تاريخ النشر: 2025-03-27
الصلاة هي لحظة راحة وسكينة يلجأ فيها الإنسان إلى الله، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى تجربة صعبة للبعض بسبب نوبات الهلع المفاجئة. يشعر الشخص خلال هذه النوبات بخوف شديد وأعراض جسدية مزعجة، مما قد يجعله يتجنب الصلاة أو يشعر بالقلق قبل أدائها. في دليلى ميديكال هذا المقال، سنتعرف على أسباب نوبات الهلع أثناء الصلاة، أعراضها، وكيفية التعامل معها بطريقة فعالة لاستعادة الشعور بالطمأنينة أثناء العبادة.
نوبات الهلع أثناء الصلاة
نوبات الهلع أثناء الصلاة هي حالة مفاجئة من الخوف أو القلق الشديد تصيب المصلي أثناء أدائه للصلاة، وقد تكون مصحوبة بأعراض جسدية ونفسية مزعجة، مما يجعل الشخص يشعر وكأنه في خطر، رغم عدم وجود تهديد حقيقي.
إفساد الخشوع
الخشوع في الصلاة من السنن المحببة، حيث يدل على تركيز المصلي وتدبره في عبادته، وهو علامة على قوة الإيمان وثبات القلب. وقد ورد في الحديث الشريف عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما مِن امرئٍ مُسلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَها، وَخُشوعَها، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ».
إلا أن الخوف الزائد قد يفسد هذا الخشوع ويزعزعه، مما يجعله مذمومًا، لكنه لا يُبطل الصلاة، لأن الخشوع سنة وليس فرضًا.
تشتيت المصلي
من المستحب أن يركز المصلي في صلاته، وأن يبتعد عن كل ما يشغله عنها، إلا أن الخوف يؤدي إلى فقدان هذا التركيز، حيث يتشتت ذهن المصلي بانشغاله بمشاعر الخوف بدلاً من التفكر في صلاته والتدبر في معانيها.
التأخير عن الصلاة
يُستحب أداء الصلاة في وقتها المحدد، فقد جاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
«سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا».
إلا أن الخوف قد يؤدي إلى تأجيل الصلاة أو التردد في أدائها، مما قد يجعل المصلي يؤخرها عن وقتها، وهذا أمر غير محمود.
الوقوع في الأخطاء أثناء الصلاة
للصلاة أركان وخطوات محددة يجب الالتزام بها، مثل التكبير والاستفتاح، وأداء الركوع والسجود بالشكل الصحيح، والتوجه نحو القبلة، وغير ذلك من الأحكام الأساسية. وقد يؤدي الخوف إلى نسيان بعض هذه الأركان أو القيام بها بشكل غير صحيح، مما قد يبطل الصلاة أو ينقص من صحتها.
النسيان أثناء الصلاة
الخوف يؤثر على عمل العقل ويضعف القدرة على التركيز والانتباه، مما قد يؤدي إلى نسيان تفاصيل مهمة أثناء الصلاة، مثل عدد الركعات، أو بعض أذكار الصلاة، أو حتى نسيان إتمام الوضوء بالشكل الصحيح، مما قد يؤثر على صحة الصلاة وتمامها.
أسباب الخوف أثناء الصلاة ونوبات الهلع
الخوف من الخطأ في الصلاة
يُعد وسواس الخطأ أثناء الصلاة من أكثر الأسباب شيوعًا للخوف، حيث يشعر المصلي بالارتباك والقلق خشية نسيان جزء من الصلاة أو القيام بخطوة غير صحيحة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الوقوع في الأخطاء نتيجة لهذا التوتر.
الخوف من عدم قبول الصلاة
عندما ينشغل المصلي بالتفكير في ذنوبه ويشعر بقلق شديد من عدم قبول صلاته، سواء بسبب خطأ ارتكبه أو دون سبب واضح، فقد يتفاقم هذا الشعور إلى حدٍّ يؤدي إلى نوبات هلع أثناء الصلاة.
وسواس الطهارة وبطلان الصلاة
يرتبط الخوف أثناء الصلاة لدى البعض بالوسواس القهري المتعلق بالطهارة، حيث يخشى المصلي أن يكون وضوؤه قد بطل أو أن صلاته غير صحيحة، مما يسبب له اضطرابًا نفسيًا قد يتطلب استشارة متخصصة للعلاج.
الخوف من الموت أثناء الصلاة
الخوف من الموت هو شعور طبيعي لدى الإنسان، لكن البعض يشعرون به بشكل مكثف أثناء الصلاة، ربما لأنهم يعتبرونها لحظة قريبة من لقاء الله تعالى. يمكن أن يكون هذا الخوف محفّزًا على العبادة، لكنه قد يصبح مذمومًا إذا أدى إلى الرهبة الشديدة التي تعيق عن أداء الصلاة.
الشعور بالسقوط أثناء الصلاة
قد يعاني بعض الأشخاص من شعور بعدم الاتزان أثناء الوقوف في الصلاة، مما يسبب لهم خوفًا غير مبرر. هذا الشعور قد يكون نتيجة أسباب جسدية أو نفسية، ويمكن التخفيف منه عبر تعديل بسيط في وضعية الوقوف دون الإخلال بشروط الصلاة.
طريقة تعلّم الصلاة
قد يكون للخوف أثناء الصلاة جذور في تجربة الشخص عند تعلُّم الصلاة، إذ يرتبط الأمر أحيانًا بذكريات سلبية مثل العقوبات الجسدية أو التوبيخ الشديد من الأهل أو المعلمين، مما يؤدي إلى الشعور بالخوف كلما بدأ في أداء الصلاة.
حالة نفسية تتفاقم أثناء الصلاة
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري أو جنون الارتياب قد يجدون أن الصلاة تزيد من حدة أفكارهم ومخاوفهم، مما يؤدي إلى نوبات هلع خلال الصلاة.
الخوف من الصلاة أمام الناس
إذا كان الخوف أثناء الصلاة يظهر بشكل خاص عند أداء صلاة الجماعة، فقد يكون ناتجًا عن القلق الاجتماعي أو الخوف من التجمعات، وهو اضطراب نفسي قد يستدعي العلاج، وقد يُرخَّص للمصاب به أن يؤدي الصلاة في بيته إلى حين علاجه.
الخوف من الله عزّ وجل والخشوع
قد يكون الخوف أثناء الصلاة ناتجًا عن خشوع المصلي وتفكّره في عظمة الله عز وجل، وتذكره لموقفه بين يديه والجنة والنار والموت، مما يولد في قلبه رهبة عميقة. هذا النوع من الخوف محمودٌ ما دام لا يؤدي إلى اضطراب أو قلق مفرط يؤثر على صحة الإنسان وطمأنينة قلبه.
علامات الرهبة والخوف أثناء الصلاة والأحداث الاجتماعية
يُعد الشعور بالرهبة أو الخوف أثناء الصلاة أو في المواقف الاجتماعية أمرًا طبيعيًا إلى حدٍّ ما، لكنه قد يصبح مزعجًا إذا كان شديدًا أو مستمرًا. فيما يلي بعض العلامات التي قد تشير إلى ذلك:
التوتر الجسدي – مثل ارتجاف اليدين أو التعرق الزائد.
تسارع نبضات القلب – الشعور بدقات قلب سريعة وغير منتظمة.
صعوبة التركيز – تشتت الذهن وعدم القدرة على التدبر في الصلاة.
الشعور بالخوف غير المبرر – الإحساس بعدم الاطمئنان أو الشعور بأن هناك خطأ ما.
التردد في الصلاة أمام الآخرين – مثل الشعور بالخجل أو القلق عند أداء الصلاة في جماعة.
الخوف من الخطأ – مثل الخشية من نسيان الآيات القرآنية أو القيام بحركات الصلاة بطريقة غير صحيحة.
الإحساس بالاختناق أو ضيق التنفس – خاصة عند الشعور بقلق شديد أثناء الصلاة.
الارتباك وصعوبة الكلام – التلعثم أو فقدان القدرة على التعبير بسلاسة.
تجنب التواصل البصري – النظر إلى الأسفل أو إلى الجوانب بدلاً من مواجهة الآخرين.
التعرق الزائد – خاصة في اليدين أو الوجه نتيجة للتوتر.
رعشة في الصوت أو الأطراف – خصوصًا عند الحديث أمام مجموعة من الأشخاص.
التفكير المفرط في آراء الآخرين – القلق الزائد حول نظرة الآخرين والحكم عليهم.
تجنب المواقف الاجتماعية – مثل الامتناع عن حضور المناسبات أو الاجتماعات خوفًا من التعرض للإحراج.
آلام في المعدة أو الشعور بالغثيان – الإحساس بعدم الارتياح الجسدي عند التواجد في أماكن مزدحمة.
الرغبة في المغادرة بسرعة – عدم القدرة على البقاء في الموقف الاجتماعي لفترة طويلة.
أنواع الرهبة والخوف
يُعدّ الخوف والرهبة رد فعل طبيعي تجاه بعض المواقف، ولكنهما قد يصبحان مشكلة عندما يبلغان حدًّا مفرطًا أو غير منطقي، مما يؤثر على الحياة اليومية للفرد. ويمكن تصنيف أنواع الرهبة والخوف إلى عدة فئات وفقًا لطبيعة الموقف الذي يثيرهما.
الخوف من عدم قبول الصلاة (الخشية من التقصير)
الشعور بعدم أداء الصلاة على الوجه الصحيح، أو القلق بشأن قبولها.
تكرار الوساوس المتعلقة بصحة الوضوء أو الحركات أثناء الصلاة.
إعادة الصلاة أكثر من مرة بسبب الشك في صحتها.
الخوف من الخطأ في التلاوة أو الحركات
الشعور بالتوتر عند قراءة القرآن بصوت مسموع خوفًا من الوقوع في الخطأ.
تجنب الإمامة أو الصلاة في جماعة خشية نسيان الآيات أو الإخلال بالحركات الصحيحة.
الرهبة من الصلاة أمام الآخرين
الشعور بالخجل أو التوتر عند أداء الصلاة في المسجد أو أمام العائلة.
الخوف من ملاحظة الآخرين لأي خطأ أثناء الصلاة.
الخوف من الانشغال بالوساوس أثناء الصلاة
الشعور بالذنب بسبب تشتت الذهن أثناء الصلاة.
القلق من فقدان الخشوع أو التفكير في أمور دنيوية خلال الصلاة.
الخجل الاجتماعي (Social Shyness)
الشعور بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية، مثل التحدث أمام الآخرين.
تجنب لفت الانتباه أو المشاركة في النقاشات.
صعوبة بدء المحادثات أو الاستمرار فيها.
اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)
خوف شديد وغير منطقي من تقييم الآخرين بصورة سلبية.
القلق من التعرض للإحراج أو الإهانة في الأماكن العامة.
تجنب المناسبات الاجتماعية أو الحديث أمام الجمهور.
أعراض جسدية مثل التعرق الزائد، ارتعاش الصوت، وزيادة ضربات القلب.
رهبة المسرح أو التحدث أمام الجمهور (Stage Fright)
الشعور بالخوف الشديد عند الوقوف أمام مجموعة من الأشخاص.
القلق من ارتكاب الأخطاء أو نسيان الكلام.
ارتجاف الصوت أو الأيدي أثناء الحديث.
الشعور بالغثيان أو الدوار قبل الصعود إلى المنصة.
الخوف من الغرباء (Xenophobia)
الشعور بعدم الارتياح عند التعامل مع أشخاص جدد.
تجنب الحديث مع الغرباء أو الخوف من التواصل معهم.
القلق من الأداء (Performance Anxiety)
التوتر الشديد عند تنفيذ مهمة تحت المراقبة، مثل الامتحانات أو المقابلات الشخصية.
الشعور بعدم القدرة على الأداء بالشكل المطلوب.
فقدان التركيز بسبب الخوف من الفشل.
الفوبيا المحددة (Specific Phobias)
خوف غير منطقي من شيء معين، مثل المرتفعات، الطيران، أو الأماكن المغلقة.
تجنب المواقف التي تثير هذا النوع من الفوبيا.
أعراض جسدية مثل تسارع نبضات القلب والتعرق عند مواجهة الموقف المخيف.
الرهاب الاجتماعي (Social Phobia)
نوع أكثر حدة من القلق الاجتماعي.
خوف دائم من التعرض للإحراج أو التقييم السلبي من الآخرين.
تجنب المواقف التي تتطلب تفاعلًا اجتماعيًا، مثل الحديث أمام الناس أو تناول الطعام في الأماكن العامة.
اضطراب الهلع (Panic Disorder)
نوبات مفاجئة من الخوف الشديد دون سبب واضح.
أعراض جسدية مثل ضيق التنفس، الدوخة، والخوف من فقدان السيطرة.
الشعور بأن الشخص على وشك الموت أو مواجهة خطر كبير.
الخوف من الفشل (Atychiphobia)
القلق المفرط بشأن الفشل في تحقيق الأهداف.
تجنب التجارب الجديدة خوفًا من عدم النجاح.
فقدان الثقة بالنفس نتيجة الخوف المستمر من الإخفاق.
الخوف من التغيير (Metathesiophobia)
القلق عند مواجهة أي تغيير جديد في الحياة.
التمسك بالروتين وتجنب التعديلات حتى لو كانت مفيدة.
الشعور بعدم السيطرة على الأمور بسبب التغيرات المفاجئة.
الخوف من الوحدة (Monophobia)
عدم القدرة على البقاء وحيدًا لفترة طويلة.
الشعور بالخوف والتوتر عند غياب الأشخاص المقربين.
البحث الدائم عن صحبة الآخرين لتجنب الشعور بالعزلة.
الخوف من المستقبل (Chronophobia)
القلق المستمر بشأن ما سيحدث في المستقبل.
التفكير المفرط في الأحداث المستقبلية بشكل سلبي.
عدم القدرة على الاستمتاع بالحاضر بسبب الخوف من المجهول.
لا يُصيب رهاب الصلاة ونوبات الهلع جميع الأشخاص بنفس الدرجة، بل هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة به، وذلك بناءً على عوامل نفسية واجتماعية ودينية. ومن أبرز هذه الفئات:
الأشخاص المصابون باضطرابات القلق والوسواس القهري
من يعانون من اضطراب القلق العام أو القلق الاجتماعي يكونون أكثر عرضة للخوف أثناء الصلاة، خاصة عند أدائها في المسجد أو أمام الآخرين.
المصابون بـ الوسواس القهري الديني غالبًا ما يعانون من وساوس الطهارة وصحة الصلاة، مما قد يؤدي إلى الخوف من ارتكاب الأخطاء أثناء الصلاة.
الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب سلبية مرتبطة بالصلاة
الذين تعلموا الصلاة بطريقة قاسية أو تعرضوا للضغط أو التوبيخ أثناء تعلمهم للصلاة قد يربطون الصلاة بمشاعر الخوف والرهبة.
من تعرضوا لمواقف محرجة أثناء الصلاة في المسجد أو أمام الآخرين قد يشعرون بالقلق عند تكرار التجربة.
الأفراد المصابون برهاب الأماكن المفتوحة أو الاجتماعية
المصابون بـ رهاب الميادين (Agoraphobia) أو الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يعانون من الخوف عند التواجد في المساجد أو أداء الصلاة أمام الجماعة.
هؤلاء الأشخاص قد يفضلون الصلاة في المنزل بسبب الخوف من التجمعات أو التعرض لنظرات الآخرين.
الأشخاص الذين يعانون من تجارب روحية أو دينية مكثفة
الذين يشعرون بخشوع شديد أو خوف مبالغ فيه من الله قد يدخلون في حالة من الرهبة تؤثر على أدائهم للصلاة.
التفكير الزائد في الذنوب والخوف من عدم قبول الصلاة قد يؤدي إلى نوبات هلع أثناء أداء الصلاة.
الأفراد الذين يعانون من الصدمات النفسية أو التوتر المزمن
الأشخاص الذين مروا بتجارب صدمة نفسية قد يشعرون بالخوف أو الهلع عند الدخول في حالة تأمل عميقة أثناء الصلاة.
الضغوط الحياتية الشديدة قد تجعل البعض يشعر بعدم التركيز أو الخوف عند محاولة الصلاة.
الأطفال والمراهقون في بداية التزامهم بالصلاة
بعض الأطفال أو المراهقين قد يشعرون بالخوف من الصلاة أمام الآخرين، خاصة إذا كانت هناك رقابة شديدة أو توبيخ عند الخطأ.
القلق من أداء الصلاة بطريقة صحيحة قد يجعلهم متوترين أو مترددين في الصلاة أمام الناس
الصلاة في البيت
يتساءل البعض: هل يجوز أن أصلي في البيت إذا كنت أخشى الصلاة أمام الناس أو في المسجد؟ والجواب: نعم، فالصلاة في البيت صحيحة وجائزة إذا كان الخوف يمنع الشخص من أداء الصلاة في المسجد، بشرط ألا يكون ذلك بدافع الكسل.
فالصلاة في المسجد واجبةٌ على من سمع النداء، ولكن إذا كان الخوف من المسجد أو من صلاة الجماعة يشكل عائقًا حقيقيًا، جاز له أن يصلي منفردًا في بيته حتى يزول عنه هذا الخوف ويجد العلاج المناسب له.
الصلاة في جماعة صغيرة
إذا كنت تخشى الصلاة أمام الناس أو في المسجد، يمكنك أن تبدأ بالصلاة في جماعة صغيرة داخل منزلك مع أفراد عائلتك أو أصدقائك الذين تثق بهم وتشعر بالراحة معهم.
وتصحّ صلاة الجماعة بوجود اثنين فقط، أي الإمام ومعه شخص آخر، كما قال النبي ﷺ: "الاثنان فما فوقهما جماعة".
يمكنك زيادة عدد المصلين تدريجيًا حتى تعتاد على الصلاة وسط جماعة أكبر دون خوف.
الذهاب إلى المسجد في غير أوقات الصلاة
من الوسائل الفعالة للتغلب على الخوف من الصلاة في المسجد أن تعتاد على الذهاب إليه في غير أوقات الصلاة، أي عندما يكون المسجد شبه فارغ أو يحتوي على عدد قليل من المصلين.
يمكنك حينها قراءة القرآن أو أداء بعض الصلوات النافلة داخل المسجد، مما يساعدك على التعود على المكان والشعور بالطمأنينة فيه، بإذن الله تعالى.
استشارة أهل العلم
يمكنك التوجه إلى إمام المسجد القريب منك والتحدث معه عن مخاوفك من الصلاة في المسجد أو أمام الآخرين.
سيكون لديه بإذن الله ما يريحك ويساعدك على تجاوز هذا الخوف، إضافةً إلى توجيهك بطرق تعينك على المواظبة على صلاة الجماعة بثقة وطمأنينة.
استشارة متخصص نفسي
بما أن الخوف من صلاة الجماعة أو الصلاة في المسجد قد يكون مرتبطًا برهاب الميادين أو الرهاب الاجتماعي، فمن المفيد استشارة مختص نفسي للحصول على العلاج المناسب.
غالبًا ما يكون العلاج النفسي لهذا النوع من الخوف فعالًا، مما يساعد الشخص على التخلص من رهاب صلاة الجماعة بشكل تدريجي وطبيعي.
فهم سبب الخوف أثناء الصلاة
تنقسم أسباب الخوف والهلع أثناء الصلاة إلى قسمين رئيسيين:
الأول: أن يكون الخوف عابرًا، مجرد مشاعر طارئة يمكن التعامل معها بالصبر، والمواظبة على الصلاة، واستشارة أهل العلم من الأئمة والشيوخ.
الثاني: أن يكون رهاب الصلاة نابعًا من مشكلة نفسية تستدعي العلاج للتخلص من هذا الخوف.
وأول خطوة في العلاج هي تحديد السبب، لمعرفة ما إذا كان الخوف طبيعيًا أم يحتاج إلى تدخل علاجي.
الإكثار من الأذكار وقراءة القرآن الكريم
من أهم علاجات الخوف أثناء الصلاة الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان، وتلاوة القرآن الكريم، والمداومة على الأذكار والدعاء، فذلك يساعد على تهدئة القلب، وزيادة الطمأنينة والإيمان.
وقد ورد في الحديث الشريف أن عثمان بن أبي العاص جاء إلى رسول الله ﷺ وقال له: "يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها عليّ." فقال النبي ﷺ: "ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا." قال عثمان: "ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني." (رواه مسلم).
المواظبة على الصلاة وعدم الانقطاع عنها
من أهم الطرق للتغلب على الخوف أثناء الصلاة مواجهته، والطريقة الصحيحة للتغلب على رهاب الصلاة هي الاستمرار في أداء الصلاة وعدم الاستسلام للوساوس.
يجب على المصلي ألا يخضع لمخاوفه، لأن التراجع عن الصلاة يؤدي إلى التكاسل والابتعاد عن العبادة شيئًا فشيئًا.
كما أن الخوف لا يُفسد الصلاة، لذا فإن الصلاة مع الخوف أفضل عند الله من تركها أو الهروب منها.
الاسترخاء والهدوء أثناء الصلاة
الله غفورٌ رحيم، فبالنسبة لمن يشعر بالخوف أثناء الصلاة بسبب الخشية من الخطأ، أو بسبب ارتكاب المعاصي في الماضي، عليه أن يطمئن إلى أن الله يقبل التوبة ويغفر الذنوب.
يجب على المصلي أن يهدأ، ويطمئن، ويركّز على صلاته، ويخشع بين يدي الله، حتى تهدأ نفسه ويستقر قلبه.
علاج الوساوس والمشكلات النفسية
قد يكون الخوف أثناء الصلاة ناتجًا عن اضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري أو القلق الاجتماعي، لذا يُفضل استشارة طبيب نفسي متخصص للمساعدة في علاج هذا الرهاب.
يمكن كذلك علاج الارتباك والنسيان أثناء الصلاة من خلال تكرار الآيات القرآنية، وتثبيت حفظ أركان الصلاة، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية التي تساعد على تحسين الذاكرة والتركيز.
إذا كنت تعاني من رهاب الصلاة أو نوبات الهلع أثناء الصلاة، فمن الأفضل استشارة طبيب أو معالج نفسي متخصص في أحد التخصصات التالية:
طبيب نفسي (Psychiatrist)
متخصص في تشخيص وعلاج اضطرابات القلق، الوسواس القهري، نوبات الهلع، والرهاب الاجتماعي.
يمكنه وصف أدوية مثل مضادات القلق والاكتئاب إذا لزم الأمر.
معالج نفسي (Psychotherapist)
يساعد في العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو فعال في علاج الرهاب والوسواس والقلق المرتبط بالصلاة.
يستخدم تقنيات التعرض التدريجي لمساعدتك على تخطي الخوف من الصلاة في المسجد أو أمام الناس.
أخصائي علاج الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي
إذا كان الخوف أثناء الصلاة ناتجًا عن وسواس قهري ديني أو رهاب اجتماعي، فالأفضل استشارة متخصص في علاج الوسواس القهري واضطرابات القلق.
معالج سلوكي (Behavioral Therapist)
يساعد في تعديل الأفكار والمعتقدات السلبية المرتبطة بالصلاة.
يوجّهك لتقنيات الاسترخاء والتعامل مع القلق أثناء الصلاة.