تاريخ النشر: 2025-01-28
يعتبر الحمل تجربة تؤدي إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة، بدءًا من لحظة الحمل وحتى بعد الولادة. هل لاحظتِ يومًا تغيرًا في صوتك خلال فترة الحمل؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا داعي للقلق، فهذا أمر طبيعي تمامًا. يمكن أن يؤثر الحمل على نوعية ووتيرة الصوت، خاصة في الثلث الثالث من الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي احتباس السوائل إلى انتفاخ الأحبال الصوتية، مما يسبب تغيرًا في صوت المرأة الحامل. تابعي قراءة هذا المقال فى دليلى ميديكال لتتعرفي أكثر على حقيقة تغير الصوت أثناء الحمل والأسباب وراء ذلك.
1. **التغيرات الهرمونية** خلال فترة الحمل، تؤثر الزيادة السريعة في مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين على جسم المرأة بشكل عام، بما في ذلك الحبال الصوتية. قد يؤدي ارتفاع مستويات البروجسترون إلى تقليل إنتاج المخاط، مما يسبب جفاف الحلق، وانخفاض قوة العضلات، والتهاب الحنجرة. كل هذه التغيرات تؤثر على جودة الصوت.
2. **زيادة سوائل الجسم** يمكن أن يكون تغير الصوت ناتجًا عن زيادة حجم سوائل الجسم خلال فترة الحمل، حيث يزداد حجم الدم بنسبة تصل إلى 45% لتوسيع الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الحبال الصوتية. هذا التوسع قد يؤدي إلى بعض التغيرات الصوتية لدى الحامل. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الحبل الصوتي يمكن أن يسهم أيضًا في تغير الصوت.
**3* تورم الحبال الصوتية** مثلما يحدث في أجزاء الجسم الأخرى، يمكن أن تنتفخ الحبال الصوتية خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى شعور بالثقل في الطيات الصوتية. نتيجة لذلك، قد تفقد النساء الحوامل نبرة صوتهن العليا، حيث تكون الأوعية الدموية في هذه الفترة هشة للغاية وقد تتمزق إذا حاولت الحامل التحدث بصوت مرتفع.من ناحية أخرى، قد يحدث تورم في الأنف أثناء الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا، مما يزيد من صعوبة التنفس لدى الحامل ويعيق إصدار الصوت نحو الجيوب الأنفية، مما يؤثر على خشونة الصوت.
**4* انخفاض سعة الرئة** قد تواجه الحامل صعوبة في التنفس خلال فترة الحمل، حيث يمكن أن يؤدي نمو الجنين داخل الرحم إلى دفع الحجاب الحاجز، مما يقلل من سعة الرئة وقدرتها على التنفس بشكل صحيح نحو الجيوب الأنفية، مما يؤثر على خشونة الصوت. بالإضافة إلى ذلك، تكون الأم أكثر عرضة للارتجاع الحنجري البلعومي خلال هذه الفترة، مما قد يؤدي إلى ارتخاء العاصرة التي تمنع ارتداد الطعام إلى الحنجرة، مما يغير نبرة الصوت.
**5* التهاب الحنجرة** يعتبر التهاب الحنجرة من أبرز أسباب بحة الصوت خلال فترة الحمل، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، أو نتيجة ظهور أكياس على الأحبال الصوتية، وهي كتل تتشكل على هذه الأحبال وتعيق قدرتها على الإغلاق بشكل طبيعي أثناء الكلام.
يتم تشخيص بحة الصوت لتحديد السبب وراء حدوثها، حيث يبدأ ذلك بفحص الحنجرة والأغشية المحيطة بها، أو من خلال إجراء تنظير الحنجرة باستخدام المنظار المضيء. كما يتم تقييم جودة الصوت لمعرفة السبب من خلال تحليل نوع الصوت ودرجة ارتفاعه وحدته. فعلى سبيل المثال، يعتبر الصوت الخشن مؤشراً على التهاب وتورم الأحبال الصوتية نتيجة عدوى أو استنشاق مواد كيميائية.
- حدوث تغير مفاجئ في الصوت بعد الغناء أو السعال أو العطس.
- الشعور بألم أثناء التحدث أو الغناء.
- فقدان كبير في النطاق الصوتي.
- تورم الأحبال الصوتية وتغير في نطاق الصوت.
تعاني النساء خلال فترة الحمل من تورم في أجزاء مختلفة من أجسامهن نتيجة احتباس السوائل والتغيرات الأيضية. وخلال هذه الفترة، تنتفخ الأحبال الصوتية أيضاً، مما يزيد من وزنها وصلابتها ويقلل من مرونتها. هذا التورم يضغط على الأحبال الصوتية ويؤثر على جودة الصوت.
قد يؤثر ذلك على النطاق الصوتي العام للمرأة عند الغناء، حيث قد تجد النساء صعوبة في الوصول إلى النغمات العالية، بينما قد يكن أكثر قدرة على الوصول إلى النغمات المنخفضة.
**زيادة احتمالية الإصابة بالارتجاع الحمضي** يعتبر ارتجاع الحمض وعسر الهضم من المشكلات الشائعة التي تعاني منها النساء خلال فترة الحمل. تؤدي التغيرات الهرمونية إلى استرخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية، التي تمنع عادةً تسرب أحماض المعدة إلى المريء. بالإضافة إلى ذلك، تقل سعة المعدة، مما يزيد من احتمالية حدوث ارتجاع الحمض عندما تكون معدة المرأة الحامل ممتلئة.
**زيادة هشاشة الأوعية الدموية في الأحبال الصوتية** يسبب الحمل توسع الأوعية الدموية في مناطق مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات المرتبطة بالحمل مثل البواسير والدوالي. وبالمثل، قد تتسع الأوعية الدموية في الأحبال الصوتية، مما يزيد من خطر النزيف. لذلك، يُنصح المطربات بأخذ قسط من الراحة لأصواتهن خلال فترة الحمل، وتجنب محاولات توسيع نطاق أصواتهن في هذه الفترة
**انخفاض سعة الرئة** مع تقدم الحمل ونمو الجنين، يتم دفع الحجاب الحاجز والأعضاء الأخرى في التجويف الصدري، مما قد يجعل المرأة الحامل تواجه صعوبة في التنفس بعمق كافٍ لإصدار بعض النغمات العالية. هذا الأمر قد يؤدي إلى إجهاد صوتي ويقلل من القدرة على الحفاظ على النغمات لفترات طويلة أثناء الغناء.
**انخفاض الرنين الأنفي** قد يحدث أيضًا تورم في الغشاء المخاطي للأنف خلال فترة الحمل، مما يقلل من قدرة المرأة على التنفس من خلال الأنف. هذا التورم يمكن أن يقلل أو يمنع صدى الصوت داخل تجاويف الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى فقدان الحيوية في الصوت ويجعل الرنين الأنفي أقل، مما يجعل الصوت يبدو أجشًا أثناء الحمل. عادةً ما يعود الصوت إلى طبيعته بعد ولادة الطفل، أو في بعض الحالات بعد بضعة أشهر من الولادة. ومع ذلك، يُنصح باستشارة طبيب الحنجرة وأخصائي النطق في بعض الحالات.
تعتبر هرمونات الحمل السبب الرئيسي وراء معظم حالات تغير الصوت أثناء الحمل؛ ومع ذلك، إذا واجهت أيًا من التغييرات التالية
ينبغي عليك زيارة طبيب الحنجرة وأخصائي النطق في أقرب فرصة إذا كنت تعانين من فقدان الصوت خلال فترة الحمل.
كما يجب عليك استشارة الطبيب إذا شعرت بأي نوع من عدم الراحة أو الألم أثناء التحدث أو الغناء.
إذا لاحظت تغيرًا مفاجئًا في جودة صوتك بعد الحديث أو الغناء، أو عند العطس أو السعال، فمن المهم أن تأخذي ذلك بعين الاعتبار.
تذكري أنه إذا كنت تعانين من أي تغييرات في صوتك أثناء الحمل، فإن ذلك يعد ظاهرة طبيعية جدًا.
**علاج بحة الصوت بالزيوت الأساسية** تحتوي الزيوت الأساسية على مركبات كيميائية فعالة في معالجة العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك بحة الصوت. على سبيل المثال، يُستخدم زيت اليوكالبتوس الأساسي لتخفيف إنتاج المخاط وترطيب وتلطيف تهيج الحلق. يمكن استخدامه عن طريق إضافة 4-5 نقاط من الزيت إلى أجهزة التبخير، أو بوضع بعض النقاط على الوسادة لاستنشاق رائحته أثناء النوم ليلاً. من المهم التنبيه إلى أنه يجب تجنب تناول الزيوت الأساسية عن طريق الفم.
**علاج بحة الصوت بالماء والملح** تساعد الغرغرة بالماء والملح في القضاء على الجراثيم الضارة وتخفيف الألم. لعلاج بحة الصوت باستخدام هذه الطريقة، يمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب كبير من الماء الدافئ وتحريكه حتى يذوب، ثم الغرغرة بالمحلول في أسفل الحلق قبل بصقه، مع الحرص على عدم ابتلاعه. يجب الانتباه إلى أن هذه الطريقة قد لا تكون مناسبة للأطفال الصغار الذين قد يجدون صعوبة في الغرغرة بشكل صحيح.
**علاج بحة الصوت بخل التفاح** يتميز خل التفاح بخصائصه المضادة للجراثيم، مما يجعله فعالاً في مكافحة الأمراض المعدية. لعلاج بحة الصوت باستخدام خل التفاح، يمكن إضافة ملعقة صغيرة أو ملعقتين من خل التفاح النقي غير المخفف إلى كوب صغير من الماء، وتناوله مرة أو مرتين يومياً. ولتحسين فعالية ومذاق هذا المزيج، يمكن إضافة ملعقة صغيرة من عسل النحل. كما يمكن استخدام خل التفاح في محلول غرغرة مكون من الماء والملح.
**علاج بحة الصوت بالشاي والعسل** تعتبر الأعشاب، مثل الشاي، من الطرق الفعالة لعلاج بحة الصوت، حيث يساعد الشاي في ترطيب وتلطيف تهيج الحلق. تحتوي بعض أنواع الشاي العشبي، مثل شاي البابونج، على مضادات أكسدة تعزز من قوة جهاز المناعة، بالإضافة إلى خصائصها المضادة للالتهابات.ينصح بإضافة عسل النحل إلى الشاي لزيادة فعاليته، حيث يعمل العسل على تقليل إنتاج المخاط ويساعد في تخفيف السعال. كما يمكن تناول مزيج من العسل والماء الدافئ بمفرده.
**علاج بحة الصوت بشاي الدردار الأحمر والليمون** يتم تحضير شاي الدردار الأحمر من خلال طحن لحاء شجرة الدردار الأحمر (Slippery Elm) الجاف، والذي يُستخدم في العديد من وصفات الطب العشبي الهندي لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي. يُعتقد أن هذا الشاي يعمل على تغليف الحلق وترطيبه، مما يسهل عملية التحدث ويساعد في علاج بحة الصوت. كما تتوفر مستخلصات الدردار الأحمر في شكل مكملات غذائية.ينصح بإضافة الليمون إلى شاي الدردار الأحمر، حيث يحتوي على فيتامين C، الذي يُعتبر من مضادات الأكسدة القوية، مما يعزز ويقوي جهاز المناعة.
**علاج بحة الصوت بالزنجبيل** تُعتبر استخدامات الزنجبيل من الطرق الشائعة لعلاج بحة الصوت بالأعشاب. فقد تم استخدام الزنجبيل منذ القدم لعلاج العديد من الأمراض، وخاصة التهاب الحلق والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. يساعد الزنجبيل في تخفيف السعال الجاف الذي يهيج الحنجرة، كما يمتلك خصائص مضادة للجراثيم.يمكن استخدام الزنجبيل لعلاج بحة الصوت عن طريق شربه كشاي مُعد مسبقًا، أو بتحضيره بإضافة الزنجبيل الطازج إلى الماء الساخن، أو تناوله مع الأطعمة المختلفة.
**علاج بحة الصوت باستخدام الثوم** يتميز الثوم بخصائصه المضادة للبكتيريا، مما يساعد في تسريع عملية الشفاء من الالتهابات. للاستفادة من فوائد الثوم في معالجة بحة الصوت، يمكن تناوله طازجاً أو مطبوخاً مع الوجبات، أو من خلال تناول المكملات الغذائية.
يمكن تجنب مشكلة تغير الصوت المفاجئ من خلال اتباع الإرشادات التالية:
- الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن المدخنين.
- تجنب تناول المشروبات الكحولية والمشروبات المحتوية على الكافيين.
- شرب كميات كافية من الماء.
- الابتعاد عن الأطعمة الحارة.
- عدم إرهاق الصوت لفترات طويلة وتجنب التحدث بصوت مرتفع.
- الغرغرة بمحلول الماء والملح.