير مرتاحة لهذا الاتصال. قد يشمل ذلك الأحضان المفرطة أو القبلات على الفم أو لمس مناطق حساسة من جسد الطفلة. من المهم أن تكوني حريصة على التمييز بين الاتصال الجسدي الطبيعي وبين أي سلوك غير لائق.
من السلوكيات الشائعة للمتحرش أنه يقدم تبريرات غريبة لابنته عندما يتحرش بها، مثل قصص خيالية أو مبررات غريبة حول ما يحدث. إذا كانت ابنتك تخبرك بأشياء غريبة أو غير معتادة، يجب أن تولي الأمر اهتمامًا أكبر.
في كثير من الحالات، قد تعترف الطفلة بأنها تعرضت للتحرش من والدها. رغم أن بعض الأمهات قد يتجاهلن أو ينكرن هذا الاعتراف بسبب الخوف أو الإنكار النفسي، إلا أنه يجب أن تأخذي الأمر بجدية. لا يوجد سبب يجعل الطفلة تُخبرك بهذا إذا لم يكن الأمر قد وصل بالفعل لحد غير طبيعي.
إذا لاحظتِ أن ابنتك بدأت فجأة في كره والدها أو أصبحت خائفة منه دون أن تُخبرك بالسبب، فهذا قد يكون ناتجًا عن التعرض للتحرش. من المهم أن تراقبي عن كثب علاقة الأب بابنته وتبحثي في أي تغييرات غير طبيعية في سلوكياتها.
في كثير من الحالات، يحاول الأب المتحرش استمالة ابنته عن طريق تقديم الهدايا أو الأموال بشكل غير مبرر. قد يعطيها هذه الأشياء لتحفيزها على السكوت أو لضمان عدم إخبارها لأمها بما يحدث. إذا لاحظتِ تغييرات مفاجئة في سلوك الأب تجاه ابنته، مثل تقديم الهدايا بشكل مفرط بعد بلوغها سن معينة، فقد يكون هذا مؤشرًا خطيرًا.
قد يكون للأب المتحرش عدة أطفال، لكن إذا لاحظتِ أنه يُولي اهتمامًا مفرطًا لابنته دونًا عن باقي الأطفال، وخاصة في السياقات التي تتعلق بنموها الجنسي، فقد يكون هذا دليلاً على السلوك المنحرف.
بعض الصفات قد لا تشير بالضرورة إلى أن الأب متحرش بأطفاله، لكن اجتماع هذه الصفات معًا قد يكون مؤشرًا على سلوك منحرف، خصوصًا عندما تظهر بشكل مستمر. إليكِ أبرز الصفات التي قد تكون مشتركة بين بعض الآباء المتحرشين:
الآباء المتحرشون قد يكونون مدمنين على الكحول أو المخدرات، وهذا يساهم في غياب الوعي الكامل عن أفعالهم. قد يستخدم البعض هذه المواد كوسيلة لتبرير سلوكهم المنحرف، أو قد يكون الإدمان عاملًا محفزًا يساهم في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
من صفات الأب المتحرش هو الهوس بالجنس، حيث قد يكون دائم الحديث عن الأمور الجنسية أو حتى استخدام الدعابات الجنسية بشكل مفرط. كما قد يكون لديه اهتمامات غير صحية، مثل مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل مستمر.
في العديد من الحالات، التحرش لا يحدث فجأة. غالبًا ما يكون الأب المتحرش قد مرَّ بتاريخ من الانحرافات الجنسية أو قد يكون له سجل سابق في التحرش بالأطفال أو النساء. هذه التصرفات قد تتكرر وتصبح أكثر تطورًا إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
قد يظهر الأب المتحرش مع اضطرابات مزاجية واضحة، مثل تقلبات في حالته النفسية. فهو قد يكون عصبيًا أو غاضبًا بشكل غير مبرر تجاه ابنته أو زوجته في أوقات معينة، بينما يظهر بشكل طبيعي في أوقات أخرى.
يُلاحظ أن بعض الآباء المتحرشين يميلون إلى الانطوائية أو قد يظهرون برودًا جنسيًا مع زوجاتهم. فهم قد يعجزون عن الإشباع الجنسي الطبيعي مع الزوجة، مما يدفعهم للجوء إلى سلوكيات منحرفة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية، أو ممارسة العادة السرية، أو التحرش بأطفالهم.
من الصفات المقلقة أيضًا أن الأب المتحرش قد يكون رافضًا لارتباط ابنته بشخص آخر. قد تكون هذه الرفض ناتجة عن رغبة الأب في الحفاظ على سيطرته على الطفلة، خصوصًا إذا كانت هناك علاقة غير طبيعية قد تطورت بينهما. في بعض الحالات، قد يخشى الأب من انكشاف أمره إذا تطور التحرش ليشمل اعتداء جنسي كامل.
***الفئات الأكثر عرضة للتحرش الجنسي: كيف يمكن حماية الأطفال؟
السبب: ضعف القدرة على الدفاع عن النفس.
السبب: الثقة العمياء بالكبار وعدم فهم الحدود الجسدية.
الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
السبب: ضعف القدرة على التعبير أو الشكوى.
السبب: احتياجهم المستمر للمساعدة مما يرفع فرص استغلالهم.
الأطفال المهملين أسريًا:
السبب: غياب الرقابة الأسرية والمراقبة المستمرة.
السبب: البحث عن اهتمام وعطف من الغرباء لسد الفراغ العاطفي.
الأطفال في بيئات مفككة:
السبب: وجود مشاكل أسرية مثل الطلاق أو الإدمان يزيد من عرضتهم للاستغلال.
السبب: غياب الاستقرار العاطفي والاجتماعي داخل الأسرة.
المراهقين:
السبب: قلة الخبرة بالحياة وتفشي الفضول الطبيعي.
السبب: غياب التوعية الكافية بمخاطر التحرش وكيفية التعامل مع الآخرين.
الأطفال الأيتام أو المقيمون في دور رعاية:
السبب: نقص الحماية الشخصية المباشرة من محيطهم.
السبب: احتمالية تعرضهم لانتهاكات من المحيطين بهم بسبب نقص المراقبة.
جريمة من الكبائر: يعتبر التحرش بالأطفال من الجرائم الكبيرة التي تستحق العقاب الشديد في الآخرة.
إثم عظيم: فعل يستحق اللعنة والعذاب من الله.
التوبة النصوح: يجب على المتحرش التوبة والندم على فعله.
التعزير: العقوبة التي يحددها القاضي وفقًا لشدة الجريمة. يمكن أن تتراوح العقوبات من السجن أو الجلد، وقد تصل في بعض الحالات إلى القتل تعزيرًا إذا ترتب على الجريمة أذى شديد.
السجن المشدد: قد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد في بعض الدول، حسب جسامة الجريمة.
غرامة مالية: يُفرض على الجاني غرامة مالية ضخمة كجزء من العقوبة.
نزع الحضانة: يتم نزع الولاية الأبوية من الجاني، ويمنع من ممارسة أي حقوق أبوية على الضحية.
تسجيل الجاني في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية: بعض الدول تسجل الجاني في سجل خاص لمرتكبي الجرائم الجنسية.
العلاج النفسي الإجباري: في بعض الحالات، يُطلب من الجاني الخضوع للعلاج النفسي كجزء من العقوبة.
الحماية القانونية: يجب توفير الحماية الكاملة للضحية من أي تهديدات أو أذى مستقبلي.
الدعم النفسي: يحق للضحية الحصول على دعم نفسي مكثف لمساعدتها في تجاوز الصدمة.
التعويض المالي: في بعض الحالات، يحق للضحية طلب تعويض مالي جراء الأذى الذي تعرضت له.
رفض قاطع: المجتمع والدين يرفضان أي مبررات للتحرش الجنسي ويُسجلونه كجريمة.
دعم الضحية: من واجب المجتمع دعم الضحية ومحاسبة الجاني دون أي تساهل أو تبرير.
التوعية المبكرة: يجب تعليم الأطفال مفهوم "الخصوصية" منذ سن مبكرة، وتوضيح حدود أجسادهم.
التواصل المفتوح: من الضروري أن يكون هناك تواصل مستمر مع الأطفال حول ما يشعرون به في المواقف المختلفة.
تعليم الأطفال كيفية قول "لا": يجب أن يتعلم الأطفال كيف يرفضون ويقولون "لا" إذا شعروا بعدم الارتياح.
تعريفهم بالمخاطر: التوعية بالمخاطر التي قد تواجههم، مثل الخطر من الغرباء أو الأشخاص الذين يحاولون استغلالهم.
مراقبة سلوك الغرباء والأقارب: يجب أن يراقب الآباء سلوك الغرباء والأقارب حول أطفالهم ويمنحوا الأطفال الثقة للإبلاغ عن أي تصرف غريب.
الفئة العمرية | النصائح المناسبة لحماية الطفل |
---|---|
1 - 3 سنوات | - تعليمه أسماء أجزاء جسمه بشكل صحيح. |
- التأكيد على أن جسمه ملكه فقط، ولا يجوز لأحد لمسه بدون إذنه. | |
4 - 6 سنوات | - شرح مفهوم "المناطق الخاصة" (المناطق التي لا يجب أن يلمسها أحد). |
- تعليمه كيفية قول "لا" بصوت مرتفع إذا حاول أحد لمسه. | |
7 - 9 سنوات | - تعليمه التمييز بين اللمسات الجيدة واللمسات السيئة. |
- التأكيد على أنه يجب عليه إخبارك بأي تصرف غريب أو مريب يحدث. | |
10 - 12 سنة | - شرح مبسط للخصوصية والحدود الجسدية. |
- تعليمه الابتعاد عن أي شخص يطلب منه أسرار خاصة. | |
13 - 18 سنة (المراهقة) | - إجراء نقاش صريح عن التحرش بكل أنواعه (جسدي، لفظي، إلكتروني). |
- تعليمه كيفية التبليغ عن أي تصرف غير مريح أو مريب بدون خوف أو خجل. |
عند حدوث حادثة تحرش من الأب، تحتاج الفتاة إلى دعم خاص ورعاية كبيرة من الأم لتجاوز هذه التجربة الصعبة. إليكِ أهم الخطوات التي يجب اتباعها:
أول خطوة يجب على الأم القيام بها هي اصطحاب الفتاة إلى طبيب مختص للكشف الطبي عليها والتأكد من سلامتها الجسدية وعذريتها.
يجب توثيق أي علامات على التحرش للحصول على تقرير طبي رسمي.
من الضروري عدم ترك الفتاة بمفردها مع والدها بعد الحادثة. كما يجب على الأم مراقبة الفتاة بشكل دقيق وخاصة في الليل.
إذا كانت الفتاة صغيرة، يجب أن تتعلم ما هي "المناطق الخاصة" في جسدها، وأنه لا يجوز لأي شخص لمسها في هذه المناطق، حتى لو كان والدها.
يجب تعليمها كيف تهرب وتخبر والدتها إذا تعرضت لأي ملامسات غير مناسبة.
من المهم اصطحاب الفتاة إلى طبيب نفسي لتجنب الأضرار النفسية التي قد تنجم عن هذا التحرش، خاصة إذا كان الاعتداء من الأب نفسه.
بعد الحادثة المؤلمة، تحتاج الفتاة إلى تعويض مشاعر الخذلان، لذا يجب أن تمنحها الأم الكثير من الحب والحنان لتساعدها على استعادة الثقة بنفسها.
يجب على الأم ملء وقت الفتاة بأنشطة محببة لها مثل تعلم العزف أو الرسم، أو اصطحابها لنزهات، مما يساعدها في تخطي هذه المرحلة الصعبة وتجنب تذكر الحادثة.
يتسبب تحرش الأب بابنته في أضرار نفسية وجسدية بالغة تؤثر بشكل عميق على حياتها. تتفاقم هذه الآثار بسبب العلاقة التي تربط الأب بابنته كأحد مصادر الأمان والثقة، مما يجعل التجربة أكثر إيلامًا وتعقيدًا. إليك أبرز الآثار التي يمكن أن تنتج عن تحرش الأب بابنته:
يتعرض العديد من الأطفال للأذى الجسدي نتيجة تحرش الأب بهم، سواء كان ذلك خلال الحادثة نفسها أو نتيجة تهديدات الأب للطفلة بعدم إخبار أحد. قد يشمل الأذى الجسدي إصابات في المناطق التناسلية أو الشرجية، التي قد تؤدي إلى فقدان العذرية أو تشوه هذه المناطق بسبب صغر سن الطفلة.
الآثار النفسية الناتجة عن تحرش الأب بالابنة تمتد لفترة طويلة، وقد تتسبب في مشاكل صحية وعاطفية تؤثر على الشخص طوال حياته. قد يعاني الطفل من قلق شديد، خوف مستمر، اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وانطوائية شديدة، مما يصعب عليها التكيف مع الحياة الطبيعية.
من الأعراض النفسية الشديدة التي قد تظهر على الفتاة هي رغبتها في إيذاء نفسها نتيجة للشعور بالعجز والإهانة. قد تزداد هذه الرغبة في حالات الاكتئاب الحاد أو اضطرابات عقلية، وقد تصل إلى تفكير الفتاة في الانتحار كوسيلة للهروب من الألم النفسي.
تحرش الأب قد يجعل الفتاة تشعر بالدونية وعدم القدرة على الاندماج مع المجتمع. نتيجة لذلك، قد تميل إلى العزلة وتجنب التفاعل مع الآخرين، مما يزيد من مشاعر الوحدة ويضعف من قدرتها على بناء علاقات صحية مستقبلاً.
من أبرز الآثار التي تلاحق الفتاة بعد التحرش هي المشاكل الجنسية، التي قد تظل تؤثر عليها حتى مرحلة البلوغ. قد تصبح الفتاة غير قادرة على التفاعل مع الجنس الآخر بشكل طبيعي، وقد تصاب بالبرود الجنسي أو النفور من العلاقة الجنسية. في بعض الحالات، قد تتطور الأمور لتصبح الفتاة منحرفة جنسيًا بسبب التفاعلات السلبية مع والدها.
الفتاة التي تعرضت للتحرش من والدها غالبًا ما تشعر بالخوف من الأب ومن الجنس الآخر بشكل عام. هذا الخوف قد يعمق لديها الشعور بعدم الثقة بالرجال، وتعتقد أنهم جميعًا قد يتصرفون بشكل مشابه لوالدها. هذا الشعور قد يعيق قدرتها على إقامة علاقات صحية في المستقبل.
التعامل مع زوج يتحرش بأطفاله أمر مؤلم وخطير للغاية، ويتطلب منك اتخاذ خطوات حاسمة لحماية الأطفال وضمان العدالة لهم. إليك الخطوات الضرورية التي يجب اتباعها:
أول خطوة هي إبعاد الأطفال عن الزوج فورًا. سلامتهم الجسدية والنفسية هي الأولوية القصوى. إذا كان بإمكانك الانتقال إلى مكان آمن، مثل منزل عائلتك أو مكان موثوق آخر، فافعلي ذلك بأسرع وقت.
جمع الأدلة أمر بالغ الأهمية إذا كنت تخططين لاتخاذ إجراءات قانونية. قومي بتوثيق أي دليل على التحرش مثل الرسائل، التسجيلات، أو شهادة الطفل حول ما حدث. يجب أن تتم هذه العملية بطريقة آمنة وسرية.
تواصلي مع محامي متخصص أو جهة مختصة في حماية الأطفال. يجب تقديم بلاغ رسمي للشرطة أو الهيئة المعنية بحماية الطفل في بلدك، حيث أن القانون يعاقب بشدة على جرائم التحرش بالأطفال.
بعد تعرض الأطفال للتحرش، من الضروري أن يتلقوا دعمًا نفسيًا مختصًا. يجب عرضهم على أخصائي نفسي متخصص في علاج الأطفال بأسرع وقت للتعامل مع الآثار النفسية الناتجة عن هذه الصدمة.
أولويتك هي حماية أطفالك، وليس الحفاظ على سمعة الأسرة. الشخص الذي ارتكب هذا الفعل هو من يجب أن يخاف من الفضيحة، وليس الضحية. لا تدعي خوفك من حكم المجتمع يؤثر على قراراتك.
في مثل هذه الحالات، قد يكون الطلاق هو الحل الأمثل لحماية الأطفال. وجود شخص مؤذي مثل هذا في حياتكم يشكل تهديدًا لا يمكن تجاهله.
توجد في كل دولة جهات مختصة بحماية الأطفال مثل "خط نجدة الطفل" و"وزارة التضامن الاجتماعي" وجمعيات حماية الطفولة. هذه الجهات يمكنها أن تقدم لك الحماية القانونية السريعة.
لا تحاولي مواجهة زوجك بمفردك أو من دون دعم قانوني، لأن ذلك قد يعرضك للخطر ويزيد من تصرفاته المؤذية. إذا لزم الأمر، يجب أن تتم المواجهة تحت إشراف قانوني أو بحضور الشرطة.
في هذه المرحلة الصعبة، تحتاجين إلى شبكة دعم قوية. تحدثي مع أفراد العائلة الذين تثقين بهم، أصدقاء موثوقين، أو مستشارين اجتماعيين أو قانونيين للمساعدة في تخطي الأزمة.
بعد إبعاد الزوج المؤذي، يجب أن تضعي خطة طويلة المدى لضمان حماية الأطفال من الآثار النفسية والبدنية. تأكدي من متابعة العلاج النفسي للأطفال وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم ورفع الوعي لديهم بشأن الحدود الجسدية.
تحرش الأب بأطفاله يعد من أبشع الجرائم، وله عقوبات قاسية سواء في الشريعة الإسلامية أو في القوانين المدنية للدول. إليك أبرز العقوبات المتعلقة بهذه الجريمة:
التعزير: يشمل عقوبات قاسية يحددها القاضي حسب ظروف الجريمة، وقد تصل إلى القتل تعزيرًا إذا كانت الجريمة بشعة أو مؤذية للغاية.
الجلد: في بعض الحالات، يُمكن أن يُعاقب الجاني بالجلد كعقوبة على الاعتداء على البراءة والطهارة.
الحرمان من الحضانة: يُحرم الأب من حق الحضانة إذا ثبت تحرشه بأبنائه، ولا يحق له التواصل معهم.
اللعنة والعذاب في الآخرة: يُعتبر هذا الفعل من كبائر الذنوب، ويتطلب توبة نصوح إذا كان هناك فرصة لذلك.
السجن المؤبد أو السجن لفترات طويلة: تتراوح العقوبات من عدة سنوات إلى السجن المؤبد حسب شدة الجريمة.
الغرامة المالية: قد تفرض المحكمة غرامة مالية كبيرة على الجاني.
الطرد من العائلة: يُسحب حق الحضانة من الأب، ولا يُسمح له بالتواصل مع الأطفال أو العيش معهم.
التشهير: في بعض الدول، يتم نشر تفاصيل القضية وحكم المحكمة لتوعية المجتمع حول خطورة هذه الجرائم.
إدخال العلاج النفسي: في بعض الدول، يتم إجبار المعتدين على الخضوع لجلسات علاج نفسي لتعديل سلوكهم.
إيقاف الممارسات المتعلقة بالأطفال: يتم منع الأب المتحرش من العمل في أي مجال يتعامل مع الأطفال، مثل المدارس أو دور الرعاية.
حظر الزيارة: في بعض الحالات، يُفرض حظر زيارات للأب تجاه الأبناء الذين تعرضوا للتحرش.
تعويضات مالية: يحق للطفل أو أسرته طلب تعويضات مالية عن الأضرار النفسية والجسدية الناتجة عن التحرش.
الدعم النفسي: من الضروري توفير الدعم النفسي للطفل المتضرر لمساعدته على التعافي من آثار الصدمة.
علاج الأب المتحرش بالأطفال هو قضية حساسة ومعقدة تتطلب تدخلًا نفسيًا، قانونيًا، واجتماعيًا شاملًا. بما أن هذه الجريمة تؤثر بشكل كبير على الأسرة بأكملها، يجب أن يكون العلاج متعدد الأبعاد ويشمل عدة مراحل. إليك خطوات العلاج الممكنة بشكل منظم:
الهدف: مساعدة المتحرش في تغيير أفكاره وسلوكه، ووقف تبرير أفعاله.
كيف؟: يتعلم الشخص كيفية التعرف على الأفكار المشوهة التي تدفعه للسلوك غير السوي، وكيفية التحكم في رغباته الجنسية، وتحقيق توازن نفسي يسمح له بتعديل سلوكه.
الهدف: التعمق في الأسباب النفسية التي أدت إلى هذه السلوكيات، مثل التجارب الصادمة في الماضي أو تأثيرات الإدمان على المخدرات أو الكحول.
كيف؟: يشمل العلاج التحليل النفسي لفهم الأسباب العميقة للسلوك، وتعلم كيفية التحكم في الاندفاعات الجنسية غير الطبيعية.
الهدف: توفير بيئة داعمة مع أفراد يعانون من ميول مشابهة.
كيف؟: يتم العلاج في مجموعات دعم مثل مجموعات المدمنين على السلوك الجنسي أو الأشخاص الذين يسعون للعلاج من هذه الميول، مما يساعد على مواجهة التحديات المشتركة.
الهدف: معالجة أي اضطرابات عصبية أو هرمونية قد تؤثر على السلوك الجنسي.
كيف؟: يتطلب تدخلًا طبيًا إذا كانت هناك اضطرابات مثل البيدوفيليا أو اضطراب السلوك الجنسي الشاذ، مما يساعد في ضبط الهرمونات وتحسين سلوك الشخص.
الهدف: التأكد من التزام المتحرش بالعلاج ومنع تكرار السلوك.
كيف؟: يتم متابعة العلاج من خلال جلسات دورية، مع مراقبة مستمرة لضمان استمرار التقدم وتجنب العودة للسلوك الضار.
الهدف: مساعدة الأسرة على فهم الأسباب التي أدت إلى سلوك الأب، وتحسين العلاقات الأسرية.
كيف؟: من الضروري توعية الأب بحقوق الأطفال والحدود الجسدية، وتعليم الأسرة كيف يمكنهم التعامل مع الوضع بطريقة صحية.
الهدف: مساعدة الأب على التعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية.
كيف؟: يمكن توفير استشارات زوجية أو عائلية لمساعدة الأب في التعامل مع الضغوط بطريقة صحية، ومنع تكرار السلوك المؤذي.
التهم الجنائية: العلاج النفسي قد يكون جزءًا من العقوبة، لكنه لا يعفي من الإجراءات القانونية.
العقوبات القانونية: تتضمن العقوبات القانونية السجن، الغرامات، أو سحب حقوق الحضانة، بحسب شدة الجريمة.
من الضروري تطبيق العقوبات القانونية المناسبة، حيث يجب أن تتوازن العقوبة مع شدة الجريمة وتوفير العلاج النفسي في نفس الوقت.
الهدف: مساعدة الأطفال المتضررين من التحرش في التعامل مع صدمة التجربة.
كيف؟: يتم تقديم جلسات علاج نفسي تشمل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج باللعب، لمساعدتهم على التكيف مع الآثار النفسية.