تاريخ النشر: 2025-02-03
تلين الحنجرة هو حالة خلقية تتميز بليونة أنسجة الحنجرة (صندوق الصوت) التي تقع فوق الحبال الصوتية. تُعتبر هذه الحالة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة، وهي السبب الأكثر شيوعًا لظهور الصرير، وهو صوت عالي النبرة يحدث عند استنشاق الطفل. على الرغم من أن هذه الحالة قد تثير قلق الوالدين، فإن فهم من خلال دليلى ميديكال تلين الحنجرة وأسبابها وأعراضها وطرق العلاج المتاحة يمكن أن يساعد في تخفيف المخاوف وتوجيه الرعاية المناسبة.
تلين الحنجرة هو حالة تتميز بترهل أنسجة الحنجرة، مما يؤدي إلى انكماشها نحو الداخل أثناء عملية الاستنشاق، مما يسبب انسداد مجرى الهواء وصوت الصرير المعروف. تُعتبر هذه الحالة خلقية، أي أنها موجودة منذ الولادة. في معظم الأحيان، يكون تلين الحنجرة غير خطير ويختفي تلقائيًا مع نمو الطفل وتصلب هياكل الحنجرة.
في الغالب، لا يشكل تلين الحنجرة خطرًا، حيث لا يؤثر على التنفس أو الرضاعة، مما يسمح للطفل بالنمو والتطور بشكل طبيعي. في حالات نادرة جدًا، قد تتطلب التدخل الجراحي، ولكن بعد ذلك يتعافى الطفل تمامًا دون أي مشاكل صحية.
تشمل الأعراض التنفس بصوت عالٍ (الصرير)، خاصة أثناء الرضاعة أو عندما يكون الطفل مستلقيًا، بالإضافة إلى صعوبة في اكتساب الوزن.
لا يمكن الوقاية من تلين الحنجرة لأنه حالة خلقية، ولكن يمكن إدارة الأعراض من خلال اتباع تقنيات التغذية المناسبة.
يمكنك مساعدة طفلك على التجشؤ بلطف وبشكل متكرر أثناء الرضاعة. تجنب إعطاء طفلك عصائر أو أطعمة مثل عصير البرتقال، حيث يمكن أن تسبب اضطرابات في معدته. إذا كان طفلك يعاني من تكرار القيء أثناء الرضاعة، يُفضل استشارة مقدم الرعاية الصحية. قد يُنصح بتقليل كمية الحليب المقدمة للطفل لتفادي الارتجاع.
يحدث تلين الحنجرة نتيجة تليين الأنسجة الموجودة فوق الحبال الصوتية، مما يؤدي إلى انسداد جزئي في مجرى الهواء لدى الرضع.
عادةً ما تختفي الحالات الخفيفة من تلقاء نفسها، بينما قد تحتاج الحالات الأكثر شدة إلى تدخل جراحي لتفادي صعوبات التنفس أو مشاكل التغذية.
يعتمد علاج تلين الحنجرة على شدة الأعراض وتأثيرها على صحة الطفل ونموه بشكل عام. معظم حالات تلين الحنجرة تكون خفيفة وتختفي دون الحاجة إلى أي تدخل طبي.
إذا كان الطفل حديث الولادة يواجه صعوبات كبيرة في التغذية، أو يعاني من فشل في النمو، أو يواجه مشاكل شديدة في التنفس، فإن الحصول على الرعاية الطبية يصبح أمرًا ضروريًا.
لضمان نضوج حنجرة طفلك وتجاوز المشكلة، من الضروري متابعة أي تغييرات في صحته. بينما يتجاوز العديد من الأطفال مشكلة تلين الحنجرة دون الحاجة إلى تدخل طبي، يحتاج البعض الآخر إلى إجراء جراحة، وغالبًا ما يتم ذلك قبل بلوغ الطفل عامه الأول. يجب أن تكون حذرًا، حيث إن توقف التنفس أو الزرقة قد يشكلان خطرًا على الحياة، لذا لا تتردد في الاتصال بالرقم 911 إذا واجه طفلك أي صعوبة. لحسن الحظ، فإن معظم حالات تلين الحنجرة لا تتطلب جراحة أو أي إجراءات أخرى، بل تحتاج فقط إلى الصبر والرعاية. قد يكون التنفس بصوت عالٍ مزعجًا، ولكن معرفة أن هذه المشكلة غالبًا ما تحل من تلقاء نفسها قد يساعد في تقليل التوتر.
**الانتشار** على الرغم من كونه عيبًا خلقيًا، فإن الأصوات لا تبدأ في الظهور إلا في الفترة ما بين 4 إلى 6 أسابيع من العمر. وحتى ذلك الحين، قد لا يكون معدل تدفق الشهيق كافيًا لإنتاج الأصوات. تصل الأعراض إلى ذروتها في عمر 6 إلى 8 أشهر، ثم تبدأ في التراجع عند بلوغ الطفل عامين. يُعتبر تلين الحنجرة المتأخر حالة مستقلة، حيث تظهر الأعراض لأول مرة بعد سن السنتين.
يمكن تصنيف تلين الحنجرة إلى عدة أنواع وفقًا لشدته والتشريح المعني. يساعد فهم هذه الأنواع في تقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
**النوع الأول: التكرار المخاطي** يتميز هذا النوع بوجود كمية زائدة من الأنسجة الرخوة في الحنجرة، مما قد يؤدي إلى انسداد جزئي في مجرى الهواء. عادةً ما تنهار هذه الأنسجة الزائدة أثناء الاستنشاق، مما يسبب صوت صرير.
**النوع الثاني: طيات أريالية لسانيّة قصيرة**في هذا النوع، تكون الطيات التي تربط جانب لسان المزمار بالحنجرة أقصر من المعتاد. يؤدي هذا القصر إلى سحب لسان المزمار إلى الداخل أثناء الاستنشاق، مما يسبب تضييق مجرى الهواء وصوت الصرير.
**النوع الثالث: الانهيار الخلفي** يتضمن هذا النوع انهيار الجزء الخلفي من الحنجرة، وغالبًا ما يكون هذا الانهيار أكثر حدة، مما قد يؤدي إلى انسداد كبير في مجرى الهواء. يتطلب هذا النوع مراقبة دقيقة وقد يستدعي تدخلًا جراحيًا
لا يزال السبب الدقيق لتلين الحنجرة غير واضح تمامًا، ولكن يُعتقد أنه نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية وعوامل النمو. تشير بعض النظريات إلى أن تلين الحنجرة قد ينجم عن عدم اكتمال التحكم العصبي العضلي في الحنجرة، مما يؤدي إلى ترهل أنسجة مجرى الهواء.
**عوامل وراثية** تشير بعض الأدلة إلى أن تلين الحنجرة قد يكون له أساس وراثي. فوجود تاريخ عائلي لتشوهات مجرى الهواء أو حالات خلقية أخرى قد يزيد من احتمالية إصابة الطفل بتلين الحنجرة.
**عوامل النمو** يعتبر عدم نضوج هياكل الحنجرة عند الولادة عاملاً رئيسيًا في تلين الحنجرة. ومع تقدم الطفل في العمر ونضوج الأنسجة، غالبًا ما تتحسن الحالة وتختفي بشكل تلقائي.
عادةً ما يتطلب تشخيص تلين الحنجرة إجراء تقييم سريري شامل، وقد يتضمن ذلك مجموعة من الاختبارات التشخيصية لتحديد الحالة واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للصرير.
**التقييم السريري** يبدأ طبيب الأطفال أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بإجراء فحص طبي شامل وفحص جسدي. غالبًا ما يشير الصوت المميز للصرير وغياب الأعراض الأخرى المثيرة للقلق إلى وجود تلين في الحنجرة.
**تنظير الحنجرة** يعتبر تنظير الحنجرة المرن الاختبار التشخيصي الأكثر دقة لتحديد تلين الحنجرة. يتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا (منظار الحنجرة) عبر الأنف لتصوير الحنجرة. يتيح ذلك للطبيب مراقبة حركة أنسجة الحنجرة أثناء التنفس وتأكيد التشخيص.
**دراسات التصوير** في بعض الحالات، قد يتم إجراء دراسات تصوير إضافية مثل الأشعة السينية أو دراسة بلع الباريوم لاستبعاد أي تشوهات أو حالات تشريحية أخرى قد تسهم في انسداد مجرى الهواء.
أبرز الأعراض هو سماع صوت شخير أو صفير أثناء تنفس الرضيع، خصوصاً عندما يكون نائماً أو أثناء البكاء أو الصراخ، أو أثناء الرضاعة. يبدأ هذا الشخير في الأسبوع الأول من حياة الطفل، ويزداد سوءاً بين 4 إلى 8 أشهر، ثم يتحسن تدريجياً ليختفي بشكل تلقائي بعد حوالي 18 إلى 20 شهراً. لا داعي للقلق، حيث أن صحة ونمو الطفل لن يتأثرا بتلين الحنجرة، ولكن في حالات نادرة قد تظهر أعراض أخرى، منها:
- صوت تنفس مرتفع جداً.
- صعوبة في البلع والرضاعة.
- خطر الاختناق أثناء الرضاعة.
- توقف التنفس لثوانٍ.
- استنشاق الحليب إلى الرئة.
- ضعف في النمو وعدم اكتساب الوزن.
- الارتجاع المعدي المريئي.
- ازرقاق الجسم.
- بروز القفص الصدري أثناء التنفس.
في حالات تلين الحنجرة الخفيفة أو المعتدلة، قد لا تحتاج أنت وطفلك إلى إجراء تغييرات كبيرة في نظام التغذية أو النوم أو الأنشطة الأخرى. من المهم مراقبة طفلك بعناية للتأكد من أنه يتغذى بشكل جيد ولا يعاني من أي أعراض خطيرة مرتبطة بتلين الحنجرة. إذا واجهت صعوبة في التغذية، قد تحتاج إلى تقديم الطعام بشكل أكثر تكرارًا، حيث قد لا يحصل طفلك على كمية كافية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية في كل رضاعة. كما يمكنك رفع رأس سرير طفلك قليلاً لمساعدته على التنفس بشكل أسهل أثناء الليل. ورغم وجود تلين الحنجرة، يُعتبر النوم على الظهر هو الخيار الأكثر أمانًا للرضع، إلا إذا أوصى طبيب الأطفال بخلاف ذلك.
على الرغم من أن تلين الحنجرة غالبًا ما يكون حالة غير خطيرة ومؤقتة، إلا أن هناك بعض العلامات والأعراض التي تستدعي اهتمامًا أكبر وتدخلًا أكثر جدية.
- صرير شديد: صرير مستمر وعالي الصوت يؤثر على القدرة على التغذية أو النوم.
- صعوبات في التغذية: مشاكل كبيرة في تناول الطعام تؤدي إلى ضعف في اكتساب الوزن.
- زرقة: نوبات من تغير لون الجلد إلى الأزرق، مما يدل على نقص الأكسجين.
- توقف التنفس: حالات يتوقف فيها الرضيع عن التنفس.
على الرغم من أنه لا يمكن منع تلين الحنجرة بشكل كامل، إلا أنه يمكنك اتخاذ بعض الخطوات للمساعدة في تقليل مخاطر حدوث حالات طوارئ طبية مرتبطة بهذه الحالة. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها:
- كن على دراية بالعلامات التي يجب مراقبتها فيما يتعلق بالتغذية، وزيادة الوزن، والتنفس.
- في حالة نادرة حيث يتوقف طفلك عن التنفس بسبب تلين الحنجرة، يُفضل مناقشة إمكانية استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) أو خيارات علاجية أخرى مع طبيب الأطفال.
- إذا كانت أعراض تلين الحنجرة لدى طفلك تتطلب العلاج، ابحث عن متخصص لديه خبرة في هذا المجال.
تتحدد طريقة علاج تلين الحنجرة بناءً على شدة الأعراض وتأثيرها على صحة الطفل ونموه بشكل عام. في معظم الحالات، تكون أعراض تلين الحنجرة خفيفة وتختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل طبي.
**الإدارة المحافظة** في الحالات الخفيفة، غالبًا ما تكون العلاجات المحافظة كافية، وتشمل:
- **المراقبة**: إجراء مواعيد متابعة دورية لمراقبة نمو الطفل وتطوره.
- **الوضعية**: الحفاظ على الطفل في وضع مستقيم أثناء الرضاعة والنوم يمكن أن يساعد في تقليل انسداد مجرى الهواء.
- **تعديلات التغذية**: تكثيف الرضاعة أو استخدام تقنيات تغذية متخصصة لضمان حصول الطفل على التغذية الكافية.
**العلاج الطبي** في بعض الحالات، قد يتم وصف أدوية للسيطرة على الأعراض وتحسين راحة الطفل، مثل:
- **أدوية مضادة للارتجاع المريئي**: حيث إن الارتجاع المعدي المريئي قد يؤدي إلى تفاقم أعراض تلين الحنجرة، لذا قد يتم وصف أدوية مضادة للارتجاع.
- **الستيرويدات**: في بعض الحالات، قد يتم استخدام دورة قصيرة من الستيرويدات لتقليل التهاب مجرى الهواء.
**تدخل جراحي** في الحالات المتقدمة من تلين الحنجرة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية أو الطبية، قد يصبح التدخل الجراحي أمرًا ضروريًا. الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا هو عملية استئصال الحنجرة، والتي تتضمن إزالة أو إعادة تشكيل الأنسجة الزائدة في الحنجرة بهدف تحسين تدفق الهواء.