ما هو الاحتراق الوظيفي وطرق التعامل معه

تاريخ النشر: 2025-01-17

ما هو الاحتراق الوظيفي وطرق التعامل معه

يمكن أن تكون ملاحظة الموظفين غير المندمجين، وزيادة معدلات التغيب عن العمل، وارتفاع معدل دوران الموظفين، وضعف الإنتاجية، من العلامات التي تثير قلق مديري الموارد البشرية بشكل كبير. في هذا المقال، نستعرض تأثير الاحتراق الوظيفي على أداء العاملين، بالإضافة إلى استراتيجيات للتخلص من هذه الظاهرة. سنسلط الضوء فى دليلى ميديكال على كيفية تعزيز الذكاء العاطفي في بيئة العمل كوسيلة فعالة للحماية من الاحتراق الوظيفي، وللمساهمة في خلق قوى عاملة أكثر صحة وإنتاجية.

هل يُعتبر الاحتراق الوظيفي مرضًا نفسيًا؟

 

لا، الاحتراق الوظيفي ليس مرضًا نفسيًا بحد ذاته. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر متلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن في بيئة العمل.

كيف يمكنك تجنب الاحتراق الوظيفي؟

 

لتفادي الاحتراق الوظيفي، من الضروري أولاً إدارة الوقت بشكل فعّال، وأخذ فترات راحة، وممارسة تمارين الاسترخاء. كما يُنصح بالحصول على الدعم الاجتماعي والاهتمام بالصحة الجسدية من خلال اتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن.

ما هي علامات الاحتراق الوظيفي؟

 

تتضمن علامات الاحتراق الوظيفي الشعور بالإرهاق الجسدي والعاطفي، وفقدان الحماس والدافع، بالإضافة إلى الانفصال العاطفي عن العمل والزملاء، وانخفاض مستوى الإنتاجية. ومن أخطر الأعراض الشعور بالفشل أو عدم الكفاءة.

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي؟

 

الاحتراق النفسي هو مفهوم شامل يتناول مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك العمل والعلاقات الشخصية والهوايات. في المقابل، يركز الاحتراق الوظيفي على الجانب المهني فقط، ويكون نتيجة لضغوط العمل، وقد لا يؤثر بالضرورة على مجالات أخرى من الحياة.

ما هي أبعاد الاحتراق الوظيفي؟

 

تتضمن أبعاد الاحتراق الوظيفي عادةً الإرهاق الجسدي والعاطفي، والانفصال عن بيئة العمل، وانخفاض الإنجاز الشخصي أو الإنتاجية، بالإضافة إلى فقدان الدافعية للعمل. تعكس هذه الأبعاد الجوانب الجسدية والعاطفية والعقلية للاحتراق الوظيفي الذي يعاني منه الأفراد في سياقاتهم المهنية.

**أهم الوظائف التي يعاني أصحابها من الاحتراق الوظيفي**

 

تعتبر وظائف القطاع الصحي، مثل الأطباء والممرضين، الأكثر تعرضًا لمعدلات الاحتراق الوظيفي، نظرًا لارتباطها الوثيق بحياة الناس ومصائرهم. ففي عام 2021، أظهر 41% من الأطباء أنهم يعانون من هذه الظاهرة، وأقر 96% منهم بأن الضغط النفسي الناتج عن العمل يعد من أبرز التحديات التي يواجهونها بشكل مستمر.في المرتبة الثانية، نجد أصحاب المناصب العليا في الشركات الكبرى والوظائف الهامة في الحكومات، بالإضافة إلى موظفي سوق الأسهم والعاملين في قطاع البورصة.علاوة على ذلك، هناك العديد من الوظائف الأخرى التي يعاني أصحابها من القلق والتوتر المستمر، مثل المهندسين، وموظفي الخدمات الاجتماعية، والسائقين، والعاملين في مطاعم الوجبات السريعة، ومندوبي المبيعات، والعاملين في مجال العقارات، والمحامين، وغيرهم.

**ما هو الاحتراق الوظيفي؟**

 

الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق البدني والعاطفي والذهني الناتجة عن الإجهاد المفرط والضغط المستمر في العمل. وقد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مجموعة من المشكلات الصحية، مثل الاكتئاب، والقلق، والأرق.

هل الإصابة بالاحتراق الوظيفي مزمنة؟

 

ليس بالضرورة، فالاحتراق الوظيفي ليس إصابة تحدث مرة واحدة وإنما هو حالة من الإجهاد المزمن. ويمكن أن يستمر الاحتراق الوظيفي لشهور أو سنوات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وتختلف مدة الإصابة به من شخص لآخر بحسب عدة عوامل مثل: درجة الاحتراق الوظيفي، والمرونة النفسية للشخص، وسرعة تشخيص المشكلة والتعرف عليها، وسهولة الوصول إلى العلاج والتداوي.

هل يمكن أن تكون الإصابة بالاحتراق الوظيفي مزمنة؟

 

ليس بالضرورة، فالاحتراق الوظيفي ليس مجرد حالة تحدث مرة واحدة، بل هو شكل من أشكال الإجهاد المزمن. يمكن أن يستمر الاحتراق الوظيفي لعدة أشهر أو حتى سنوات إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب. وتختلف مدة الإصابة من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، مثل: شدة الاحتراق الوظيفي، والمرونة النفسية للفرد، وسرعة التعرف على المشكلة وتشخيصها، وسهولة الوصول إلى العلاج.

ما هي عواقب الاحتراق الوظيفي؟

 

يمكن أن يكون للاحتراق الوظيفي تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة العقلية والجسدية، ومن بين هذه العواقب:

1. الاكتئاب أو القلق: قد يتطور الاحتراق الوظيفي إلى حالات من الاكتئاب أو القلق، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية.

2. اضطرابات النوم: يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشاكل مزمنة في النوم، مثل الأرق.

3. صعوبة التركيز: قد يسبب الاحتراق الوظيفي صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات المناسبة أو إنجاز المهام في العمل.

4. مشكلات صحية مصاحبة: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشكلات صحية أخرى، مثل الصداع، وآلام القولون، وارتفاع ضغط الدم.

5. انخفاض الإنتاجية: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى تراجع في مستوى الإنتاجية.

### أسباب الاحتراق الوظيفي

 

على الرغم من أن كثرة العمل والمسؤوليات تُعتبر من أبرز أسباب الاحتراق الوظيفي، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤدي بك إلى هذه الحالة التي تتطلب علاجًا فوريًا. ومن أهم أسباب الاحتراق الوظيفي:

#### المعاملة غير العادلة في العمل** الموظفين الذين يتعرضون لمعاملة غير عادلة في بيئة العمل يكونون أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي بمعدل 2.3 مرة. فالتحيز والمحسوبية وسوء المعاملة من قبل الإدارة أو الزملاء تُعتبر جميعها أشكالًا من المعاملة غير العادلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعويضات غير العادلة أو السياسات غير المنصفة للشركة، وكذلك التحرش والعنصرية التي قد تعاني منها بعض الموظفات أو الأقليات، تُساهم أيضًا في تفاقم هذه المشكلة.

**أعباء العمل غير القابلة للإدارة** وفقًا لمسح أُجري في نهاية عام 2020، أفاد 45% من الأفراد الذين انتقلوا إلى العمل عن بُعد بسبب جائحة كوفيد-19 أنهم يعملون أكثر مما كانوا عليه سابقًا. والأكثر إثارة للقلق هو أن حوالي 70% منهم ذكروا أنهم أصبحوا يعملون في عطلات نهاية الأسبوع. واستمر حجم العمل في الزيادة حتى بعد تراجع الوباء، مما جعل العديد من الموظفين يجدون أنفسهم يعملون بعد ساعات العمل الرسمية بكثير.تؤدي هذه الضغوط المتزايدة إلى تراكم أعباء العمل بشكل سريع، مما يجعلها غير قابلة للإدارة. حتى الموظفون ذوو الأداء العالي قد يشعرون باليأس الشديد مع تزايد أعباء العمل وصعوبة تحملها.

**عدم وضوح الدور** غالبًا ما يجهل أكثر من نصف العاملين تقريبًا ما هو متوقع منهم في وظائفهم، كما أنهم يواجهون صعوبة في تحديد ما يعنيه النجاح بالنسبة لهم. هذا الشعور بعدم الدعم وغياب الهدف يسهم في تعرضهم للاحتراق الوظيفي.

**عدم التواصل وتلقي الدعم من الإدارة** الموظفون الذين يشعرون بأن الإدارة تدعمهم يكونون أقل عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي بنسبة تقارب 70%. على النقيض، فإن أولئك الذين لا يشعرون بهذا الدعم يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.يمكن معالجة هذه المشكلة من خلال توفير محادثات داعمة ومنتظمة بين الموظفين ومدرائهم المباشرين، بالإضافة إلى إنشاء قنوات تواصل واضحة مع قسم الموارد البشرية، خاصةً إذا كان الموظفون لا يشعرون بالراحة في التحدث مباشرةً إلى مديريهم.

**ضغط الوقت غير المعقول** عندما يُعبّر الموظفون عن شعورهم بأن لديهم الوقت الكافي لإنجاز مهامهم، فإن احتمالية تعرضهم للإرهاق الشديد تنخفض بنسبة 70%. يُعتبر الشعور بالكفاءة غالبًا فضيلة، ولكن عندما يتعرض الموظفون لضغوطات تدفعهم للتسرع في إنجاز العمل، فإن جودة أدائهم قد تتأثر سلبًا. هذا الأمر قد يؤدي إلى تراجع شعورهم بالفخر بأنفسهم، مما يزيد من خطر تعرضهم للإرهاق الوظيفي.من جهة أخرى، تُعتبر خيبة الأمل المتعلقة بالتوقعات المهنية أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالاحتراق. الخبر السار هو أنه يمكن تجنب هذه المشاعر السلبية بمجرد التعرف عليها والعمل على معالجتها، سواء كنت موظفًا أو مديرًا.

ما هي أبرز علامات الاحتراق الوظيفي؟

 

إعياء التعاطف: يُعتبر إعياء التعاطف علامة على فقدان القدرة على الشعور بالرحمة تجاه الأشخاص الذين يعتمدون على دعمك، وهو أحد مظاهر الاحتراق الوظيفي.

الانطواء: يميل الأفراد الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي إلى الانعزال عن الآخرين، مما يؤدي إلى تقليل تواصلهم الاجتماعي وفقدان الثقة في زملائهم وأفراد أسرهم.

التعب والإرهاق: يسبب الاحتراق الوظيفي ظهور علامات التعب والإعياء، والتي قد تكون جسدية أو عقلية في بعض الأحيان.

التهيج السريع: مع تزايد مستويات الإرهاق المرتبطة بالاحتراق الوظيفي، يصبح الشخص أكثر عرضة لفقدان السيطرة على أعصابه، مما يؤدي إلى تهيجه بشكل أكبر تجاه الآخرين.

**اللجوء إلى المخدرات:** قد يؤدي الاحتراق الوظيفي في بعض الأحيان إلى اللجوء إلى المخدرات أو تناول الكحول كوسيلة للتخلص من الأعراض المصاحبة له، مما يعد من أبرز العلامات الدالة على الإصابة بهذا الاحتراق.

**سوء التعامل مع الآخرين:** لا يقتصر تأثير الاحتراق الوظيفي على الشعور بالشفقة فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى سوء التعامل مع الآخرين في بعض الحالات، مثل معاملة الآباء لأبنائهم بشكل غير لائق، أو إساءة تعامل المديرين مع مرؤوسيهم.

**مواجهة صعوبات في النوم:** يعاني الأفراد الذين يتعرضون للاحتراق الوظيفي من صعوبات في النوم بشكل متكرر، وقد يكون ذلك نتيجة لسوء العناية بالنفس والإرهاق المستمر.

تزايد المشكلات الصحية: يسهم الاحتراق الوظيفي في تفاقم المشكلات الصحية التي يعاني منها الشخص، حيث يتضمن ذلك زيادة الشعور بالصداع وظهور آلام في المفاصل.

كيف يمكنني معرفة ما إذا كنت مصابًا بالاحتراق الوظيفي؟

 

عادةً ما يتم تعريف الاحتراق الوظيفي من خلال مجموعة من الأعراض التي تظهر معًا. ومن أبرز هذه الأعراض:

1. شعور دائم بالإجهاد والإرهاق على الصعيدين الجسدي والعاطفي.

2. مشاعر مستمرة من الانفصال عن العمل أو الوظيفة أو الواقع المحيط.

3. إحساس دائم بعدم الإنجاز أو عدم القدرة على التأثير والفاعلية في العمل.

4.  تراجع في الإنتاجية وصعوبة في التركيزكما قد تترافق مع الاحتراق الوظيفي أعراض جسدية مثل: الصداع المزمن، اضطرابات النوم، أو مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي.من الضروري أن تكون هذه الأعراض موجودة بشكل مستمر لتشخيص الحالة بشكل صحيح.

**أبعاد الاحتراق الوظيفي** عند مناقشة أبعاد الاحتراق الوظيفي، لا يمكن إغفال الأبحاث التي أجرتها خبيرة علم النفس الاجتماعي الأمريكية كريستينا ماسلاش، التي حددت ثلاثة أبعاد رئيسية للإرهاق: الإرهاق العاطفي، والموقف السلبي تجاه العمل، وانخفاض الإنجاز الشخصي.

**الإرهاق العاطفي**: يشير الإرهاق العاطفي إلى الشعور بالاستنزاف والإرهاق الناتج عن متطلبات العمل. قد يشعر الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الإرهاق بأنهم لم يعودوا قادرين على العطاء، وأن مواردهم قد استنفدت. كما يمكن أن تشمل الأعراض تأثيرات جسدية مثل الصداع، والتعب، والأرق.

**الموقف السلبي تجاه العمل**: يتضمن هذا البعد الشعور بالسخرية أو الاستياء من مهام العمل، مما قد يؤدي إلى انخفاض التعاطف مع الزملاء أو العملاء، وزيادة الميل للانسحاب عاطفياً من علاقات العمل. وقد يصبح الأفراد أكثر بعداً أو انفصالاً، مما يؤثر سلباً على التواصل والتعاون بينهم.

**انخفاض الإنجاز الشخصي**: يُشير انخفاض الإنجاز الشخصي إلى الشعور بتراجع الكفاءة أو الأداء في العمل. قد يشعر الأفراد الذين يعانون من هذا الانخفاض بأن عملهم يفتقر إلى المعنى أو أنهم لا يُحدثون تأثيرًا، مما قد يؤدي إلى شعور بعدم الكفاءة أو الشك الذاتي، وبالتالي قد يتفاقم الإرهاق.

تتداخل هذه الأبعاد الثلاثة مع بعضها البعض، حيث يمكن أن تُعزز كل منها الأخرى. لذا، من الضروري فهمها لتحديد علامات الاحتراق الوظيفي، واتخاذ خطوات فعّالة لمنع تفاقمه، والسعي للحصول على الدعم عند الحاجة.في ظل بيئة العمل المعاصرة، التي تتسم بزيادة متطلبات العمل وارتفاع مستويات الضغط، يُعتبر الذكاء العاطفي أداة حيوية لتعزيز الصحة النفسية للموظفين ونجاح المؤسسات. ولكن، دعونا نبدأ بتعريف الذكاء العاطفي.

الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعر الفرد وفهمها وإدارتها، بالإضافة إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين. في سياق الاحتراق الوظيفي، يكتسب الذكاء العاطفي أهمية خاصة، حيث يكون الأفراد الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي أكثر قدرة على التعامل مع مصادر الضغط، مما يساعدهم على الحفاظ على مرونتهم وتجنب الاحتراق. ومن المهارات الأساسية التي يساهم الذكاء العاطفي في تطويرها للتغلب على الاحتراق الوظيفي:

**التعرف على مصادر الضغط ومعالجتها:** يتمكن الموظفون الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا عاليًا من تحديد مصادر الضغط في أنفسهم وفي زملائهم. كما أنهم يمتلكون القدرة على التعرف على العلامات المبكرة للاحتراق واتخاذ خطوات استباقية للتخفيف من تأثيراتها.

**تزيز المرونة:** يسهم الذكاء العاطفي في تمكين الأفراد من بناء مرونة قوية، مما يساعدهم على التعافي من الصدمات والتعامل بفعالية مع ضغوط العمل. هذه المرونة تقلل من فرص التعرض للاحتراق الوظيفي وتعزز الأمان العام في بيئة العمل.

**تشجيع التواصل المفتوح:** تساهم بيئة العمل التي تقدر الذكاء العاطفي في تعزيز التواصل المفتوح والنقاشات الصادقة حول المشاعر والتحديات. هذا يتيح للموظفين الشعور بالراحة في التعبير عن مخاوفهم وطلب الدعم، مما يساعد في معالجة المشكلات قبل أن تتفاقم ويقلل من خطر الاحتراق الوظيفي.

تعزيز العلاقات الإيجابية والدعم: يتمتع الموظفون الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا عاليًا بقدرة أكبر على التعاطف وتقديم الدعم لزملائهم، حيث يقومون بالاستماع إليهم وتشجيعهم وتقديم المساعدة عند الحاجة. هذا يساهم في خلق بيئة من الثقة والانتماء، مما يقلل من فرص التعرض للاحتراق الوظيفي.

الاهتمام بالرعاية الذاتية وخلق بيئة عمل صحية: يولي الأفراد ذوو الذكاء العاطفي العالي أهمية كبيرة للرعاية الذاتية، ويدركون ضرورة الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية. كما يشجعون الآخرين على اتباع نفس النهج، مما يعزز العادات الصحية مثل أخذ فترات راحة، وضع حدود، والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الرفاهية.

**عناصر بيئة العمل الفعّالة لحماية الموظفين من الاحتراق الوظيفي***

 

يعتبر إنشاء بيئة عمل صحية وفعّالة أساساً لنجاح إدارة الموارد البشرية. يتضمن ذلك تعزيز ثقافة عمل تركز على رفاهية الموظفين وارتباطهم وإنتاجيتهم، مما يسهم في تقليل فرص التعرض للاحتراق الوظيفي. من بين العناصر الأساسية لبيئة العمل الصحية:

تشجيع الصحة البدنية والعقلية:يساعد تشجيع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتوفير خيارات غذائية صحية، وتقديم موارد للصحة العقلية مثل الاستشارات أو برامج إدارة الضغط في تعزيز صحة الموظفين بشكل عام.

**تعزيز العلاقات الإيجابية والتواصل:**يتضمن ذلك خلق فرص لتنظيم أنشطة لبناء الفرق، وتشجيع التواصل المفتوح والصريح، وتعزيز بيئة داعمة يشعر فيها الموظفون بالتقدير والاحترام، مما يسهم في تعزيز التعاون وروح الفريق.

**تشجيع التوازن بين العمل والحياة الشخصية:**يشمل ذلك تطبيق أنظمة عمل مرنة، وتعزيز سياسات الإجازات، واحترام الحدود بين العمل والحياة الشخصية، مما يساعد الموظفين على تحقيق توازن صحي، وبالتالي تقليل مستويات الضغط والإرهاق الوظيفي.

**مراحل الاحتراق الوظيفي:**

 

من المثير للاهتمام أن المرحلة الأولى من الاحتراق الوظيفي تُعرف بشهر العسل، حيث يظهر تشابه بين مؤسسة الزواج ومتلازمة الاحتراق الوظيفي، على الأقل من الناحية النمطية. دعونا نأخذ استراحة ممتعة ونستعرض المراحل الخمس:

**مرحلة شهر العسل**كما هو الحال في شهر العسل التقليدي، تبدأ في هذه المرحلة الجديدة بحماس وطاقة عالية، مما يجعلك تشعر بالإبداع والإنتاجية. من السهل أن تكون متفائلاً في هذه الفترة، ورغم أنه من المثالي الاستمرار في هذا الشعور، إلا أنه يجب عليك توخي الحذر. قد يؤدي حماسك والتزامك بالعمل ورغبتك في إثبات نفسك إلى تحمل الكثير من المسؤوليات، مما قد يسبب لك الإرهاق. إذا لم تكن لديك استراتيجيات إيجابية للتعامل مع الضغوط، فقد تجد نفسك تنتقل إلى المرحلة التالية.

**مرحلة بداية التوتر**مع مرور الوقت، قد تلاحظ أن بعض الأيام تصبح أكثر تحدياً من غيرها. لا يزال العمل يبدو مجزياً، لكن التوتر يبدأ في التسلل إليك. قد تجد أن تفاؤلك يتناقص وإنتاجيتك تتأثر. قد تلاحظ أيضاً أعراض التوتر الشائعة التي تؤثر عليك وعلى أدائك، مثل التعب، التهيج، القلق، فقدان التركيز بسهولة، تغييرات في الشهية أو النظام الغذائي، قلة النوم، أو حتى الصداع، مما يدفعك إلى الانتقال إلى المرحلة التالية.

**مرحلة الإرهاق**عندما تصل إلى هذه المرحلة، تصبح الأعراض حرجة، ولا تستطيع العمل كما كنت سابقًا. يصبح من الصعب عليك التعامل مع متطلبات العمل والحياة، وقد تجد صعوبة في رؤية مخرج من ظروفك الحالية. تشعر بالغرق في الإرهاق جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، وقد تصبح متشائمًا تجاه العمل والحياة. قد تزداد أعراضك الجسدية بشكل ملحوظ، مما يسهل على المقربين منك ملاحظة التغير الكبير الذي طرأ عليك.

**مرحلة الإرهاق المعتاد**إذا تُركت أعراض الإرهاق دون معالجة، فإنها ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتك، مما قد يؤدي إلى مشاكل عقلية وجسدية وعاطفية كبيرة ومستدامة، مثل التعب المزمن والاكتئاب. سيكون من الصعب عليك العودة إلى وضعك الطبيعي، والأخطر من ذلك أن التعب العقلي والجسدي المستمر الذي تعاني منه قد يجبرك في النهاية على التوقف عن العمل لتتمكن من التعافي. قد تحتاج أيضًا إلى طلب المساعدة والدعم من متخصص في الرعاية الصحية.للأسف، غالبًا ما يتم تجاهل أعراض الاحتراق الوظيفي حتى تتفاقم وتصل إلى مراحل متقدمة. لذا، من المهم فهم مراحل هذا الإرهاق لتتمكن من تحديد المرحلة التي تمر بها حاليًا، مما يساعدك على البحث عن العلاج قبل أن تتدهور الأمور أكثر.

**ما هي المخاطر المرتبطة ببيئة العمل السلبية؟**

 

تؤدي بيئة العمل السلبية إلى زيادة احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي، مما يؤثر بشكل كبير على سلامة الموظفين ونجاح المؤسسة، ويتجلى ذلك في نتائج سلبية متعددة. فيما يلي بعض المخاطر الرئيسية المرتبطة ببيئة العمل السلبية وعلاقتها بالاحتراق الوظيفي:

- **انخفاض الإنتاجية:** يرتبط الاحتراق الوظيفي بتراجع مستويات الإنتاجية لدى الموظفين، حيث يواجهون صعوبة في الحفاظ على تركيزهم وتحفيزهم في بيئة عمل غير إيجابية.

- **زيادة معدلات التغيب عن العمل:** غالبًا ما يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى ارتفاع معدلات الغياب، حيث يشعر الموظفون بالإرهاق الجسدي أو العاطفي، مما يجعلهم غير قادرين على التعامل مع متطلبات العمل.

- **ارتفاع معدلات الاستقالة:** يكون الموظفون الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي نتيجة لبيئة العمل السلبية أكثر ميلاً للبحث عن فرص عمل جديدة، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الاستقالة وبالتالي زيادة التكاليف المرتبطة بها على المؤسسة.

- **انخفاض الروح المعنوية:** تسهم بيئة العمل السلبية في تآكل الروح الإيجابية لدى الموظفين، مما يؤدي إلى شعورهم بعدم الرضا والانزعاج.

- **التأثير على ثقافة المؤسسة:** يمكن أن ينتشر الاحتراق الوظيفي بسرعة في بيئة العمل، مما يؤثر سلبًا على الثقافة التنظيمية بشكل عام.

**علاج الاحتراق الوظيفي**

 

يتطلب علاج الاحتراق الوظيفي وضع استراتيجية شاملة تشمل جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والجسدية. إليك بعض الإرشادات التي قد تساعدك على التعافي:

- احرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة والاسترخاء، فهما من أفضل وسائل العلاج. يمكنك ممارسة أنشطة مريحة مثل الاستماع إلى الموسيقى، قراءة كتاب، أو الاستمتاع بمشاهدة الطبيعة.

- اعتنِ بنفسك، فالعوامل الثلاثة التي تساهم في التعافي من الاحتراق الوظيفي هي: التغذية الصحية، النوم الكافي، وممارسة التمارين الرياضية.

- خذ فترات راحة قصيرة تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق خلال يوم العمل. هذه الفترات تساعدك على الاسترخاء واستعادة طاقتك.

- ضع حدودًا واضحة بين العمل والحياة الشخصية، فالتوازن بينهما أمر بالغ الأهمية، خاصة إذا كنت تعمل عن بُعد. حدد وقتًا لإنهاء العمل ولا تتجاوزه.

- مارس التأمل والاسترخاء، هناك العديد من التمارين مثل استرخاء العضلات التدريجي أو التأمل الذهني لمدة خمس دقائق على مكتبك، مما يساعدك على تصفية ذهنك.

تأكد من التعبير عن مشاعرك، مثل أن تتحدث مع صديق أو أي شخص تشعر معه بالراحة والأمان.

اطلب الدعم من مختص، ولا تتردد في إبلاغ مديرك بأنك بحاجة إلى استشارة نفسية للتعامل مع وضعك.