تاريخ النشر: 2025-02-02
يُعرف مرض كثرة الوحيدات العَدوائية، المعروف أيضًا بمرض "التقبيل"، بأنه عدوى فيروسية شائعة تؤثر عادة على المراهقين والشباب. تنجم هذه العدوى عن عدة فيروسات، لكن الفيروس الأكثر شيوعًا هو فيروس إبشتاين-بار. يمكن أن تسبب هذه العدوى أعراضًا مزعجة مثل التعب الشديد، والحمى، والتهاب الحلق، وتضخم الغدد اللمفاوية، بالإضافة إلى تأثيرها على الكبد والطحال. يتميز داء كثرة الوحيدات بتنوع الأعراض، التي قد تشمل الحمى، والتعب، والتهاب الحلق، وتضخم الغدد الليمفاوية. وغالبًا ما تُعزى تعرف فى دليلى ميديكال هذه الأعراض إلى نشاط الجهاز المناعي في محاربة الفيروس. قد لا يظهر بعض الأفراد أي أعراض، مما يصعب تحديد مدى انتشار المرض في المجتمع. من المهم أن يفهم الأفراد هذا المرض لزيادة الوعي حول كيفية انتقاله وسبل الوقاية منه.
يدل ارتفاع مستوى الوحيدات (Monocytes) في الدم على زيادة عدد هذه الخلايا، التي تُعتبر نوعًا من خلايا الدم البيضاء وتلعب دورًا مهمًا في جهاز المناعة. يمكن أن يرتبط ارتفاع مستوى الوحيدات بعدد من الحالات الصحية، منها:
- العدوى الفيروسية، مثل مرض كثرة الوحيدات العدوائية.
- الأمراض الالتهابية المزمنة، مثل التهاب الأمعاء.
- بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة.
- الالتهابات البكتيرية المزمنة.
- الاضطرابات الدموية، مثل اللوكيميا.
لا يوجد علاج نهائي لكثرة الوحيدات العدوائية (Mononucleosis) لأنها ناتجة عن عدوى فيروسية، ويتركز العلاج بشكل رئيسي على تخفيف الأعراض. تشمل الطرق المتبعة للتعامل مع المرض:
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- شرب كميات وفيرة من السوائل.
- تناول مسكنات للحمى والألم مثل إيبوبروفين (Ibuprofen) أو أسيتامينوفين (Acetaminophen).
- استخدام أقراص استحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
- تجنب الأنشطة البدنية الشاقة لتقليل خطر تمزق الطحال المتضخم.
في بعض الحالات النادرة التي تؤثر فيها العدوى على الأعضاء الداخلية مثل الكبد أو الطحال، قد يكون من الضروري الحصول على علاج داعم أو متابعة طبية خاصة.
لا يُصنف داء كثرة الوحيدات العدوائية كمرض مزمن. في الغالب، تتحسن الأعراض خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لكن قد يعاني بعض الأشخاص من شعور بالتعب لفترة أطول. ومع ذلك، قد يستمر تأثير المرض لدى البعض لعدة أشهر بعد التعافي، خاصةً إذا كانت الأعراض شديدة أو أثرت على أعضاء حيوية مثل الطحال أو الكبد.
داء كثرة الوحيدات، المعروف أيضًا باسم التهاب الغدد اللمفاوية، غالبًا ما يكون ناتجًا عن الإصابة بفيروس Epstein-Barr (EBV)، الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات المسببة للعدوى. ينتشر هذا المرض بشكل رئيسي بين الأفراد من خلال تبادل السوائل، مما يجعل الاتصال الوثيق، مثل التقبيل، أحد العوامل الرئيسية في انتقال الفيروس. تسهم هذه العادة الاجتماعية في زيادة معدلات الإصابة، خصوصًا بين الشباب والمراهقين الذين يتمتعون بنشاط اجتماعي أكبر.بالإضافة إلى التواصل الجسدي، تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في انتشار داء كثرة الوحيدات. الأفراد الذين يعيشون في ظروف مزدحمة، مثل الطلاب في الجامعات، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة. كما يمكن أن تؤدي مشكلة مشاركة الأدوات الشخصية إلى زيادة خطر العدوى.
اختبارات كثرة الوحيدات العَدوائية (Mononucleosis Tests) تُستخدم للكشف عن العدوى التي تُسببها الفيروسات التي تتضمن فيروس إبشتاين-بار (EBV)، والفيروس المضخِّم للخلايا (Cytomegalovirus)، وفيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروسات التهاب الكبد A, B, C، والفيروسات الغدية (Adenovirus).
تنتقل هذه الفيروسات عادةً من خلال سوائل الجسم مثل اللعاب، ولذلك يُطلق على هذا المرض اسم "مرض التقبيل" بسبب انتقاله بسهولة عبر التقبيل. لكن، يمكن أيضًا انتقال العدوى من خلال مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملاعق، والأكواب، وفرش الأسنان، أو أدوات الشفاه مع شخص مصاب بالعدوى.
الاستجابة المناعية لكل فرد تلعب دورًا مهمًا في تطور المرض. فقد يمتلك بعض الأشخاص استجابة مناعية أقوى أو أضعف تجاه فيروس EBV، مما يؤدي إلى اختلاف الأعراض وشدة الإصابة بينهم. لذلك، يمكن اعتبار بعض الخصائص الفردية، مثل العمر والحالات الصحية السابقة، عوامل مؤثرة في كيفية تأثير داء كثرة الوحيدات على هؤلاء الأفراد.
توجد عدة اختبارات تُستخدم لتشخيص مرض كثرة الوحيدات العدوائية، ومن أبرزها:
1. **اختبار مونوسبوت (Monospot Test)**: يهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن أجسام مضادة معينة في الدم تُنتج أثناء أو بعد الإصابة بالعدوى. يُعتبر هذا الاختبار سريعًا، حيث تظهر نتائجه عادةً في غضون ساعة، ولكنه قد يُسجل نتائج سلبية كاذبة في بعض الحالات.
2. **اختبار الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار (EBV Antibody Test)**: يُستخدم هذا الاختبار لتحديد وجود الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار، الذي يُعتبر السبب الأكثر شيوعًا لمرض كثرة الوحيدات العدوائية. يمكن أن يُظهر هذا الاختبار ما إذا كنت قد تعرضت للعدوى مؤخرًا أو في الماضي، وذلك بناءً على نوع الأجسام المضادة الموجودة في الدم.
عادةً ما يتم تشخيص كثرة الوحيدات بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الحمى، التهاب الحلق، وتورم الغدد اللمفاوية. قد يوصي الطبيب بإجراء بعض فحوصات الدم، وخاصة فحص التبقع الخاص بكثرة الوحيدات، الذي يكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس إبستين بار في الدم. من المهم ملاحظة أن هذا الفحص قد لا يكون دقيقًا في بعض الأحيان خلال الأسبوع الأول من الإصابة، مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية خاطئة. تشمل الفحوصات الأخرى التي يمكن إجراؤها تحليل تعداد الدم الكامل، الذي يساعد في تحديد ما إذا كان عدد الخلايا اللمفاوية في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، حيث تعتبر الزيادة في عددها مؤشرًا قد يدعم تشخيص المرض. وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري قياس كمية الأجسام المضادة للفيروس المسبب للمرض في الدم لتأكيد التشخيص.
لا تمثل الإصابة بكثرة الوحيدات خطرًا كبيرًا، حيث إن معظم الأطفال الذين تعرضوا لفيروس إبشتاين بار سيكتسبون أجسامًا مضادة، مما يمنحهم مناعة تحميهم من الإصابة بالمرض مرة أخرى. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الحالات التي تتسبب في مضاعفات أكثر خطورة من المرض نفسه، وتشمل هذه المضاعفات:
1. تضخم الطحال، وفي الحالات الشديدة، قد يحدث تمزق في الطحال مما يؤدي إلى ألم حاد ومفاجئ في الجانب الأيسر من الجزء العلوي للبطن.
2. مشكلات في الكبد، مثل التهاب الكبد والصفراء.
3. فقر الدم.
4. انخفاض عدد الصفائح الدموية.
5. التهاب عضلة القلب.
6. التهاب السحايا والتهاب الدماغ ومتلازمة غيلان باريه.
7. تورم اللوزتين، مما قد يعيق عملية التنفس.
كما يمكن أن يسبب فيروس إبشتاين بار أمراضًا أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز)، أو أولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة بعد عمليات زراعة الأعضاء.
بعد فترة حضانة تمتد من 4 إلى 6 أسابيع، تظهر أعراض المرض على النحو التالي:
- شعور بالإرهاق الشديد
- صداع في الرأس
- فقدان الشهية
- ألم حاد نتيجة التهاب اللوزتين والبلعوم، مع ظهور بقع بيضاء على اللوزتين والجدار الخلفي للبلعوم
- صعوبة في البلع
- ارتفاع في درجة الحرارة
- آلام في العضلات
- ظهور طفح جلدي على شكل بقع حمراء على الصدر والذراعين
- تورم في العقد اللمفاوية في الرقبة والإبطين
- آلام حادة في الجزء العلوي الأيسر من البطن مع تضخم الطحال، والذي يمكن اكتشافه خلال الفحص السريري من قبل الطبيب.
إذا كنت تعاني أو كان أحد أفراد عائلتك يظهر عليه أعراض مثل الحمى، التهاب الحلق، تضخم الغدد اللمفاوية، التعب، والطفح الجلدي، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية. يعتبر هذا الاختبار ذا أهمية خاصة إذا كانت الأعراض مشابهة لأعراض عدوى أخرى مثل التهاب الحلق العقدي (Strep Throat)، وهو مرض بكتيري يمكن علاجه بالمضادات الحيوية. بينما تعتبر كثرة الوحيدات العدوائية عدوى فيروسية، حيث لا تفيد المضادات الحيوية في علاجها.
عادةً ما يتم إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية عن طريق أخذ عينة من الدم، إما من خلال وخز طرف الإصبع أو سحب عينة من الوريد.
في حالة أخذ عينة من طرف الإصبع، يقوم الفني الطبي بوخز طرف إصبعك بإبرة صغيرة لجمع كمية قليلة من الدم.
أما في حالة سحب عينة من الوريد، يقوم الفني الطبي بإدخال إبرة صغيرة في وريد الذراع لجمع الدم في أنبوب اختبار.
لا يحتاج اختبار كثرة الوحيدات العدوائية إلى أي تحضيرات خاصة. يمكن إجراؤه في أي وقت من اليوم، وعادة ما يستغرق أقل من خمس دقائق.
كما أنه لا توجد مخاطر كبيرة مرتبطة بإجراء هذا الاختبار. قد تشعر بألم خفيف أو كدمة في موضع إدخال الإبرة، ولكن هذه الأعراض تختفي عادة بسرعة.
يمكن فهم نتائج اختبار كثرة الوحيدات العدوائية كما يلي:
- إذا كانت نتائج اختبار مونوسبوت إيجابية: فهذا يشير عادة إلى إصابتك بمرض كثرة الوحيدات العدوائية.
- إذا كانت نتائج اختبار مونوسبوت سلبية ولكن الأعراض لا تزال موجودة، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبار للأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار لتأكيد التشخيص.
نتائج اختبار الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار (EBV):
- إيجابية: تشير إلى أنك مصاب بفيروس إبشتاين-بار، سواء كان ذلك حديثًا أو في الماضي.
- سلبية: تعني أنه لا توجد لديك عدوى حالية بفيروس إبشتاين-بار، وبالتالي قد تكون الأعراض ناتجة عن حالة صحية أخرى.
يقوم الطبيب بوصف علاج يركز على تخفيف الأعراض، ويتضمن:
- مسكنات للألم
- مضادات للحمى مع تجنب استخدام الأسبرين
- الراحة الجسدية عند الشعور بالتعب الشديد.
من المهم أن نلاحظ أن داء كثرة الوحيدات العدوائية هو مرض عادة ما يكون حميدًا، وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 8 أسابيع، على الرغم من أن الشعور بالتعب قد يستمر لعدة أشهر.
لا يوجد علاج محدد لداء كثرة الوحيدات أو ما يُعرف بداء التقبيل، حيث أن المضادات الحيوية غير فعالة ضد العدوى الفيروسية. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يكون التهاب الحلق الناتج عن داء كثرة الوحيدات مصحوبًا بعدوى بكتيرية مثل العدوى العقدية، أو قد يحدث التهاب في الجيوب الأنفية أو التهاب اللوزتين. في هذه الحالات، قد يتطلب الأمر العلاج بالمضادات الحيوية.
يُفضل تجنب تناول أموكسيسيلين ومشتقات البنسيلين الأخرى للمصابين بداء كثرة الوحيدات، حيث قد يتعرض بعضهم لظهور طفح جلدي عند تناول هذه الأدوية. يمكن أن تساعد الخطوات التالية في تخفيف أعراض داء كثرة الوحيدات لدى الطفل:
- شرب كميات وفيرة من الماء وأنواع مختلفة من عصائر الفاكهة، حيث تساعد السوائل في تخفيف الحمى.
الإنفلونزا. ويرجع ذلك إلى ارتباط الأسبرين بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة ولكنها قد تشكل خطرًا على حياة الأطفال.
- يُنصح بالغرغرة بماء مالح عدة مرات يوميًا لتخفيف التهاب الحلق، وذلك بخلط نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب يحتوي على 237 ملليلترًا من الماء الدافئ.
- يُفضل التريث قبل العودة لممارسة الرياضة أو بعض الأنشطة الأخرى. لتفادي مخاطر تمزق الطحال، يُنصح بالانتظار لمدة شهر على الأقل قبل استئناف الأنشطة الشاقة أو رفع الأثقال أو اللعب العنيف، حيث إن تمزق الطحال يمكن أن يؤدي إلى نزيف حاد ويعتبر حالة طبية طارئة. يمكنك استشارة طبيب الطفل حول الوقت المناسب لاستئناف النشاطات بشكل آمن، وقد يقترح عليك الطبيب برنامجًا تدريجيًا لمساعدة الطفل على استعادة قوته خلال فترة التعافي.
على الرغم من عدم وجود علاج محدد لهذا المرض، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض، مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- شرب كميات وفيرة من السوائل.
- استخدام أقراص الاستحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
- تناول مسكنات الألم والحمى مثل إيبوبروفين أو أسيتامينوفين، مع ضرورة تجنب إعطاء الإسبرين للأطفال والمراهقين، لأنه قد يؤدي إلى مرض راي الذي يؤثر على الدماغ والكبد.
في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى، خاصة إذا كانت هناك تضخم كبير في الأعضاء مثل الطحال أو الكبد.
إذا كنت تعاني من كثرة الوَحِيدَات العَدوائِيَة، يمكنك تقليل خطر انتقال الفيروس من خلال اتباع النصائح التالية:
- تجنب التقبيل.
- اغسل يديك بانتظام، خاصة قبل الطهي، قبل تناول الطعام، وبعد السعال أو العطس.
- استخدم المناديل الورقية وتخلص منها في سلة مهملات محكمة الإغلاق.
- لا تشارك أغراضك الشخصية مع الآخرين، مثل مناديل الحمام وفرشاة الأسنان.
- نظف الأشياء التي تستخدمها بشكل متكرر، مثل الهاتف ولوحة مفاتيح الكمبيوتر.
- تأكد من تهوية منزلك مرتين على الأقل يوميًا.