تاريخ النشر: 2025-04-23
يعتبر دوران الأطفال حول أنفسهم سلوكًا قد يثير قلق الكثير من الأمهات والآباء، خاصة إذا كان يظهر بشكل مفرط أو يتكرر بشكل غير طبيعي. في بعض الأحيان، يكون هذا السلوك مجرد تعبير عن اللعب أو طريقة لتفريغ الطاقة الزائدة، لكن في حالات أخرى قد يكون مؤشرًا لمشكلة أكبر. إذا كنتِ تتساءلين عن الأسباب التي تدفع الطفل للدوران حول نفسه وكيفية التفرقة بين السلوك الطبيعي والمقلق، فهذا المقال دليلى ميديكال سيقدم لكِ كل ما تحتاجين معرفته. سوف نستعرض أبرز الأنواع التي قد يتخذها الطفل في دوران حول نفسه، وكيفية التعامل مع هذا السلوك بطريقة تربوية وفعالة. تابعينا لنتعرف معًا على كيفية التعامل مع هذا السلوك بشكل إيجابي لصحة وسلامة طفلك.
***هل دوران الطفل حول نفسه هو سلوك التنبيه الذاتي الوحيد؟
دوران الطفل حول نفسه ليس السلوك الوحيد الذي قد يقوم به الطفل كجزء من سلوكيات التنبيه الذاتي. في الواقع، هناك مجموعة متنوعة من السلوكيات التي تتعلق بتحفيز الحواس المختلفة عند الطفل، ومنها:
سلوكيات التنبيه الذاتي السمعية
تشمل هذه السلوكيات تلك التي تتعلق بحاسة السمع، مثل الصفير أو الهمهمة أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات بشكل متكرر. هذه الأنواع من السلوكيات قد تساعد الطفل في تهدئة نفسه أو تنظيم مشاعره.
سلوكيات التنبيه الذاتي الشمية والذوقية
تتعلق بحاستي الشم والتذوق، مثل استنشاق الأشياء بشكل متكرر أو لعق الأشياء لتذوقها. هذا النوع من السلوكيات قد يكون طريقة للطفل لاكتشاف العالم من حوله.
سلوكيات التنبيه الذاتي اللمسية
تتعلق حركات اليد والجلد، مثل الرفرفة باليد، فرك الجلد، أو تحريك الأصابع بشكل متكرر. هذه السلوكيات تساهم في تحفيز حاسة اللمس عند الطفل وتساعده في تهدئة نفسه.
سلوكيات التنبيه الذاتي البصرية
تتعلق بحاسة البصر، مثل الرمش المتكرر أو تحريك العينين أو التحديق في الأضواء. قد يقوم الطفل بهذه السلوكيات كجزء من محاولته لتركيز انتباهه أو الاستجابة لمؤثرات بصرية.
سلوكيات التنبيه الذاتي الدهليزية
تشمل هذه المجموعة الحركات التي تتعلق بحاسة التوازن، مثل دوران الطفل حول نفسه أو التأرجح. تساعد هذه الحركات الطفل في تنظيم توازنه الشعوري والجسدي.
***هل دوران الطفل حول نفسه علامة على التوحد؟
دوران الطفل حول نفسه قد يكون علامة من علامات اضطراب طيف التوحد، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كذلك دائمًا. يُعرف اضطراب طيف التوحد بأنه حالة تؤثر على نمو الدماغ، مما يؤدي إلى صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين. الأطفال الذين يعانون من التوحد قد يظهرون سلوكيات مثل الدوران أو حركات متكررة، التي تعد جزءًا من محاولاتهم لتنظيم مشاعرهم أو تحفيز حواسهم.
في حالات التوحد، قد تكون هذه السلوكيات مصحوبة بصعوبات في التواصل مع الآخرين وفهم البيئة المحيطة. لكن تكرار دوران الطفل حول نفسه قد يكون أيضًا سلوكًا عاديًا في بعض الأحيان ويختفي مع تقدم الطفل في العمر، خاصة إذا لم يكن مصحوبًا بمشاكل أخرى في التواصل أو التفاعل الاجتماعي.
***متى يكون دوران الطفل حول نفسه خطيرًا؟
دوران الطفل حول نفسه هو سلوك شائع وطبيعي في مراحل معينة من نمو الطفل، خاصة في سن مبكرة. حيث يعتبره البعض جزءًا من اكتشاف الطفل لجسده وبيئته. ومع ذلك، قد يصبح هذا السلوك مصدر قلق في بعض الحالات، ويُعتبر مؤشرًا على مشكلة صحية أو نفسية. إليك بعض الحالات التي يجب الانتباه لها:
استمرار السلوك لفترات طويلة
إذا استمر الطفل في الدوران لفترات طويلة، قد يمتد ذلك لدقائق أو ساعات دون توقف، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة. إذا أصبح الدوران سلوكًا مكررًا طوال اليوم أو أصبح وسيلة لتسلية الطفل بشكل مستمر، يجب استشارة مختص.
اضطرابات عصبية أو حركية
دوران الطفل المتكرر قد يكون علامة على اضطرابات عصبية مثل اضطراب طيف التوحد أو اضطراب فرط الحركة (ADHD). هذه الاضطرابات قد تكون مصحوبة بسلوكيات متكررة وغريبة، وصعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
تأثير على التوازن أو التنسيق الحركي
إذا كان دوران الطفل يؤثر على توازنه أو يسبب له السقوط والإصابات المتكررة، قد يكون ذلك علامة على مشكلة في التنسيق الحركي أو اضطراب في التوازن. يجب مراقبة الطفل جيدًا في حال كان يعاني من صعوبة في المشي أو التنقل.
التكرار المفرط بدون سبب واضح
إذا كان الطفل يدور بشكل مفرط دون سبب واضح مثل الملل أو اللعب، قد يكون هذا سلوكًا قهريًا مرتبطًا بمشاكل نفسية. في هذه الحالة، يجب متابعة الطفل وتقييم حالته للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أو نفسية أخرى.
التأثير على الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي
إذا بدأ سلوك الدوران يؤثر على تفاعل الطفل مع الآخرين أو على حياته اليومية، مثل العزلة أو رفض اللعب مع الأقران، فقد يكون هذا دليلًا على مشكلة أكبر. الأطفال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية قد يستخدمون هذا السلوك كوسيلة للهروب من التفاعل مع الآخرين.
الارتباط بالقلق أو التوتر
بعض الأطفال قد يبدأون في الدوران عندما يشعرون بالتوتر أو القلق. إذا لاحظت أن الطفل يظهر هذا السلوك في مواقف مرهقة مثل تغيير المدرسة أو تغيرات في الأسرة، فقد يكون الدوران طريقة للتخفيف من مشاعرهم.
العدوانية أو الإصرار على الدوران
إذا أظهر الطفل سلوكًا عدوانيًا أو غاضبًا أثناء أو بعد الدوران، مثل إيذاء نفسه أو الآخرين، فيجب مراقبته بشكل دقيق. هذا قد يكون علامة على مشكلة في التحكم في الغضب أو التوتر.
أعراض صحية غير مفسرة
إذا كان الطفل يشعر بالدوار، الصداع، أو الغثيان بعد الدوران، قد يشير ذلك إلى مشاكل صحية تتعلق بالتوازن أو اضطرابات في الأذن الداخلية. في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب.
***متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كانت هناك علامات مقلقة أو إذا كان سلوك الدوران يؤثر على حياة الطفل اليومية أو تفاعلاته الاجتماعية، يُفضل استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي نفسي. قد يتطلب الأمر فحوصات طبية أو تقييم نفسي لمعرفة السبب الدقيق لهذا السلوك واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
***فوائد دوران الطفل حول نفسه***
دوران الطفل حول نفسه ليس مجرد سلوك عشوائي، بل له العديد من الفوائد التي تساهم في نموه وتطوير مهاراته الحركية والذهنية. إليك أبرز الفوائد التي يقدمها دوران الطفل:
تطوير النظام الحسي الحركي والجهاز الدهليزي
يساعد دوران الطفل حول نفسه في تحسين "التكامل الحسي"، وهو التنسيق بين حركات الجسم وحواسه. من خلال هذه الحركة، يصبح الطفل أكثر إدراكًا لجسده، وكيفية التحكم في حركاته واتجاهاته، سواء من خلال النظر أو السمع أو التوازن.
التدريب على تحقيق التوازن
دوران الطفل يساعده على تعلم التوازن. أثناء الدوران والسقوط، يتعلم الطفل كيف يوازن جسده وكيف يحرك قدميه أو يديه لتجنب السقوط، مما يساهم في تحسين التنسيق الحركي له.
تفريغ الطاقة الزائدة
يعد الدوران نشاطًا بدنيًا مرهقًا، ويساعد في تفريغ الطاقة الزائدة التي قد تكون سببًا في شعور الطفل بالضيق أو القلق. بعد الدوران، يشعر الطفل بالتعب والراحة، مما يساعد في تهدئته وتحسين نومه.
تنمية النشاط واللياقة البدنية
يعتبر دوران الطفل من الأنشطة التي تتطلب تنسيقًا عاليًا بين حركات الجسم وحواسه. هذا النوع من النشاط يعزز اللياقة البدنية ويعمل على تحسين سرعة الحركة والتوقف، مما يساهم في تحسين قدراته البدنية العامة.
تحسين التركيز والانتباه
التوازن الحركي وتكامل الحواس التي يتعلمها الطفل أثناء الدوران تساعده في تحسين قدراته على التركيز والانتباه. هذه المهارات تنعكس بشكل إيجابي على الأداء العقلي للطفل في الأنشطة اليومية.
***أنواع دوران الطفل حول نفسه***
دوران الطفل حول نفسه قد يختلف من طفل لآخر بناءً على الأسباب والدوافع وراء هذا السلوك. يمكن تقسيم أنواع دوران الطفل إلى عدة أنواع وفقًا للسياقات التي يظهر فيها هذا السلوك:
الدوران كجزء من اللعب
الوصف: بعض الأطفال يدورون كجزء من التسلية أو الاكتشاف الذاتي.
الأسباب: يكون هذا سلوكًا طبيعيًا في الأعمار الصغيرة (من 2 إلى 5 سنوات).
الحلول: إذا كان الطفل سعيدًا ومستمتعًا، فلا داعي للقلق، ويمكن تشجيعه على اللعب بأنشطة حركية أخرى.
الدوران بسبب الملل
الوصف: قد يبدأ الطفل في الدوران إذا شعر بالملل أو إذا لم يكن هناك ما يستهويه.
الأسباب: الطفل قد يبحث عن مصدر للترفيه أو الإثارة عند شعوره بالفراغ.
الحلول: يمكن تقديم ألعاب تعليمية أو أنشطة ممتعة تشد انتباه الطفل وتجعله ينشغل.
الدوران بسبب القلق أو التوتر
الوصف: بعض الأطفال قد يظهرون سلوك الدوران كرد فعل للتوتر أو القلق.
الأسباب: التغيرات البيئية أو التحديات العاطفية مثل التغيير في الروتين أو انتقال المدرسة قد تسبب القلق.
الحلول: من المهم تهدئة الطفل والتحدث معه لطمأنته، وضمان شعوره بالأمان.
الدوران كجزء من سلوك تكراري
الوصف: قد يظهر بعض الأطفال سلوكًا مكررًا مثل الدوران حول أنفسهم.
الأسباب: هذا السلوك قد يكون طبيعيًا أثناء مراحل نمو معينة أو قد يكون مرتبطًا باضطرابات مثل التوحد.
الحلول: إذا استمر هذا السلوك، يفضل استشارة مختص لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية.
الدوران بسبب احتياجات حركية زائدة
الوصف: قد يظهر الطفل ميلًا للدوران بسبب حاجته إلى التحرك بشكل مفرط.
الأسباب: الطفل قد يحتاج إلى نشاط بدني أكثر ولا يحصل على ما يكفي من الحركة خلال اليوم.
الحلول: يجب تخصيص وقت للطفل للعب الحركي أو الأنشطة البدنية التي تستهلك طاقته.
الدوران بسبب الرغبة في لفت الانتباه
الوصف: بعض الأطفال قد يبدأون في الدوران حول أنفسهم لجذب الانتباه.
الأسباب: قد يظهر الطفل هذا السلوك إذا شعر بالحاجة إلى المزيد من الاهتمام.
الحلول: من المفيد توجيه الطفل نحو أنشطة أخرى مثيرة للاهتمام تشجعه على التفاعل بشكل إيجابي.
الدوران استجابة لحافز بيئي أو خارجي
الوصف: في بعض الأحيان، يبدأ الطفل بالدوران استجابة لمؤثرات بيئية مثل الصوت أو الضوء.
الأسباب: قد يكون هناك مؤثر خارجي مثل مشاهدة فيديو أو الاستماع إلى موسيقى تحفز هذا السلوك.
الحلول: يجب مراقبة المحيط البيئي للطفل والتأكد من أن المؤثرات لا تثير هذا السلوك بشكل مفرط.
الدوران بسبب مشكلة صحية أو طبية
الوصف: في بعض الحالات النادرة، قد يكون دوران الطفل بسبب اضطراب صحي.
الأسباب: بعض الاضطرابات العصبية أو الحركية قد تؤدي إلى هذا السلوك.
الحلول: إذا كان السلوك مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة أو التشنجات، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة.
الدوران للتعبير عن الذات
الوصف: قد يدور بعض الأطفال حول أنفسهم كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم الداخلية.
الأسباب: الطفل قد يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره بالكلمات، ويستخدم الدوران كوسيلة لتفريغها.
الحلول: تدريب الطفل على التعبير عن مشاعره بالكلمات يمكن أن يساعد في تقليل هذا السلوك.
***أضرار دوران الطفل حول نفسه***
قد يكون دوران الطفل حول نفسه سلوكًا طبيعيًا في بعض الحالات، لكن إذا استمر لفترات طويلة أو تكرر بشكل مفرط، فقد يؤدي إلى بعض الأضرار التي تؤثر على صحة الطفل وسلوكه الاجتماعي. إليك أبرز الأضرار المحتملة:
تطور الدوران إلى نمط سلوكي قهري
إذا استمر الطفل في الدوران بشكل مفرط، قد يصبح هذا السلوك جزءًا ثابتًا من روتينه اليومي، حيث يشعر الطفل بالراحة فقط عندما يدور. مع مرور الوقت، قد يتحول هذا السلوك إلى نمط قهري، مما يؤدي إلى آثار اجتماعية ونفسية سلبية.
شعور الطفل بالدوار
عندما يبالغ الطفل في الدوران، قد يشعر بالدوار، مما يجعله يعاني من فقدان التوازن والشعور بالغثيان. في بعض الأحيان، قد يؤدي ذلك إلى الصداع والتقيؤ، ويؤثر سلبًا على راحته الجسدية.
فقدان التوازن والسقوط
دوران الطفل بشكل مفرط قد يؤدي إلى فقدانه للتوازن، مما يعرضه للسقوط المتكرر. السقوط قد يسبب إصابات أو صدمات مؤلمة، وقد تكون بعض الإصابات خطيرة.
التعرض لمواقف اجتماعية مزعجة
عندما يبالغ الطفل في سلوك الدوران، قد يجد الأطفال الآخرون هذا السلوك غريبًا أو مزعجًا. مع تقدم العمر، قد يبدأ الطفل في الابتعاد عن الألعاب الاجتماعية ويواجه صعوبة في التفاعل مع أقرانه، مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية.
أضرار مزمنة
قد يتسبب سلوك الدوران المستمر في ظهور أعراض مزمنة مثل الدوخة أو عدم الراحة عند تحريك الرأس بسرعة. كما قد يؤثر ذلك سلبًا على عملية التوازن، مما يجعل الطفل يعاني من مشكلات في التنسيق الحركي في المستقبل.
***أسباب دوران الطفل حول نفسه***
دوران الطفل حول نفسه قد يكون سلوكًا طبيعيًا في بعض الحالات، ولكنه قد يعكس أيضًا بعض المشكلات أو الاضطرابات النفسية أو الحركية. إليك بعض الأسباب التي قد تفسر سلوك الدوران لدى الطفل:
الفضول الطبيعي والاستكشاف
في بعض الأحيان، قد يدور الطفل حول نفسه بدافع الفضول أو للاكتشاف، حيث يجد متعة في الحركة ويشعر بفرح عند ملاحظة ردود فعل جسده.
المرح والمتعة
قد يكون الدوران ببساطة وسيلة للطفل للتسلية والمرح. الأطفال يحبون الحركة ويشعرون بالسعادة عند القيام بحركات معينة، مثل الدوران حول أنفسهم.
تنظيم الحواس
في مراحل نموه المبكرة، يتعلم الطفل كيفية تنسيق حواسه وحركاته. يساعد الدوران في تحفيز الحواس وتحسين التوازن، مما يعزز التنسيق بين الجسم والعقل.
الاضطرابات الحركية أو العصبية
قد يكون دوران الطفل حول نفسه علامة على وجود اضطراب حركي أو عصبي، مثل اضطراب طيف التوحد أو اضطرابات النمو العصبي. الأطفال الذين يعانون من هذه الحالات قد يظهرون سلوكيات متكررة وغير طبيعية مثل الدوران المستمر.
القلق أو التوتر
بعض الأطفال يقومون بالدوران كوسيلة للتعامل مع القلق أو التوتر. في هذه الحالة، يعمل الدوران كنوع من سلوك التهدئة، حيث يساعد الطفل على التغلب على مشاعر القلق أو التوتر.
التحفيز الحركي
إذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من النشاط البدني، قد يلجأ إلى الدوران كوسيلة لتفريغ طاقته الزائدة. يساعد الدوران الطفل في تحفيز جسمه وذهنه.
التقليد أو المحاكاة
قد يقلد الطفل سلوكًا رآه في محيطه، سواء في الأفلام أو في تصرفات أطفال آخرين. إذا شاهد الطفل شخصًا آخر يدور حول نفسه، فقد يكرر هذا السلوك بدافع الفضول أو التقليد.
إشارة إلى الملل
عندما يشعر الطفل بالملل ولا يجد ما يشغله، قد يبدأ في الدوران كوسيلة لتسلية نفسه. في هذه الحالة، يكون الدوران مجرد وسيلة لتفريغ الوقت.
فرط النشاط الحركي (ADHD)
الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة (ADHD) قد يظهرون سلوكيات مثل الدوران المستمر. هذا السلوك يمكن أن يكون جزءًا من ميل الطفل لتحريك جسده بشكل دائم وتفريغ طاقته الزائدة.
***إرشادات للتعامل مع دوران الطفل حول نفسه***
تواجه بعض الأسر تحديات في التعامل مع سلوك دوران الطفل حول نفسه. رغم أنه قد يكون سلوكًا طبيعيًا في بعض الأحيان، إلا أن تكراره بشكل مفرط قد يتطلب تدخلًا. إليك بعض الإرشادات للتعامل مع هذا السلوك:
التعامل مع المحفزات
يجب أولًا التعرف على المحفزات التي تثير سلوك الدوران. قد يكون السبب في بعض الأحيان هو الملل أو الرغبة في جذب الانتباه. العمل على تقليل هذه المحفزات يساعد في تقليل السلوك.
التوجه للأدوية عند الحاجة
في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى أدوية يصفها الطبيب المختص إذا كان الدوران نتيجة لحالة طبية أو عصبية. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية.
استبدال سلوك الدوران بسلوكيات أخرى
يمكنك استبدال سلوك الدوران بسلوكيات أخرى مناسبة. مثلًا، يمكن أن يمارس الطفل ضغط الكرة أو أي نشاط آخر يساعده على تفريغ طاقته بطريقة آمنة وصحية.
تجنب معاقبة السلوكيات
من المهم تجنب معاقبة الطفل على سلوك الدوران مباشرة، خاصة إذا لم يتم فهم السبب الكامن وراءه. العقاب قد يزيد من السلوك أو يستبدله بسلوكيات أخرى غير مرغوب فيها.
اتباع نظام غذائي حسي
يمكن استخدام النظام الغذائي الحسي كجزء من العلاج الوظيفي. يهدف هذا النظام إلى تقليل التحفيز الزائد من خلال تنظيم الأنشطة اليومية بما يتناسب مع احتياجات الطفل الحسية.
تغيير البيئة المحيطة
يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالطفل على سلوكه. يمكن تقليل الضغوط النفسية عن طريق تقليل الإضاءة الساطعة أو الأصوات المرتفعة، أو عن طريق وضع الطفل في صفوف دراسية أصغر أو بيئات أكثر هدوءًا.
إجراء الفحوصات الطبية اللازمة
قد يكون سلوك الدوران نتيجة لمشاكل جسدية مثل الصداع المزمن أو التهاب الأذن. إجراء فحص طبي يساعد في تحديد ما إذا كانت هناك أسباب صحية تساهم في السلوك.
ممارسة التمارين الرياضية
النشاط البدني يساعد في تفريغ الطاقة الزائدة. يمكن تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة مثل الجري أو السباحة، مما يساعده على تقليل حاجة الجسم للدوران.
***كيف أوقف طفلي عن الدوران حول نفسه؟
إذا كنت تواجه صعوبة في إيقاف طفلك عن الدوران حول نفسه، خاصة إذا كان السلوك يؤثر على حياته اليومية، يمكنك اتباع بعض الخطوات العملية:
مراقبة السلوك وتحديد الأسباب
قبل اتخاذ أي إجراء، من المهم مراقبة سلوك الطفل وفهم الأسباب الكامنة وراءه. هل يحدث الدوران بسبب الملل؟ أو القلق؟ معرفة السبب يساعدك في تحديد الحل الأنسب.
تقديم أنشطة بديلة
شجع طفلك على المشاركة في أنشطة حركية أخرى. الألعاب مثل الجري أو القفز يمكن أن تساعده على تفريغ طاقته بشكل إيجابي وصحي.
استخدام تقنيات التنفس والهدوء
إذا كان الطفل يدور حول نفسه بسبب التوتر أو القلق، يمكن تعليمه تقنيات التنفس العميق لتهدئة نفسه. قم بتدريبه على التنفس ببطء أو ممارسة تمارين الاسترخاء لتقليل مشاعر القلق.
مكافأة التصرفات الجيدة
عندما يتوقف الطفل عن الدوران، امدحه أو قدم له مكافأة بسيطة، مثل ملصق أو وقت خاص للعب. هذا يعزز السلوك الإيجابي.
استبدال السلوك بسلوك آخر
إذا كان الطفل يدور حول نفسه كجزء من سلوك متكرر أو للحصول على الراحة، حاول استبداله بسلوك آخر مثل القفز أو التوازن على قدم واحدة، أو تشجيعه على ممارسة الأنشطة الفنية مثل الرسم.
إشراك الطفل في أنشطة حركية متنوعة
شارك طفلك في أنشطة بدنية متنوعة مثل الرقص أو اللعب في الهواء الطلق. الأنشطة مثل ركوب الدراجة أو المشي قد تساعد في تفريغ طاقته بشكل آمن.
وضع حدود واضحة
وضع قواعد منزلية واضحة يمكن أن يساعد في تقليل سلوك الدوران. مثلًا، يمكنك تحديد وقت معين للدوران، وعندما يتجاوز الطفل الوقت المحدد، يتم إيقاف السلوك بلطف.
التعامل مع القلق أو التوتر
إذا كان الدوران ناتجًا عن القلق، حاول خلق بيئة هادئة ومريحة للطفل. تحدث معه حول مشاعره، وتجنب المواقف التي قد تثير القلق.
استشارة مختص إذا لزم الأمر
إذا استمر السلوك أو زاد بشكل غير طبيعي، أو لاحظت أي تغييرات في سلوكه أو صحته النفسية، من الأفضل استشارة طبيب الأطفال أو مختص في الصحة النفسية لتقييم الوضع بشكل دقيق.
الصبر والتواصل المستمر
تذكر أن تعديل السلوك يتطلب صبرًا. كن هادئًا ومتسقًا في ردود أفعالك، واعمل على فهم مشاعر الطفل. مع الوقت والتوجيه، سيتمكن طفلك من التوقف عن سلوك الدوران.