الضوضاء البيضاء هي نوع من الضجيج يتكون من مزيج من جميع الترددات الصوتية التي تستطيع الأذن البشرية سماعها، بما في ذلك الأصوات ذات الترددات المنخفضة والمتوسطة والعالية. تهدئة الرضيع الذي يبكي قد تكون مهمة صعبة للغاية، خاصة عندما تكون الأم متوترة أو في حالة مزاجية سيئة نتيجة قلة النوم. لذلك، تفكر العديد من الأمهات في استخدام الضوضاء البيضاء كوسيلة لمساعدة الرضيع على الهدوء والنوم بشكل أسرع. في هذا السياق، سنستعرض  فى دليلى ميديكال فوائد الضوضاء البيضاء للرضع بالإضافة إلى بعض الأضرار المحتملة التي قد تنجم عنها.

ما هي الضوضاء البيضاء؟

 

تُعرف الضوضاء البيضاء بأنها نوع من الضوضاء العشوائية التي تتميز بكثافة طيفية متساوية، مما يعني أن تردداتها تتراوح بين 20 و20,000 هيرتز. يُطلق عليها اسم "البيضاء" لأنها تشبه الضوء الأبيض، حيث تتكون من مزيج من الأطوال الموجية المختلفة. تُعتبر الضوضاء البيضاء أو الضوضاء الناعمة إحدى الوسائل المستخدمة لمساعدة الأطفال الرضع على النوم ليلاً، خاصة إذا تم استخدامها خلال النهار. يعاني الأطفال في الأشهر الأولى من حياتهم من مغص وتراكم الغازات، مما قد يسبب لهم إزعاجًا، وغالبًا ما تكون الأم غير قادرة على تحديد أسباب انتفاخ بطن الرضيع. لذا، تُستخدم هذه الطريقة لتسهيل دخولهم إلى عالم النوم بشكل أسرع وأسهل تُعتبر الضوضاء البيضاء وسيلة فعّالة لتركيز سمع وحواس الطفل الرضيع على صوت واحد، مما يساعده على التخفيف من تأثير الأصوات المحيطة المزعجة، خاصةً في المدن الصاخبة حيث تكون المنازل قريبة من المصانع أو محطات القطارات. كما أنها تعالج مشكلة النوم المتقطع التي يعاني منها العديد من الرضع.تعتمد هذه التقنية على تعريض الطفل لأصوات محددة، استخدام الضوضاء البيضاء ساهم بشكل كبير في تحسين نوم الرضع. وقد أظهرت الدراسة التي شملت حوالي أربعين رضيعاً أن 80% منهم تمكنوا من النوم خلال خمس دقائق فقط من سماع الضوضاء البيضاء.توجد أجهزة مخصصة للضوضاء البيضاء تُسجل عليها مجموعة من الأصوات وتُباع كنوع من الضوضاء البيضاء. من بين هذه التسجيلات، نجد تهويدات الأمهات، سواء كانت بصوت الأمهات أنفسهن أو تهويدات فولكلورية. تُعرف التهويدات بأنها غناء هادئ ومتكرر يتسم بتغيرات في النغمة، مما يساعد على إحداث الشعور بالنعاس. بالإضافة إلى ذلك، هناك أجهزة تُسجل صوت نبضات القلب، وأخرى تُسجل أصوات الأجهزة المنزلية مثل الغسالة والخلاط الكهربائي.

هل تم إثبات فوائد الضوضاء البيضاء للنوم علميًا؟

 

 وجود فوائد ملموسة للضوضاء البيضاء في تحسين جودة النوم، ولكن لا تزال هذه الفوائد بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لتصبح حقائق مثبتة علميًا. من المهم أيضًا فهم سبب نوم الأطفال في ظل الضوضاء البيضاء، بالإضافة إلى دراسة تأثير هذه الضوضاء على جودة النوم لدى البشر بشكل أكثر دقة.

هل توجد أضرار للضوضاء البيضاء على الأطفال؟

 

يعتقد البعض أن الضوضاء البيضاء قد تضر الرضع والأطفال، لكن الحقيقة تختلف؛ إذ تعتبر الضوضاء البيضاء آمنة بشكل عام للأطفال. العديد من الآباء يرون أن هذا النوع من الضوضاء يساعد في تحسين جودة نوم أطفالهم.

هل يمكن استخدام الضوضاء البيضاء مع التوحد؟

 

غالبًا ما يتم الربط بين الضوضاء البيضاء والتوحد كوسيلة للتعامل مع مشكلات النوم التي قد يواجهها الأفراد المصابون بهذا الاضطراب. تعتبر الضوضاء البيضاء إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد هؤلاء الأفراد على النوم بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الإرشادات الأخرى التي يمكن اتباعها لتحسين جودة نوم المصابين بالتوحد، مثل توفير درجات حرارة مناسبة.

**أدوات إنتاج الضوضاء البيضاء**

 

**أجهزة نوم الرضع:** تُعتبر أجهزة نوم الرضع من الخيارات الأكثر شيوعًا لتوليد الضوضاء البيضاء. تشبه هذه الأجهزة الإلكترونية أجهزة الراديو، لكنها تنتج ضوضاء بيضاء بدلاً من الأصوات المتنوعة. تحتوي هذه الأجهزة على ميزات مهمة مثل ضبط مستوى الصوت وإنتاج أصوات طبيعية، ويمكن وضعها في غرفة الرضيع أو حملها معك في أي مكان.

**استخدام الهاتف وتطبيقات الضوضاء البيضاء:** يمكنك تحميل تطبيقات الضوضاء البيضاء على هاتفك واستخدام مكبر الصوت الخاص به لإنتاج الضوضاء البيضاء، مما يساعد في تهدئة الطفل الرضيع بشكل فعال.

**الأجهزة المنزلية لتوليد الضوضاء البيضاء:** يمكن الاستفادة من بعض الأجهزة المنزلية الشائعة لإنتاج الضوضاء البيضاء، مثل المكانس الكهربائية أو مجففات الشعر. يمكن تشغيلها على أقل سرعة في غرفة مجاورة للطفل، مع استخدام مروحة لتوزيع الصوت، مما يساعد في خلق بيئة هادئة للطفل.

**الضوضاء البيضاء باستخدام الفم:** يمكنك أيضًا تهدئة الطفل من خلال إصدار أصوات خافتة من الفم، خاصة عند وضعه في السرير للنوم.

**فوائد الضوضاء البيضاء**

 

تتضمن الضوضاء البيضاء مجموعة من الفوائد، منها:

- **تعزيز استرخاء الأطفال**: اعتاد الأطفال على سماع الضوضاء البيضاء منذ وجودهم في رحم الأم، حيث تكون هذه الأصوات محيطة بهم.

- **تحسين جودة النوم**: إذا كان الطفل يستيقظ بشكل متكرر أثناء نومه، فإن استخدام الضوضاء البيضاء يمكن أن يساعد في تقليل ذلك، مما يسهم في نومه بشكل أفضل.

**التخلص من طنين الأذن** إذا كنت تعاني من طنين الأذن، يمكن أن تكون الضوضاء البيضاء وسيلة فعالة للتخفيف من هذه المشكلة، مما يساعدك على النوم بشكل أفضل.

**علاج اضطرابات النوم**

 

إذا كنت تواجه صعوبات في النوم، فإن الضوضاء البيضاء قد تكون مفيدة في ذلك، حيث تساعد على حجب الأصوات المزعجة التي قد تعكر صفو نومك.

**إخفاء الضوضاء المنزلية** قد يشعر بعض الأطفال بالانزعاج من الأصوات المنزلية، وفي هذه الحالة يمكن استخدام الضوضاء البيضاء لتخفيف تلك الأصوات، مما يساهم في خلق بيئة نوم مريحة.

ما هي المعايير التي يجب مراعاتها عند اختيار آلة الضوضاء البيضاء المناسبة؟

 

1. **اختيار بين الآلة والتطبيق**: في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى استخدام آلات الضوضاء البيضاء أثناء السفر أو في أماكن أخرى، وفي هذه الحالة يمكن الاعتماد على تطبيقات الهواتف المحمولة التي تقدم أصوات الضوضاء المناسبة بدلاً من استخدام آلة يصعب حملها.

2. **التكاليف**: تتوفر مجموعة متنوعة من آلات الضوضاء البيضاء بأسعار متفاوتة، حيث تختلف التكاليف بناءً على الخصائص والمميزات التي تقدمها كل آلة. كما توجد تطبيقات بأسعار مختلفة تقدم نفس الخدمة.

3. **جودة الصوت**: تعتمد بعض الآلات على تقنيات رقمية لتوليد الضوضاء البيضاء، بينما تستخدم أخرى طرقًا ميكانيكية. تتفاوت جودة الأصوات الناتجة من هذه الآلات، لذا من المهم اختيار الآلة التي توفر الجودة المطلوبة.

**5**التحكم في مستوى الصوت: من الضروري أن تتضمن آلة الضوضاء البيضاء إمكانية ضبط مستوى الصوت بما يتناسب مع الاحتياجات، لضمان عدم تجاوز الصوت الحدود المناسبة للأطفال أو البالغين.

**6**توفير مؤقت للنوم: تحتوي العديد من آلات الضوضاء البيضاء على مؤقتات للنوم، وتختلف الميزات المتاحة في هذه المؤقتات حسب الطراز، حيث تقدم بعض الأجهزة خيارات توقيت مسبقة للاختيار منها بدلاً من ضبط الوقت يدويًا.

هل توجد ألوان متعددة تُستخدم لوصف الضوضاء؟

 

تُصنف بعض أنواع الضوضاء على أنها "بيضاء"، ولكن هناك أيضًا ألوان أخرى تُستخدم لوصف الضوضاء. فيما يلي قائمة ببعض هذه الألوان:

- **الضوضاء الوردية**: تُعتبر الضوضاء الوردية صوتًا ثابتًا في الخلفية، وتهدف إلى تقليل المشتتات التي قد تشتت انتباه الشخص، مثل أصوات السيارات وغيرها من الضوضاء التي قد تؤثر على النوم.

- **الضوضاء البنية**: تُعرف أيضًا باسم الضوضاء الحمراء، وتتميز بصوت عميق ومُدوٍ، مع نغمات تشبه الجهير الموجودة في الضوضاء الوردية والبيضاء. قد تساعد هذه الضوضاء في تخفيف أعراض طنين الأذنين.

- **الضوضاء الزرقاء**: تزداد شدة الضوضاء الزرقاء مع ارتفاع التردد، وهي أكثر حدة مقارنةً بالضوضاء الوردية والبيضاء، وقد تشبه الصوت الناتج عن رذاذ الماء.

- **الضوضاء البنفسجية**: تُعرف أيضًا بالضوضاء الأرجوانية، وهي على عكس الضوضاء البنية، حيث تتميز بنبرة عالية، ويمكن استخدامها في علاج طنين الأذنين.

- **الضوضاء الرمادية**: تنتج الضوضاء الرمادية من ترددات مرتفعة وتتميز بخصائص معينة.

**الآثار السلبية للضوضاء البيضاء**

 

رغم الفوائد التي تقدمها الضوضاء البيضاء، إلا أن لها بعض الآثار السلبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ومنها:

1. **مشكلات السمع**: قد يكون مستوى صوت الضوضاء البيضاء مرتفعًا، مما يؤدي إلى أضرار في الأذن، خاصةً مع التعرض المتكرر لها يوميًا بنفس المستوى العالي.

2. **اعتماد الطفل عليها**: قد يصبح الطفل غير قادر على النوم إلا عند سماع الضوضاء البيضاء، مما يفرض على الأم تشغيلها في أي مكان.

3. **انزعاج بعض الأطفال**: يفضل العديد من الأطفال عدم سماع الضوضاء البيضاء، ولكن قد تصر الأم على استخدامها يوميًا، مما يسبب انزعاجًا وضيقًا للطفل.لذا، من المهم أن تحد الأم من استخدام الضوضاء البيضاء لمساعدة طفلها على النوم، لتجنب اعتماده الكلي عليها ولحماية سمعه أيضًا.

**بدائل الضوضاء البيضاء وطرق لمساعدة الرضيع على النوم**

 

1. **السرير الهزاز**: يمكن اقتناء سرير هزاز للرضيع، مما يساعده على النوم بهدوء دون الحاجة إلى استخدام الضوضاء البيضاء.

2. **استخدام اللهايات التقليدية**: يمكن الاستعانة باللهايات التقليدية لتشجيع الرضيع على النوم، حيث تساعده على الانشغال بها مما يسهل عليه الدخول في النوم بسرعة.

3. **استخدام دمية**: يمكن شراء دمية قطنية للرضيع ليتمكن من اللعب بها والانشغال، مما يساعده على الاسترخاء والنوم بسهولة.

4. **تدليك الرضيع**: يعد تدليك الرضع من الطرق الفعالة لتهدئتهم ومساعدتهم على الحصول على نوم هادئ وسريع.

ما هي أهم إرشادات النوم الصحي دون استخدام الضوضاء البيضاء؟

 

يستخدم بعض الأشخاص الضوضاء البيضاء لتحسين جودة نومهم، ولكن هناك العديد من الإرشادات الأخرى التي يمكن أن تساعد في تحقيق نوم صحي دون الحاجة إليها، ومنها:

1. **الانتظام في مواعيد النوم**: من المهم الالتزام بمواعيد نوم ثابتة للحصول على نوم أفضل، وذلك من خلال الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.

2. **ممارسة الأنشطة البدنية خلال النهار**: يُفضل القيام بأنشطة بدنية مناسبة خلال النهار، حيث إن ذلك يمكن أن يسهم في تحسين جودة النوم ليلاً.

3. **تهيئة الأجواء المناسبة**: يجب تجهيز غرفة النوم بشكل يضمن نومًا عميقًا، وذلك من خلال توفير الهدوء، واختيار غرفة مظلمة، وضبط درجة الحرارة لتكون مريحة للنوم.

4. **إبعاد الشاشات عن غرفة النوم**: من الضروري إزالة أجهزة التلفاز، والحواسيب، والهواتف المحمولة، وغيرها من الأجهزة ذات الشاشات من غرفة النوم، حيث إن هذه الأجهزة تؤثر سلبًا على جودة النوم وقد تسبب الأرق.

5. **الاهتمام بالتغذية**: يجب مراعاة نوعية المأكولات والمشروبات المتناولة قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر على جودة النوم.

**نصائح لاستخدام الضوضاء البيضاء**

 

**اختيار نوع الضوضاء المناسب:** هناك العديد من أنواع الضوضاء البيضاء التي يمكن تجربتها، مثل أصوات المطر، الضوضاء الطبيعية، الأصوات الساكنة، أو أصوات مجففات الشعر. يُفضل تجربة كل نوع لتحديد الأنسب.يمكنك البحث على يوتيوب عن أنواع الضوضاء المريحة وتجربتها مع الأطفال لمساعدتهم على النوم.

**ضبط مستوى الصوت بشكل صحيح:** قد تكون الأصوات المرتفعة جداً في بعض أجهزة الضوضاء البيضاء مزعجة وغير مناسبة للجميع. لذا، من المهم التأكد من أن مستوى الصوت ليس مرتفعاً جداً بالنسبة للأذن. يمكنك ضبط مستوى الصوت لتحديد مدى فعالية الضوضاء البيضاء. وإذا كنت تستخدم أجهزة الضوضاء البيضاء للأطفال، يجب وضعها بعيداً عنهم تماماً.

**تشغيل الضوضاء عند الاستعداد للنوم فقط:** بعد أن تعرفنا على مفهوم الضوضاء البيضاء وأمثلتها ودورها في مساعدة الأطفال على النوم، يجب تشغيلها فقط عند الاستعداد للنوم. تشغيلها في أوقات أخرى بهدف تشجيع الطفل على النعاس قد لا يكون فعالاً.لذا، عندما تلاحظ علامات الاسترخاء والتعب على الطفل الصغير، قم بتشغيل الضوضاء البيضاء. وعند استيقاظه، يمكنك إيقافها حتى لا تحجب الضوضاء اليومية العادية التي تساعدهم على التعلم أثناء اليقظة.أما بالنسبة للضوضاء الوردية، فهي نوع من أنواع الضوضاء وتعتبر أعمق من الضوضاء البيضاء. في الواقع، تؤدي وظيفة أفضل في تحسين نوم الطفل بفضل جودتها الأكثر نعومة. من أمثلة الضوضاء الوردية: ضربات القلب، هطول الأمطار، وحفيف الأوراق على الأشجار.تتميز الضوضاء الوردية بأنها ألطف على الأذن، مما يخلق أجواءً أكثر استرخاءً وهدوءً مقارنة بالضوضاء البيضاء التي تكون عادةً أعلى صوتًا وأكثر حدة.يمكن استخدامها كإشارة للنوم خارج المنزل، حيث يبدأ الطفل بعد فترة قصيرة في ربط الضوضاء البيضاء بالنوم. لذا، يمكن اختيار صوت يمكن تشغيله في الأماكن الخارجية، مما يساعده على الاستقرار في بيئات غير مألوفة ويعزز نومه ليلاً.

من المهم الحفاظ على نفس نوع الضوضاء**: عند العثور على الضوضاء البيضاء المناسبة، يُنصح بالاستمرار في استخدامها، حيث تصبح جزءًا مميزًا من الخلفية الصوتية المألوفة، مما يساعد الطفل على التكيف مع الإيقاع.