تاريخ النشر: 2025-03-26
غيرة الأم من ابنتها قد تبدو أمرًا غير معتاد، لكنها تحدث في بعض الحالات نتيجة مشاعر غير واعية مثل الخوف من التقدم في العمر أو الشعور بعدم تحقيق الذات. في بعض الأحيان، تنبع هذه الغيرة من الحب، لكنها قد تتحول إلى تنافس غير صحي يؤثر على العلاقة بين الأم وابنتها. في دليلى ميديكال هذا المقال، سنتعرف على الأسباب العميقة وراء هذه الغيرة، وكيف يمكن لكل من الأم والابنة التعامل معها بطريقة ذكية للحفاظ على علاقة قوية وصحية.
قد يظهر كره الأم لابنتها بأشكال متعددة، وفقًا للدوافع والمشاعر الكامنة خلفه. أحيانًا يكون واضحًا ومباشرًا، وأحيانًا أخرى يكون خفيًا، يظهر في صورة انتقاد دائم أو تجاهل متعمد. وفيما يلي تفصيل لأنواع هذا الكره:
تعتبر نفسها الأهم دائمًا، وتشعر أن ابنتها تمثل تهديدًا لمكانتها أو تنافسها.
تميل إلى السيطرة على ابنتها، وتقلل من شأنها باستمرار.
لا تعترف بأخطائها مطلقًا، وإذا واجهتها ابنتها بلوم أو نقد، تلجأ إلى لعب دور الضحية.
تشعر بالغيرة من جمال ابنتها أو نجاحها، وتسعى إلى إحباطها عمدًا.
مثال:
"كنت أجمل منكِ في مثل عمركِ، ولن تصلي أبدًا إلى مستواي."
تفرض سيطرتها الكاملة على قرارات ابنتها، بدءًا من اختيار ملابسها وحتى مسار حياتها المهنية والزواج.
لا تعترف بحق ابنتها في الاستقلال، وتبرر تصرفاتها بأنها بدافع الحب والحرص على مصلحتها.
إذا حاولت الابنة التعبير عن رأيها أو اتخاذ قرار مستقل، تتهمها بالجحود وعدم الاحترام.
مثال:
"طالما أنني على قيد الحياة، ستفعلين ما أطلبه منكِ، وليس ما ترغبين فيه!"
تشعر بأن ابنتها تهدد مكانتها الاجتماعية أو العائلية، خاصة إذا كانت الابنة أصغر سنًا وأكثر جاذبية.
تقلل من قيمة أي إنجاز تحققه ابنتها، حتى لا تمنحها الثقة بالنفس.
قد تتصرف كما لو أنها أخت ابنتها وليست أمها، فتميل إلى منافستها في المظهر والاهتمامات.
مثال:
"لا أرى أنكِ جميلة إلى هذا الحد، ربما اختيار ملابسكِ هو ما جعلكِ تبدين أفضل."
لا تشعر بالرضا عن ابنتها مهما فعلت، ودائمًا تجد فيها عيوبًا تستحق النقد.
تفتقر إلى القدرة على تقديم الدعم العاطفي، وتستبدله بالانتقاد المستمر.
تجعل ابنتها تشعر بالدونية، وكأنها غير كافية أو غير قادرة على تحقيق النجاح.
مثال:
"مهما فعلتِ، لن تصلي إلى مستوى ابنة خالتكِ، فهي أكثر نجاحًا منكِ بكثير."
لا تعبر عن حبها لابنتها أو اهتمامها بها، حتى في اللحظات التي تحتاجها فيها الابنة بشدة.
تتجاهل مشكلات ابنتها، ولا تبدي أي اهتمام بمشاعرها أو احتياجاتها العاطفية.
تجعل الابنة تشعر بأنها غير محبوبة أو غير ذات أهمية.
مثال:
(عندما تبكي الابنة) "توقفي عن الدراما، لستُ متفرغة لهذه التفاهات."
تلجأ إلى العنف اللفظي أو الجسدي عند التعامل مع ابنتها.
تجعل ابنتها تعيش في حالة من الخوف الدائم منها.
قد تستخدم أساليب عقابية قاسية، أو تحرمها من حقوقها الأساسية.
مثال:
"إذا ارتكبتِ هذا الخطأ مجددًا، فلن تخرجي من المنزل أبدًا."
تلعب دور الضحية في كل المواقف، وتحاول جعل ابنتها تشعر بالذنب تجاهها.
تردد باستمرار أنها ضحت بحياتها من أجل ابنتها، لكنها لا تحصل على التقدير المناسب.
ترفض فكرة استقلال ابنتها عنها، وتعتبرها نوعًا من الهجران والجحود.
مثال:
"كرّست حياتي من أجلكِ، وفي النهاية تتركيني وتركزين على حياتكِ فقط؟"
تهتم براحتها وسعادتها الشخصية أكثر من اهتمامها بمشاعر ابنتها واحتياجاتها.
قد تهمل ابنتها عاطفيًا، أو تفضل عليها إخوتها الذكور.
تجعل الابنة تشعر بأنها غير مرغوبة أو غير محبوبة.
مثال:
"لستُ متفرغة لمشاكلكِ، لدي حياتي الخاصة التي هي أهم منكِ."
كره الأم لابنتها أو شعورها بالغيرة منها قد يكون ناتجًا عن مشكلات نفسية أو عاطفية غير محلولة، لكنه ليس مرضًا نفسيًا بحد ذاته، بل قد يكون عرضًا لمشكلة أعمق. وهناك العديد من الأسباب النفسية التي قد تدفع الأم إلى الشعور بمشاعر سلبية تجاه ابنتها، ومنها:
تعاني بعض الأمهات من اضطراب الشخصية النرجسية، حيث يشعرن أن نجاح ابنتهن أو استقلالها يمثل تهديدًا لقيمتهن الذاتية، مما يجعلهن ينظرن إليها كمنافسة بدلاً من ابنة.
في حالة اضطراب الشخصية الحدّية، قد تكون الأم شديدة التقلب في مشاعرها، فتُظهر الحب لابنتها في لحظة، ثم تهاجمها أو تكرهها في اللحظة التالية.
بعض الأمهات نشأن في بيئات قاسية، أو تعرضن لسوء معاملة في طفولتهن، مما أثر على قدرتهن على التعبير عن الحب بطريقة سليمة.
إذا كانت الأم قد تعرضت في صغرها للإهمال أو القهر، فقد تشعر بالغيرة من ابنتها التي تعيش حياة أفضل مما عاشته هي.
تعاني بعض الأمهات من الاكتئاب أو الضغط النفسي المزمن، مما يجعل من الصعب عليهن التعبير عن الحب، فيصبحن أكثر ميولًا للنقد والتعامل السلبي.
في بعض الأحيان، تشعر الأم بالإرهاق أو الإحباط من مسؤولياتها الحياتية، فتسقط غضبها وتوترها على ابنتها دون وعي.
تشعر بعض الأمهات بالإحباط نتيجة فشلهن في تحقيق أحلامهن، فيتحول إحباطهن إلى غيرة تجاه بناتهن بدلًا من تقديم الدعم لهن.
قد تحاول الأم فرض سيطرتها على ابنتها لمنعها من تحقيق نجاح مختلف عن الذي حققته، خوفًا من الشعور بالفشل أو الندم على حياتها الخاصة.
في حالات نادرة، قد تعاني الأم من اضطرابات نفسية خطيرة مثل الذهان أو الفصام، مما يجعلها ترى ابنتها كتهديد أو تعتقد أنها تستحق الأذى.
هذه الحالات تحتاج إلى تدخل علاجي ونفسي مباشر، لأن تأثيرها قد يكون مدمرًا للعلاقة بين الأم وابنتها.
حسد الأم لابنتها وغيرتها منها موضوع معقد ونادر الحدوث، لكنه ممكن في بعض الحالات نتيجة عوامل نفسية واجتماعية متعددة. وتختلف الأسباب من أم إلى أخرى، لكن يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
بعض الأمهات، لا سيما اللواتي يعانين من مشكلات في تقبل التقدم في السن أو انعدام الثقة بالنفس، قد يشعرن بأن بناتهن يمثلن نسخة "أجمل وأحدث" منهن.
إذا كانت الأم تتمتع بالجمال أو الجاذبية في شبابها، فقد تشعر بالغيرة حين ترى ابنتها في سن المراهقة أو الشباب في أوج تألقها.
إذا شعرت الأم بأنها لم تحقق أحلامها الشخصية، سواء في الدراسة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية، فقد تنظر إلى نجاح ابنتها على أنه تذكير بفشلها الشخصي، مما قد يؤدي إلى الغيرة بدلاً من الفخر والدعم.
في بعض العلاقات، تتعامل الأم مع ابنتها كمنافسة بدلاً من كونها ابنة تحتاج إلى دعمها.
يكون هذا أكثر وضوحًا إذا كانت الأم ذات شخصية نرجسية أو تحب أن تكون محور الاهتمام دائمًا، خاصة عندما تحصل الابنة على محبة واهتمام العائلة أو المجتمع أكثر من الأم.
بعض الأمهات يرغبن في التحكم التام بحياة بناتهن، وعندما تبدأ الابنة في اتخاذ قراراتها باستقلالية، قد تشعر الأم بالتهديد وتحاول إحباطها نفسيًا من خلال التقليل منها أو معاملتها بحسد.
إذا كانت الأم قد تعرضت للمقارنة أو القسوة من والديها في طفولتها، فقد تعيد دون وعي نفس السلوك مع ابنتها، مما يؤدي إلى نشوء الغيرة المتوارثة عبر الأجيال.
إذا كانت الأم تعاني من مشكلات في زواجها أو تشعر بأن علاقتها بزوجها غير مستقرة، فقد تغار من ابنتها التي تحظى بجاذبية واهتمام من الآخرين.
قد يزداد هذا الشعور إذا كان الأب يولي اهتمامًا كبيرًا بابنته، مما يجعل الأم تشعر بالإهمال.
إذا قدمت الأم تضحيات كبيرة في سبيل تربية ابنتها، فقد تشعر بعدم التقدير إذا رأت أن ابنتها تعيش حياة أسهل أو تحظى بفرص لم تحصل عليها.
هذا الشعور قد يتحول إلى إحساس بالغيرة والظلم بدلاً من الفخر والسعادة بنجاح الابنة.
عندما تكبر الابنة وتبدأ في تكوين حياتها المستقلة، قد تشعر الأم بالوحدة وفقدان دورها الرئيسي في حياة ابنتها، مما قد يؤدي إلى مشاعر سلبية غير مبررة تجاهها.
بعض الأمهات يعشن على ذكريات شبابهن، وعندما يرون بناتهن يعشن فترة الشباب بحرية واستقلال، قد يشعرن بالحسرة والغيرة، خاصة إذا كن محرومات من هذه الفرص في الماضي.
على سبيل المثال، إذا تزوجت الأم في سن مبكرة ولم تتمكن من إكمال تعليمها، فقد تشعر بالغيرة من ابنتها التي تتابع دراستها وتحصل على فرص أفضل.
في بعض العائلات، قد تحصل الابنة على اهتمام أكبر من الأب أو العائلة، مما يثير مشاعر الغيرة لدى الأم التي تشعر بأنها لم تعد محور الاهتمام كما كانت من قبل.
بعض الأمهات يشعرن بأن بناتهن "ملكٌ لهن"، مما يجعلهن غير قادرات على تقبل فكرة أن الابنة تنمو وتستقل بحياتها.
عندما تبدأ الابنة في اتخاذ قراراتها بحرية، قد تحاول الأم عرقلتها من خلال سلوكيات مسيئة أو تحكم زائد.
إذا كانت الأم معتادة على أن تكون الأجمل أو الأكثر أناقة في العائلة أو بين أصدقائها، فقد تشعر بالغيرة إذا أصبحت ابنتها أكثر جاذبية أو محط أنظار الآخرين.
قد يظهر هذا في صورة انتقادات مستمرة لمظهر الابنة أو محاولات غير مباشرة للتقليل من شأنها.
بعض الأمهات لا يستطعن التعامل مع مشاعرهن بطريقة ناضجة، مما يجعلهن يعبرن عن غيرتهن من خلال النقد اللاذع، أو التحكم الزائد، أو محاولات تدمير ثقة الابنة بنفسها.
قد تشعر الأم بأن دورها الأساسي كأم يتلاشى مع نضوج ابنتها واستقلالها.
هذا الإحساس قد يدفعها إلى محاولة خلق المشكلات أو التدخل المفرط في حياة ابنتها حتى تظل تشعر بأنها جزء أساسي منها.
إذا كانت حياة الابنة مختلفة تمامًا عن حياة أمها (مثل امتلاكها حرية أكبر في قراراتها، أو سفرها المتكرر، أو أسلوب ملابسها)، فقد تشعر الأم بالغيرة لأنها لم تحظَ بنفس الفرص عندما كانت في سن ابنتها.
بعض الأمهات المصابات بالنرجسية يشعرن بأن نجاح الابنة أو استقلالها يشكل تهديدًا لصورتهن الذاتية، مما يجعلهن يمارسن السيطرة والهجوم العاطفي المستمر عليها.
هذا قد يظهر في شكل انتقادات لاذعة للابنة، مثل التعليق السلبي على مظهرها، أو طريقتها في اختيار ملابسها، أو اتهامها الدائم بالتقصير والفشل.
مع انقطاع الطمث، تمر المرأة بتغيرات جسدية ونفسية كبيرة، مما قد يجعلها أكثر حساسية تجاه شباب وجمال ابنتها.
التغيرات المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل زيادة الوزن، أو فقدان نضارة البشرة، أو تساقط الشعر، قد تؤدي إلى مشاعر انعدام الثقة التي تترجم إلى غيرة تجاه الابنة.
إذا كانت الابنة قريبة من والدها أكثر من الأم، فقد تشعر الأخيرة بالغيرة من هذه العلاقة، خاصة إذا كان الزوج يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته.
قد يزداد هذا الشعور إذا كانت الأم تشعر بالإهمال من قِبَل زوجها، مما يجعلها تتعامل مع ابنتها كمنافسة غير واعية.
الأمهات اللواتي لم يحصلن على امتيازات معينة في طفولتهن قد يشعرن بالغيرة إذا رأين بناتهن يتمتعن بمستويات أعلى من الحرية والاستقلال.
على سبيل المثال، قد تشعر الأم بالغيرة إذا كانت ابنتها قادرة على ممارسة الرياضة بحرية، أو تكوين صداقات جديدة، أو السفر، بينما لم تكن الأم تمتلك هذه الفرص في صغرها.
صفات الأم الغيورة أو الحسودة تجاه ابنتها
الأم التي تشعر بالغيرة أو الحسد تجاه ابنتها غالبًا ما تكون ذات شخصية معقدة، وتعاني من مشكلات نفسية أو مشاعر غير محسومة من الماضي. وتظهر هذه الصفات في حديثها، تصرفاتها، وطريقة تعاملها مع ابنتها. وفيما يلي شرح لكل صفة بالتفصيل:
دائمًا ما تجدها تُعلق على كل ما تفعله ابنتها، سواء كان ذلك في مظهرها، نجاحها، علاقاتها، وحتى شخصيتها.
يكون النقد سلبيًا أكثر منه بنّاءً، والهدف ليس التوجيه، بل التقليل من قيمة الابنة وإضعاف ثقتها بنفسها.
قد تسخر من إنجازات ابنتها أو تقول عبارات مثل:
"وما المميز في ذلك؟ أي شخص يمكنه القيام به."
"عندما كنت في مثل سنكِ، كنتُ أفضل منك."
"لا أعتقد أنكِ تستحقين كل هذا النجاح، لقد حالفكِ الحظ فقط."
تشعر أنها يجب أن تكون الأجمل، الأذكى، والأكثر تميزًا، وعندما تتفوق ابنتها عليها في أي جانب، تنزعج وتحاول التقليل من شأنها.
قد تدخل في منافسة غير مباشرة مع ابنتها، خاصة في الجمال أو الأناقة، وتقول عبارات مثل:
"كنتُ أكثر جمالًا منكِ عندما كنتُ في مثل سنكِ."
"ملابسكِ جميلة، ولكن لو كنتُ أنا مكانك، لبدوتُ أجمل."
بدلًا من أن تفرح بإنجازات ابنتها، تحاول التقليل منها أو تهميشها.
قد تتجاهل أي خبر سعيد عن ابنتها، أو تغير الموضوع بسرعة.
في بعض الأحيان، تبدي سعادة زائفة، لكن من الواضح أنها ليست سعيدة بالفعل.
قد تلمح إلى أنها كانت تتمنى أن تكون في مكان ابنتها.
عندما تبدأ الابنة بالاهتمام بنفسها وتبدو جذابة، قد تبدأ الأم في انتقاد مظهرها أو إحباطها نفسيًا.
تحاول التقليل من جمالها أو إقناعها بأنها غير جذابة، حتى لا تشعر بالثقة في نفسها.
في بعض الحالات، إذا كان الأب يهتم بابنته ويُظهر لها المحبة، فقد تشعر الأم بالغيرة وتحاول إبعاد الابنة عنه بأي طريقة.
لديها رغبة دائمة في فرض سيطرتها على ابنتها، حتى بعد أن تكبر.
تحاول التحكم في قراراتها المتعلقة بالدراسة، العمل، المظهر، وحتى الزواج.
إذا اتخذت الابنة قرارًا بنفسها، قد تشعر الأم بالاستياء وتحاول إقناعها بأنها ارتكبت خطأً.
قد تقول دائمًا إنها كانت أفضل عندما كانت في سن ابنتها، أو أن الابنة ليست بالمستوى المطلوب.
تقارن ابنتها بالفتيات الأخريات وتقول لها عبارات مثل:
"ابنة خالتك أكثر تفوقًا منكِ."
"كنتُ أكثر نجاحًا منكِ عندما كنتُ في مثل سنكِ."
إذا كانت الابنة تمتلك أصدقاء مقربين أو تتمتع بعلاقة جيدة مع والدها أو إخوتها، فقد تحاول الأم إفساد هذه العلاقات.
قد تحاول إبعادها عن الأشخاص الذين يحبونها، حتى تبقى هي الشخص الوحيد المسيطر على حياتها.
في بعض الأحيان، تتحدث عن أصدقاء ابنتها بطريقة سلبية لإثارة الشكوك حولهم.
بدلًا من أن تكون أمًا داعمة، تتصرف كما لو كانت في منافسة مع ابنتها.
قد تكون غيرتها خفية أو واضحة، لكنها تحاول دائمًا إثبات أنها الأفضل.
حتى التصرفات العفوية أو الثقة بالنفس التي تبديها الابنة قد تثير غيرتها.
بدلًا من تشجيعها، تملأها بالطاقة السلبية لتجعلها تشعر بأنها ضعيفة أو غير قادرة على النجاح.
قد تستخدم كلمات جارحة أو تسخر منها بطريقة مؤلمة.
تحاول تقويض ثقتها بنفسها حتى تبقى تحت سيطرتها.
تحاول أن تجعل ابنتها تشعر بالذنب، وكأنها لم تقدر جهودها بما يكفي.
قد تقول عبارات مثل:
"لقد ضحيتُ من أجلكِ، ومع ذلك لا تُقدّرين ذلك."
"كل ما فعلته كان لأجلكِ، وفي النهاية، أنتِ من تؤذيني."
كيف تتعامل الأم مع مشاعر الغيرة من ابنتها؟
إذا كانت الأم تشعر بالغيرة من ابنتها، فهذا لا يعني أنها أم سيئة، بل هو دليل على وجود مشاعر غير محلولة داخلها. الأهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية حتى لا تؤثر سلبًا على علاقتها بابنتها. فيما يلي خطوات تفصيلية لمواجهة هذه المشاعر والتغلب عليها:
أول خطوة هي أن تكوني صادقة مع نفسك وتعترفي بوجود مشاعر غيرة أو منافسة تجاه ابنتك.
إنكار هذه المشاعر قد يؤدي إلى تصرفات سلبية مثل الانتقاد المستمر أو محاولة إحباطها دون وعي.
قولي لنفسك: "أنا أشعر ببعض الغيرة، وهذا أمر طبيعي، لكني سأتعامل معه بطريقة صحية."
الغيرة ليست مجرد شعور سطحي، بل قد تكون نابعة من مشاعر أعمق، مثل:
الإحساس بفقدان الشباب والجاذبية.
الشعور بأن ابنتكِ تعيش حياة كنتِ تتمنينها لنفسكِ.
الإحساس بعدم التقدير أو بأن دوركِ كأم بدأ يقل.
اسألي نفسكِ:
ما الذي يزعجني تحديدًا في نجاح أو جمال ابنتي؟
هل أشعر أنني لم أحقق ما كنت أطمح إليه؟
هل هناك شيء يمكنني فعله لتحسين حياتي بدلًا من التركيز على ابنتي؟
تذكري أن حياتكِ لها قيمة بغض النظر عن عمر ابنتكِ أو نجاحها.
اهتمي بنفسكِ، جربي هوايات جديدة، اقضي وقتًا ممتعًا مع صديقاتكِ، واعملي على تطوير ذاتكِ.
ابنتكِ ليست منافسة لكِ، بل امتداد لكِ، ونجاحها لا يعني فشلكِ.
بدلًا من الشعور بالمنافسة، كوني أقرب لابنتكِ وادعميها.
قولي لها إنكِ فخورة بها وشجعيها على تحقيق أحلامها.
عبّري عن سعادتكِ بصدق وشاركيها لحظات نجاحها.
على سبيل المثال:
إذا ارتدت ملابس جميلة، بدلًا من القول: "كنتُ أجمل منكِ في مثل سنكِ."، قولي: "ما شاء الله، تبدين رائعة، اختياركِ مميز."
إذا نجحت في شيء، بدلًا من التقليل منه، قولي: "أنا فخورة بكِ، وأتمنى لكِ المزيد من النجاح."
نجاح ابنتكِ وجمالها وكل صفاتها الرائعة هي انعكاس لتربيتكِ وجهدكِ.
بدلًا من الغيرة، فكّري في أنكِ السبب الرئيسي وراء ما وصلت إليه.
احتفلي بنجاحها وكأنه نجاحكِ الشخصي.
إذا شعرتِ بالغيرة، لا تجعلي ابنتكِ تشعر بذلك حتى لا تفقد ثقتها بنفسها أو تشعر بالذنب تجاه نجاحها.
لا تنتقديها أو تحبطيها، بل حاولي معالجة مشاعركِ داخليًا بعيدًا عنها.
إذا كانت الغيرة ناتجة عن الشعور بفقدان الشباب، جربي تغيير نمط حياتكِ لتشعري بالحيوية.
اعتني بمظهركِ، مارسي الرياضة، وجربي أشياء جديدة مثل السفر أو تعلم مهارات جديدة.
كوني فخورة بعمركِ، فكل مرحلة في الحياة لها جمالها وميزاتها.
الغيرة غالبًا ما تأتي من الشعور بالنقص، لذا حاولي العمل على تعزيز ثقتكِ بنفسكِ.
كوني ممتنة لما لديكِ، وركزي على نقاط قوتكِ.
اكتبي قائمة بإنجازاتكِ في الحياة، وتذكري أنكِ تستحقين الحب والتقدير.
إذا وجدتِ صعوبة في التعامل مع هذه المشاعر، يمكنكِ التحدث مع صديقة مقربة أو مستشارة نفسية لمساعدتكِ في فهم نفسكِ بشكل أفضل.
أحيانًا مجرد الحديث عن المشكلة يساعد في حلها.
في النهاية، العلاقة بين الأم وابنتها يجب أن تكون قائمة على الحب والدعم وليس الغيرة والتنافس.
كوني الأم التي تحتاجها ابنتكِ، وكوني قدوة لها في تقبل الذات وحب الآخرين.
علاج كره الأم لابنتها بالأدوية والعلاج النفسي
إذا كانت الأم تعاني من مشاعر الكره أو الغيرة تجاه ابنتها بشكل يؤثر على علاقتهما وحياتها اليومية، فقد يكون السبب اضطرابًا نفسيًا يحتاج إلى علاج. ويشمل العلاج في بعض الحالات استخدام الأدوية إلى جانب العلاج النفسي والسلوكي، حسب شدة الحالة واحتياجاتها.
ليست كل الأمهات بحاجة إلى أدوية لعلاج هذه المشاعر، ولكن في بعض الحالات يكون العلاج الدوائي ضروريًا، مثل:
✔ إذا كانت تعاني من اكتئاب حاد يؤثر على تعاملها مع ابنتها.
✔ إذا كانت تعاني من اضطراب الشخصية النرجسية أو الحدية، مع نوبات غضب شديدة.
✔ إذا كانت تعاني من اضطراب القلق العام أو الوسواس القهري، مما يجعلها متحكمة جدًا أو كثيرة الانتقاد لابنتها.
✔ إذا كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة (في حالة الأمهات الجدد).
مضادات الاكتئاب (Antidepressants):
تُستخدم في حالات الاكتئاب أو القلق المستمر، ومنها:
فلوكستين (Fluoxetine - بروزاك): يساعد في تحسين المزاج والتقليل من المشاعر السلبية.
سيرترالين (Sertraline - زولوفت): مفيد في حالات القلق والاكتئاب والغضب المتكرر.
باروكسيتين (Paroxetine - باكسيل): يُستخدم في حالات اضطراب الشخصية الحدية أو الاكتئاب الحاد.
مضادات الذهان الخفيفة (Antipsychotics - للحالات الشديدة):
تُستخدم إذا كانت الأم تعاني من نوبات غضب عنيفة أو تفكير غير منطقي، ومنها:
أولانزابين (Olanzapine): يساعد في تهدئة المشاعر المفرطة وتقليل العدوانية.
ريسبيريدون (Risperidone): يُستخدم في بعض حالات اضطراب الشخصية أو الغضب المفرط.
مُثبتات المزاج (Mood Stabilizers):
مفيدة إذا كانت الأم تعاني من تقلبات حادة في المزاج، ومنها:
لاموتريجين (Lamotrigine): يُستخدم في علاج نوبات الغضب والمزاج المتقلب.
كاربامازيبين (Carbamazepine): يقلل من نوبات الغضب والانفعالات الشديدة.
أدوية مضادة للقلق (Anxiolytics):
إذا كانت الأم تشعر بالقلق والتوتر المستمرين تجاه ابنتها، فقد يصف الطبيب:
ألبرازولام (Alprazolam - زاناكس): يساعد على تهدئة التوتر والقلق، لكن يجب استخدامه بحذر لأنه قد يسبب الإدمان.
كلونازيبام (Clonazepam): مهدئ يساعد على السيطرة على الغضب والانفعال.
ملاحظة: لا يجب تناول أي من هذه الأدوية بدون استشارة طبيب نفسي، حيث تحتاج إلى تشخيص دقيق قبل وصفها.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT - Cognitive Behavioral Therapy):
يساعد الأم على فهم سبب مشاعرها تجاه ابنتها والتعامل معها بطريقة صحية.
يُستخدم لعلاج الغيرة، الغضب، أو المشاعر السلبية المتكررة.
يمكن أن يساعدها في تغيير طريقة تفكيرها بشأن ابنتها، بحيث تراها كشخص مستقل وليس كمنافسة.
العلاج العائلي (Family Therapy):
يساعد في تحسين العلاقة بين الأم وابنتها من خلال جلسات علاجية مشتركة.
يُستخدم عندما يكون هناك صراعات متكررة بينهما.
العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy):
يركز على اكتشاف الجذور العميقة لمشاعر الأم، خاصة إذا كانت ناتجة عن تجارب طفولة صعبة.
يساعدها على التحرر من الغضب أو الغيرة المكبوتة.
تقنيات الاسترخاء وإدارة الغضب:
تمارين التنفس العميق.
ممارسة التأمل واليوغا.
التدريب على التحكم في ردود الفعل السريعة.
✔ تجنب الدخول في صراعات مباشرة معها.
✔ تقديم الدعم العاطفي بحذر، لكن بدون السماح لها بإيذائها نفسيًا.
✔ إذا كانت المشكلة شديدة، يمكن إقناعها بالذهاب للعلاج النفسي بلطف.
✔ إذا كانت الأم تؤذي ابنتها نفسيًا أو جسديًا، فمن الأفضل طلب المساعدة من مختص.